أ. د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ١٧ : نابلس مغلقة تماما مثل يوم عيد

أمس الخميس كان الإغلاق في يومه السادس . ذهبت إلى المدينة للحصول على دواء السكر وشراء شرائح فحص . كانت الصيدليات والمخابز مفتوحة وبقية المتاجر مغلقة تماما ، وفي سوق الخضار الشرقي كان بعض الباعة يبيعون .
حين أوقفت حافلة العمومي لأصعد سألت السائق إن كان ذاهبا إلى وسط المدينة ، فأول أمس توقف سائق ليقلني وحين صعدت سألني :
- إلى أين ؟
- إلى المدينة .
واعتذر فالشرطة تلاحق السيارات .
أعتقد أن السائق أراد أن أدفع له أجرة طلب لا أجرة راكب ، ولو طلب لدفعت له ، فسائق أمس أفصح عن مطلبه ولم أمانع ، وهو ما أفصح عنه السائق في أثناء العودة أيضا . السواقون يخاطرون ويريدون أن يرزقوا .
لم تكن الصيدلية مكتظة كما هو الحال في الأيام العادية . ثمة زبون زبونان ليس أكثر .
سرت في شوارع المدينة وكان السائرون يعدون على الأصابع ، وكانت الأجواء تشبه أجواء أيام الأعياد . إغلاق تام . وكان أمس عمومآ يوم عطلة رسمية بمناسبة الإسراء والمعراج .
تصورت من جديد المدينة وقد قضت الكورونا على سكانها كلهم . مبان مقفرة مثل مدينة النحاس في " ألف ليلة وليلة " ومثل ملاعب كرة القدم في أوروبا منذ آذار الماضي . اللاعبون يلعبون ولا جماهير ، فلماذا ظل قانون احتساب الهدف في ملعب الخصم يحسم النتيجة إن تعادل الفريقان ؟
في المساء تابعت حوارا مع نائبة محافظ المدينة تتحدث فيه عن الأوضاع في الأيام الستة الماضية وإمكانية تمديد الإغلاق ، وشاهدت تقريرا تلفازيا عن حالة المشافي في الضفة الغربية . لقد قالت معدة التقرير المدعوم بالصور واللقاءات إن الوضع كارثي ، فلا أسرة فارغة والمصابون يجلسون في غرفة الطواريء وفي الممرات ينتظرون ، والصديق
بسام الكعبي
أرسل إلي عبر الواتس اب ما أسفر عنه حفل زفاف من إصابات .
ماذا لو أسهم من لديهم رصيد نصف مليون دينار بواحد بالمائة لشراء اللقاح لمن يريده ، بدلا من مد اليد للدول المحسنة ؟ وماذا لو تبرع البنك العربي بالمبلغ كله ؟
على دوار المدينة لم يكن سوى الشرطة وبعض العربات التي تبيع البليلة والترمس والفول ، ولم يكن هناك مشترون ، والطقس أخذ يميل إلى البرودة .
إلى أين تأخذنا الكورونا ؟
لا أحد يملك حتى اللحظة إجابة دقيقة حازمة جازمة .
أمس قرأت بضع ملخصات لأبحاث عن صورة اليهود في الرواية العربية وعقبت عليها ، ولم أقرأ إلا بضع مقالات ، ويبدو أنني ، بمناسبة يوم الثقافة الوطنية في فلسطين الذي يصادف السبت ، الثالث عشر من آذار ، وهو عيد ميلاد الشاعر محمود درويش ، يبدو أنني سأكتب عن دال الوطن أيضا .
ماذا كان الوطن يعني للجزائريين أيام الاستعمار الفرنسي ؟
هل قرأ أي منكم ثلاثية الكاتب الجزائري محمد ديب : البيت الكبير والنول والحريق ؟
صباح الخير
خربشات
١٢ آذار ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...