أ. د. عادل الأسطة - ذكريات ألمانيا (2) : "طالب وحيد في قاعة الدرس"

لما كنت متسكعا فقد وجدتني باستمرار في قاعة المحاضرات - درست التربية مع د.( هيرمان ) فلحق بي صاحباي ودرسا معه التربية -.
في صيف 1990 طرحت مشرفتي مساقا عنوانه " السيرة الذاتية في اﻷدب العربي الحديث " ولم يحضر أي طالب . أنا كنت بحاجة ﻷتعلم من أستاذتي ( روتراود فيلاندت ) وﻷفيد منها وأشعرها بأنني جاد حقا ، وهكذا آثرت الذهاب إلى المحاضرة وفضلتها على بيع السجاد ، دعما للاقتصاد الوطني الفلسطيني والإسرائيلي معا ، كما فضلتها على إقناع طالبة ألمانية بعدالة القضية الفلسطينية - مع أنه ليس مصلى على ذيلي - وذهبت إلى مكتب ( فيلاندت ) فما وجدت أحدا سوى ( هارالد فونك ) وهو مواطن ألماني جاء من ألمانيا الشرقية هربا واستقر في بامبرغ وعمل مساعدا لتدريس العربية -كان صديقا لي -.
ماذا ستفعل اﻷستاذة ( روتراود ) ؟ هل ستلغي المساق؟
لقد كنت الطالب الوحيد فيه وناقشنا معا السير الآتية :
- " اﻷيام " لطه حسين
- و" تربية سلامة موسى " لسلامة موسى
- و" حياتي " ﻷحمد أمين ، وكنت أقرأ وكنت أصغي إلى اﻷستاذة ، وواصلت تدريس المساق حتى نهاية الفصل في تموز .
في أيام الصيف الجميلة كنا نخرج من المكتب الضيق الصغير ونذهب لنأخذ المحاضرة على مقهى من مقاهي الرصيف .
لما عدت وطبع لي اتحاد الكتاب رسالة الدكتوراه كتب المسؤولون ؛ المتوكل وعزت ، إنني حصلت على دكتوراه في اﻷدب الفلسطيني ، علما بأنني قدمت امتحان الدكتوراه بمادة أدب السجون في العالم العربي ،وتحديدا في كتاب سمر روحي الفيصل " السجن السياسي في الرواية العربية " وفي رواية عبد الرحمن منيف " شرق المتوسط " .
ما هي أخبار ( فونك ) ؟ لا أعرف عنه شيئا وكان شخصا طريفا ، وهو أول من ترجم غسان كنفاني إلى اﻷلمانية ، حين كان في ألمانيا الشرقية.
ذكريات.
خربشات
27 / 1 / 2016
23 commentaires

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...