(في البَدء كانت الكلمة)، الكلمة التي هي التركة الأكثر غنى لدى أهل الذمم والصرخة المستترة في ضمائر الشعوب
مقولة تحيلنا إلى الإيمان بالكلمة طودا راسخا يمجد القيمة ويسمو بالتلاحم الإنساني المرتكز على التشابه العميق بالمعنى الفلسفي والوجودي لأطياف البشر عموما ولعائلة الأدب خصوصا.
مفاهيم كهذه تؤسس لمذهب فيه أقصى درجات الانتماء للكلمة و تنظر لطاقتها الكامنة والقادرة على فتح مسارب التبصر وتحرير العائلة البشرية من انتماءاتها الضيقة في نضح إنساني متوهج قادر على إحداث خلخلة في الوعي وإدراك الذات المغيبة بكل تجلياتها.
وإذا ما سلّمنا أن التاريخ تكتبه الثورات والساسة والعسكرة فثمة تاريخ مواز له، لا بل أكثر حقيقية والتصاقا وتوغلا منه توثقه الأقلام الرفيعة أدبا رفيعا يعبر عن ضمير كل مرحلة أو تجربة إنسانية ليكون فيها الحامل والمحمول وإني ذاهبة في التوصيف إلى الحد الذي أصف فيه الكتّاب الحقيقيين بأنبياء الكلام أولئك الذين يستشعرون خللا داويا أوخطرا مقبلا كما تستشعر بعض الكائنات بركانا على شفا تقويض معالم الحياة الإنسانية وليس مستهجنا أن نقول: إن الأديب في جوانيّته قادر في لحظة ما على تلقف نغم كوني جامع يعيد دوزنة العالم وإنقاذه من تبعات نشاز صارخ.
و لكن عن أي أدب نتحدث؟
الأدب الذي ينهض بالقارئ ويلتقي بجزئيته ووجدانيته مع الإنسان أيا يكن عرقه، لونه، هويته وينتقل بالفردي الذاتي إلى الجمعي الكوني ،لينمو ويتجاوز ويقول ويضيف إضافات لا يدركها أصحاب النياشين ويجتنبها أصحاب العمامات ويبتعد عنها هواة المرحلة العابرين ،أدب لا يكتفي بأن يتشكى ويقدم ويستعرض بل يقدم حالة بديلة واستشرافية، يستبطن الإشراقات ويستكنه مراحل الظلم والزيف وينتصر لقيم الحب والخير والجمال الغافية على جليد العالم المتحضر والمنحدر بكليته وحماقته إلى تشييء الإنسان وتعليبه ومسخ فطرته .
أدب لا تسقطه الواقعية بفخ الحكائية والهذر والتهويمات ولا يعيبه الحلم والخيال فحياتنا بمجملها ليست أبعد من حلم يضع رجلا في الواقع المنظور وأجنحة في المدى اللامرئي.
والحاصل أننا إذا ما نظرنا إلى الراهن ووقفنا على المجانيّة في معاقرة الأدب سنجد الفائض من التناول الأجوف والقاصر عن بلوغ ادنى سلالم الإبداع الأدبي باستسهال صريح فيما يشبه المضاجعة القسرية للحبر ابتداء بالحفلات التنكرية اللغوية وليس انتهاء بالبهرج والتبرج الأدبي المتنامي في ظل الاحتكام للوهم وتسيد العبث،
العبث المحمول على غياب القيمة والذي لا يقف عند حدود رداءة المنتج الأدبي والاعتداء الصريح على اللغة بل يتعداها إلى مدارات من التشويه والإفساد الناتج عن امتطاء الحرف وتضخم الأنا بشقها المرضي، الأنا التي طالما أسس لها الاستبداد وما يجري في أفلاكه من الاسترزاق والفئوية والأبوية الثقافية وتقاذفتها شهوة التحقق في فضاءات يغلب عليها الاستلاب وتعويم السطحية وتصدير الرداءة.
ويحق لنا أن نتسائل عما وعمن يقف وراء هذا الخراب؟
والإجابة هنا شاقة وقاصرة ما لم تتم الإحاطة بشتى العوامل والممارسات والأحكام المرتبطة بها.
إذا ما تركنا الادعاء جانبا فإنني لا أفشي سرا في الحديث عن ابتلاء جسد الثقافة بآفة الضحالة وتلاشي الذمم وبالمتنفعين من متعهدي الكلام المجاني ومن لف لفيفهم، أولئك الذين يغدو معهم المتناوَل والثقافة عموما ضربا من التنظير والتجديف والتسويف غير المقترن بالسلوك وغير القادر على رأب الصدع بين المأمول من منظومة الثقافة وبين المتمدد في الواقع وهذا يقودنا بالضرورة إلى غياب الأقلام الحرة والفاعلة بغياب الحريات وشعور أصحابها بالنفي والاغتراب واللاجدوى فلم يعد للكلمة رصانة على يد خبير يعرف كيف تتواشج الكلمات في عملية الخلق والإبداع، أو حكيم يدرك كيف يسخّر مبضعه إلى إيقاف النزف المستدام في الجانب الأنسي للعالم ولم يعد للحبر حصانة على مرمى غواص يجيد انتشال الدر وتوجيه دفته لإنقاذ الجوهر إضافة إلى لجوء طائفة كبيرة من الكتاب إلى الأروقة الخلفية المجانية والأبواب المواربة تحت شعارات المرحلة والعجز عبر استنساخ حبر يستهلك نفسه ويعيد تدوير الهراء على أنه وجهات نظر أو على سبيل القيمة المكتفية بنفسها وبمرجعياتها السياسية والاجتماعية وبجمهورها المغيب ،ولم تعد بوابات العصر تقتصر على سادن أمين لخزائن الفكر والأدب بل تعدته إلى الأعوان والأنصار والتابعين ولا نجانب الصواب حين نقول بملء الأسى والتأسي أن سقطات مزمنة كهذه كفيلة بتكريس مفاهيم توجه إلى الكتّاب والكتابة عموما على أنها ظاهرة قشرية وطوباوية ومنفصلة عن الواقع.
ومن الإجحاف أن نعزو الخلل وحده إلى الاستبداد والإقصاء فثمة تغيرات هائلة في الوعي البشري وذهابه بكليته نحو الآني والضحل والمستهلَك فجميعنا قرأ بائعة الكبريت لأندرسون أو الأم رائعة مكسيم غوركي هل يا هل ترى سيقرأها جيل الألفية الثالثة بذات التفاعل والتغلغل الوجداني الذي انتهب حواسنا وأدمى أرواحنا؟
مفاهيم كهذه تقودنا الى سؤال أكبر وأكثر إلحاحا وجدلية لماذا نكتب؟
لماذا يشهر كاتب قلمه وقد بات العالم برمته عاجزا عن رأب الصدع بين المأمول والمقيم ،عالم يمشي على قوائمه محنيا أمام موجات التصحر والخواء والشلل الفكري؟
و الإجابة بسيطة للغاية ذلك أن الكتابة بالضرورة فعل حياة مقابل كل هدم، وجذوة مقابل كل موات لروح الإنسان وتحييد لمجد عقله وإنها أيضا صرخة في وادي النضوب في وجه الخداع والاستلاب والضحالة، لكن من يقف على نزف الكاتب واعتلال روحه وضمير الكلمات الأسيرة وهي تقف شامخة في إطارها الورقي؟
ذلك الإطار الذي نسجت حوله القضبان وتهافتت إليه الركبان حتى اضمحل وصار قيمة مضافة أمام التطبيع والارتزاق الثقافي وانحسار الجدوى التي تغدو معها الأجناس الأدبية والمطبوعات سجنا كلاميا وفنونا لغوية معلبة والكاتب بائع كلام والكتاب منتجا راديكاليا في الوقت بدل الضائع.
إن الصمت والانكفاء اللذين ينالان من كاتب حتى أقصى درجات الجحود بالكلمة هما لعدم قدرته على الانسلاخ عن كينونته العميقة المنتمية للحبر واللصيقة بالقيمة ولترفعه عن الانخراط في جوقة المصفقين والمعتاشين على جسد الثقافة في الوقت الذي يغرق فيه العالم بالفقر والدماء والاحتفاء بالمال والسلطة والمسوخ ويوما إثر يوم مع اتساع الهوة بين المتضادَين ونحر الكتابة على مذبح الزيف والشهرة وإنتاج نسخ مكرورة وأنماط مهشمة من الوعي الزائف يطالعنا في الممر الأسود كاتب يكسر قلمه ويبني بينه وبين العالم جدارا شاهقا ويدخل في النفق الموجع العائم على طبقات من التكلسات والارتدادات والأصداء الداخلية الموحشة.
هنا يشق كاتب له طريقا عبر ممرات الألم ويفقد بالتقادم العلاقة الحميمة مع الكلمات ذلك لأنه تماهى مع الكتابة على نحو يهيئ له أنه يحمل قلما بيد وممحاة بالأخرى يزيل بها ما علق من خراب في أطراف العالم ليعيد خلقه وتشكيله على مقاس القيمة والحلم لا سيما أنه حمّل الكتابة هويته وخلجات روحه حتى بات عاريا أمامها بينما كانت تحمل نصلا جاهزا للانقضاض على مشاعره المباحة وعصا تلوح بها على هشاشة روحه ، والعصا لمن عصى.
إنها مرحلة إنطفاء الألق والردّة، ردة على رحلة الكشف وعلى رسائل الماء التي انسربت زبدا وفقاعات كلامية كما لو أنها الثورة المكفنة بالكلام والموؤودة قبل أن تعلن العصيان.
ويبقى السؤال:
هل نكسر أقلامنا ونخبو وننتهي إلى عالم الأشياء؟
ذلك أن العالم المادي بكل تبعاته ومسوخه بات مسيطرا إلى أبعد مما تحمله روح غريب على الجانب الوحشي للعالم.
سناء هلال / شاعرة سورية
مقولة تحيلنا إلى الإيمان بالكلمة طودا راسخا يمجد القيمة ويسمو بالتلاحم الإنساني المرتكز على التشابه العميق بالمعنى الفلسفي والوجودي لأطياف البشر عموما ولعائلة الأدب خصوصا.
مفاهيم كهذه تؤسس لمذهب فيه أقصى درجات الانتماء للكلمة و تنظر لطاقتها الكامنة والقادرة على فتح مسارب التبصر وتحرير العائلة البشرية من انتماءاتها الضيقة في نضح إنساني متوهج قادر على إحداث خلخلة في الوعي وإدراك الذات المغيبة بكل تجلياتها.
وإذا ما سلّمنا أن التاريخ تكتبه الثورات والساسة والعسكرة فثمة تاريخ مواز له، لا بل أكثر حقيقية والتصاقا وتوغلا منه توثقه الأقلام الرفيعة أدبا رفيعا يعبر عن ضمير كل مرحلة أو تجربة إنسانية ليكون فيها الحامل والمحمول وإني ذاهبة في التوصيف إلى الحد الذي أصف فيه الكتّاب الحقيقيين بأنبياء الكلام أولئك الذين يستشعرون خللا داويا أوخطرا مقبلا كما تستشعر بعض الكائنات بركانا على شفا تقويض معالم الحياة الإنسانية وليس مستهجنا أن نقول: إن الأديب في جوانيّته قادر في لحظة ما على تلقف نغم كوني جامع يعيد دوزنة العالم وإنقاذه من تبعات نشاز صارخ.
و لكن عن أي أدب نتحدث؟
الأدب الذي ينهض بالقارئ ويلتقي بجزئيته ووجدانيته مع الإنسان أيا يكن عرقه، لونه، هويته وينتقل بالفردي الذاتي إلى الجمعي الكوني ،لينمو ويتجاوز ويقول ويضيف إضافات لا يدركها أصحاب النياشين ويجتنبها أصحاب العمامات ويبتعد عنها هواة المرحلة العابرين ،أدب لا يكتفي بأن يتشكى ويقدم ويستعرض بل يقدم حالة بديلة واستشرافية، يستبطن الإشراقات ويستكنه مراحل الظلم والزيف وينتصر لقيم الحب والخير والجمال الغافية على جليد العالم المتحضر والمنحدر بكليته وحماقته إلى تشييء الإنسان وتعليبه ومسخ فطرته .
أدب لا تسقطه الواقعية بفخ الحكائية والهذر والتهويمات ولا يعيبه الحلم والخيال فحياتنا بمجملها ليست أبعد من حلم يضع رجلا في الواقع المنظور وأجنحة في المدى اللامرئي.
والحاصل أننا إذا ما نظرنا إلى الراهن ووقفنا على المجانيّة في معاقرة الأدب سنجد الفائض من التناول الأجوف والقاصر عن بلوغ ادنى سلالم الإبداع الأدبي باستسهال صريح فيما يشبه المضاجعة القسرية للحبر ابتداء بالحفلات التنكرية اللغوية وليس انتهاء بالبهرج والتبرج الأدبي المتنامي في ظل الاحتكام للوهم وتسيد العبث،
العبث المحمول على غياب القيمة والذي لا يقف عند حدود رداءة المنتج الأدبي والاعتداء الصريح على اللغة بل يتعداها إلى مدارات من التشويه والإفساد الناتج عن امتطاء الحرف وتضخم الأنا بشقها المرضي، الأنا التي طالما أسس لها الاستبداد وما يجري في أفلاكه من الاسترزاق والفئوية والأبوية الثقافية وتقاذفتها شهوة التحقق في فضاءات يغلب عليها الاستلاب وتعويم السطحية وتصدير الرداءة.
ويحق لنا أن نتسائل عما وعمن يقف وراء هذا الخراب؟
والإجابة هنا شاقة وقاصرة ما لم تتم الإحاطة بشتى العوامل والممارسات والأحكام المرتبطة بها.
إذا ما تركنا الادعاء جانبا فإنني لا أفشي سرا في الحديث عن ابتلاء جسد الثقافة بآفة الضحالة وتلاشي الذمم وبالمتنفعين من متعهدي الكلام المجاني ومن لف لفيفهم، أولئك الذين يغدو معهم المتناوَل والثقافة عموما ضربا من التنظير والتجديف والتسويف غير المقترن بالسلوك وغير القادر على رأب الصدع بين المأمول من منظومة الثقافة وبين المتمدد في الواقع وهذا يقودنا بالضرورة إلى غياب الأقلام الحرة والفاعلة بغياب الحريات وشعور أصحابها بالنفي والاغتراب واللاجدوى فلم يعد للكلمة رصانة على يد خبير يعرف كيف تتواشج الكلمات في عملية الخلق والإبداع، أو حكيم يدرك كيف يسخّر مبضعه إلى إيقاف النزف المستدام في الجانب الأنسي للعالم ولم يعد للحبر حصانة على مرمى غواص يجيد انتشال الدر وتوجيه دفته لإنقاذ الجوهر إضافة إلى لجوء طائفة كبيرة من الكتاب إلى الأروقة الخلفية المجانية والأبواب المواربة تحت شعارات المرحلة والعجز عبر استنساخ حبر يستهلك نفسه ويعيد تدوير الهراء على أنه وجهات نظر أو على سبيل القيمة المكتفية بنفسها وبمرجعياتها السياسية والاجتماعية وبجمهورها المغيب ،ولم تعد بوابات العصر تقتصر على سادن أمين لخزائن الفكر والأدب بل تعدته إلى الأعوان والأنصار والتابعين ولا نجانب الصواب حين نقول بملء الأسى والتأسي أن سقطات مزمنة كهذه كفيلة بتكريس مفاهيم توجه إلى الكتّاب والكتابة عموما على أنها ظاهرة قشرية وطوباوية ومنفصلة عن الواقع.
ومن الإجحاف أن نعزو الخلل وحده إلى الاستبداد والإقصاء فثمة تغيرات هائلة في الوعي البشري وذهابه بكليته نحو الآني والضحل والمستهلَك فجميعنا قرأ بائعة الكبريت لأندرسون أو الأم رائعة مكسيم غوركي هل يا هل ترى سيقرأها جيل الألفية الثالثة بذات التفاعل والتغلغل الوجداني الذي انتهب حواسنا وأدمى أرواحنا؟
مفاهيم كهذه تقودنا الى سؤال أكبر وأكثر إلحاحا وجدلية لماذا نكتب؟
لماذا يشهر كاتب قلمه وقد بات العالم برمته عاجزا عن رأب الصدع بين المأمول والمقيم ،عالم يمشي على قوائمه محنيا أمام موجات التصحر والخواء والشلل الفكري؟
و الإجابة بسيطة للغاية ذلك أن الكتابة بالضرورة فعل حياة مقابل كل هدم، وجذوة مقابل كل موات لروح الإنسان وتحييد لمجد عقله وإنها أيضا صرخة في وادي النضوب في وجه الخداع والاستلاب والضحالة، لكن من يقف على نزف الكاتب واعتلال روحه وضمير الكلمات الأسيرة وهي تقف شامخة في إطارها الورقي؟
ذلك الإطار الذي نسجت حوله القضبان وتهافتت إليه الركبان حتى اضمحل وصار قيمة مضافة أمام التطبيع والارتزاق الثقافي وانحسار الجدوى التي تغدو معها الأجناس الأدبية والمطبوعات سجنا كلاميا وفنونا لغوية معلبة والكاتب بائع كلام والكتاب منتجا راديكاليا في الوقت بدل الضائع.
إن الصمت والانكفاء اللذين ينالان من كاتب حتى أقصى درجات الجحود بالكلمة هما لعدم قدرته على الانسلاخ عن كينونته العميقة المنتمية للحبر واللصيقة بالقيمة ولترفعه عن الانخراط في جوقة المصفقين والمعتاشين على جسد الثقافة في الوقت الذي يغرق فيه العالم بالفقر والدماء والاحتفاء بالمال والسلطة والمسوخ ويوما إثر يوم مع اتساع الهوة بين المتضادَين ونحر الكتابة على مذبح الزيف والشهرة وإنتاج نسخ مكرورة وأنماط مهشمة من الوعي الزائف يطالعنا في الممر الأسود كاتب يكسر قلمه ويبني بينه وبين العالم جدارا شاهقا ويدخل في النفق الموجع العائم على طبقات من التكلسات والارتدادات والأصداء الداخلية الموحشة.
هنا يشق كاتب له طريقا عبر ممرات الألم ويفقد بالتقادم العلاقة الحميمة مع الكلمات ذلك لأنه تماهى مع الكتابة على نحو يهيئ له أنه يحمل قلما بيد وممحاة بالأخرى يزيل بها ما علق من خراب في أطراف العالم ليعيد خلقه وتشكيله على مقاس القيمة والحلم لا سيما أنه حمّل الكتابة هويته وخلجات روحه حتى بات عاريا أمامها بينما كانت تحمل نصلا جاهزا للانقضاض على مشاعره المباحة وعصا تلوح بها على هشاشة روحه ، والعصا لمن عصى.
إنها مرحلة إنطفاء الألق والردّة، ردة على رحلة الكشف وعلى رسائل الماء التي انسربت زبدا وفقاعات كلامية كما لو أنها الثورة المكفنة بالكلام والموؤودة قبل أن تعلن العصيان.
ويبقى السؤال:
هل نكسر أقلامنا ونخبو وننتهي إلى عالم الأشياء؟
ذلك أن العالم المادي بكل تبعاته ومسوخه بات مسيطرا إلى أبعد مما تحمله روح غريب على الجانب الوحشي للعالم.
سناء هلال / شاعرة سورية