أ. د. عادل الأسطة - الست كورونا : أن تقضي العمر محتجزا ( 142 )

في ثمانينيات القرن العشرين قرأت ديوان الشاعر العراقي سعدي يوسف " تحت جدارية فائق حسن " وحفظت بعض مقاطعه عن ظهر قلب ، ومنها المقطع :
" في الوجوه التي أتوجس منها ،
بلادي التي أتوجس منها
رأيت القطار القديم ، القطار المغادر بغداد يوصلني
مرة للمياه ومرة للمحاكم .. أن تقضي العمر مغتربا ... حرفة ترتضيها ولا ترتضيها ... "
ولا أعرف ماذا كتب الشاعر في هذه الأيام عن الاغتراب والحجر في زمن الكورونا هو الشاعر الجوال الذي يحول كل حدث أو مشاهدة أو احتساء مشروب ما أو محادثة أو رحلة أو تجوال إلى شعر .
ها نحن نقضي الأيام محتجزين مغتربين متسكعين في الشوارع لساعات ، فلا مقهى ولا مطعم ولا سفر ولا محاضرة ولا ندوة ولا أمسية ولا ... .
اليوم جلست في مقهى هامشي يبيع الشاي والقهوة على المحلات المجاورة ، ففيه بضع كراسي وطاولة أو طاولتان لا أكثر ، وليس فيه ما يسر الناظر أو يفرح القلب . مقهى في مدخل عمارة لا ترى فيه إلا الواجهات الصماء لا أكثر . إنه أصلا مصمم لتوزيع المشروبات لا لاستقبال الزبائن .
في شوارع نابلس في جو الشتاء ، حيث البرد قارس ، لا يفضل المرء المشي . إنه يقضي حاجاته التي خرج لأجلها ويغادر إلى المنزل ، وفيه يقضي الساعات والعمر محتجزا ، لا يزور ولا يزار يتأمل الأشياء ويقرأ الكتب ويتابع جدار الفيس بوك .
أول أمس أرسل إلي الصديق
خليل حمد
نكتة عن تطورات الفايروس وتحولاته والجديد في السلالة الجديدة التي من أعراضها الإسهال ، وهذا يعني أن الكمامة وحدها لا تكفي ، فلا بد من حفاظة / حفاضة ايضا .
هل ستزدهر تجارة الحفاضات في قادم الأيام كما ازدهرت تجارة الكمامات ؟
وأنا أقرأ في مذكرات السياسي نزيه أبو نضال قرأت عن خط الطيب عبد الرحيم ونكتة البدوي الذي زار نابلس وأكل الكنافة وعاد إلى بلده وقد أصيب بإسهال شديد لم يملك فيه نفسه فصار ينقط ، وفي الطريق لقيه بدوي ذاهب إلى المدينة ليأكل الكنافة ، فسأله عن الطريق ، وهنا أجابه الآخر :
- شايف هذا الخط . اتبعه وستصل إلى المدينة ومحل الكنافة .
هل حقا سيصاب من يصاب بكوفيد ٢٠ بالإسهال ، ويكون صوى الطريق ؟
صباح الخير
خربشات
٢٩ كانون الأول ٢٠٢٠

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...