منذُ ثلاثةَ عشرَ عامًا، وسامي يقضي نُهُرَه ملتصِقًا بعمودِ الكهرباء المنتصبِ على مدخل حارته، وعند حلول المساء،ِ يغادر إلى بيته..
لقد اعتاد المارّةُ اليوميّون هذا المشهد، ولم يعدْ يلفت انتباه أحدٍ منهم، بل إنّ بعضَهم كان يعجب لو مرّ مرةً من هناك ولم يجد ساميًا في موقعه ملتصقًا بالعمود، واقفًا أو جالسًا.
ثم إنّه قد بلغ الأمر بطالبات المدارس أن رحن يبادلنه التحيّةَ بطمأنينةٍ كاملة، بعد أن أحسسنَ ببعض السلوى والراحة بوجودِه..
هذا الصباح، ساعةَ وصل سامي إلى موقعه واقترب من العمود، أحسّ بفزعٍ شديد، وراح يركض بعشوائيّةٍ مطلقة، وكان كلّما رآه أحدٌ ركض وراءه، وكلّما مرّ جوارَ متجرٍ تبعه كلّ من فيه. لقد تبِعه المُصلّون، والطلّاب، وروّاد الأسواق، وركّاب الحافلات، والنساءُ اللائي كنَّ ينشرن الغسيل على الأسطح. لقد غدا كرةَ ثلجٍ تتضخّم في تدحرجها...
وعندما حلّ المساء، افترش الناس الأرض، دون أن ينبسَ أحدهم بكلمةٍ واحدةٍ، وناموا، لكي يتابعوا الركضَ عند شقشقةِ الفجر!
لقد اعتاد المارّةُ اليوميّون هذا المشهد، ولم يعدْ يلفت انتباه أحدٍ منهم، بل إنّ بعضَهم كان يعجب لو مرّ مرةً من هناك ولم يجد ساميًا في موقعه ملتصقًا بالعمود، واقفًا أو جالسًا.
ثم إنّه قد بلغ الأمر بطالبات المدارس أن رحن يبادلنه التحيّةَ بطمأنينةٍ كاملة، بعد أن أحسسنَ ببعض السلوى والراحة بوجودِه..
هذا الصباح، ساعةَ وصل سامي إلى موقعه واقترب من العمود، أحسّ بفزعٍ شديد، وراح يركض بعشوائيّةٍ مطلقة، وكان كلّما رآه أحدٌ ركض وراءه، وكلّما مرّ جوارَ متجرٍ تبعه كلّ من فيه. لقد تبِعه المُصلّون، والطلّاب، وروّاد الأسواق، وركّاب الحافلات، والنساءُ اللائي كنَّ ينشرن الغسيل على الأسطح. لقد غدا كرةَ ثلجٍ تتضخّم في تدحرجها...
وعندما حلّ المساء، افترش الناس الأرض، دون أن ينبسَ أحدهم بكلمةٍ واحدةٍ، وناموا، لكي يتابعوا الركضَ عند شقشقةِ الفجر!