ما اﻷثر الذي تركته فينا روايتا (جنكيز آيتماتوف) " المعلم اﻷول " و " شجيرتي ذات منديل أحمر " ؟
في 70 ق 20 انتشرت هاتان الروايتان بين القراء اليساريين تحديدا ، وكانتا طبعتا في موسكو وصدرتا عن دار التقدم .
كنت يومها أحاور اليسار أدبيا ، لا فكريا ، فقد كنت فرخ حمام فكريا ، وكانت أفكاري ، إن كانت لدي أفكار ، أفكار شاب فلسطيني نشأ في زمن الاحتلال ﻷسرة لاجئة ، شاب وعى مظاهرات السموع وعاش هزيمة حزيران وصعود المقاومة وأصغى جيدا لصوت العاصفة وتابع أحداث أيلول وأقام في اﻷردن ودرس في الجامعة اﻷردنية بعد أحداث أيلول .
وكم حثني أصدقاء يساريون على قراءة الماركسية وقراءة اﻷدب الروسي .
كان اﻷدب مدخلا لصداقة اليسار ، وهكذ قرأت (جوركي) و(آيتماتوف) و(تشيخوف) و(بوشكين) وأدباء روس شيوعيين لم يعد كثيرون يذكرونهم .
كان (آيتماتوف) اﻷكثر حظوة بعد (تشيخوف) و(بوشكين) ، وستسحرني قصة "جميلة" و "شجيرتي ذات منديل أحمر " - هذه حكمت سلوكي لأكثر من ربع قرن - و " المعلم اﻷول " .
كان تأثير "المعلم اﻷول" علي كبيرا يوم قرأتها . كنت معلم مدرسة في اﻷغوار في مدارس وكالة غوث اللاجئين . درست طلابا فقراء في مدرسة فقيرة جدا مبانيها من الطين وغرفها ضيقة وأرضها غير مبلطة وساحتها رملية طينية ، وربما كانت غرفة المعلمين أفضل حالا .
في تلك اﻷيام كنت وزملائي نذهب إلى المدرسة في (الباص) الذي يعمل على خط نابلس أريحا . ينطلق من نابلس في السابعة صباحا ويعود من أريحا في الثانية ظهرا ، وكان سائقه الحاج نور صديق أبي ، رجل طاعن في السن صموت محب للحياة . وكان علينا الالتزام بالموعد خوفا من عدم الوصول إلى المدرسة .
في تلك اﻷيام أمام الحاجز الإسرائيلي المتكرر قرب معسكر الجيش ، قبل المدرسة ، اضطر زملائي ، بعد مشاكل مع المؤسسة ، إلى الإقامة في العقربانية .
من وحي 'المعلم اﻷول " كنت أعلم الطلاب . أنشط في النشاط المدرسي وأشكل مكتبة مدرسية وأشرف على نشاط الصباح ، وأختار للطلاب نصوصا شعرية ﻷدباء المقاومة . وسأشكل نواة مكتبة صفية أحضر إليها منشورات صلاح الدين في القدس ومنشورات اﻷسوار في عكا أيضا ، بل وأكثر من هذا تعاونت والكاتب المرحوم محمد كمال جبر على العمل على مناقشة كتاب مع الزملاء .
. وستشكل المكتبة الصفية عبئا على مدير المدرسة ، فقد كان حذرا ، ويخاف من مشاكل قد يسببها له الاحتلال ، ولم ننه مشروع المكتبة ، إلا بعد أن رجم الطلاب ، ذات نهار ، سيارة جيب عسكرية ، فازداد خوف المدير ، وخشي أن يدخل الجيش الى المدرسة ويعثر على أعمال كنفاني وأشعار محمود درويش ..
كانت رواية
(آيتماتوف) تلك تدفعنا ﻷن نكون مثل المعلم اﻷول ، ولكن المعلم في الرواية كان مرسلا من الحزب الشيوعي ليعلم أهل القرية ، وأما أنا فكنت أريد أن أعيش و..و..لم يكن اﻷمر ليخلو من حس وطني .
المعلم اﻷول بعد أن جاء معلم متعلم أكثر منه غدا ساعي بريد ، وأما أنا فتابعت دراستي .
حين قرأت أعمال (تشيخوف) لم ألتفت إلى مقدمة (جوركي )كثيرا . لقد التفت إليها قبل 3 سنوات ، وعدت أول أمس ﻷقرأها من جديد .
كنت أتابع إضراب المعلمين وشكواهم من سوء راتبهم .
خربشات 27/2/2016
صباح الخير
في 70 ق 20 انتشرت هاتان الروايتان بين القراء اليساريين تحديدا ، وكانتا طبعتا في موسكو وصدرتا عن دار التقدم .
كنت يومها أحاور اليسار أدبيا ، لا فكريا ، فقد كنت فرخ حمام فكريا ، وكانت أفكاري ، إن كانت لدي أفكار ، أفكار شاب فلسطيني نشأ في زمن الاحتلال ﻷسرة لاجئة ، شاب وعى مظاهرات السموع وعاش هزيمة حزيران وصعود المقاومة وأصغى جيدا لصوت العاصفة وتابع أحداث أيلول وأقام في اﻷردن ودرس في الجامعة اﻷردنية بعد أحداث أيلول .
وكم حثني أصدقاء يساريون على قراءة الماركسية وقراءة اﻷدب الروسي .
كان اﻷدب مدخلا لصداقة اليسار ، وهكذ قرأت (جوركي) و(آيتماتوف) و(تشيخوف) و(بوشكين) وأدباء روس شيوعيين لم يعد كثيرون يذكرونهم .
كان (آيتماتوف) اﻷكثر حظوة بعد (تشيخوف) و(بوشكين) ، وستسحرني قصة "جميلة" و "شجيرتي ذات منديل أحمر " - هذه حكمت سلوكي لأكثر من ربع قرن - و " المعلم اﻷول " .
كان تأثير "المعلم اﻷول" علي كبيرا يوم قرأتها . كنت معلم مدرسة في اﻷغوار في مدارس وكالة غوث اللاجئين . درست طلابا فقراء في مدرسة فقيرة جدا مبانيها من الطين وغرفها ضيقة وأرضها غير مبلطة وساحتها رملية طينية ، وربما كانت غرفة المعلمين أفضل حالا .
في تلك اﻷيام كنت وزملائي نذهب إلى المدرسة في (الباص) الذي يعمل على خط نابلس أريحا . ينطلق من نابلس في السابعة صباحا ويعود من أريحا في الثانية ظهرا ، وكان سائقه الحاج نور صديق أبي ، رجل طاعن في السن صموت محب للحياة . وكان علينا الالتزام بالموعد خوفا من عدم الوصول إلى المدرسة .
في تلك اﻷيام أمام الحاجز الإسرائيلي المتكرر قرب معسكر الجيش ، قبل المدرسة ، اضطر زملائي ، بعد مشاكل مع المؤسسة ، إلى الإقامة في العقربانية .
من وحي 'المعلم اﻷول " كنت أعلم الطلاب . أنشط في النشاط المدرسي وأشكل مكتبة مدرسية وأشرف على نشاط الصباح ، وأختار للطلاب نصوصا شعرية ﻷدباء المقاومة . وسأشكل نواة مكتبة صفية أحضر إليها منشورات صلاح الدين في القدس ومنشورات اﻷسوار في عكا أيضا ، بل وأكثر من هذا تعاونت والكاتب المرحوم محمد كمال جبر على العمل على مناقشة كتاب مع الزملاء .
. وستشكل المكتبة الصفية عبئا على مدير المدرسة ، فقد كان حذرا ، ويخاف من مشاكل قد يسببها له الاحتلال ، ولم ننه مشروع المكتبة ، إلا بعد أن رجم الطلاب ، ذات نهار ، سيارة جيب عسكرية ، فازداد خوف المدير ، وخشي أن يدخل الجيش الى المدرسة ويعثر على أعمال كنفاني وأشعار محمود درويش ..
كانت رواية
(آيتماتوف) تلك تدفعنا ﻷن نكون مثل المعلم اﻷول ، ولكن المعلم في الرواية كان مرسلا من الحزب الشيوعي ليعلم أهل القرية ، وأما أنا فكنت أريد أن أعيش و..و..لم يكن اﻷمر ليخلو من حس وطني .
المعلم اﻷول بعد أن جاء معلم متعلم أكثر منه غدا ساعي بريد ، وأما أنا فتابعت دراستي .
حين قرأت أعمال (تشيخوف) لم ألتفت إلى مقدمة (جوركي )كثيرا . لقد التفت إليها قبل 3 سنوات ، وعدت أول أمس ﻷقرأها من جديد .
كنت أتابع إضراب المعلمين وشكواهم من سوء راتبهم .
خربشات 27/2/2016
صباح الخير