د. عادل الأسطة - الست كورونا : جلد الذات (164)

في الحديث عن اللقاح يتحدث كثيرون عن لقاح أميركي وروسي وانجليزي وصيني ولا يتحدث العرب إلا عن الوصفات الشعبية وتلقي اللقاح أو عدم تلقيه ، أما الحديث عن اكتشاف علماء عرب في دولة عربية للقاح ناجع فاعل فهو ما لم يسمع به المرء أو لم يقرأ عنه ، وعوضا عن ذلك تعلو نزعة جلد الذات لدى كثيرين منا .
النزعة المازوخية برزت في الشعر العربي أولا ، بعد هزيمة حزيران في ١٩٦٧ ، فقد سمعناها في قصائد نزار قباني ثم في وتريات مظفر النواب الليلية ، وظهرت في الرواية ثانيا في رواية عبد الرحمن منيف " حين تركنا الجسر " ١٩٧٧ التي عدها الناقد السوري جورج طرابيشي لافتة في هذا الجانب .
في العقود الأربعة الأخيرة لم يخفف من هذه النزعة سوى انتفاضات الفلسطينيين التي فجرت نوعا من احترام الذات وأعادت إلى حد ما بعض الثقة بالإنسان العربي ، ولكن هذا لم يتواصل إذ سرعان ما غدا الفلسطينيون عبئا على بعض العرب وعالة عليهم .
أول أمس حول إلي الصديق
Ghassan Saffarini
شريطا مصورا لمواطن عربي يسخر فيه من العرب ويعدهم أصفارا ، فالحديث الذي يجري على ألسنتهم الآن حول الكورونا لا يتعدى السؤال عن اللقاح ؛ قبوله أو رفضه .
الشاب الذي يتكلم يرى فينا أمة الأفضل لها أن تنقرض ، فحضورها وعدمه لا يعني الآخرين إطلاقا .
هل نحن العرب حقا على هذه الشاكلة ؟
في ستينيات القرن العشرين صرخ محمود درويش صرخته الشهيرة :
" سجل أنا عربي !"
وعلى الرغم مما نحن فيه وعليه فليس لي إلا أن أكرر :
- سجل أنا عربي!!
ويبدو أنني الليلة متفائل . هل أنا على صواب أم أن النعاس استبد بي ؟
الأوضاع منذ شهرين في ألمانيا ليست على ما يرام فالصديقة
Ibtissam Shakar
كتبت على صفحتها عن معاناتها من الإغلاق وعدم قدرتها على التسوق ، وكنت أظن أن السبب يعود إلى تساقط الثلوج وعندما استفسرت منها أخبرتني أن الإغلاق يعود إلى الكورونا .
و ... و ... والله غالب على أمره .
صباح الخير
خربشات
١٨ كانون الثاني ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى