كان الجو أمس الجمعة ربيعيا بامتياز ، والربيع على الأبواب .
لم يؤد إخوتي المؤمنون وأصدقاؤهم صلاة الجمعة في ساحة بيتنا ، واختاروا ساحة مدرسة من مدارس الحي ، وهكذا لم أستمع إلى خطبة الجمعة ( راحت عليك ) ، وعوض ذلك وجدتني أعيد قراءة قصتين كتبهما القاص
محمود شقير
في سبعينيات القرن العشرين هما " الوطن " و" التراب " من مجموعة " الولد الفلسطيني " لأنجز مقال الأحد - كلما استخدمت ، في هذه الأيام ، مفردة " أنجز " تذكرت عبد الرحمن أبو عوف في مسلسل " عمارة يعقوبيان " المأخوذ عن رواية علاء الأسواني :
"- إذا أردت أن تنجز فعليك بالوينجز " ،
و " الوينجز " نوع من أنواع الدخان كان يقدم في مصر ، في العهد الملكي ، رشوة لتسيير الأمور .
نهار الجمعة طويل جدا إن لم يكن لديك ما تشغل به نفسك أو إن لم تخرج لتتمشى ، وقد تسوء نفسيتك وتشعر بعدم الرضا إن اتصل بك عزيز لا ترغب في مكالمته تفاديا للمشاكل . ( السلطة والفصائل وحماس والفضول وإدارة الجامعة والجهل أفسدت العلاقات العائلية . أكرر الكتابة ) .
في المساء وأنا أقرأ ما اقترحه الصديق
خليل حمد
على صفحته مادة للنقاش حول الخروج من أزمة الكورونا في المناطق الفلسطينية : " الالتزام ، التطعيم ، الإغلاق " تذكرت بيتي الشاعر الجاهلي امريء القيس :
" بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له : لا تبك عينك إنما
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا "
وها نحن نحاول ما أمكن أن ننجو ، وإلا فإننا سنعذر . هل امرؤ القيس ميت حقا ؟ كم حضر هذان البيتان في شعرنا المعاصر ! وكم كررناهما حتى صارا مكونا من مكونات شخصيتنا ! وحين ذهب المرحوم ياسر عرفات إلى البيت الأبيض ليوقع اتفاق أوسلو بكى محمود درويش بكاء امريء القيس وحاول عرفات ملكا ومات ، ولكنه لم يعذر . لقد مات بحلة قيصر المسمومة التي أهداها القيصر إلى امريء القيس - أعني مات عرفات مسموما .
أمس غابت عني ، وأنا أكتب ، روح الدعابة والسخرية وانتابتني حالة من الحزن . أمس تذكرت قابيل وهابيل وقوله تعالى ( إن أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة ) والنعجة في كتاب الجاحظ " البخلاء " هي المرأة وفي أغنيتنا الفلسطينية يخاطب المغني زارعي السمسم بالآتي :
" يا زارعين السمسم
خلي السمسم ع أمه
واللي يعشق وما يوخد
لخلي القرد يلمه "
وفلسطين ، فيما أعرف ، تخلو من القرود الحقيقية ، إلا إذا كان كاتب الكلمات من أتباع ( داروين ) ، وهات حلها !
صباح الخير
خربشات
٢٠ آذار ٢٠٢١
www.facebook.com
لم يؤد إخوتي المؤمنون وأصدقاؤهم صلاة الجمعة في ساحة بيتنا ، واختاروا ساحة مدرسة من مدارس الحي ، وهكذا لم أستمع إلى خطبة الجمعة ( راحت عليك ) ، وعوض ذلك وجدتني أعيد قراءة قصتين كتبهما القاص
محمود شقير
في سبعينيات القرن العشرين هما " الوطن " و" التراب " من مجموعة " الولد الفلسطيني " لأنجز مقال الأحد - كلما استخدمت ، في هذه الأيام ، مفردة " أنجز " تذكرت عبد الرحمن أبو عوف في مسلسل " عمارة يعقوبيان " المأخوذ عن رواية علاء الأسواني :
"- إذا أردت أن تنجز فعليك بالوينجز " ،
و " الوينجز " نوع من أنواع الدخان كان يقدم في مصر ، في العهد الملكي ، رشوة لتسيير الأمور .
نهار الجمعة طويل جدا إن لم يكن لديك ما تشغل به نفسك أو إن لم تخرج لتتمشى ، وقد تسوء نفسيتك وتشعر بعدم الرضا إن اتصل بك عزيز لا ترغب في مكالمته تفاديا للمشاكل . ( السلطة والفصائل وحماس والفضول وإدارة الجامعة والجهل أفسدت العلاقات العائلية . أكرر الكتابة ) .
في المساء وأنا أقرأ ما اقترحه الصديق
خليل حمد
على صفحته مادة للنقاش حول الخروج من أزمة الكورونا في المناطق الفلسطينية : " الالتزام ، التطعيم ، الإغلاق " تذكرت بيتي الشاعر الجاهلي امريء القيس :
" بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له : لا تبك عينك إنما
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا "
وها نحن نحاول ما أمكن أن ننجو ، وإلا فإننا سنعذر . هل امرؤ القيس ميت حقا ؟ كم حضر هذان البيتان في شعرنا المعاصر ! وكم كررناهما حتى صارا مكونا من مكونات شخصيتنا ! وحين ذهب المرحوم ياسر عرفات إلى البيت الأبيض ليوقع اتفاق أوسلو بكى محمود درويش بكاء امريء القيس وحاول عرفات ملكا ومات ، ولكنه لم يعذر . لقد مات بحلة قيصر المسمومة التي أهداها القيصر إلى امريء القيس - أعني مات عرفات مسموما .
أمس غابت عني ، وأنا أكتب ، روح الدعابة والسخرية وانتابتني حالة من الحزن . أمس تذكرت قابيل وهابيل وقوله تعالى ( إن أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة ) والنعجة في كتاب الجاحظ " البخلاء " هي المرأة وفي أغنيتنا الفلسطينية يخاطب المغني زارعي السمسم بالآتي :
" يا زارعين السمسم
خلي السمسم ع أمه
واللي يعشق وما يوخد
لخلي القرد يلمه "
وفلسطين ، فيما أعرف ، تخلو من القرود الحقيقية ، إلا إذا كان كاتب الكلمات من أتباع ( داروين ) ، وهات حلها !
صباح الخير
خربشات
٢٠ آذار ٢٠٢١
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.