" الحياة في بيوت فلسطين " ( 1862 ) هو كتاب ( ماري اليزا روجرز ) البريطانية التي زارت فلسطين ما بين 1855 و1859 وترددت على بيوتها وتجولت في أرضها ودونت ملاحظاتها حول هذا ثم أصدرتها في كتاب عنوانه ( Domestic life in Palestine ) وقد ترجمه الروائي ابن طيرة حيفا جمال أبو غيدا صاحب رواية " خابية الحنين " ( 2016 ) التي أنجزت عنها مقالين نشر أحدهما هنا في " الأيام " وثانيهما في موقع " رمان " الذي يحرره الروائي سليم البيك .
وقد توقفت أمام عنوان الكتاب وترجمته ، وأثارت ملاحظتي المهتمين فعقبوا عليها .
كنت التفت إلى العنوان الفرعي الذي أدرجه المترجم وهو " رحلات ماري اليزا روجرز في فلسطين وداخليتها بين 1855 و1859 " ولفت دال " وداخليتها " نظري وتساءلت إن كان دقيقا .
أعترف بأنني في الإنجليزية لست ( شكسبير ) وأن إلمامي بها إلمام عادي لا يمكنني من الخوض في دقة ترجمة مترجم بارع .
كتاب " الحياة في بيوت فلسطين " مدرج على موقع ( غوغل ) ويستطيع المرء أن يقرأه بلغته الأصلية ، بل ويستطيع أيضا قراءة مقدمة ناشر الكتاب في طبعته الثانية ، فلقد صدرت الطبعة الأولى في لندن ( 1862 ) والثانية في شيكاغو ( 1865 ) .
أتى المترجم ، في ترجمته ، على ترجمته وما قام به أحيانا ، ولكنه لم يورد مقدمة الكاتبة التي ظهرت في الطبعة المدرجة على موقع ( غوغل ) - أي طبعة ( شيكاغو ) ، كما لم يدرج مقدمة الناشر الأميركي ، وأظن أنهما مقدمتان مهمتان جدا .
في كتابته عن ترجمته نقرأ
" ومع ذلك فلم يخل الأمر من استبعاد فقرات قصيرة جدا من النص الأصلي الإنجليزي ، لاحتمالية احتواءها ( ؟ ) - احتوائها - على ما يمكن أن يكون إساءة وسوء فهم للحضارة العربية والإسلامية، ما اضطرني لحذفها لعدم تأثيرها على السياق العام للأحداث ، ولكونها تمثل نسبة ضئيلة جدا من الكم الوافر من المعلومات التي تضمنها الكتاب "
ولكي يكون المترجم صادقا مع قارئه فإنه نبه إلى أن النص الأصلي مدرج على موقع ( غوغل ) . ولا شك أن ما فعله يشكل مادة لدراسة المهتمين بالترجمة ودقتها وما الذي حذفه وما دلالات الحذف وأبعاده و .. و ...
ومن المؤكد أن القاريء سيتساءل أيضا عن سبب عدم إدراج مقدمة المؤلفة ومقدمة الناشر ، ولم يأت جمال أبو غيدا على هذا ، ولم يأت أيضا على سبب حذفه ، وأعتقد شخصيا أن النجاح لم يحالفه في هذا ، لما للمقدمتين من دلالات .
كما ذكرت ، فإن العنوان الفرعي هو ما لفت نظري وبخاصة عبارة " وداخليتها " .
إيقاع الجملة العربية لم يرق لي، فقررت النظر في العبارة الإنجليزية التي لم أعثر على نصها في النص الأصلي ، ورأيت أنها من وضع المترجم . هل اعتمد المترجم على طبعة أخرى من طبعات الكتاب العديدة الكثيرة كما لاحظت من صور أغلفة الكتاب المدرجة على ( غوغل ) ؛ الكتاب الذي صدرت منه طبعة خاصة باليافعين .
" وداخليتها " لم ترق لي حقا، وكانت التعقيبات على ترجمة عنوان الكتاب " Demostic life in Palestine " وهذا ما لم أرم إليه في ال ( Post ) / الخربشة التي خربشتها على صفحتي .
كتبت د. مي صيقلي في مقدمة للترجمة العربية " وهنا تبرز أهمية هذا الكتاب وترجمته إلى العربية ... وترجمته الوافية " . الترجمة وافية و د . مي أعرف مني بدقة الترجمة أو عدمها ، ولكن المترجم - كما ذكرت - أشار إلى حذفه بعض عبارات ، وأنا - أيضا كما ذكرت - لاحظت عدم وجود مقدمة المؤلفة ومقدمة الناشر ، كما لاحظت في الصفحات التي قرأتها أخطاء نحوية قليلة جدا .
ولمقدمة المؤلفة ، كما لمقدمة الناشر،أهمية كبيرة .
وأنت تقرأ فصولا من الكتاب ، مثل الفصل الثاني عشر ، تلحظ المؤلفة تتحدث عن مسلمين ومسيحيين ويهود اشكناز ويهود سفارديم ، وتكتب عن أتراك أيضا يتمثلون في الجيش . مقدمة المؤلفة تقول إن هذه التقسيمات منها هي " اختلطت بحرية مع الناس من العقائد والطبقات كلها ، ويوميا صرت مطلعة اطلاعا أفضل على عاداتهم وتقاليدهم ونماذج تفكيرهم . النساء بخاصة لفتن اهتمامي والتقطت بعض الحقائق الخاصة بهن التي لم تنشر أبدا من قبل حتى اليوم ، ومن المحتمل أنها لم تجمع من قبل أبدا " .
ما يهمني من الاقتباس السابق هو عبارة " اختلطت بحرية مع الناس من العقائد والطبقات كلها " وتحديدا دال " العقائد " . وكما ذكرت فإنها تكتب عن مسلمين ومسيحيين ويهود اشكناز ويهود سفارديم ، ولكن السكان لم يكونوا ينظرون إلى أنفسهم كما نظرت هي إليهم . إنها تأتي على كيفية نظرتهم إلى هويتهم ، فتكتب :
" They all call themselves "Arabs " or " Sons of the Arabs " and Arabic is their mother tongue . " - " إنهم يعتبرون أنفسهم عربا أو أبناء العرب ، والعربية هي لغتهم الأم " .
وتفصح المؤلفة عن السبب الذي جعلها تلجأ إلى تقسيمهم حسب العقائد ، فتكتب :
" لتجنب التعقيدات تكلمت مع سكان فلسطين كعرب " و" أنا صنفتهم اعتمادا على عقائدهم فقط " وتشرح كيف كانوا مع ذلك ينظرون إلى أصولهم " إن مسيحيي البلاد قالوا إنهم سوريون اقحاح ( ذوو أصول سورية ) بينما المسلمون انحدروا في الأغلب من العرب الذين استوطنوا المدن والقرى السورية والفلسطينية في القرنين السابع والثامن الميلاديين " ولم تكتب عن أصول اليهود ، ولكنها في الفصل الثاني عشر تكتب عن يهود سفارديم قدموا من اسبانيا والبرتغال ويهود اشكناز قدموا من المانيا ودول أوروبية أخرى . ( يمكن أن أقدم قراءة جديدة لرواية اسحق موسى الحسيني " مذكرات دجاجة " 1943 اعتمادا على هذا ويمكن أيضا تذكر بعض القصص القصيرة لغسان كنفاني التي أتى فيها على يهود فلسطين قبل النشاط الصهيوني ، بخاصة إحدى قصص " عن الرجال والبنادق " ) .
كان قصدي أن أكتب عن فكرة الصهيونية " أرض بلا شعب"و"أرض صحراء قاحلة " ومدى صحتها ، اعتمادا على كتاب ( ماري اليزا روجرز ) ثم وجدتني أكتب عن الترجمة .
لعلني سأقارب الموضوع في مقالة ثانية .
الجمعة 28 كانون الأول 2018 .
وقد توقفت أمام عنوان الكتاب وترجمته ، وأثارت ملاحظتي المهتمين فعقبوا عليها .
كنت التفت إلى العنوان الفرعي الذي أدرجه المترجم وهو " رحلات ماري اليزا روجرز في فلسطين وداخليتها بين 1855 و1859 " ولفت دال " وداخليتها " نظري وتساءلت إن كان دقيقا .
أعترف بأنني في الإنجليزية لست ( شكسبير ) وأن إلمامي بها إلمام عادي لا يمكنني من الخوض في دقة ترجمة مترجم بارع .
كتاب " الحياة في بيوت فلسطين " مدرج على موقع ( غوغل ) ويستطيع المرء أن يقرأه بلغته الأصلية ، بل ويستطيع أيضا قراءة مقدمة ناشر الكتاب في طبعته الثانية ، فلقد صدرت الطبعة الأولى في لندن ( 1862 ) والثانية في شيكاغو ( 1865 ) .
أتى المترجم ، في ترجمته ، على ترجمته وما قام به أحيانا ، ولكنه لم يورد مقدمة الكاتبة التي ظهرت في الطبعة المدرجة على موقع ( غوغل ) - أي طبعة ( شيكاغو ) ، كما لم يدرج مقدمة الناشر الأميركي ، وأظن أنهما مقدمتان مهمتان جدا .
في كتابته عن ترجمته نقرأ
" ومع ذلك فلم يخل الأمر من استبعاد فقرات قصيرة جدا من النص الأصلي الإنجليزي ، لاحتمالية احتواءها ( ؟ ) - احتوائها - على ما يمكن أن يكون إساءة وسوء فهم للحضارة العربية والإسلامية، ما اضطرني لحذفها لعدم تأثيرها على السياق العام للأحداث ، ولكونها تمثل نسبة ضئيلة جدا من الكم الوافر من المعلومات التي تضمنها الكتاب "
ولكي يكون المترجم صادقا مع قارئه فإنه نبه إلى أن النص الأصلي مدرج على موقع ( غوغل ) . ولا شك أن ما فعله يشكل مادة لدراسة المهتمين بالترجمة ودقتها وما الذي حذفه وما دلالات الحذف وأبعاده و .. و ...
ومن المؤكد أن القاريء سيتساءل أيضا عن سبب عدم إدراج مقدمة المؤلفة ومقدمة الناشر ، ولم يأت جمال أبو غيدا على هذا ، ولم يأت أيضا على سبب حذفه ، وأعتقد شخصيا أن النجاح لم يحالفه في هذا ، لما للمقدمتين من دلالات .
كما ذكرت ، فإن العنوان الفرعي هو ما لفت نظري وبخاصة عبارة " وداخليتها " .
إيقاع الجملة العربية لم يرق لي، فقررت النظر في العبارة الإنجليزية التي لم أعثر على نصها في النص الأصلي ، ورأيت أنها من وضع المترجم . هل اعتمد المترجم على طبعة أخرى من طبعات الكتاب العديدة الكثيرة كما لاحظت من صور أغلفة الكتاب المدرجة على ( غوغل ) ؛ الكتاب الذي صدرت منه طبعة خاصة باليافعين .
" وداخليتها " لم ترق لي حقا، وكانت التعقيبات على ترجمة عنوان الكتاب " Demostic life in Palestine " وهذا ما لم أرم إليه في ال ( Post ) / الخربشة التي خربشتها على صفحتي .
كتبت د. مي صيقلي في مقدمة للترجمة العربية " وهنا تبرز أهمية هذا الكتاب وترجمته إلى العربية ... وترجمته الوافية " . الترجمة وافية و د . مي أعرف مني بدقة الترجمة أو عدمها ، ولكن المترجم - كما ذكرت - أشار إلى حذفه بعض عبارات ، وأنا - أيضا كما ذكرت - لاحظت عدم وجود مقدمة المؤلفة ومقدمة الناشر ، كما لاحظت في الصفحات التي قرأتها أخطاء نحوية قليلة جدا .
ولمقدمة المؤلفة ، كما لمقدمة الناشر،أهمية كبيرة .
وأنت تقرأ فصولا من الكتاب ، مثل الفصل الثاني عشر ، تلحظ المؤلفة تتحدث عن مسلمين ومسيحيين ويهود اشكناز ويهود سفارديم ، وتكتب عن أتراك أيضا يتمثلون في الجيش . مقدمة المؤلفة تقول إن هذه التقسيمات منها هي " اختلطت بحرية مع الناس من العقائد والطبقات كلها ، ويوميا صرت مطلعة اطلاعا أفضل على عاداتهم وتقاليدهم ونماذج تفكيرهم . النساء بخاصة لفتن اهتمامي والتقطت بعض الحقائق الخاصة بهن التي لم تنشر أبدا من قبل حتى اليوم ، ومن المحتمل أنها لم تجمع من قبل أبدا " .
ما يهمني من الاقتباس السابق هو عبارة " اختلطت بحرية مع الناس من العقائد والطبقات كلها " وتحديدا دال " العقائد " . وكما ذكرت فإنها تكتب عن مسلمين ومسيحيين ويهود اشكناز ويهود سفارديم ، ولكن السكان لم يكونوا ينظرون إلى أنفسهم كما نظرت هي إليهم . إنها تأتي على كيفية نظرتهم إلى هويتهم ، فتكتب :
" They all call themselves "Arabs " or " Sons of the Arabs " and Arabic is their mother tongue . " - " إنهم يعتبرون أنفسهم عربا أو أبناء العرب ، والعربية هي لغتهم الأم " .
وتفصح المؤلفة عن السبب الذي جعلها تلجأ إلى تقسيمهم حسب العقائد ، فتكتب :
" لتجنب التعقيدات تكلمت مع سكان فلسطين كعرب " و" أنا صنفتهم اعتمادا على عقائدهم فقط " وتشرح كيف كانوا مع ذلك ينظرون إلى أصولهم " إن مسيحيي البلاد قالوا إنهم سوريون اقحاح ( ذوو أصول سورية ) بينما المسلمون انحدروا في الأغلب من العرب الذين استوطنوا المدن والقرى السورية والفلسطينية في القرنين السابع والثامن الميلاديين " ولم تكتب عن أصول اليهود ، ولكنها في الفصل الثاني عشر تكتب عن يهود سفارديم قدموا من اسبانيا والبرتغال ويهود اشكناز قدموا من المانيا ودول أوروبية أخرى . ( يمكن أن أقدم قراءة جديدة لرواية اسحق موسى الحسيني " مذكرات دجاجة " 1943 اعتمادا على هذا ويمكن أيضا تذكر بعض القصص القصيرة لغسان كنفاني التي أتى فيها على يهود فلسطين قبل النشاط الصهيوني ، بخاصة إحدى قصص " عن الرجال والبنادق " ) .
كان قصدي أن أكتب عن فكرة الصهيونية " أرض بلا شعب"و"أرض صحراء قاحلة " ومدى صحتها ، اعتمادا على كتاب ( ماري اليزا روجرز ) ثم وجدتني أكتب عن الترجمة .
لعلني سأقارب الموضوع في مقالة ثانية .
الجمعة 28 كانون الأول 2018 .