وانتهى عام 2020 بحلوه ومره، وهل علينا عام 2021، وبهذه المناسبة نشر صديقي الكاتب الاديب، ابراهيم جوهر
المعتكف منذ بدء الحرب الكورونية حتى طال شعره وذقنه بشكل ملفت كما ظهر في صورته الشخصية، نشر تغريده مع اقتراب نهاية العام 2020، ذكر فيها اصدقاؤه بان لا ينسوا المخدة مع نهاية سنة الكمامة، ويقول انها مخدة محاكمة الذات. اين أخطأت وأين اصبت؟ وعليه اعقد هذه المحاكمة بنية صادقة ومحاسبة امينة.
محكمة...
حيث ان الحدث الأبرز الذي سرق منا جل الوقت في عام 2020، وعطل حياتنا، والتي سماها الأستاذ ابراهيم بسنة الكمامة، هو الكورونا اللعينة، وهي العدوى التي شغلت معظم وقتنا واستهلكت طاقتنا وصبرنا، لا بد من طرح سؤال مهم ونحن على مفترق الطرق هذا، المتمثل في رأس السنة الميلادية الجديدة 2021: هل بالغنا في التحذير من الكورونا؟ وهل كنا على صواب في التحذير الدائم والمستمر من المرض؟ بل والتخويف من العدوى واستخدام كلمات رنانة زنانة لغايات رفع الوعي وخلق الالتزام؟ ام اننا تسببنا فعلا بالرعب كما يتهمنا البعض من واقع ما نشرناه من تغريدات ومقالات تحذر وبشدة من الكورونا على اعتبار أنها جائحة خطيرة؟ وبالتالي تسببنا في انخفاض المناعة عند البعض كنتيجة لمشاعر الخوف التي ربما اثرناها، كما يتهمنا البعض الاخر؟ ام اننا تهاونا ولم نرتق الى مستوى الخطر، ولم نفعل ما يتطلبه الوضع؟ فقصرنا في المساهمة في ردع العدوان الكوروني؟
الصحيح ان الأشهر الأولى من اندلاع حرب الكورنا، والتي كانت الاصابات فيها قليلة نسبيا، ولم يكن معروف للناس مدى فداحة الخطر الذي يمكن ان تتسبب به العدوى، كان من الصعب تسويق فكرة ان الجائحة امر خطير، وانه لا بد من الالتزام بالإجراءات المطلوبة. واذكر انني كنت اول من ارتدى الكمامة، وسرت في الشوارع والناس تتطلع على باستغراب، حتى ان البعض كان يستوقفني ليسأل عن سبب ارتداء الكمامة، وربما ظن البعض انني سقطت في بئر الجنون.
كان الموقف في بداياته جدلي الى حد بعيد، لان العلماء أنفسهم لم يكونوا قد تعرفوا على الفايروس بشكل دقيق، ولم يحددوا مخاطره الحقيقية الكاملة، وهم في الحقيقة ما زالوا يراوحون في مكانهم بهذا الخصوص، رغم انهم تعلموا الكثير واكتسبوا الكثير من الخبرة للتعامل مع ذلك الكابوس المرعب، بعد ان دفع جيش الأطباء والطواقم الطبية ثمنا غاليا لذلك.
لكن مع مرور الأيام اتسعت الإصابات وانتشر الوباء بصورة قوية جدا. ولم نعد نسمع عن الإصابات في الاخبار فقط، وانما أصيب أناس من حولنا، من الاهل والأصدقاء، وتعرفنا على ما يمكن ان يفعله المرض من الم ودمار في الجسم عند البعض، عن قرب شديد.
وفعلا فقد أصيب عدد هائل من الأصدقاء والمعارف وزملاء العمل، كثيرا منهم لم يشعروا في الاعراض، ومرت الإصابة عليهم بردا وسلاما. لكن في المقابل، أصيب عدد لا باس به من الأصدقاء والزملاء بأعراض شديدة ومؤلمة حد القتل، ليتبين كما يقول الدكتور طارق طهبوب الممارس لمهنة الطب في بريطانيا، والمتحدث من لندن في فيدو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ان هناك ما يسمى بالأعراض الكورنية طويلة الأمد long Covid ، وان عددا ممن أصيب بهذه الاعراض في بريطانيا قد يصل الى 100 الف مصاب يعانون اشد المعاناة بعضهم منذ ما يزيد على تسعة اشهر، وذلك من بين 2 مليون أصيبوا بالعدوى هناك.
لم تأت كلمة الطبيب طهبوب جزافا طبعا، بل من اجل التحذير من خطورة المرض، وهو الطبيب الممارس في غرف العناية الحثيثة والمركزة، وهو يشرح بإسهاب الأسباب الداعية للحذر من العدوى، وهو الذي يدعو الناس اليه من واقع مشاهداته اليومية ومعرفته وما اكتسبه من خبرة متراكمة منذ اندلاع الجائحة، وهو يدعو في اخر التسجيل الى الله ان يبعد عنا البلاء والغلاء وتسلط الأعداء. وهذه لوحدها توشر الى طبيعة المخاوف التي تنتاب هذا الرجل من المرض الكوروني اللعين.
والصحيح ان عدد الأصدقاء الذين اختبروا اعراض شديدة، ومؤلمة صار مع أيام الكورونا كبير، وكبير جدا، منهم الأستاذ أمين صبيح
الذي كان مبادرا وتحلى بالشجاعة ليعلن انه أصيب بالعدوى، وليقوم على أثر ذلك على شن حملات توعية من واقع تجربته الذاتية، وبين منذ أيام فقط انه وعلى الرغم من اصابته في بداية شهر أغسطس، لكنه ما يزال يعاني من اثار الإصابة طويلة الأمد، خاصة فيما يتعلق بحاجته الى الأوكسجين، موضحا انه لا يستطيع بذل جهد ولو بسيط بسبب انقطاع التنفس، ومثله الممرض وسائق الإسعاف محمود شبيطةMahmoud Sudqi Shobaiteh
.
وليس الأستاذ امين الوحيد من المعارف القريبين مني شخصيا، بل تبعه عدد من الأقارب والأصدقاء والزملاء الشباب منهم ميسرة عتمة
، ووليد دويكات، ومحمود شبيطة، Imad Elaiwi
، عبد العزيز الاسعد
و عصام الاسعد ،عصام ابويعقوب
وأخيرا وليس اخرا المهندس Waleed Dakka
الذي يمر هذه الأيام بأوقات عصيبة في خضم المعاناة التي شعر بها كل الأصدقاء المذكورين.
وهؤلاء القلة القليلة هم الذين تواصلت معهم شخصيا وتعرفت على طبيعة الاعراض التي أصيبوا بها، لكن قوائم الأصدقاء الذين أصيبوا بأعراض قوية مميته، ولم اعرف بإصابتهم طويلة على ما يبدو، فقد عرفت بالصدفة ان أحد الأصدقاء واسمه Rami Ratrout مر في حالة خطيرة جدا وادخل مستشفى شافيز ولولا لطف الله لذهب الى هناك.
وقد اكدت إصابة هؤلاء الأصدقاء خطورة العدوى بكل تأكيد، تسبب لي شخصيا برعب حقيقي لما تحمله من مديات مرعبة، واستوجب رفع مستوى الحذر من الكورونا اللعينة، واخذ مزيد من الاحتياطات، وقد انعكس ذلك على جهودي المتعلقة بالتحذير من العدوى ونشر الوعي فبدلا من الاكتفاء بالتغريدات القصيرة الخجولة والمترددة، تحولت الى كتابة مقال سردي شبه يومي بعنوان " فالج لا تعاجل" تعبيرا عن الياس من واقع الحال الكوروني، ومحاولا لفت الانتباه بقوة كورونية الى مخاطر الجائحة ومحذرا من الوقوع في شركها وداعيا الى مزيد من الحذر والاخذ بالاحتياطات الوقائية.
لكن ما جرى لأسرة صديقي Iyad Dweikat
الممتدة، وأطلعني عليها أولا بأول، وكتبت عن ذلك مقالا، كان في مجمله عبارة عن تفريغ امين لرسائل نصيه أرسلها لي، أوضحت بصورة غير مسبوقة وجه الكورونا البشع، فقد تسببت الكورنا في فقد عدد من احبته وحياة والدتة ما تزال على المحك في غرفة العناية المركزة، ولم يقتصر الامر على اعراض قاسية ومؤلمة، وهو وعلى شاكلة الأستاذ امين، كان صريحا وشجاعا وامينا في نقل الصورة عن تجربته الشخصية مع المرض، وما أصيبت به اسرته الممتدة، ولعل الناس تتعظ وتدرك حقيقة الخطر الذي يداهم البشر ككل. فكان كلامه وتجربته حاسما قطع به قول كل خطيب ومتفذلك ومنكر، ومتشكك، ومهون ومكذب وداعي لعدم القلق من الكورونا اللعينة.
فبمراجعة كل تلك الاحداث والحيثيات، وفي ضوء محاكمة الذات عند هذا المنعطف مطلع العام الجديد 2021 ومن اجل معرفة توجهات المستقبل خلال هذا العام، أقول بأن الواقع يؤشر الى ان الفايروس اللعين خطير للغاية، وهو يتسبب كل يوم بموت اعداد ليست قليلة من الناس، لكنه يصيب اعداد أكبر بكثير بتجارب الم غير مسبوقة، فصديقي Waleed Dwaikat
ما يزال يعاني من صداع لا يطاق كما يقول حتى بعد خروج الفايروس من جسده بشهرين. واليوم يتضح ان الكثير من الإصابات تترك اثرا شبه قاتل لمدة زمنية طويلة، كما أشار الطبيب الممارس طهبوب.
وفي كل الأحوال ما علينا ان نعيه ونعمل بموجبه، وعلى رأي صديقي Samir Alqot
الذي وصف لنا الفايروس في تعليقه على مقالي السابق بانه " خطير وقاتل وسريع التحور...والثابت أيضا في مواجهة هذا الوباء هو الاستمرار في اتخاذ اقصى درجات الحذر والإجراءات الوقائية المتبعة، والاهم تقوية جهاز المناعة بخطوات علمية".
وعليه وامام هذه المحكمة الموقرة، فإنني ابرء نفسي من تهمة التهويل والمبالغة والتسبب في التخويف وبث الرعب، بين الناس، بل انني أوجه اللوم الى نفسي، بأنني لم ابادر في وقت مبكر على نشر مقالات تفصيلية، كهذه لعلها، تساهم في بث الوعي وتحفيز الناس على اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتجنب الإصابة ونشر الفايروس.
وعليه سيكون الحذر والتحذير ونشر الوعي بأقصى قوة واشد العبارات، واستمرار للجهود التي بذلتها خلال العام المنصرم هو خارطة طريق سأعمل بموجبها وفي ضوؤها خلال العام 2021.
وكل عام والجميع سالم من الكورونا اللعينة.
رفعت الجلسة.
https://www.facebook.com/khalilhamad1954/posts/830050037843732
المعتكف منذ بدء الحرب الكورونية حتى طال شعره وذقنه بشكل ملفت كما ظهر في صورته الشخصية، نشر تغريده مع اقتراب نهاية العام 2020، ذكر فيها اصدقاؤه بان لا ينسوا المخدة مع نهاية سنة الكمامة، ويقول انها مخدة محاكمة الذات. اين أخطأت وأين اصبت؟ وعليه اعقد هذه المحاكمة بنية صادقة ومحاسبة امينة.
محكمة...
حيث ان الحدث الأبرز الذي سرق منا جل الوقت في عام 2020، وعطل حياتنا، والتي سماها الأستاذ ابراهيم بسنة الكمامة، هو الكورونا اللعينة، وهي العدوى التي شغلت معظم وقتنا واستهلكت طاقتنا وصبرنا، لا بد من طرح سؤال مهم ونحن على مفترق الطرق هذا، المتمثل في رأس السنة الميلادية الجديدة 2021: هل بالغنا في التحذير من الكورونا؟ وهل كنا على صواب في التحذير الدائم والمستمر من المرض؟ بل والتخويف من العدوى واستخدام كلمات رنانة زنانة لغايات رفع الوعي وخلق الالتزام؟ ام اننا تسببنا فعلا بالرعب كما يتهمنا البعض من واقع ما نشرناه من تغريدات ومقالات تحذر وبشدة من الكورونا على اعتبار أنها جائحة خطيرة؟ وبالتالي تسببنا في انخفاض المناعة عند البعض كنتيجة لمشاعر الخوف التي ربما اثرناها، كما يتهمنا البعض الاخر؟ ام اننا تهاونا ولم نرتق الى مستوى الخطر، ولم نفعل ما يتطلبه الوضع؟ فقصرنا في المساهمة في ردع العدوان الكوروني؟
الصحيح ان الأشهر الأولى من اندلاع حرب الكورنا، والتي كانت الاصابات فيها قليلة نسبيا، ولم يكن معروف للناس مدى فداحة الخطر الذي يمكن ان تتسبب به العدوى، كان من الصعب تسويق فكرة ان الجائحة امر خطير، وانه لا بد من الالتزام بالإجراءات المطلوبة. واذكر انني كنت اول من ارتدى الكمامة، وسرت في الشوارع والناس تتطلع على باستغراب، حتى ان البعض كان يستوقفني ليسأل عن سبب ارتداء الكمامة، وربما ظن البعض انني سقطت في بئر الجنون.
كان الموقف في بداياته جدلي الى حد بعيد، لان العلماء أنفسهم لم يكونوا قد تعرفوا على الفايروس بشكل دقيق، ولم يحددوا مخاطره الحقيقية الكاملة، وهم في الحقيقة ما زالوا يراوحون في مكانهم بهذا الخصوص، رغم انهم تعلموا الكثير واكتسبوا الكثير من الخبرة للتعامل مع ذلك الكابوس المرعب، بعد ان دفع جيش الأطباء والطواقم الطبية ثمنا غاليا لذلك.
لكن مع مرور الأيام اتسعت الإصابات وانتشر الوباء بصورة قوية جدا. ولم نعد نسمع عن الإصابات في الاخبار فقط، وانما أصيب أناس من حولنا، من الاهل والأصدقاء، وتعرفنا على ما يمكن ان يفعله المرض من الم ودمار في الجسم عند البعض، عن قرب شديد.
وفعلا فقد أصيب عدد هائل من الأصدقاء والمعارف وزملاء العمل، كثيرا منهم لم يشعروا في الاعراض، ومرت الإصابة عليهم بردا وسلاما. لكن في المقابل، أصيب عدد لا باس به من الأصدقاء والزملاء بأعراض شديدة ومؤلمة حد القتل، ليتبين كما يقول الدكتور طارق طهبوب الممارس لمهنة الطب في بريطانيا، والمتحدث من لندن في فيدو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ان هناك ما يسمى بالأعراض الكورنية طويلة الأمد long Covid ، وان عددا ممن أصيب بهذه الاعراض في بريطانيا قد يصل الى 100 الف مصاب يعانون اشد المعاناة بعضهم منذ ما يزيد على تسعة اشهر، وذلك من بين 2 مليون أصيبوا بالعدوى هناك.
لم تأت كلمة الطبيب طهبوب جزافا طبعا، بل من اجل التحذير من خطورة المرض، وهو الطبيب الممارس في غرف العناية الحثيثة والمركزة، وهو يشرح بإسهاب الأسباب الداعية للحذر من العدوى، وهو الذي يدعو الناس اليه من واقع مشاهداته اليومية ومعرفته وما اكتسبه من خبرة متراكمة منذ اندلاع الجائحة، وهو يدعو في اخر التسجيل الى الله ان يبعد عنا البلاء والغلاء وتسلط الأعداء. وهذه لوحدها توشر الى طبيعة المخاوف التي تنتاب هذا الرجل من المرض الكوروني اللعين.
والصحيح ان عدد الأصدقاء الذين اختبروا اعراض شديدة، ومؤلمة صار مع أيام الكورونا كبير، وكبير جدا، منهم الأستاذ أمين صبيح
الذي كان مبادرا وتحلى بالشجاعة ليعلن انه أصيب بالعدوى، وليقوم على أثر ذلك على شن حملات توعية من واقع تجربته الذاتية، وبين منذ أيام فقط انه وعلى الرغم من اصابته في بداية شهر أغسطس، لكنه ما يزال يعاني من اثار الإصابة طويلة الأمد، خاصة فيما يتعلق بحاجته الى الأوكسجين، موضحا انه لا يستطيع بذل جهد ولو بسيط بسبب انقطاع التنفس، ومثله الممرض وسائق الإسعاف محمود شبيطةMahmoud Sudqi Shobaiteh
.
وليس الأستاذ امين الوحيد من المعارف القريبين مني شخصيا، بل تبعه عدد من الأقارب والأصدقاء والزملاء الشباب منهم ميسرة عتمة
، ووليد دويكات، ومحمود شبيطة، Imad Elaiwi
، عبد العزيز الاسعد
و عصام الاسعد ،عصام ابويعقوب
وأخيرا وليس اخرا المهندس Waleed Dakka
الذي يمر هذه الأيام بأوقات عصيبة في خضم المعاناة التي شعر بها كل الأصدقاء المذكورين.
وهؤلاء القلة القليلة هم الذين تواصلت معهم شخصيا وتعرفت على طبيعة الاعراض التي أصيبوا بها، لكن قوائم الأصدقاء الذين أصيبوا بأعراض قوية مميته، ولم اعرف بإصابتهم طويلة على ما يبدو، فقد عرفت بالصدفة ان أحد الأصدقاء واسمه Rami Ratrout مر في حالة خطيرة جدا وادخل مستشفى شافيز ولولا لطف الله لذهب الى هناك.
وقد اكدت إصابة هؤلاء الأصدقاء خطورة العدوى بكل تأكيد، تسبب لي شخصيا برعب حقيقي لما تحمله من مديات مرعبة، واستوجب رفع مستوى الحذر من الكورونا اللعينة، واخذ مزيد من الاحتياطات، وقد انعكس ذلك على جهودي المتعلقة بالتحذير من العدوى ونشر الوعي فبدلا من الاكتفاء بالتغريدات القصيرة الخجولة والمترددة، تحولت الى كتابة مقال سردي شبه يومي بعنوان " فالج لا تعاجل" تعبيرا عن الياس من واقع الحال الكوروني، ومحاولا لفت الانتباه بقوة كورونية الى مخاطر الجائحة ومحذرا من الوقوع في شركها وداعيا الى مزيد من الحذر والاخذ بالاحتياطات الوقائية.
لكن ما جرى لأسرة صديقي Iyad Dweikat
الممتدة، وأطلعني عليها أولا بأول، وكتبت عن ذلك مقالا، كان في مجمله عبارة عن تفريغ امين لرسائل نصيه أرسلها لي، أوضحت بصورة غير مسبوقة وجه الكورونا البشع، فقد تسببت الكورنا في فقد عدد من احبته وحياة والدتة ما تزال على المحك في غرفة العناية المركزة، ولم يقتصر الامر على اعراض قاسية ومؤلمة، وهو وعلى شاكلة الأستاذ امين، كان صريحا وشجاعا وامينا في نقل الصورة عن تجربته الشخصية مع المرض، وما أصيبت به اسرته الممتدة، ولعل الناس تتعظ وتدرك حقيقة الخطر الذي يداهم البشر ككل. فكان كلامه وتجربته حاسما قطع به قول كل خطيب ومتفذلك ومنكر، ومتشكك، ومهون ومكذب وداعي لعدم القلق من الكورونا اللعينة.
فبمراجعة كل تلك الاحداث والحيثيات، وفي ضوء محاكمة الذات عند هذا المنعطف مطلع العام الجديد 2021 ومن اجل معرفة توجهات المستقبل خلال هذا العام، أقول بأن الواقع يؤشر الى ان الفايروس اللعين خطير للغاية، وهو يتسبب كل يوم بموت اعداد ليست قليلة من الناس، لكنه يصيب اعداد أكبر بكثير بتجارب الم غير مسبوقة، فصديقي Waleed Dwaikat
ما يزال يعاني من صداع لا يطاق كما يقول حتى بعد خروج الفايروس من جسده بشهرين. واليوم يتضح ان الكثير من الإصابات تترك اثرا شبه قاتل لمدة زمنية طويلة، كما أشار الطبيب الممارس طهبوب.
وفي كل الأحوال ما علينا ان نعيه ونعمل بموجبه، وعلى رأي صديقي Samir Alqot
الذي وصف لنا الفايروس في تعليقه على مقالي السابق بانه " خطير وقاتل وسريع التحور...والثابت أيضا في مواجهة هذا الوباء هو الاستمرار في اتخاذ اقصى درجات الحذر والإجراءات الوقائية المتبعة، والاهم تقوية جهاز المناعة بخطوات علمية".
وعليه وامام هذه المحكمة الموقرة، فإنني ابرء نفسي من تهمة التهويل والمبالغة والتسبب في التخويف وبث الرعب، بين الناس، بل انني أوجه اللوم الى نفسي، بأنني لم ابادر في وقت مبكر على نشر مقالات تفصيلية، كهذه لعلها، تساهم في بث الوعي وتحفيز الناس على اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتجنب الإصابة ونشر الفايروس.
وعليه سيكون الحذر والتحذير ونشر الوعي بأقصى قوة واشد العبارات، واستمرار للجهود التي بذلتها خلال العام المنصرم هو خارطة طريق سأعمل بموجبها وفي ضوؤها خلال العام 2021.
وكل عام والجميع سالم من الكورونا اللعينة.
رفعت الجلسة.
https://www.facebook.com/khalilhamad1954/posts/830050037843732