في إحدى اليوميات ربطت بين الكمامة و " الكندومة " - أي الواقي الذكري ، وقبل يومين قرأت للمحامي Hassan Abbadi
ابن مدينة حيفا فقرة عن مقال للشاعر والناقد فراس حاج عمر عنوانه لافت ، ما دفع بعض جهات النشر إلى رفض نشره ، وبعض القراء إلى مهاجمته بشدة ، وإن أشاد قراء قليلون بجرأة كاتبه الذي قارب بين الكمامة والكيلوت .
لم اقرأ المقال ، فلم يرسله فراس ، كعادته ، لي ، وإن سألني إن كنت قرأته .
شخصيا تذكرت أمس وأول أمس سنوات إقامتي في ألمانيا ، وكانت ألمانيا - طبعا الغربية - تصر على ضرورة إجراء فحص " الإيدز " لكل من سيقيم فيها .
كان الشعار السائد في ألمانيا في حينه - أقمت بين ١٩٨٧ و ١٩٩١ - هو " لا تعط " الإيدز " فرصة .
( Gib AIDS keine Chance "
وكنت أقرأه في كثير من الأماكن ، كما كنت أصغي إليه وأنا أشاهد الفضائيات الألمانية .
كان الإيدز يومها يشكل رعبا كبيرا لكثيرين ، ولا أعرف كم شخصا قضى فيه .
العبارة الألمانية السابقة ارتبطت بالواقي الذكري / العازل / الكندومة ، وصار الواقي يباع أيضا ، مثل الكمامة في أيامنا هذه ، في كل مكان ، وصرت تجد أجهزة بيعه ، في الصيدليات وفي التجمعات السكانية ، مثل مساكن الطلبة ، إلى جانب آلات بيع علب السجائر ، وهو ما لاحظته أول ما سكنت في ( البازل تور ) - بوابة بازل - في مدينة فرايبورغ .
هل أبالغ إذا قلت إن الرعب الذي أصاب الأوروبيين في حينه لا يقل عن الرعب الذي يصيبهم من الكورونا في هذه الأيام ؟
ربما أبالغ قليلا ، ففي تلك الأيام لم تتأثر حركة الطيران ولم تغلق المقاهي والمطاعم ولم تمنع الجماهير من الذهاب إلى ملاعب الكرة لمشاهدة المباريات ولم يتأثر التعليم ولم يخش على كبار السن ولم ... ولم ... ومع ذلك فقد اجتاح أوروبا رعب كبير .
" لا تعط " الإيدز " فرصة " عبارة اقترنت بالرعب في حينه ، ولكن الحياة كانت تتواصل .
في برنامج إذاعة " أجيال " الذي تقدمه ميسون مناصرة كان الحديث اليوم عن اللقاح وعن أولوية تطعيم كبار السن وتساءلت مقدمة البرنامج عن العمر المقصود بالعبارة :
- هل هو الخمسون عاما فما فوق ؟
أم :
- هل هو الخامسة والستون فما فوق ؟
غالبا ما ينصحني الآخرون بالزواج ، فأرد على نصيحتهم بأنني عجوز ولا يصدقون ، فأنا في نظرهم " شباب " ، وأنا أبتسم وأتذكر قول الشاعر العباسي بشار بن برد :
" إن في بردي جسما ناحلا
لو توكأت عليه لانهدم "
وفي سري أقول :
" جواز العجايز مش جايز " واتذكر رد واحدة قالت مثلا مغايرا " الدهن في العتاقي " واللهم أسألك حسن الخاتمة .
صباح الخير
خربشات
٦ / ١ / ٢٠٢١ .
ابن مدينة حيفا فقرة عن مقال للشاعر والناقد فراس حاج عمر عنوانه لافت ، ما دفع بعض جهات النشر إلى رفض نشره ، وبعض القراء إلى مهاجمته بشدة ، وإن أشاد قراء قليلون بجرأة كاتبه الذي قارب بين الكمامة والكيلوت .
لم اقرأ المقال ، فلم يرسله فراس ، كعادته ، لي ، وإن سألني إن كنت قرأته .
شخصيا تذكرت أمس وأول أمس سنوات إقامتي في ألمانيا ، وكانت ألمانيا - طبعا الغربية - تصر على ضرورة إجراء فحص " الإيدز " لكل من سيقيم فيها .
كان الشعار السائد في ألمانيا في حينه - أقمت بين ١٩٨٧ و ١٩٩١ - هو " لا تعط " الإيدز " فرصة .
( Gib AIDS keine Chance "
وكنت أقرأه في كثير من الأماكن ، كما كنت أصغي إليه وأنا أشاهد الفضائيات الألمانية .
كان الإيدز يومها يشكل رعبا كبيرا لكثيرين ، ولا أعرف كم شخصا قضى فيه .
العبارة الألمانية السابقة ارتبطت بالواقي الذكري / العازل / الكندومة ، وصار الواقي يباع أيضا ، مثل الكمامة في أيامنا هذه ، في كل مكان ، وصرت تجد أجهزة بيعه ، في الصيدليات وفي التجمعات السكانية ، مثل مساكن الطلبة ، إلى جانب آلات بيع علب السجائر ، وهو ما لاحظته أول ما سكنت في ( البازل تور ) - بوابة بازل - في مدينة فرايبورغ .
هل أبالغ إذا قلت إن الرعب الذي أصاب الأوروبيين في حينه لا يقل عن الرعب الذي يصيبهم من الكورونا في هذه الأيام ؟
ربما أبالغ قليلا ، ففي تلك الأيام لم تتأثر حركة الطيران ولم تغلق المقاهي والمطاعم ولم تمنع الجماهير من الذهاب إلى ملاعب الكرة لمشاهدة المباريات ولم يتأثر التعليم ولم يخش على كبار السن ولم ... ولم ... ومع ذلك فقد اجتاح أوروبا رعب كبير .
" لا تعط " الإيدز " فرصة " عبارة اقترنت بالرعب في حينه ، ولكن الحياة كانت تتواصل .
في برنامج إذاعة " أجيال " الذي تقدمه ميسون مناصرة كان الحديث اليوم عن اللقاح وعن أولوية تطعيم كبار السن وتساءلت مقدمة البرنامج عن العمر المقصود بالعبارة :
- هل هو الخمسون عاما فما فوق ؟
أم :
- هل هو الخامسة والستون فما فوق ؟
غالبا ما ينصحني الآخرون بالزواج ، فأرد على نصيحتهم بأنني عجوز ولا يصدقون ، فأنا في نظرهم " شباب " ، وأنا أبتسم وأتذكر قول الشاعر العباسي بشار بن برد :
" إن في بردي جسما ناحلا
لو توكأت عليه لانهدم "
وفي سري أقول :
" جواز العجايز مش جايز " واتذكر رد واحدة قالت مثلا مغايرا " الدهن في العتاقي " واللهم أسألك حسن الخاتمة .
صباح الخير
خربشات
٦ / ١ / ٢٠٢١ .