هل ستتطعم أم ... ؟
مع ازدياد الحديث عن اللقاح وعرض صور المسؤولين وهم يتطعمون وتشجيع بعض الكتاب على قبوله مثل Sohaill Kiwan
و اياد شماسنه
أتذكر قصة طويلة للكاتب المصري يحيى حقي هي " قنديل أم هاشم " ورواية للكاتبة اللبنانية علوية صبح هي " مريم الحكايا " وموقف كثير من الناس من الطب والعلم وتفضيل العلاج ب " الشلولو " و" البصل والثوم " و" بول البعير " .
هل تتذكرون ما جرى مع اسماعيل الذي ذهب لدراسة طب العيون في لندن ؟
عندما أراد أن يعالج رمد قريبته بوسائل علمية تعلمها هناك ، فثار على عادات أهله ومعتقداتهم ، أهله الذين فضلوا علاجها ببركات الست زينب وزيتها ، احتج أهله واتهموه بعقله ، ما جعله في النهاية يرضخ لهم ، إلى حد ما ، ويقتنع بالمصالحة بين العلم والدين .
هل يختلف الأمر في رواية " مريم الحكايا " ؟
الطبيب اللبناني الذي ذهب إلى باريس ليدرس الطب وعاد إلى بيروت ليعالج أهلها ، فلم يكن همه المال إطلاقا ، ولم يرضخ لرأي زوجته بجمع القليل منه ، الطبيب واصل معالجة الفقراء ولكنه اصطدم بوعيهم الفقير ، فالعلاج الذي يكتبه لهم والدواء الذي يعطيه إياهم لا يتناولونه ، فهم يفضلون عليه الشعودة و الطب الشعبي مما يشبه " الشلولو " و " المرأة طبخت عدس والرجل أكل عدس ، أخرجي يا نفس من " فلان " كما خرجت المهرة من بطن الفرس " .
هل تصح المقارنة أم أن الأمر هنا مختلف لارتباطه في نظر كثيرين بنظرية المؤامرة ؟
والله " احترنا يا قرعة من وين نبوسك " واحترنا بسبب تناقض المعلومات واختلاطها ، فرئيس أكبر دولة في العالم حاول أن " يتزعرن " ويخرب نظاما كاملا له دستوره ، ومن قبله لجأ الرئيس جورج بوش الابن ، قبل شنه الحرب على العراق ، إلى العرافين ومثله فعل بعض رؤساء فرنسا و ... .
أحيانا ، بوعي منا أو دون وعي ، تجدنا علمانيين وقدريين في الوقت نفسه ، مثل إحدى شخصيات قصص ( تشيخوف ) - إن لم تخني الذاكرة - :
تبدو في النهار علمانية وفي الليل ، قبل النوم ، تقرأ التعويذات . هل هي نتاج تربيتين ؟
أعتقد ذلك .
صباح الخير
خربشات
١٦ كانون الثاني ٢٠٢١
مع ازدياد الحديث عن اللقاح وعرض صور المسؤولين وهم يتطعمون وتشجيع بعض الكتاب على قبوله مثل Sohaill Kiwan
و اياد شماسنه
أتذكر قصة طويلة للكاتب المصري يحيى حقي هي " قنديل أم هاشم " ورواية للكاتبة اللبنانية علوية صبح هي " مريم الحكايا " وموقف كثير من الناس من الطب والعلم وتفضيل العلاج ب " الشلولو " و" البصل والثوم " و" بول البعير " .
هل تتذكرون ما جرى مع اسماعيل الذي ذهب لدراسة طب العيون في لندن ؟
عندما أراد أن يعالج رمد قريبته بوسائل علمية تعلمها هناك ، فثار على عادات أهله ومعتقداتهم ، أهله الذين فضلوا علاجها ببركات الست زينب وزيتها ، احتج أهله واتهموه بعقله ، ما جعله في النهاية يرضخ لهم ، إلى حد ما ، ويقتنع بالمصالحة بين العلم والدين .
هل يختلف الأمر في رواية " مريم الحكايا " ؟
الطبيب اللبناني الذي ذهب إلى باريس ليدرس الطب وعاد إلى بيروت ليعالج أهلها ، فلم يكن همه المال إطلاقا ، ولم يرضخ لرأي زوجته بجمع القليل منه ، الطبيب واصل معالجة الفقراء ولكنه اصطدم بوعيهم الفقير ، فالعلاج الذي يكتبه لهم والدواء الذي يعطيه إياهم لا يتناولونه ، فهم يفضلون عليه الشعودة و الطب الشعبي مما يشبه " الشلولو " و " المرأة طبخت عدس والرجل أكل عدس ، أخرجي يا نفس من " فلان " كما خرجت المهرة من بطن الفرس " .
هل تصح المقارنة أم أن الأمر هنا مختلف لارتباطه في نظر كثيرين بنظرية المؤامرة ؟
والله " احترنا يا قرعة من وين نبوسك " واحترنا بسبب تناقض المعلومات واختلاطها ، فرئيس أكبر دولة في العالم حاول أن " يتزعرن " ويخرب نظاما كاملا له دستوره ، ومن قبله لجأ الرئيس جورج بوش الابن ، قبل شنه الحرب على العراق ، إلى العرافين ومثله فعل بعض رؤساء فرنسا و ... .
أحيانا ، بوعي منا أو دون وعي ، تجدنا علمانيين وقدريين في الوقت نفسه ، مثل إحدى شخصيات قصص ( تشيخوف ) - إن لم تخني الذاكرة - :
تبدو في النهار علمانية وفي الليل ، قبل النوم ، تقرأ التعويذات . هل هي نتاج تربيتين ؟
أعتقد ذلك .
صباح الخير
خربشات
١٦ كانون الثاني ٢٠٢١