أ. د. عادل الأسطة - الست كورونا : لا جديد في المدينة (136)

لا جديد في المدينة تحت شمسها في هذا النهار المشمس في بداية المربعانية - بداية فصل الشتاء .
المدينة تبدو شوارعها غير مكتظة ، فلا الريفيون يتشجعون لزيارتها ولا طلاب الجامعة يأتون إلى قاعات محاضراتهم . صار هناك وفرة في قاعات التدريس لم تعرفها الجامعة منذ تأسيسها ، وهكذا حلت الكورونا أزمة مستعصية ، وأغلب الظن أنها إن تمكنت من البشر فستحل أزمة السكن وستزدهر تجارة الأكفان بعد ازدهار تجارة الكمامات . مهن قديمة تنتهي وتحل محلها أخرى ، ومنذ زمن يبدو سحيقا لم نعد نرى الضريرين يبيعون إبر بوابير الكاز و إبر الخياطة ولم نعد نصغي إلى أصواتهم ذات النغمة اللافتة :
: خمس وعشرين إبرة بتعريفة وخمسين بقرش . إبر بوابير إبر خياطة مشاط شعر نكاشات "
وصرنا نستمع إلى نداء آخر مواز " خمسين كمامة بسبعة شيكل والكمامة بأغورتين . احم نفسك بأغورتين " .
على الرصيف أسأل الصديق " أبو حسين " المكوجي السؤال الذي بدأ يطغى على ألسنتنا :
- هل ستأخذ اللقاح ؟
ويجيب :
- نعم .
واقرأ في ( غوغل ) عن اللقاح ، ما له وما عليه ، واللقاح - أي لقاح - يحتاج إلى سبع سنوات حتى يتأكد من مدى نجاعته ، ولم تمر على إجراء التجارب على لقاح الكورونا سوى سبعة أشهر .
الشوارع غير مكتظة والمقاهي مغلقة وحين تسألني طالبة دراسات عليا عن إمكانية اللقاء في نابلس لتستشيرني في موضوع رسالتها أخبرها أن المقاهي منذ بداية الأسبوع مغلقة ، فتقترح أن نلتقي في مكتبة بلدية نابلس ، ولا أمانع .
كانت مكتبة بلدية نابلس مكانا للقاء الأصدقاء والأحبة قبل انتشار المقاهي الحديثة في غرب المدينة ، وأنا الآن في السابعة والستين وقليلون هم الذين يزورون مكتبة البلدية . هل ستعيد الكورونا للمكتبة عصرها الذهبي في الثقافة والعشق وإخفاء الرسائل في الكتب ؟
حديث الناس في نابلس في هذا النهار كان عن أحداث مخيم بلاطة وعن الحب والجنس في زمن الأشرطة والفيديوهات وفقدان الخصوصية و ...
وما زلت أواصل عزلتي وقراءاتي في رواية سوزان أبو الهوى " بينما ينام العالم " .
بيات شتوي وبيات كوروني شتوي منذ نهاية الشتاء الماضي .
صباح الخير
خربشات
٢٣ كانون الأول ٢٠٢٠



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى