بشرى أبو شرار - زمن الكورونا

1-
أقبض على قلمي , ألملم أوراقي البيضاء , أتحسس أناملي وقد صارت إلى جفاف , كلما مر بي أحدهم يضغط بإبهامه على زجاجة المطهر , يرش أناملي , ملابسي , أفرك يدي ونعومة قد رحلت عنها , أحاول أن يصل إليها بعض من دفء , جفاف حل بها , كورورنا لا زالت غائبة وهاجس الخوف منها حاضر في كل قلب يمر بي ....
*** ***
هي الكورونا رأيتها على شاشة التلفاز , كرة مستديرة , تبرز في أنحائها أجسام ناتئة , تنغز كل جسم تصل إليه , لكن العين لا تراها إن كانت تحوم من حولها , كرة بنواجذ حادة , تفتك وتقتل , كرة صغيرة لا نراها بأعيننا لكنها تكبر وتكبر , تلون كوكبنا بدمعات الخوف , تصل كل بيت , كل نافذة , كل شارع , كرة تعيش على أجسادنا وتميتها , تصل إلى كل قارات العالم دون تأشيرة دخول , أراها في الرشاشات المطهرة , حتى قطعة الصابون حين تلف في راحة يدي تبحث عن كورونا , أنفض الماء عنها , ألتقط منديل لأجففها , ألقيه في السل , وكأن كورونا ذهبت دون عودة , هي دقائق وأراها في التلفاز لا زالت تلف , تدور , تبحث عنا ونحن قد نجيد الهروب ....

بشرى أبو شرار


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...