دراسة في النقد النظري:
ورد اصطلاح للمرة الأولى لدى الشاعر الفرنسي ( جان موريس) في رده على منتقديه ممن ذهبوا إلى أنه والرمزيين معه بأنهم شعراء الإنحطاط والنكوص. ألا أن الرمزية بدأت بالظهور في فرنسا عام 1885م، ثم امتدت لتشمل العالم الغربي بأسره وذلك حينما انقسمت البرناسية بانشقاق الشاعران بول فيرلين ومالارميه عنها، أومع بيان الأدباء الغامضين عام 1886 م الذين عرفو الرمزية بأنها: تجربة أدبية تستحضر حالات وجدانية شعورية أو لاشعورية. ولذا سمي مذهبهم بالمذهب الرمزي الذي امتد حتى أوائل القرن العشرين.(1)
كان الرمزيون يبحثون في قواميس اللغة ليحققوا بها فرادة نوعية في تجربتهم الشعرية ونقل انفعالاتهم وأحاسيسهم الداخلية إلى المتلقي وجذبه إلى ساحة تجاربهم الشعرية الجديدة بكل سلاستها وعذوبتها.
ولكنهم لم يصلوا إلى ما كانوا يصبون إليه نظراً إلى أن المعاجم اللغوية بالإضافة إلى عجز ما يعرف بالمحسنات والبديع والكناية والمجاز عن التعبير عن تحقيق مثل ذلك التواصل الحميم بين ما يعتلج في نفس الشاعر وجذب المتلقي إلى التفاعل مع تلك الأحاسيس والإنفعالات والتصورات الشاعرية. ومن هنا جاءت الرمزية بدلالاتها وكاريزماتها التعقيدية التي تعتمد على التلميح دون التصريح، ثم التكثيف، والموسيقى، ونقل الأحاسيس المرهفة، وخلق لوحة متسربلة بالغموض، والأصوات، والألوان، والجرس اللفظي، وحتى اللمس والحركة. لكن لم يحبذ الشاعر (فيرلين) هذه التسمية وفضل عدم استخدامها في أشعاره.. بينما ذهب موريس إلى البحث عن الرموز في اللغة للتخلص من المباشرة والوضوح في التعبير عن طريق الصيغ الإيمائية والرمز. ولهذا كانت الرمزية مدرسة جديدة في التعبير عن التجربة الشعرية برفاهة وحساسية زائدة وبالتالي خلق حالة من التواصل بين إحساس الشاعر والمتلقي حيث تتوفر الرمزية على الكثير من المرونة وجمالية التلقي والتعبير. وعادة ما تدخل الرمزية في متاهات النفسية الإنسانية وتصوير حالات تعجز اللغة وحدها عن الإتيان بها، مقتربة من الفن التشكيلي والموسيقا التعبيرية لدرجة انبهار الشاعر الفرنسي (ما لارميه) بهذه اللغة الرمزية وأضحت عنده لمسة سحرية وانقلبت الكلمات والأشياء لديه إلى رموز وأشياء حتى نعته بعضهم بالصوفية.
وفي الأدب العربي برزت الرمزية في أشعار صلاح عبد الصبور، ونازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي وغيرهم، كما ظهرت في روسيا نهاية القرن التاسع عشر لدى تولستوي وبيلي وآخرون، ولدى عزرا باوند ولويل في أمريكا، وستيفان جورج في ألمانيا، وأوسكار وايلد في بريطانيا ...الخ.
لقد جانب الرمز إسلوب الوضوح والشفافية وفاق توظيفه لدى شعراء الحداثة اليوم كل التوقعات لدى القاريء والناقد معاً، بل نستطيع الذهاب إلى أن الرمز انزاح عن مساره بشكل بلغ حد التطرف، ولهذا نسمي ما يلجا إليه شعراء اليوم من الإكثار من الغموض الرمزي في قصائدهم بما يمكن أن نطلق عليه بـالأحجية أوحتى (الرمز المنزاح). فالرموز ذاتها قد ندرك مدى صعوبة فهمها وفك طلاسمها لدى القاريء والناقد معاً، فكيف يكون الحال مع الرمز وقد انزاح عن الرمزية ذاتها..؟ وبه تجاوز الشعر الغموض وصل إلى أبعد حتى من الإبهام ذاته، وبذلك نرى أن الشعر وقد بدأ يتحول إلى نوع متطرف من التعبيرمما يمكن أن نسميه بشعر الألغاز والأحاجي، وهو برأينا واحدة من العوامل الكثيرة التي أدت إلى مايشبه التكسير والغموض وعدم الحفظ والكساد في سوق الشعر في هذا العصر. فالشعر إذا لم تلامس موسيقاه أوتار فؤاد المتلقي، وما لم يحدث لديه التهيج والانفعالات والأحاسيس أو إثارة الحماسة، أو الشعور بالزهو والجمال لديه، فهو لغز وأحجية أكثر مما هو قصيدة وشعر.
فليس اليوم بمكنة قاريء عادي أوحتى ناقد متمرس أن يحمل عبء هذا الغموض أو الأحجية واللغز الرمزي بشكل كاف يفي بالغرض. فالرمز الأحجية قد لايدل على شيء إلا في أحاسيس الشاعر وعواطفه، وقد يعجز المبدع ذاته عن التأمل في ما يقصده في أبياته الشعرية نظراً للرمز والغموض الذي يرافقه. فقد سئل طاغور الشاعر الهندي الكبير يوماً عن معنى بيت له، فلم يستطع فهمه وكان هو من أشد المستغربين لما قاله! ولكن الرمز المغرق في الرمزية و اللغز قد يرقى إلى درجة من العبثية واللامعقول في الشكل والمضمون معاً، وهو ما يؤدي إلى خلق لوحة سوريالية غامضة المعالم ومفرطة الغموض في سطوره الشعرية كما هو الحال لدى الشاعر ابراهيم اليوسف وهو يقول:
تعلن السلم والحرب
أصبعه
ثم يرشف ماء النشيد
ولدى عماد الحسن الذي يقول:
هاهنا جالس
لا أحد
احتفى بهسيس المواخير
لاوردة تمقت بلاهة الظل
نرى هنا استخدام الشاعرين للرمز - تعلن السلم والحرب اصبعه- ماء النشيد - هسيس المواخير - بلاهة الظل- ولكن قد تسير الأمور إلى حالة من الغموض بل الإبهام وانفلات المعنى والوصول إلى درجة اللغز والأحجية، وهو الأمر الذي يضعف من حالات الأحساس والانفعال والإندماج مع القصيدة لدى المتلقي والذي يرى نفسه واقفاً أمام لغز محير شديد الغموض والإبهام، فلا يطرب للسطور ولايرتاح نفساً لهذا الانغلاق في الصور الشعرية التي قد تبدو له ضبابية الدلالة ومشوهة المعالم. ولكن قد لا نلوم الشاعر في ناحية واحدة على الأقل، وهو إذا ما ارتأينا المناهج الغربية والقائلة ليس المهم ما يقوله الشعر بل المهم كيف يقوله. أي أن هذه المناهج الحديثة من شكلية، وبنيوية، وتفكيكية...الخ. تفرط بالمعنى على حساب الشكل العام للقصيدة. وهكذا علينا التمييز بين ما يتطلبه اللغة العلمية الرصينة وعندها نكون في الدرجة صفر من الكتابة حسب تعبير رولان بارت، و بين استخدام الرمز والانزياح واللذان يشكلان في الحداثة الشعرية اليوم الركيزتان الأساسايتان لما ندعوهما بالشاعرية والإيحاء.
وأود هنا القول بأن الرمز بات اليوم من ضرورات الشعر الحديث، على أن يكون من نوع ما نسميه بالغموض الشفاف والسهل الممتنع كما لدى الشاعر العر اقي الكبير أديب كمال الدين، هذا الشاعر الحداثي القدير من بين شعراء الحداثة اليوم ولنسمعه في قصيدته ديوان المقابلات يقول:
قلْ لهذي القصيدة
إنْ أرادتْ شموسَ البهاء،
أنْ تراجعَ في كلّ حين
ابتسامتها المؤسية،
أنْ تغني قليلاً لأشجارها المثمرات الخيال
كي تسكّن أوجاعها
لحظةً ثم ترتدّ في سيرها
حيثما ينشر السرُّ أعضاءه الغامضة.
نجد هنا الرمز الشفاف والشعرية المبدعة، والصورالشعرية الساحرة، مع ورنين الإيقاع والإلهام الشاعري المثير للعواطف والخيال...الخ.
هكذا نرى أن الرمز في الشعر الحداثي هو تدمير للغة وإعادة التركيب لدى (دريدا) بينما هو لدى(ريفاتير) حالة مما يسمى بالإستراتيجية الشعرية والتي تؤدي إلى إخراج الدلالة من المعنى الصريح إلى الإشارية والإيحاء والإنزياح. وما يقصده دريدا من تدمير اللغة هو خروج الشاعر عن مألوف اللغة عن طريق الترميز، فتتحول اللغة على لسانه إلى لغة إشارية رمزية ذات دوال لغوية زئبقية مفارقة ومراوغة، وبأساليب وتراكيب خاصة باللغة الشعرية. والرمزية رغم تحويلها المعاني القاموسية إلى معان رمزية إيحائية الدلالة، إلا أنها تموه بين الشاعر المبدع و الشاعر ضعيف الخيال والشاعرية والذي يتعمد التكلف والغموض المعقد عن طريق سطور شعرية تفتقر إلى الشاعرية والجمال الشعري. فيتساوى عندها لدى المتلقي الشاعر المبدع والضعيف، لأنه يعجز عن فك الطلاسم الرمزية لدى الإثنين معاً.(2)
.................
(1) - المذاهب الأدبية في الغرب -تأليف عبد الرزاق الأصفر- ص- 91- وما بعد.
(2 ) - المصدر السابق.
11/3/2010 م
http://www.alnoor.se/article.asp?id=71944
خالص مسور
ورد اصطلاح للمرة الأولى لدى الشاعر الفرنسي ( جان موريس) في رده على منتقديه ممن ذهبوا إلى أنه والرمزيين معه بأنهم شعراء الإنحطاط والنكوص. ألا أن الرمزية بدأت بالظهور في فرنسا عام 1885م، ثم امتدت لتشمل العالم الغربي بأسره وذلك حينما انقسمت البرناسية بانشقاق الشاعران بول فيرلين ومالارميه عنها، أومع بيان الأدباء الغامضين عام 1886 م الذين عرفو الرمزية بأنها: تجربة أدبية تستحضر حالات وجدانية شعورية أو لاشعورية. ولذا سمي مذهبهم بالمذهب الرمزي الذي امتد حتى أوائل القرن العشرين.(1)
كان الرمزيون يبحثون في قواميس اللغة ليحققوا بها فرادة نوعية في تجربتهم الشعرية ونقل انفعالاتهم وأحاسيسهم الداخلية إلى المتلقي وجذبه إلى ساحة تجاربهم الشعرية الجديدة بكل سلاستها وعذوبتها.
ولكنهم لم يصلوا إلى ما كانوا يصبون إليه نظراً إلى أن المعاجم اللغوية بالإضافة إلى عجز ما يعرف بالمحسنات والبديع والكناية والمجاز عن التعبير عن تحقيق مثل ذلك التواصل الحميم بين ما يعتلج في نفس الشاعر وجذب المتلقي إلى التفاعل مع تلك الأحاسيس والإنفعالات والتصورات الشاعرية. ومن هنا جاءت الرمزية بدلالاتها وكاريزماتها التعقيدية التي تعتمد على التلميح دون التصريح، ثم التكثيف، والموسيقى، ونقل الأحاسيس المرهفة، وخلق لوحة متسربلة بالغموض، والأصوات، والألوان، والجرس اللفظي، وحتى اللمس والحركة. لكن لم يحبذ الشاعر (فيرلين) هذه التسمية وفضل عدم استخدامها في أشعاره.. بينما ذهب موريس إلى البحث عن الرموز في اللغة للتخلص من المباشرة والوضوح في التعبير عن طريق الصيغ الإيمائية والرمز. ولهذا كانت الرمزية مدرسة جديدة في التعبير عن التجربة الشعرية برفاهة وحساسية زائدة وبالتالي خلق حالة من التواصل بين إحساس الشاعر والمتلقي حيث تتوفر الرمزية على الكثير من المرونة وجمالية التلقي والتعبير. وعادة ما تدخل الرمزية في متاهات النفسية الإنسانية وتصوير حالات تعجز اللغة وحدها عن الإتيان بها، مقتربة من الفن التشكيلي والموسيقا التعبيرية لدرجة انبهار الشاعر الفرنسي (ما لارميه) بهذه اللغة الرمزية وأضحت عنده لمسة سحرية وانقلبت الكلمات والأشياء لديه إلى رموز وأشياء حتى نعته بعضهم بالصوفية.
وفي الأدب العربي برزت الرمزية في أشعار صلاح عبد الصبور، ونازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي وغيرهم، كما ظهرت في روسيا نهاية القرن التاسع عشر لدى تولستوي وبيلي وآخرون، ولدى عزرا باوند ولويل في أمريكا، وستيفان جورج في ألمانيا، وأوسكار وايلد في بريطانيا ...الخ.
لقد جانب الرمز إسلوب الوضوح والشفافية وفاق توظيفه لدى شعراء الحداثة اليوم كل التوقعات لدى القاريء والناقد معاً، بل نستطيع الذهاب إلى أن الرمز انزاح عن مساره بشكل بلغ حد التطرف، ولهذا نسمي ما يلجا إليه شعراء اليوم من الإكثار من الغموض الرمزي في قصائدهم بما يمكن أن نطلق عليه بـالأحجية أوحتى (الرمز المنزاح). فالرموز ذاتها قد ندرك مدى صعوبة فهمها وفك طلاسمها لدى القاريء والناقد معاً، فكيف يكون الحال مع الرمز وقد انزاح عن الرمزية ذاتها..؟ وبه تجاوز الشعر الغموض وصل إلى أبعد حتى من الإبهام ذاته، وبذلك نرى أن الشعر وقد بدأ يتحول إلى نوع متطرف من التعبيرمما يمكن أن نسميه بشعر الألغاز والأحاجي، وهو برأينا واحدة من العوامل الكثيرة التي أدت إلى مايشبه التكسير والغموض وعدم الحفظ والكساد في سوق الشعر في هذا العصر. فالشعر إذا لم تلامس موسيقاه أوتار فؤاد المتلقي، وما لم يحدث لديه التهيج والانفعالات والأحاسيس أو إثارة الحماسة، أو الشعور بالزهو والجمال لديه، فهو لغز وأحجية أكثر مما هو قصيدة وشعر.
فليس اليوم بمكنة قاريء عادي أوحتى ناقد متمرس أن يحمل عبء هذا الغموض أو الأحجية واللغز الرمزي بشكل كاف يفي بالغرض. فالرمز الأحجية قد لايدل على شيء إلا في أحاسيس الشاعر وعواطفه، وقد يعجز المبدع ذاته عن التأمل في ما يقصده في أبياته الشعرية نظراً للرمز والغموض الذي يرافقه. فقد سئل طاغور الشاعر الهندي الكبير يوماً عن معنى بيت له، فلم يستطع فهمه وكان هو من أشد المستغربين لما قاله! ولكن الرمز المغرق في الرمزية و اللغز قد يرقى إلى درجة من العبثية واللامعقول في الشكل والمضمون معاً، وهو ما يؤدي إلى خلق لوحة سوريالية غامضة المعالم ومفرطة الغموض في سطوره الشعرية كما هو الحال لدى الشاعر ابراهيم اليوسف وهو يقول:
تعلن السلم والحرب
أصبعه
ثم يرشف ماء النشيد
ولدى عماد الحسن الذي يقول:
هاهنا جالس
لا أحد
احتفى بهسيس المواخير
لاوردة تمقت بلاهة الظل
نرى هنا استخدام الشاعرين للرمز - تعلن السلم والحرب اصبعه- ماء النشيد - هسيس المواخير - بلاهة الظل- ولكن قد تسير الأمور إلى حالة من الغموض بل الإبهام وانفلات المعنى والوصول إلى درجة اللغز والأحجية، وهو الأمر الذي يضعف من حالات الأحساس والانفعال والإندماج مع القصيدة لدى المتلقي والذي يرى نفسه واقفاً أمام لغز محير شديد الغموض والإبهام، فلا يطرب للسطور ولايرتاح نفساً لهذا الانغلاق في الصور الشعرية التي قد تبدو له ضبابية الدلالة ومشوهة المعالم. ولكن قد لا نلوم الشاعر في ناحية واحدة على الأقل، وهو إذا ما ارتأينا المناهج الغربية والقائلة ليس المهم ما يقوله الشعر بل المهم كيف يقوله. أي أن هذه المناهج الحديثة من شكلية، وبنيوية، وتفكيكية...الخ. تفرط بالمعنى على حساب الشكل العام للقصيدة. وهكذا علينا التمييز بين ما يتطلبه اللغة العلمية الرصينة وعندها نكون في الدرجة صفر من الكتابة حسب تعبير رولان بارت، و بين استخدام الرمز والانزياح واللذان يشكلان في الحداثة الشعرية اليوم الركيزتان الأساسايتان لما ندعوهما بالشاعرية والإيحاء.
وأود هنا القول بأن الرمز بات اليوم من ضرورات الشعر الحديث، على أن يكون من نوع ما نسميه بالغموض الشفاف والسهل الممتنع كما لدى الشاعر العر اقي الكبير أديب كمال الدين، هذا الشاعر الحداثي القدير من بين شعراء الحداثة اليوم ولنسمعه في قصيدته ديوان المقابلات يقول:
قلْ لهذي القصيدة
إنْ أرادتْ شموسَ البهاء،
أنْ تراجعَ في كلّ حين
ابتسامتها المؤسية،
أنْ تغني قليلاً لأشجارها المثمرات الخيال
كي تسكّن أوجاعها
لحظةً ثم ترتدّ في سيرها
حيثما ينشر السرُّ أعضاءه الغامضة.
نجد هنا الرمز الشفاف والشعرية المبدعة، والصورالشعرية الساحرة، مع ورنين الإيقاع والإلهام الشاعري المثير للعواطف والخيال...الخ.
هكذا نرى أن الرمز في الشعر الحداثي هو تدمير للغة وإعادة التركيب لدى (دريدا) بينما هو لدى(ريفاتير) حالة مما يسمى بالإستراتيجية الشعرية والتي تؤدي إلى إخراج الدلالة من المعنى الصريح إلى الإشارية والإيحاء والإنزياح. وما يقصده دريدا من تدمير اللغة هو خروج الشاعر عن مألوف اللغة عن طريق الترميز، فتتحول اللغة على لسانه إلى لغة إشارية رمزية ذات دوال لغوية زئبقية مفارقة ومراوغة، وبأساليب وتراكيب خاصة باللغة الشعرية. والرمزية رغم تحويلها المعاني القاموسية إلى معان رمزية إيحائية الدلالة، إلا أنها تموه بين الشاعر المبدع و الشاعر ضعيف الخيال والشاعرية والذي يتعمد التكلف والغموض المعقد عن طريق سطور شعرية تفتقر إلى الشاعرية والجمال الشعري. فيتساوى عندها لدى المتلقي الشاعر المبدع والضعيف، لأنه يعجز عن فك الطلاسم الرمزية لدى الإثنين معاً.(2)
.................
(1) - المذاهب الأدبية في الغرب -تأليف عبد الرزاق الأصفر- ص- 91- وما بعد.
(2 ) - المصدر السابق.
11/3/2010 م
http://www.alnoor.se/article.asp?id=71944
خالص مسور