شاعر غزل بمغزل الحرف والقافية براءة الاطفال اناشيد صباح , ورسم بفرشاة الصغار نوافذ للغد , حفظ لـ( دار ..دور) زقزقة عصافيرها, واستبدل ( انا جندي عربي ) بـ( انا انسان) وغازل الـ( البلبل الفتان ) بـ( نرجسة) , ذلك هو الشاعر العراقي والانسان محمد جبار حسن.
هو شاعر وكاتب عراقي ولد عام 1957م لقب بشاعر الطفولة بسبب اهتامه بكتابة كتب وروايات الاطفال لا يكاد يخلو المنهج العراقي من قصائده وقصصه التي تتعلق بالاطفال كان يلتقي صبيحة يوم الجمعة باصدقائه الادباء والكتاب على اروقة وازقة شارع المتنبي في المركز الثقافي البغدادي كان يشارك الكتاب فعالياتهم .
اتسم محمد بأنه هادئ الطبع ولطيف الكلام وكان لا يسمع صوته الا في محله ,أنشأ علاقات اجتماعية قوية وممتازة بالكثير من الفنانين والرياضيين .
ينتمي لعائلة صاحبة ثقافة متعددة وكان يعشق القراءة والمطالعة حتى كتب أول قصيدة وهو في المرحلة المتوسطة فتفاجأ برد معلم اللغة العربية له وقوله بان قصيدته تناسبت مع القافية ومن هنا كانت بدايته في الادب الذي اختص لاحقا به الا وهو ادب الاطفال .
كان الراحل لايغيب عن المهرجانات الموسيقية والغنائية والثقافية التي تقيمها دوائر وتشكيلات وزارة الثقافة العراقية وكان يكتب القصيدة الغنائية التي تتغنى بالطفل والطفولة , ولا يغيب ابدا عن اروقة وازقة شارع المتنبي فكان يحضر صباح كل يوم جمعة يلتقي زملاءه واصدقاءه ويشاركهم فعالياتهم التي تقام في المركز الثقافي البغدادي واروقة القشلة
وفي حديثه عن تجربته قال: كنت طالباً في مرحلة الاعدادية حين اخذت نصوصي تلحن وتغنى مما منحني المزيد من الاندفاع والتواصل، حتى كتبت العشرات من الاغنيات غناها مطربون بينهم: كاظم الساهر ومهند محسن وأمل خضير وماجد المهندس وليث البغدادي وعامر توفيق.ولم أكن وقتها افكر في دخول عالم الطفل وأعطيه أهتماماً برغم اني كتبت بعض الاغنيات للاطفال، لكن زميل لي سمعني أقرأ قصيدة للاطفال، فاصر ان اكتبها له , وحين تم ذلك وجدتها بعد اسبوعين منشورة على صفحات مجلة (مجلتي).وقد اشاد بها كثيراً مدير عام دار ثقافة الاطفال آنذاك الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، وطلب مقابلتي، فشجعني على التواصل، ومنها تخصصت في هذا المجال الذي يعد من أصعب الفنون، ويحتاج إلى اثبات جدارة فليس بوسع أي شخص الولوج إلى هذا العالم من دون ان يكون متسلحاً بمؤهلات الوعي والمخيلة وفهم كيفية التعامل مع مخلوق حساس، بمعنى ان المسؤولية تقتضي قراءة مستقبل الطفل مبكراً,وهو مشروع انساني وطني مهم يتطلب الإخلاص والأمانة, ولكن للأسف هناك اناس دخلوا هذا المعترك وهم لم يفهموا اهمية الطفولة، فافسدوا الكثير مما كان يمكن ان يتحقق بصورة صحيحة. ولكن برغم ذلك يجب ان لا نسأم من نصف الكأس الفارغ لوجود ادباء ادوا رسالتهم على اتم وجه وبأجمل صورة حتى صار لأدب الأطفال العراقي بصمة مميزة على الصعيد الدولي، فحين يذكر أدب الاطفال في أي محفل دولي تذكر اسماءً لادباء عراقيين في مجال القصة والقصيدة والسيناريو والمسرحية والأغنية. ومن هذا المنطلق تجدني اتكلم بمرارة وألم لما حصل في ظل التحولات السياسية والنظام الشمولي ودخول ثقافة العنف الى حياة الطفولة مما افسد الكثير من الرقي بالذائقة وزراعة ثقافة الحب والخير والسلام بدل ثقافة الحرب والعنف، الأمر الذي جعل بعض المخلصين لأدب الاطفال ينزون بعيداً، والبعض الآخر سافر وهاجر ليكون بمأمن من ثقافة زرعت العسكرة وحب الأنا في نفوس الاطفال حتى صار بعضهم يفتخر بان يلبس ابنه ملابس عسكرية برتبة عميد وعقيد والتي تزرع في نفسه حالة من العنجهية تجعله يتكبر على اصدقائه ويتعامل معهم كأنهم جنود تحت أمرته من دون شعور منه, نحن الآن بأمس الحاجة لنعيد تأهيل الطفل العراقي ضمن مشروع وطني يدعو للمحبة والتسامح، وان نلغي ثقافة “أنا جندي عربي بندقيتي بيدي”. وأخيراً اقول: لي امنية تملأ قلبي ـ لو تتحققت يزهر دربي ـ هي ان امسح راء الحرب ـ لأضيء العالم بالحب.
من اهم انجازات الراحل محمد جبار حسن , حائز على جائزة الابداع في العراق لأكثر من ثلاث مرات في مجال ادب الاطفال ، وجائزة الاولى لمسابقة اغنية الطفل لعام 2005م، كما وحصد جائزة الدولة لأدب الاطفال في دولة قطر لعام 2008 في مجال نصوص اغاني الاطفال وهي أهم جائزة عربية ,ومثل العراق في مهرجان الاغنية العربية للاطفال في الاردن عام 2002 وكذلك في مهرجان الاغنية العربية للكبار في لبنان عام 1999 وكذلك في مصر عام 2002 وكرم عن مجمل منجزه خلال حفل افتتاح مهرجان الحسيني الصغير الدولي الخامس لمسرح الطفل 2019.
وناشد الراحل في اكثر من لقاء ضرورة اهتمام وسائل الاعلام والقنوات العراقية بالمشهد الادبي والثقافي للطفال والطفولة مثلما كانت تلفزيون العراق برنامج (سينما الاطفال) الذي كانت تعده نسرين جورج ويتابعه الاطفال والكبار لنجاح المقدمة في اختيار الفيلم في كل حلقة، بمعية جمهور من الاطفال، تثار معهم حوارات بعد انتهاء الفيلم، تخص السيناريو والاخراج واداء الممثلين، وكنا نصغي لاراء الاطفال التي تثير فينا الدهشة والامل؛ لأنهم ذوو ذائقة ومشاريع نقاد سينمائيين في المستقبل، اضافة الى الاهتمام بالمطبوعات المدعومة من دار ثقافة الاطفال التي كانت تصدر (مجلتي) و(المزمار) اسبوعيا، من أجل النهوض بثقافة الطفل وعلى الدولة ان ترعى دار ثقافة الاطفال التي كانت مصدر اشعاع على مستوى العالم العربي.
يذكر ان أول كتاب صدر له عن دار ثقافة الاطفال كان بعنوان (الفراشات الهاربة) برسوم الفنانة حنان شفيق الكمالي تضمن قصائد تحدث عن المحبة وبراءة الطفولة التي تحاول الهرب من اجواء ملغومة بالخوف والرعب وفوبيا الحروب إلى بساتين الزهور الملونة العطرة لتمرح مع انواع الطيور على اغصان الاشجار المختلفة , ثم مجموعة (أحلام والعصفور) وقد تحدثت عن أحلام واماني الاطفال بمستقبل جميل يتطلعون اليه , بعدها مجموعة (نتسلى مع الاشجار) وقد تضمنت موضوعات علمية عن انواع الاشجار وفوائدها وصفاتها.
الراحل محمد جبار حسن تدرّس قصائده في المناهج الدراسية العراقية لعدد من صفوف المرحلة الابتدائية، للصفوف الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة مثل قصيدة (انا انسان) و قصيدة (نرجسة) ، وهو واحد من مؤلفي دليل المعلم للنشيد المدرسي في (العراق)
اغمض عينيه لاخر مرة في بغداد يوم5 أغسطس عام 2016 اثر صراعه مع المرض لشهور طويلة, رحل تاركا خلفه منجز ثر في مجال الطفولة يعد مفخرة للعراق داخليا وخارجيا .
هو شاعر وكاتب عراقي ولد عام 1957م لقب بشاعر الطفولة بسبب اهتامه بكتابة كتب وروايات الاطفال لا يكاد يخلو المنهج العراقي من قصائده وقصصه التي تتعلق بالاطفال كان يلتقي صبيحة يوم الجمعة باصدقائه الادباء والكتاب على اروقة وازقة شارع المتنبي في المركز الثقافي البغدادي كان يشارك الكتاب فعالياتهم .
اتسم محمد بأنه هادئ الطبع ولطيف الكلام وكان لا يسمع صوته الا في محله ,أنشأ علاقات اجتماعية قوية وممتازة بالكثير من الفنانين والرياضيين .
ينتمي لعائلة صاحبة ثقافة متعددة وكان يعشق القراءة والمطالعة حتى كتب أول قصيدة وهو في المرحلة المتوسطة فتفاجأ برد معلم اللغة العربية له وقوله بان قصيدته تناسبت مع القافية ومن هنا كانت بدايته في الادب الذي اختص لاحقا به الا وهو ادب الاطفال .
كان الراحل لايغيب عن المهرجانات الموسيقية والغنائية والثقافية التي تقيمها دوائر وتشكيلات وزارة الثقافة العراقية وكان يكتب القصيدة الغنائية التي تتغنى بالطفل والطفولة , ولا يغيب ابدا عن اروقة وازقة شارع المتنبي فكان يحضر صباح كل يوم جمعة يلتقي زملاءه واصدقاءه ويشاركهم فعالياتهم التي تقام في المركز الثقافي البغدادي واروقة القشلة
وفي حديثه عن تجربته قال: كنت طالباً في مرحلة الاعدادية حين اخذت نصوصي تلحن وتغنى مما منحني المزيد من الاندفاع والتواصل، حتى كتبت العشرات من الاغنيات غناها مطربون بينهم: كاظم الساهر ومهند محسن وأمل خضير وماجد المهندس وليث البغدادي وعامر توفيق.ولم أكن وقتها افكر في دخول عالم الطفل وأعطيه أهتماماً برغم اني كتبت بعض الاغنيات للاطفال، لكن زميل لي سمعني أقرأ قصيدة للاطفال، فاصر ان اكتبها له , وحين تم ذلك وجدتها بعد اسبوعين منشورة على صفحات مجلة (مجلتي).وقد اشاد بها كثيراً مدير عام دار ثقافة الاطفال آنذاك الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، وطلب مقابلتي، فشجعني على التواصل، ومنها تخصصت في هذا المجال الذي يعد من أصعب الفنون، ويحتاج إلى اثبات جدارة فليس بوسع أي شخص الولوج إلى هذا العالم من دون ان يكون متسلحاً بمؤهلات الوعي والمخيلة وفهم كيفية التعامل مع مخلوق حساس، بمعنى ان المسؤولية تقتضي قراءة مستقبل الطفل مبكراً,وهو مشروع انساني وطني مهم يتطلب الإخلاص والأمانة, ولكن للأسف هناك اناس دخلوا هذا المعترك وهم لم يفهموا اهمية الطفولة، فافسدوا الكثير مما كان يمكن ان يتحقق بصورة صحيحة. ولكن برغم ذلك يجب ان لا نسأم من نصف الكأس الفارغ لوجود ادباء ادوا رسالتهم على اتم وجه وبأجمل صورة حتى صار لأدب الأطفال العراقي بصمة مميزة على الصعيد الدولي، فحين يذكر أدب الاطفال في أي محفل دولي تذكر اسماءً لادباء عراقيين في مجال القصة والقصيدة والسيناريو والمسرحية والأغنية. ومن هذا المنطلق تجدني اتكلم بمرارة وألم لما حصل في ظل التحولات السياسية والنظام الشمولي ودخول ثقافة العنف الى حياة الطفولة مما افسد الكثير من الرقي بالذائقة وزراعة ثقافة الحب والخير والسلام بدل ثقافة الحرب والعنف، الأمر الذي جعل بعض المخلصين لأدب الاطفال ينزون بعيداً، والبعض الآخر سافر وهاجر ليكون بمأمن من ثقافة زرعت العسكرة وحب الأنا في نفوس الاطفال حتى صار بعضهم يفتخر بان يلبس ابنه ملابس عسكرية برتبة عميد وعقيد والتي تزرع في نفسه حالة من العنجهية تجعله يتكبر على اصدقائه ويتعامل معهم كأنهم جنود تحت أمرته من دون شعور منه, نحن الآن بأمس الحاجة لنعيد تأهيل الطفل العراقي ضمن مشروع وطني يدعو للمحبة والتسامح، وان نلغي ثقافة “أنا جندي عربي بندقيتي بيدي”. وأخيراً اقول: لي امنية تملأ قلبي ـ لو تتحققت يزهر دربي ـ هي ان امسح راء الحرب ـ لأضيء العالم بالحب.
من اهم انجازات الراحل محمد جبار حسن , حائز على جائزة الابداع في العراق لأكثر من ثلاث مرات في مجال ادب الاطفال ، وجائزة الاولى لمسابقة اغنية الطفل لعام 2005م، كما وحصد جائزة الدولة لأدب الاطفال في دولة قطر لعام 2008 في مجال نصوص اغاني الاطفال وهي أهم جائزة عربية ,ومثل العراق في مهرجان الاغنية العربية للاطفال في الاردن عام 2002 وكذلك في مهرجان الاغنية العربية للكبار في لبنان عام 1999 وكذلك في مصر عام 2002 وكرم عن مجمل منجزه خلال حفل افتتاح مهرجان الحسيني الصغير الدولي الخامس لمسرح الطفل 2019.
وناشد الراحل في اكثر من لقاء ضرورة اهتمام وسائل الاعلام والقنوات العراقية بالمشهد الادبي والثقافي للطفال والطفولة مثلما كانت تلفزيون العراق برنامج (سينما الاطفال) الذي كانت تعده نسرين جورج ويتابعه الاطفال والكبار لنجاح المقدمة في اختيار الفيلم في كل حلقة، بمعية جمهور من الاطفال، تثار معهم حوارات بعد انتهاء الفيلم، تخص السيناريو والاخراج واداء الممثلين، وكنا نصغي لاراء الاطفال التي تثير فينا الدهشة والامل؛ لأنهم ذوو ذائقة ومشاريع نقاد سينمائيين في المستقبل، اضافة الى الاهتمام بالمطبوعات المدعومة من دار ثقافة الاطفال التي كانت تصدر (مجلتي) و(المزمار) اسبوعيا، من أجل النهوض بثقافة الطفل وعلى الدولة ان ترعى دار ثقافة الاطفال التي كانت مصدر اشعاع على مستوى العالم العربي.
يذكر ان أول كتاب صدر له عن دار ثقافة الاطفال كان بعنوان (الفراشات الهاربة) برسوم الفنانة حنان شفيق الكمالي تضمن قصائد تحدث عن المحبة وبراءة الطفولة التي تحاول الهرب من اجواء ملغومة بالخوف والرعب وفوبيا الحروب إلى بساتين الزهور الملونة العطرة لتمرح مع انواع الطيور على اغصان الاشجار المختلفة , ثم مجموعة (أحلام والعصفور) وقد تحدثت عن أحلام واماني الاطفال بمستقبل جميل يتطلعون اليه , بعدها مجموعة (نتسلى مع الاشجار) وقد تضمنت موضوعات علمية عن انواع الاشجار وفوائدها وصفاتها.
الراحل محمد جبار حسن تدرّس قصائده في المناهج الدراسية العراقية لعدد من صفوف المرحلة الابتدائية، للصفوف الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة مثل قصيدة (انا انسان) و قصيدة (نرجسة) ، وهو واحد من مؤلفي دليل المعلم للنشيد المدرسي في (العراق)
اغمض عينيه لاخر مرة في بغداد يوم5 أغسطس عام 2016 اثر صراعه مع المرض لشهور طويلة, رحل تاركا خلفه منجز ثر في مجال الطفولة يعد مفخرة للعراق داخليا وخارجيا .