كانت نابلس أمس في منتصف النهار عامرة ومزدهرة كأنما كانت تقول للفايروس " باي باي " - كلما قلت رأيا لشخص لم يرق له ، أو كلما لم ألب لشخص توقعاته يقول لي " باي باي " - فالأسواق كانت تكتظ بالمواطنين وحركة البيع والشراء كانت لافتة ، وكان الجلوس في مقهى مكشوف ، مثل قسم من مقهى الهموز ، مطلبا ومنشدا ، وهو ما فعلته ، ولكن المقهى كان شبه خال من الرواد .
هل صار شهر شباط ، شباط الخباط ، شهرا يتنطط فيه الناس لا القطط ؟
كل شيء بدا عاديا ولم يكن حتى ساعات المساء ما يفاجيء .
في السادسة مساء اتصل بي الدكتور د. عامر القبج
، صديقي وزميلي في جامعة النجاح الوطنية وسألني إن كنت سمعت نبأ وفاة الدكتور عبد الستار قاسم زميلنا في الجامعة ، وما إن أنهيت المكالمة حتى صرت أبحث لأتأكد من الخبر .
على صفحة الصحفي سامر خويرة
قرأت النعي وشاهدت في صور الفيس بوك نعي سامر للدكتور عبد الستار .
منذ أيام وأنا أتابع حالة الزميل الذي أصيب بالعدوى ، كما عرفت ، لاستقبال المعزين بوفاة أخيه ، وأمس وأول أمس توفي صديقي عدنان نبهان " أبو العيد " وصار له عزاء يقام له ويقعد ، فهو شخصية اجتماعية محبوبة والله هو الستار على أية حال وليس بوسعي إلا أن أقول :
- الله يستر ويجيب العواقب سليمة .
منذ خمسة وأربعين عاما والدكتور عبد الستار قاسم يقاتل بالرأي ، لسان حاله بيت شعر المتنبي :
" الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول وهي المحل الثاني "
وخلال قتاله بالرأي فصل من وظيفته أستاذا جامعيا في الجامعة الأردنية ، وتعرض لمضايقات عديدة وصلت إلى التهديد وإطلاق النار عليه لإسكاته ، ولم يضعف ولم يصمت ، وفي زمن الاحتلال الغابر وغير الغابر معا سجن الدكتور فكتب لنا كتابا عن تجربته عنوانه " ليالي تشارلي " و ... و ... و ...
- ماذا أقول ؟
عرفت الدكتور عبد الستار منذ العام ١٩٨٢ وتواصلت صداقتنا وزرته مرة بصحبة المرحوم صالح برانسي والصديق عادل سمارة وتناولنا في بيته طعام الغداء ، وكلما التقينا كان يبادرني بالقول :
- آ يا مناضل !
فابتسم وأرد عليه :
- يا رجل ، لست سوى كويتب .
أمس انتقل الزميل الصديق عبد الستار قاسم إلى رحمته تعالى والسبب !؟
ثمة فايروس لا يرى بالعين المجردة يفتك ويذكر ببيت الشعر :
لا تحقرن صغيرا في مخاصمة
إن الكورونا تدمي مقلة الأسد
صباح الخير ، إن كان في الموت خير
خربشات
٢ شباط ٢٠٢١
هل صار شهر شباط ، شباط الخباط ، شهرا يتنطط فيه الناس لا القطط ؟
كل شيء بدا عاديا ولم يكن حتى ساعات المساء ما يفاجيء .
في السادسة مساء اتصل بي الدكتور د. عامر القبج
، صديقي وزميلي في جامعة النجاح الوطنية وسألني إن كنت سمعت نبأ وفاة الدكتور عبد الستار قاسم زميلنا في الجامعة ، وما إن أنهيت المكالمة حتى صرت أبحث لأتأكد من الخبر .
على صفحة الصحفي سامر خويرة
قرأت النعي وشاهدت في صور الفيس بوك نعي سامر للدكتور عبد الستار .
منذ أيام وأنا أتابع حالة الزميل الذي أصيب بالعدوى ، كما عرفت ، لاستقبال المعزين بوفاة أخيه ، وأمس وأول أمس توفي صديقي عدنان نبهان " أبو العيد " وصار له عزاء يقام له ويقعد ، فهو شخصية اجتماعية محبوبة والله هو الستار على أية حال وليس بوسعي إلا أن أقول :
- الله يستر ويجيب العواقب سليمة .
منذ خمسة وأربعين عاما والدكتور عبد الستار قاسم يقاتل بالرأي ، لسان حاله بيت شعر المتنبي :
" الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول وهي المحل الثاني "
وخلال قتاله بالرأي فصل من وظيفته أستاذا جامعيا في الجامعة الأردنية ، وتعرض لمضايقات عديدة وصلت إلى التهديد وإطلاق النار عليه لإسكاته ، ولم يضعف ولم يصمت ، وفي زمن الاحتلال الغابر وغير الغابر معا سجن الدكتور فكتب لنا كتابا عن تجربته عنوانه " ليالي تشارلي " و ... و ... و ...
- ماذا أقول ؟
عرفت الدكتور عبد الستار منذ العام ١٩٨٢ وتواصلت صداقتنا وزرته مرة بصحبة المرحوم صالح برانسي والصديق عادل سمارة وتناولنا في بيته طعام الغداء ، وكلما التقينا كان يبادرني بالقول :
- آ يا مناضل !
فابتسم وأرد عليه :
- يا رجل ، لست سوى كويتب .
أمس انتقل الزميل الصديق عبد الستار قاسم إلى رحمته تعالى والسبب !؟
ثمة فايروس لا يرى بالعين المجردة يفتك ويذكر ببيت الشعر :
لا تحقرن صغيرا في مخاصمة
إن الكورونا تدمي مقلة الأسد
صباح الخير ، إن كان في الموت خير
خربشات
٢ شباط ٢٠٢١