تبحث المقالة هذه في توظيف تقنية الصورة البصرية وتنقلاتها من الذهنية إلى التصويرية إلى التلقي الجمالي عبر رسم المشهد بكل مكوناته: الإطار، والشخصيات ، والزمن ، والحادثة الفنية، والدور، ووحدة المعنى التي تشكل في مجموعها " وسائل التعبير والتأثير لإيصال مضمون الخطاب البصري " . (مقاربات نقدية في الخطاب الدراما السينماتوغرافي :ص 43).
يقفز النص عند مريد في ديوان " منطق الكائنات/1996" قفزة نوعية في تشكيل الصورة ، ومن المعلوم أن الفنون الجميلة تشترك بتركيبها ( المادة ،التعبير،الشكل) وتختلف في وسطها"( مقاربات نقدية في الخطاب الدراما السينماتوغرافي،ص8 ). وقد أشار صلاح فضل في كتابه "أساليب الشعرية المعاصرة " إلى الشعر الحسي (ص 34 ) وعدَّه من الشعر المترقي في سلّم الدرجات الشعري .
وبالتأكيد، فإنّ من أدوات الصورة البصرية الكاميرا التي " لا تتوقف عن الرصد والتسجيل والتصوير والالتقاط والتمثيل" (التجربة الشعرية التشكيل والرؤيا ، ص 99).
في ديوان "#منطق الكائنات" تتجول كاميرا مريد الشعرية لتقول ما تشاهد ، وتصور ما ترى وما لا ترى عبر المخيلة الشعرية. وفي هذه المقالة نختبر نصوصا شعرية لمريد الرغوثي تتحقق فيها تقنية الصورة الفيلمية .
-النص الأول: "قالت الكاميرا " الوحيد" ، الأعمال الشعرية، ص 199.
سور متآكل
وقلعة باذخة
بداخلها إنسان وحيد
أشباح غامقة اللون
تدنو بتدبر وبطء
متستِّرة بعتمة الليل
وفي الحجرات المائة
وبين الممرات الطويلة
يتجوّل الذعر
وترتجف الأبراج
تلتقط العدسة الشعريَّة لكاميرا مريد الحيز المكانيّ للمشهد الشعريّ ابتداء من التصوير الديكوري ( سور ،قلعة) هذا الديكور الوصفي يؤدي وظيفة الإطار العام للمشهد؛ فثمة (سور متآكل) . ويشتغل الوصف النحوي (متآكل ) على تكوين مدخل يدلف من خلاله الشاعر نحو القلعة ، وبتعبير آخر ؛يدفع المشهد إلى الأمام. ومن البدهيّ أن تكون القلعة مُحصّنة، وهو من المعلوم بالضرورة ، غير أن السور بتآكله يوحي بالقدم الزمكاني، وهذه هي المفاجأة الأولى .
يتقدم المشهد خطوة أخرى نحو الأمام ليتفاجأ المتلقي بأنها قلعة ( باذخة) مفرطة في الترف والرفاهية.
يقتضي أفق التوقع أن تكون القلعة مهجورة منطقيا بدلالة السور المتآكل الذي يدل على الترك وعدم الاهتمام، غير أنّ الوصف المتحقق لسانيا للقلعة( باذخة) يكسر هذا الأفق ويدمره .
يقتحم الشاعر عبر هذا الحيز المكاني بنعوته تلك القلعة عبر تضييق عين الكاميرا الشعرية فيوظف جملة " بداخلها إنسان وحيد". يصدم الشاعر توقعاتنا مرة أخرى بوصف الإنسان بأنه وحيد داخل قلعة باذخة. وبالاستتباع، فالقلعة ليست مكانا أليفا البتة وفق التعبير اللساني ؛ إذ لم يقل إنسان واحد بل وحيد .
تتجول الكاميرا الشعرية داخل القلعة، فيتعثر القارىء بدال ( الأشباح) بدلالته التداولية المرعبة. ثم ينتقل المشهد الشعري من الساكن إلى الحركي عبر الفعل( تدنو) لتضيق عدسة الكاميرا عبر تقنية ( الزوم ) ليسلط النص اللقطةَ على تلك الأشباح المتسترة بالعتمة، وبطبيعة الحال فالعتمة من مكوِّنات الصورة الفيلمية، إنها قلعة باذخة ومعتمة أيضا! مشهد يوحي بالغرابة حقا.
وحين تقتحم كاميرا الشاعر –عميقا- المكانيّ /القلعة تتراءى الحجرات المئة ، والممرات الطويلة ، ويتغيا الشاعر من خلال هذه الأوصاف المكانية الساكنة استشراف دواخل تلك الحجرات ، ليترك لخيال المتلقي السوح داخلها ،لتهب أسئلة لا نهائية تتمتع بالبعد الأسطوري والشعبي المرعب والمخيف.
يقفل الشاعر نصه باستحضار دوال استعارية( يتجول الذعر ، وترتجف الأبراج)حيث يصور الشاعر الذعر بآفاقه الكابوسية التجريدية بكلمة واحدة عبر توظيف الدال الزمني الحركي ( يتجوّل) في حركة دائبة ومستمرة، وهذه الصورة التشخيصية ممكنة عقلا ، ولكن لماذا ترتجف الأبراج الساكنة بطبيعتها، وليس فيها إلا إنسان وحيد ،ومجموعة من الأشباح؟
يبدو أن الصورة ستكتمل وتتكامل بهذه القفلة الشعرية المركزة والمُرمّزة، لتؤكد عمق الحادثة الفنية، وترتبط عضويا ونصيا بالإنسان الوحيد داخل القلعة الذي ترتجف منه الأبراج.
يدرك المستقبل العليم بعد هذا التصوير أن (الوحيد) وهو عنوان النص الفرعي هو السجين السياسي، وبذا تؤدي الصورة الفيلمية (الدور ) المنوط بها في تصوير الواقعيّ والأيديولوجي ، ويتحقق ما يمكن أن نسميه وحدة المعنى، وتشكيل المشهد الكلي.
- النص الثاني " قالت الكاميرا / الغزالة" .الأعمال الشعرية ص 201 -
غزالة تحت صفصافة
صياد خلف السياج
عمّا قليل
يحين وقت الانتباه
أو وقت المراثي
نص قصير يحمل سمة التكثيف من جهة وسمة الترميز من ناحية أخرى، حين يصور الشاعر بعدسته الشعرية الحركيّ والساكن ، ومستحضرا الطبيعة ( السياج والصفصافة) ،كما ويجمع بين الضدين( الغزالة والصياد) ويراوح بين زمنين زمن الانتباه وزمن المراثي).
تشكل الجملتين في مطلع النص المعطى الثابتَ في المشهد بوصفهما جملتين اسميتين، ومن خلالهما يرسم مديات الصورة الفوتوغرافية التي تفصل الغزالة عن الصياد والتي هي بالضبط المسافة ذاتها بين الصفصافة والسياج، ومسوغ هذا الإطار المكاني هو إعطاء قوة تصويرية نحو الدفع بالمشهد للتقدم لينتقل من حالة إلى أخرى.
يعتمد الشاعر تقنية تجميد المشهد ( scene freezing )عبر شبه الجملة (عما قليل) وتفريز المشهد له دلالته في التشكيل والإيحاء، إنها تحمل لغة الانتظار ، والحكي المخفي ، وتطوي في خفاياها مديات تفكير الصياد وترصدَّه لفريسته ، كما ترصد أيضا احتمالية الوقوع أو النجاة ، وهنا تتحول الصورة الفيلمية من المكاني إلى الزمني عبر تحيين اللحظة لتشكل لحظة التنوير النهائية للمشهد الشعري (يحين وقت الإنتباه أو وقت المراثي).
هكذا رسم مريد المشهد بالكلمات ، وهكذا قالت الكاميرا ، ولكن ما الشيء الذي لم تقله الكاميرا ، وهو المتخيل الذي يريد أن يوصله الشاعر عبر تلك المشهدية.
لا يفعل الشاعر شيئا ذا بال ، ولا يقدم للشعر إضافة نوعية جديّة وجديدة إن اقتصر على تلك الصورة الفوتوغرافية. فماذا أراد الشاعر أن يقول ما لم تقله الكاميرا ؟
إنّ الانتقال من حالة (١) إلى حالة (٢) عبر الترميز في النص يقدمهما الشاعر عبر معطى الصراع بين الغزالة والصياد، وهما طرفان استعاريان أو كنايتان : الغزالة/ فلسطين . والصياد الذي يمثل الآخر/ العدو
يقدم الشاعر احتمالين لا ثالث لهما إما أن يتحقق زمن الانتباه الذي يشير إلى زمن الصحو/ الثورة ، أو يتجسد زمن الانهزام والوقوع الذي يتمحور حول شعر الرثاء للميت سواء أكان موتا حقيقيا أم مجازيا ، ما يتيح من خلالهما التحول الدرامي للصورة البصرية عبر بنية لسانية مكثفة.
ومهما يكن، فالنص موضوع التحليل يحمل مشهدا تصويريا عبر كاميرا الشاعر ، إطارا ومكانا وزمانا ، وواقعة فنية، ووحدة معنى عالي القيمة الشاعرية.
ويمكن الدارس اختبار نصوص أخرى من مثل نص ( الملاحقة/٢٠٢) ونص ( المسافة/ ٢٠٨) لمنح التحليل أفقا وسيعا ، ولندلل على ما ابتدانا به حديثنا حول تطور شعر مريد على نحو ما أشرنا إليه من أساليب الشعرية المعاصرة عبر تقنية الكاميرا في رسم الصورة البصرية ، وعبر التشكيل اللساني المرئي، وقراءة الموقف بصريا وشعريا.
انتهى
# مريد البرغوثي - #كاميراشعرية
د. خليل قطناني : كلية الدراسات والعلوم الإسلامية- فلسطين
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=5144503062258308&id=100000959950718
يقفز النص عند مريد في ديوان " منطق الكائنات/1996" قفزة نوعية في تشكيل الصورة ، ومن المعلوم أن الفنون الجميلة تشترك بتركيبها ( المادة ،التعبير،الشكل) وتختلف في وسطها"( مقاربات نقدية في الخطاب الدراما السينماتوغرافي،ص8 ). وقد أشار صلاح فضل في كتابه "أساليب الشعرية المعاصرة " إلى الشعر الحسي (ص 34 ) وعدَّه من الشعر المترقي في سلّم الدرجات الشعري .
وبالتأكيد، فإنّ من أدوات الصورة البصرية الكاميرا التي " لا تتوقف عن الرصد والتسجيل والتصوير والالتقاط والتمثيل" (التجربة الشعرية التشكيل والرؤيا ، ص 99).
في ديوان "#منطق الكائنات" تتجول كاميرا مريد الشعرية لتقول ما تشاهد ، وتصور ما ترى وما لا ترى عبر المخيلة الشعرية. وفي هذه المقالة نختبر نصوصا شعرية لمريد الرغوثي تتحقق فيها تقنية الصورة الفيلمية .
-النص الأول: "قالت الكاميرا " الوحيد" ، الأعمال الشعرية، ص 199.
سور متآكل
وقلعة باذخة
بداخلها إنسان وحيد
أشباح غامقة اللون
تدنو بتدبر وبطء
متستِّرة بعتمة الليل
وفي الحجرات المائة
وبين الممرات الطويلة
يتجوّل الذعر
وترتجف الأبراج
تلتقط العدسة الشعريَّة لكاميرا مريد الحيز المكانيّ للمشهد الشعريّ ابتداء من التصوير الديكوري ( سور ،قلعة) هذا الديكور الوصفي يؤدي وظيفة الإطار العام للمشهد؛ فثمة (سور متآكل) . ويشتغل الوصف النحوي (متآكل ) على تكوين مدخل يدلف من خلاله الشاعر نحو القلعة ، وبتعبير آخر ؛يدفع المشهد إلى الأمام. ومن البدهيّ أن تكون القلعة مُحصّنة، وهو من المعلوم بالضرورة ، غير أن السور بتآكله يوحي بالقدم الزمكاني، وهذه هي المفاجأة الأولى .
يتقدم المشهد خطوة أخرى نحو الأمام ليتفاجأ المتلقي بأنها قلعة ( باذخة) مفرطة في الترف والرفاهية.
يقتضي أفق التوقع أن تكون القلعة مهجورة منطقيا بدلالة السور المتآكل الذي يدل على الترك وعدم الاهتمام، غير أنّ الوصف المتحقق لسانيا للقلعة( باذخة) يكسر هذا الأفق ويدمره .
يقتحم الشاعر عبر هذا الحيز المكاني بنعوته تلك القلعة عبر تضييق عين الكاميرا الشعرية فيوظف جملة " بداخلها إنسان وحيد". يصدم الشاعر توقعاتنا مرة أخرى بوصف الإنسان بأنه وحيد داخل قلعة باذخة. وبالاستتباع، فالقلعة ليست مكانا أليفا البتة وفق التعبير اللساني ؛ إذ لم يقل إنسان واحد بل وحيد .
تتجول الكاميرا الشعرية داخل القلعة، فيتعثر القارىء بدال ( الأشباح) بدلالته التداولية المرعبة. ثم ينتقل المشهد الشعري من الساكن إلى الحركي عبر الفعل( تدنو) لتضيق عدسة الكاميرا عبر تقنية ( الزوم ) ليسلط النص اللقطةَ على تلك الأشباح المتسترة بالعتمة، وبطبيعة الحال فالعتمة من مكوِّنات الصورة الفيلمية، إنها قلعة باذخة ومعتمة أيضا! مشهد يوحي بالغرابة حقا.
وحين تقتحم كاميرا الشاعر –عميقا- المكانيّ /القلعة تتراءى الحجرات المئة ، والممرات الطويلة ، ويتغيا الشاعر من خلال هذه الأوصاف المكانية الساكنة استشراف دواخل تلك الحجرات ، ليترك لخيال المتلقي السوح داخلها ،لتهب أسئلة لا نهائية تتمتع بالبعد الأسطوري والشعبي المرعب والمخيف.
يقفل الشاعر نصه باستحضار دوال استعارية( يتجول الذعر ، وترتجف الأبراج)حيث يصور الشاعر الذعر بآفاقه الكابوسية التجريدية بكلمة واحدة عبر توظيف الدال الزمني الحركي ( يتجوّل) في حركة دائبة ومستمرة، وهذه الصورة التشخيصية ممكنة عقلا ، ولكن لماذا ترتجف الأبراج الساكنة بطبيعتها، وليس فيها إلا إنسان وحيد ،ومجموعة من الأشباح؟
يبدو أن الصورة ستكتمل وتتكامل بهذه القفلة الشعرية المركزة والمُرمّزة، لتؤكد عمق الحادثة الفنية، وترتبط عضويا ونصيا بالإنسان الوحيد داخل القلعة الذي ترتجف منه الأبراج.
يدرك المستقبل العليم بعد هذا التصوير أن (الوحيد) وهو عنوان النص الفرعي هو السجين السياسي، وبذا تؤدي الصورة الفيلمية (الدور ) المنوط بها في تصوير الواقعيّ والأيديولوجي ، ويتحقق ما يمكن أن نسميه وحدة المعنى، وتشكيل المشهد الكلي.
- النص الثاني " قالت الكاميرا / الغزالة" .الأعمال الشعرية ص 201 -
غزالة تحت صفصافة
صياد خلف السياج
عمّا قليل
يحين وقت الانتباه
أو وقت المراثي
نص قصير يحمل سمة التكثيف من جهة وسمة الترميز من ناحية أخرى، حين يصور الشاعر بعدسته الشعرية الحركيّ والساكن ، ومستحضرا الطبيعة ( السياج والصفصافة) ،كما ويجمع بين الضدين( الغزالة والصياد) ويراوح بين زمنين
تشكل الجملتين في مطلع النص المعطى الثابتَ في المشهد بوصفهما جملتين اسميتين، ومن خلالهما يرسم مديات الصورة الفوتوغرافية التي تفصل الغزالة عن الصياد والتي هي بالضبط المسافة ذاتها بين الصفصافة والسياج، ومسوغ هذا الإطار المكاني هو إعطاء قوة تصويرية نحو الدفع بالمشهد للتقدم لينتقل من حالة إلى أخرى.
يعتمد الشاعر تقنية تجميد المشهد ( scene freezing )عبر شبه الجملة (عما قليل) وتفريز المشهد له دلالته في التشكيل والإيحاء، إنها تحمل لغة الانتظار ، والحكي المخفي ، وتطوي في خفاياها مديات تفكير الصياد وترصدَّه لفريسته ، كما ترصد أيضا احتمالية الوقوع أو النجاة ، وهنا تتحول الصورة الفيلمية من المكاني إلى الزمني عبر تحيين اللحظة لتشكل لحظة التنوير النهائية للمشهد الشعري (يحين وقت الإنتباه أو وقت المراثي).
هكذا رسم مريد المشهد بالكلمات ، وهكذا قالت الكاميرا ، ولكن ما الشيء الذي لم تقله الكاميرا ، وهو المتخيل الذي يريد أن يوصله الشاعر عبر تلك المشهدية.
لا يفعل الشاعر شيئا ذا بال ، ولا يقدم للشعر إضافة نوعية جديّة وجديدة إن اقتصر على تلك الصورة الفوتوغرافية. فماذا أراد الشاعر أن يقول ما لم تقله الكاميرا ؟
إنّ الانتقال من حالة (١) إلى حالة (٢) عبر الترميز في النص يقدمهما الشاعر عبر معطى الصراع بين الغزالة والصياد، وهما طرفان استعاريان أو كنايتان : الغزالة/ فلسطين . والصياد الذي يمثل الآخر/ العدو
يقدم الشاعر احتمالين لا ثالث لهما إما أن يتحقق زمن الانتباه الذي يشير إلى زمن الصحو/ الثورة ، أو يتجسد زمن الانهزام والوقوع الذي يتمحور حول شعر الرثاء للميت سواء أكان موتا حقيقيا أم مجازيا ، ما يتيح من خلالهما التحول الدرامي للصورة البصرية عبر بنية لسانية مكثفة.
ومهما يكن، فالنص موضوع التحليل يحمل مشهدا تصويريا عبر كاميرا الشاعر ، إطارا ومكانا وزمانا ، وواقعة فنية، ووحدة معنى عالي القيمة الشاعرية.
ويمكن الدارس اختبار نصوص أخرى من مثل نص ( الملاحقة/٢٠٢) ونص ( المسافة/ ٢٠٨) لمنح التحليل أفقا وسيعا ، ولندلل على ما ابتدانا به حديثنا حول تطور شعر مريد على نحو ما أشرنا إليه من أساليب الشعرية المعاصرة عبر تقنية الكاميرا في رسم الصورة البصرية ، وعبر التشكيل اللساني المرئي، وقراءة الموقف بصريا وشعريا.
انتهى
# مريد البرغوثي - #كاميراشعرية
د. خليل قطناني : كلية الدراسات والعلوم الإسلامية- فلسطين
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=5144503062258308&id=100000959950718