أ. د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ٢٧ : نابلس تتنفس

كان الجو أمس يغري بالتجول ، وقد تجول أهل المدينة في أسواقها التي ازدهرت بعد بيات كوروني استمر أسبوعين تقريبا .
ازدهرت الأسواق فباع التجار واشترى المواطنون ، وكاد الجميع ينسى الوباء ، وإن لازم الخوف قسما منهم ، متحسبين من آثار الاكتظاظ ، وقد تأتينا الأخبار غدا بما لم نزود .
الصديق
Khaleel Adnan
أرسل إلي شريط فيديو يظهر فيه الرئيس أبو مازن وهو يتلقح ، وكان الملك عبدالله الثاني تلقح قبل شهر تقريبا ، تماما كما كان " أبو يائير / نتنياهو " تلقح ، وثلاثتهم صورهم الصحفيون وهم يتلقحون وعمموا الصور ، فالقادة قدوة لشعوبهم حتى تتشجع ولا تظن باللقاح سوءا ، وكان قسم من المواطنين ارتاب في أمره فردد:
- يجرب اللقاح على المسؤولين أولا ، فإن كان مفيدا تلقحنا ، وإن كان مؤذيا تخلصنا منهم .
ولم يفطن هؤلاء إلى إمكانية اختلاف النوع والنوعية . ( حال المسؤولين مع الشعب ينطبق عليه المثلان " احترنا يا قرعة من وين نبوسك " و " لا مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير " فالمسؤولون " مش خالصين " تلقحوا أم لم يتلقحوا ) .
ليس بعيدا عن سوء الظن بالسياسيين ما أرسله إلي الدكتور
Abdallah Abu Eid
عن صفحة " Ziad Fahmi Hammouri " :
" السياسيون مثل القرود ، إذا تعاركوا أفسدوا الزرع ، وإذا تصالحوا أكلوا المحصول " وأسفل المقولة مبنى مجلس شعب تشغل القرود كراسيه .
كان قسم من الأطفال الزعران إذا استثنوا من اللعب يكررون عبارة " لعيبها خريبها " أي إما أن ألعب أو أخرب اللعبة.
الحديث عن اللقاح ، من خلال الأشرطة ، كان أمس الأكثر حضورا ، ففي المساء أرسل إلي الصديقان
Ziad Ameireh
و
Musaddaq Masri
شريطا يتحدث فيه رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية ، ويقول إن السلطة الفلسطينية لقحت مائة وخمسة آلاف عامل فلسطيني يعملون في فلسطين المحتلة في العام ١٩٤٨
لم يتطابق الشريطان
كليا ؛ فأحدهما تحدث فيه المنسق الإسرائيلي أولا وقال إن دولة إسرائيل هي التي لقحت العمال ، ثم تحدث الدكتور اشتية ثانيا وقال إن السلطة هي من فعل ذلك . وفي ثانيهما تحدث الدكتور اشتية فقط ، وبعد انتهائه تم تركيب أغنية " كذاب ، كذاب ، والله العظيم كذاب " ، وأما أنا فكتبت للصديقين إن الدكتور لم يكذب ، فحال السلطة الفلسطينية والاحتلال واحد ، وكنت في
" ذاكرة أمس ٢٦ "
كتبت عن التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي في زمن الكورونا . في زمنها يصبح التناقض مع الاحتلال ثانويا ، لأن التناقض الرئيسي معها ، ولم أفطن أمس إلى أن الشاعر محمود درويش فكر في هذا وكتبه في قصيدة " سيناريو جاهز " . الكورونا ، في القصيدة ، هي الأفعى ، والشعبان الفلسطيني واليهودي في حفرة تنقض الأفعى عليهما .
السياسيون مثل القرود ، وأحيانا قد يكون بعض معارفك أو .... إلخ مثل القرود " إذا تعاركوا أفسدوا الزرع ، وإن تصالحوا أكلوا المحصول " و " لعيبها خريبها " ، وأمس كان الجو جميلا ، وكان الناس يشترون الهدايا للاحتفال بعيد " ست الحبايب " - أي عيد الأم .
هل الإخوة وزملاء العمل مثل السياسيين ؟ وهل لسان حالهم " لعيبها خريبها " ؟ .
الله المستعان به !!
صباح الخير
خربشات
٢٢ آذار ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...