فوز حمزة - إشعار بعد الثانية فجراً.. قصة قصيرة

ظننت وأنا في عمر الرابعة والسبعين أنني سأكف عن طرح الأسئلة في الحياة .. فبريق ما يحيطني قد خفت والدهشة رحلت مع سنين عمري الماضية .. لكن ثمة صوت جعلني ألتفت لأرى الأشياء بنظرة جديدة ٠٠
إشعار عبر الماسنجر وردني بعد الثانية فجراً ٠٠
رسالته كانت طويلة .. فيها كلمات لم تمر عليّ من قبل رغم أنني معلمة ولم أنقطع عن القراءة أبداً ٠٠
ربما هي الرسالة الأولى التي أتلقاها من رجل يعبر لي فيها عن أهتمامه بيّ ويبدي أعجابه بصفحتي الأفتراضية رغم فقر الصفحة من أي شيء مثير ..
وحين أخبرته برأيي قال:
- أنا أبصر ما لا تبصرين .. لقد رزقني الله بهذه اللحظة التي ساقتني إليها في أجمل مصادفة معرفة أهل الرقي والفكر وأصحاب النقاء في الروح .. والجمال في القلب ٠٠
تحية أرفعها لمقام سموك سيدتي ٠٠
أنبهرت به .. فملك عليّ كل شيء ٠٠
السطور بدأت تلتهب بكلمات العشق ومعها قلبي أخذ ينبض ثانية ٠٠
لم يكن مهتماً للعشرين عاماً الفاصلة بين عمرينا ٠٠
وأنا أيضاً نسيت القلق بشأن ذلك ٠٠
فحين يخبر رجل امرأة بعشقه لروحها .. وإنهما جسدان أقتسما روح واحدة عليها الكف عن التفكير في أي شيء آخر ٠٠
وهذا ما فعلته .. اكتفيت بالحب ٠٠
لم يكن يكتب لي .. بل يعزف على أوتار قلب علاه الصدأ منذ زمن بعيد .. فأذا بيّ أسمع لحناً حملني لدنيا لا تغيب عنها الشمس ٠٠
هناك .. شعرت أنني أنثى من جديد ..
كتب لي في إحداها :
صدقيني .. لا أدري ما الذي دعاني لإن أحكي لحضرتكِ ٠٠
ربما لشعوري بأنني أعرفكِ من قبل ٠٠
ورسائل كثيرة يصف لي فيها ما يعتريه من مشاعر بكلمات لم أعرف بوجودها من قبل في القواميس ..
بدأت أتنفس رسائله القادمة من بلاد بعيدة كأنها الربيع ٠٠
بدأت أرقب ما يكتب على صفحته وأقرأ ردود صديقاته لتشعلني الغيرة بنيرانها .. أنا التي قبل أسابيع أطفأت أربع وسبعين شمعة من شموع عمري ٠٠
مرتْ شهور منذ أن بدأ يتهرب مني متعللاً كل مرة بحجة مختلفة عن سابقتها .. لكن الأخيرة كانت القاضية حين أخبرني بأمر زواجه من إحدى قريباته ٠٠
عزائي في ذلك إنه لا يحبها وشرح لي الظروف التي أجبرته على ذلك ٠٠
بعدها بنى بيني وبينه حائطاً عالياً يصعب تسوره حين حظرني من صفحته .. ولكن ليس قبل سماعي لبكاءه وتنهداته ٠٠
بعدها ٠٠ أزداد حبي له حتى أنني تشاجرت مع صديقة لي عندما نعتتني بالمغفلة ونعتته بالكذاب فقط لأنني أرسلت له مبلغاً من المال حين طلب ذلك ..
هل حقاً كان يكذب ؟؟
هل كان يكذب عندما أرسل لي أغنية تقول :
كان ودي نلتقي ..
في حياتي تشرقي ..
مثل النجمة تبرقي ..
لكن ظروفك غريبة ..
هل حقاً يكذب ؟؟!!

٠٠٠٠٠٠٠٠٠ فوز حمزة ٠٠٠٠٠٠٠٠٠

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى