في الثامن من الجاري،ينطلق حوار الفصائل الفلسطينية الاربعة عشر في ألقاهرة لبحث مفاصل وتفاصيل التوجه لانتخابات المرحلة الاولى من المرسوم الرئاسي والخاص بالمجلس التشريعي،وكما صرح رئيس وفد حركة فتح لهذا الحوار اللواء جبريل الرجوب على قناة فلسطين الفضائية مساء أمس ألثلاثاء أن أجندة الحوار مفتوحة فيما يخص انتخابات المجلس التشريعي،وكل شيء ممكن أن يطرح على الطاولة في هذا المجال،وأن هذا الحوار الذي قد يستمر اسبوعا كاملا،سيفضي في حال نجاحه لإطلاق المرحلة الثانية من المرسوم الرئاسي في تفصيله الأول،حيث يتوافق الجميع على مفاصل واليات مطلوبة لتحقيق نجاح لهذه العملية...
وقد بدى اللواء الرجوب متفائلا في تحقيق نجاح لهذا الحوار مستندا على لقاء الامناء العامين وبيانهم الموحد،وتفاهمات اسطنبول بينه وبين نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري،لكن هذا التفاؤل الذي مصدره ذاتي برأيي الى حد ما مبني على موقف الرجوب نفسه من عنوان المرحلة التي تُغَلِّبْه حالة الشارع الفلسطيني،وهي البحث عن انهاء الانقسام وتحقيق الشراكة السياسية على الحد الادنى من التقاطعات السياسية والنضالية، وترتيب البيت الفلسطيني استعدادا للمرحلة القادمة،وما فيها من استحقاقات تلزم الشعب الفلسطيني البروز بثوب موحد أمام العالم،ولا يحمل هذا الموقف بكليته زملاء اللواء الرجوب في مركزية فتح حتى لو كان القرار في هذه المؤسسة بالأغلبية، ولا يخفى على أحد أن سجالا جرى في تلك الهيئة بعيد فتح الرجوب الحوار الجديد مع حماس وما حققه من خطوات ملموسة نحو المصالحة الذي اغاض بعض اعضاء اللجنة المركزية، والذين شككوا بنوايا حماس من مبتغى الحوار، فجاء قرار الرئيس بمرسوم الانتخابات استغلالا لهذه الفرصة التي إقتنع بها، وهذا التقدم كعامل داخلي يضاف لعوامل خارجية على رأسها رغبة الاتحاد الاوروبي وربما الإدارة الامريكية الجديدة .
هذا من حيث بعض التشخيص من وجهة نظر شخصية، لكن هل فرص النجاح لهذا الحوار واردة بنسبة أكثر أم أقل؟؟
للجواب على هذا ألسؤال لا بد من قياس حجم المشاركين ورغبتهم في هذه الانتخابات خاصة التشريعي ورغباتهم ومراميها، وهنا أقول حركة فتح شغوفة في الوصول لتاريخ الثاني والعشرين من ايار، وهي تتدفق بكوادرها وعناصرها وجماهيرها نحو الصناديق الممتدة من رفح حتى جنين،وإذا كانت تبث رؤيا عامة للتجديد،فإنها تنظر بطرف خفي الى قطاع غزة، علّها تسحب البساط من تحت اقدام سيطرة حماس بطريقة حضارية، وتعطي مجالا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة أن يبث رغبته عبر الصناديق بالتغيير،فضلا عن نية الحركة تجديد ذاتها بعد أن هرم فيها المقاتلون الأوائل وحان وقت التجديد وضخ دم جديد يعيد لفتح التي انهكتها العقود شيئا من حيويتها ويجدد شراينها،ويبقيها الحلقة المركزية في م ت ف التي يراد لها ان تذهب للتجديد والتحديث ايضا لتكون جاهزة لاستقبال كل من حماس والجهاد في طياتها كشرط لتحقيق الوحدة والشراكة..
أما حماس، الفصيل الثاني من حيث التأييد الجماهيري،والمنافس الرئيسي لحركة فتح،فهو يتطلع أولا للتخلص من أعباء الانقسام الاقتصادية التي أنهكت قواه، والتي تكاد أن تفقده قبضة السيطرة على مملكته في القطاع،فهو يريد أن يخرج من هذه المسؤولية عبر صناديق ألاقتراع ليعود خطوة واحدة للخلف بطريقة شرعية وذكية،ليرمي كامل الحمل على حكومة مشتركة مع فتح يكون القرار والتعامل مع العالم من اختصاص م ت ف،في حين توجه هي بعض من قوتها وطاقتها للاعتناء بجماهيرها التي فرضت ظروف الانقسام عليهم الابتعاد عن الاضواء في الضفة افردا ومؤسسات بفعل ردة فعل السلطة على الانقسام وما جرى في العام 2007،هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى،التقدير المبني على التجربة يقول أن حماس لو فازت بأغلبية أصوات التشريعي، ستفضل أن تكون مشروع معارضة ومراقبة أكثر من أن تكون مشروع حكومة بمفردها،وبالتالي تكون بذلك مشروع إعادة بناء الهياكل المحطمة أو النائمة للحركة في الضفة،وهي بذلك تتساوق مع واقع تيارات الاسلام السياسي في المنطقة وخاصة الاخوان المسلمون التي تعتبر غصنا في شجرتها،وما يلاقيه الاسلام السياسي من رفض وعداء خاصة بعد الربيع العربي وفشله في معظم الدول العربية، لذا حماس نعم ترغب وبشدة في خوض ألانتخابات،لكنها قطعا لا ترغب في تشكيل حكومة لوحدها مهما كانت ألنتائج وهذا ما يرضى الرئيس محمود عباس، وخطته السياسية.
أما باقي الفصائل،فالجهاد لا زال على موقفه الرافض للانتخابات مشاركة وترشيحا،كونها مبنية على اتفاقية اوسلو التي يرفضها رفضا قاطعنا لكنه يبحث عن توحيد الموقف الفلسطيني بالحد الأدنى أما الجبهة الشعبية الفصيل الثاني في م ت ف،فقد أجلت موقفها من الانتخابات لبعد ظهور نتائج الحوار،فإن رأت في نتائجه ما يتلائم مع توجهاتها ولو بالحد الادنى فبرأيي لم تقف أمام فرص النجاح، ولن تعمل على وأدها، بل ستسعى للحصول على ضمانات من طرفي الثقل فتح وحماس للخطوات القادمة
أما باقي ألفصائل، فإما منسجمة مع الموقف العام، وإما رافضة له، لكن واقعها لا يشير الى امكانية إحداث فرق كبير في المشروع برمته، من هنا، وبالقياس لموقف الفصيلين الكبيرين فتح وحماس ورغبتهما الجامحة لإنجاح هذا المشروع،أعتقد أنهما لن يسمحا للحوار بالفشل، لو ذهبا لوحدهما لخوض الانتخابات الى جانب قوائم ألمستقلين وأن المسألة الآن ليست وحدة كاملة وخطوة كاملة لإنهاء واقع عمرة اربعة عشر عاما، بل هو إحتكام لصندوق، له ما بعده من خطوات قد تنجح وقد لا تنجح.
وقد بدى اللواء الرجوب متفائلا في تحقيق نجاح لهذا الحوار مستندا على لقاء الامناء العامين وبيانهم الموحد،وتفاهمات اسطنبول بينه وبين نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري،لكن هذا التفاؤل الذي مصدره ذاتي برأيي الى حد ما مبني على موقف الرجوب نفسه من عنوان المرحلة التي تُغَلِّبْه حالة الشارع الفلسطيني،وهي البحث عن انهاء الانقسام وتحقيق الشراكة السياسية على الحد الادنى من التقاطعات السياسية والنضالية، وترتيب البيت الفلسطيني استعدادا للمرحلة القادمة،وما فيها من استحقاقات تلزم الشعب الفلسطيني البروز بثوب موحد أمام العالم،ولا يحمل هذا الموقف بكليته زملاء اللواء الرجوب في مركزية فتح حتى لو كان القرار في هذه المؤسسة بالأغلبية، ولا يخفى على أحد أن سجالا جرى في تلك الهيئة بعيد فتح الرجوب الحوار الجديد مع حماس وما حققه من خطوات ملموسة نحو المصالحة الذي اغاض بعض اعضاء اللجنة المركزية، والذين شككوا بنوايا حماس من مبتغى الحوار، فجاء قرار الرئيس بمرسوم الانتخابات استغلالا لهذه الفرصة التي إقتنع بها، وهذا التقدم كعامل داخلي يضاف لعوامل خارجية على رأسها رغبة الاتحاد الاوروبي وربما الإدارة الامريكية الجديدة .
هذا من حيث بعض التشخيص من وجهة نظر شخصية، لكن هل فرص النجاح لهذا الحوار واردة بنسبة أكثر أم أقل؟؟
للجواب على هذا ألسؤال لا بد من قياس حجم المشاركين ورغبتهم في هذه الانتخابات خاصة التشريعي ورغباتهم ومراميها، وهنا أقول حركة فتح شغوفة في الوصول لتاريخ الثاني والعشرين من ايار، وهي تتدفق بكوادرها وعناصرها وجماهيرها نحو الصناديق الممتدة من رفح حتى جنين،وإذا كانت تبث رؤيا عامة للتجديد،فإنها تنظر بطرف خفي الى قطاع غزة، علّها تسحب البساط من تحت اقدام سيطرة حماس بطريقة حضارية، وتعطي مجالا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة أن يبث رغبته عبر الصناديق بالتغيير،فضلا عن نية الحركة تجديد ذاتها بعد أن هرم فيها المقاتلون الأوائل وحان وقت التجديد وضخ دم جديد يعيد لفتح التي انهكتها العقود شيئا من حيويتها ويجدد شراينها،ويبقيها الحلقة المركزية في م ت ف التي يراد لها ان تذهب للتجديد والتحديث ايضا لتكون جاهزة لاستقبال كل من حماس والجهاد في طياتها كشرط لتحقيق الوحدة والشراكة..
أما حماس، الفصيل الثاني من حيث التأييد الجماهيري،والمنافس الرئيسي لحركة فتح،فهو يتطلع أولا للتخلص من أعباء الانقسام الاقتصادية التي أنهكت قواه، والتي تكاد أن تفقده قبضة السيطرة على مملكته في القطاع،فهو يريد أن يخرج من هذه المسؤولية عبر صناديق ألاقتراع ليعود خطوة واحدة للخلف بطريقة شرعية وذكية،ليرمي كامل الحمل على حكومة مشتركة مع فتح يكون القرار والتعامل مع العالم من اختصاص م ت ف،في حين توجه هي بعض من قوتها وطاقتها للاعتناء بجماهيرها التي فرضت ظروف الانقسام عليهم الابتعاد عن الاضواء في الضفة افردا ومؤسسات بفعل ردة فعل السلطة على الانقسام وما جرى في العام 2007،هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى،التقدير المبني على التجربة يقول أن حماس لو فازت بأغلبية أصوات التشريعي، ستفضل أن تكون مشروع معارضة ومراقبة أكثر من أن تكون مشروع حكومة بمفردها،وبالتالي تكون بذلك مشروع إعادة بناء الهياكل المحطمة أو النائمة للحركة في الضفة،وهي بذلك تتساوق مع واقع تيارات الاسلام السياسي في المنطقة وخاصة الاخوان المسلمون التي تعتبر غصنا في شجرتها،وما يلاقيه الاسلام السياسي من رفض وعداء خاصة بعد الربيع العربي وفشله في معظم الدول العربية، لذا حماس نعم ترغب وبشدة في خوض ألانتخابات،لكنها قطعا لا ترغب في تشكيل حكومة لوحدها مهما كانت ألنتائج وهذا ما يرضى الرئيس محمود عباس، وخطته السياسية.
أما باقي الفصائل،فالجهاد لا زال على موقفه الرافض للانتخابات مشاركة وترشيحا،كونها مبنية على اتفاقية اوسلو التي يرفضها رفضا قاطعنا لكنه يبحث عن توحيد الموقف الفلسطيني بالحد الأدنى أما الجبهة الشعبية الفصيل الثاني في م ت ف،فقد أجلت موقفها من الانتخابات لبعد ظهور نتائج الحوار،فإن رأت في نتائجه ما يتلائم مع توجهاتها ولو بالحد الادنى فبرأيي لم تقف أمام فرص النجاح، ولن تعمل على وأدها، بل ستسعى للحصول على ضمانات من طرفي الثقل فتح وحماس للخطوات القادمة
أما باقي ألفصائل، فإما منسجمة مع الموقف العام، وإما رافضة له، لكن واقعها لا يشير الى امكانية إحداث فرق كبير في المشروع برمته، من هنا، وبالقياس لموقف الفصيلين الكبيرين فتح وحماس ورغبتهما الجامحة لإنجاح هذا المشروع،أعتقد أنهما لن يسمحا للحوار بالفشل، لو ذهبا لوحدهما لخوض الانتخابات الى جانب قوائم ألمستقلين وأن المسألة الآن ليست وحدة كاملة وخطوة كاملة لإنهاء واقع عمرة اربعة عشر عاما، بل هو إحتكام لصندوق، له ما بعده من خطوات قد تنجح وقد لا تنجح.