في الباص أخذت المرأة تحن إلى الماضي . ماذا فعلت بنا الكورونا ؟
صعدت إلى الباص وجلست في المقعد الأول ، وخلف السائق جلست امرأة تقارب الخمسين من عمرها وسرعان ما سألت السائق عن سماح دولة إسرائيل لعمال الضفة بالدخول إلى أراضيها .
والسائق أجابها بأنها سمحت لمن يحملون تصاريح من العمال . المرأة أخذت تستطرد وتتحدث عن ابنها . قالت إنه يعمل هناك وإنه يذهب بتصريح ، وأخذت تتحسر على تلك الأيام التي سبقت انتشار الوباء . تحدثت عن سفرها مع حافلات الشركة وزياراتها لمدن الوطن السليب و .. و .. وسألت السائق من جديد إن كانت حافلات الشركة ما زالت تعمل .
تحسر السائق وقال لها إنه غير مسموح لباصات الشركة الآن العمل خارج حدود المدينة . قال لها إنه لا يستطيع الذهاب إلى وادي الباذان إلا بتصريح وإلا فإنه سيعاقب من الشرطة الفلسطينية والشرطة الإسرائيلية أيضا ، والمرأة التي حنت إلى السفر والرحلات تحسرت على الزمن الجميل ؛ زمن ما قبل انتشار الوباء .
في الحافلة كنت أصغي وكنت أتابع صعود معلمات مدرسة أو روضة أطفال في عراق التايه التي فقدت من ثلاثة أيام أحد أبنائها بالغاز الإسرائيلي المسيل للدموع على فتحة " فرعون " ، وهو ما كتبت عنه من قبل .
ولت أيام الرحلات الأسبوعية خارج مدينة نابلس وتحديدا الرحلات إلى يافا وحيفا وعكا والجولان ونهارية و ... و ... وهرتسيلية والقدس .
أخبار أول أمس وأخبار أمس أيضا لم تكن سارة ، فرئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد اشتية قال إن حكومته ستبحث أمر إغلاق الجسر - أي المعابر بين مناطق السلطة الفلسطينية والأردن ودولة أبناء العمومة ، وهذه الأخيرة قررت إغلاق مطارها أمام المسافرين ؛ مطار اللد ، مع استثناءات لرجال الأعمال وأصحاب الطائرات الخاصة و ... و ... وأنا تذكرت الشاعر الجاهلي عروة بن الورد :
" ذريني للغنى أسعى ، فإني
رأيت الناس شرهم الفقير
وأهونهم وأحقرهم عليهم
وإن كانوا لهم نسب وفير "
وأما الأغنياء فلهم و " للغنى رب غفور "
وعلى المعابر نوعان من فحص الكورونا للمسافرين ؛ فحص لمن يدفع أقل وثان لمن يدفع أكثر ، وفي أيام ما قبل الكورونا كانت هناك تسهيلات لمن يدفع أكثر عرفت بسفريات ال ( VIP ) - أي الشخصيات المهمة جدا .
نعم " للغنى رب غفور " وكأننا منذ الجاهلية ، ورغم الكورونا ، لا رحنا ولا جينا و " من دخل دار " أبو سفيان " فهو آمن "
وأستغفر الله العلي العظيم !!
صباح الخير
خربشات
٢٧ / ١ / ٢٠٢١
https://www.facebook.com/adel.alosta.9/posts/2769044963349055
صعدت إلى الباص وجلست في المقعد الأول ، وخلف السائق جلست امرأة تقارب الخمسين من عمرها وسرعان ما سألت السائق عن سماح دولة إسرائيل لعمال الضفة بالدخول إلى أراضيها .
والسائق أجابها بأنها سمحت لمن يحملون تصاريح من العمال . المرأة أخذت تستطرد وتتحدث عن ابنها . قالت إنه يعمل هناك وإنه يذهب بتصريح ، وأخذت تتحسر على تلك الأيام التي سبقت انتشار الوباء . تحدثت عن سفرها مع حافلات الشركة وزياراتها لمدن الوطن السليب و .. و .. وسألت السائق من جديد إن كانت حافلات الشركة ما زالت تعمل .
تحسر السائق وقال لها إنه غير مسموح لباصات الشركة الآن العمل خارج حدود المدينة . قال لها إنه لا يستطيع الذهاب إلى وادي الباذان إلا بتصريح وإلا فإنه سيعاقب من الشرطة الفلسطينية والشرطة الإسرائيلية أيضا ، والمرأة التي حنت إلى السفر والرحلات تحسرت على الزمن الجميل ؛ زمن ما قبل انتشار الوباء .
في الحافلة كنت أصغي وكنت أتابع صعود معلمات مدرسة أو روضة أطفال في عراق التايه التي فقدت من ثلاثة أيام أحد أبنائها بالغاز الإسرائيلي المسيل للدموع على فتحة " فرعون " ، وهو ما كتبت عنه من قبل .
ولت أيام الرحلات الأسبوعية خارج مدينة نابلس وتحديدا الرحلات إلى يافا وحيفا وعكا والجولان ونهارية و ... و ... وهرتسيلية والقدس .
أخبار أول أمس وأخبار أمس أيضا لم تكن سارة ، فرئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد اشتية قال إن حكومته ستبحث أمر إغلاق الجسر - أي المعابر بين مناطق السلطة الفلسطينية والأردن ودولة أبناء العمومة ، وهذه الأخيرة قررت إغلاق مطارها أمام المسافرين ؛ مطار اللد ، مع استثناءات لرجال الأعمال وأصحاب الطائرات الخاصة و ... و ... وأنا تذكرت الشاعر الجاهلي عروة بن الورد :
" ذريني للغنى أسعى ، فإني
رأيت الناس شرهم الفقير
وأهونهم وأحقرهم عليهم
وإن كانوا لهم نسب وفير "
وأما الأغنياء فلهم و " للغنى رب غفور "
وعلى المعابر نوعان من فحص الكورونا للمسافرين ؛ فحص لمن يدفع أقل وثان لمن يدفع أكثر ، وفي أيام ما قبل الكورونا كانت هناك تسهيلات لمن يدفع أكثر عرفت بسفريات ال ( VIP ) - أي الشخصيات المهمة جدا .
نعم " للغنى رب غفور " وكأننا منذ الجاهلية ، ورغم الكورونا ، لا رحنا ولا جينا و " من دخل دار " أبو سفيان " فهو آمن "
وأستغفر الله العلي العظيم !!
صباح الخير
خربشات
٢٧ / ١ / ٢٠٢١
https://www.facebook.com/adel.alosta.9/posts/2769044963349055