دافعان على ما يبدو كانا خلف مبادرة وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان آل السعود بشأن وقف إطلاق النار والرفع الجزئي للحصارعن اليمن ، الدافع الأول هو رغبة الإدارة الامريكية الجديدة برأسه بايدن والتي عبر عنها بايدن وطاقمه ومعاوينه مرارا وتكرارا منذ دخوله البيت الابيض بوقف الحرب في اليمن،والدافع الثاني نتائج المعارك الطاحنة التي تجري على جبهة محافظة مأرب بالذات، والميزان العسكري الذي يميل لصالح الجيش اليمني واللجان الشعبية
" الحوثيون "، والتي تمثل في الاسابيع الاخيرة من تمكن حكومة الجيش التابع لصنعاء من السيطرة على تسع مديريات من مديريات المحافظة الثلاثة عشر، والسيطرة على 70% من مديريتين،أما جيش "الرئيس هادي" فما زال يتمسك بمديريتين فقط بمن فيهما المدينة مأرب التي أضحى الحوثيون على بعد عدة كيلومترات قليلة من أبنيتها وأحيائها السكنية، وليس الامر هنا جغرافيا فحسب، بل إقتصاد، والمعنى أن في حال إستعادة مأرب، سيكون بيد الجيش اليمني واللجان الشعبية " الحوثيون" آبار النفط والغاز المنتشرة في المحافظة والتي تعتبر نصيب الاسد في ثروة هذا البلد من الطاقة،فضلا عن أن إتمام السيطرة على مأرب سيمكن الجيش واللجان من فرض السيطرة على كامل محافظات الشمال اليمني، وسيفتح المجال للتقدم نحو محافظات الشرق مثل حضرموت وشبوة، وبالتالي،توالي استعدادات المحافظات حتى حسم المعارك نهائيا..
المبادرة التي استندت كما قال بن فرحان ال سعود على ثلاثة مرجعيات وهي القرارات الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وقد جاء الرد الحوثي ورد الحكومة اليمنية في صنعاء على المبادرة رافضا بغلاف التحفظ والتقليل من اهميتها، هذا الرد قاله عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي في لقاءه مع قناة الجزيرة " أن هذه المبادرة ليس فيها أي جديد، وأن مضمونها عرض علينا في الكويت وأستكهولم ولم نقبل به، وأن المبادرة الخليجية مثلا يقول البند العاشر فيها بالوصايا على اليمن من قبل دول أجنبية من بينها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي، وهذا نرفضه ، وأضاف أن المبادرة أيضا تبين أن السعودية دولة العدوان تظهر نفسها وكأنها وسيط بين فريقين يمنيين ، وختم قائلا إن أرادت السعودية السلام فالتوقف عدوانها ولترفع حصارها عن كل اليمن برا وبحرا وجوا وتنسحب هي وكل القوات الاجنبية من اليمن ، وإلا فسنحررها شبرا شبرا " .
وإذا ما أخذنا المبادرة السعودية والرد الحوثي عليها،فإننا نلمس ما يلي:-
أولا : أن السعودية كونها الدولة التي بدأت الحرب وتزعمت ما تسميه "التحالف"، كما أنها وقفت عاجزة عن تحقيق النصر في المعركة العسكرية بالرغم ما قامت به هي والإمارات وحلفائهما في الميدان خلال ستة سنوات، تقف اليوم عاجزة عن الاتيان بتحرك سياسي مشرف ينهي الازمة والحرب الطاحنة،ويخرجها بأقل الخسارة من ماء الوجه، بل يبرزها بأنها لا زالت تعتقد بالرغم من حوارات عُمان والكويت واستكهولم أنها قادرة على تحقيق ما لم تسطتع تحقيقه في الميدان أن تحققه بالتفاوض والسياسة، وهذه مكابرة كبيرة عالية بعيدة عن الانعكاس الطبيعي لمجريات الميدان ، بل هو عجز واضح عن فشلها المتنامي في صد الهجمات الحوثية على عمقها بما فيه من مراكز حساسة أمنية وإقتصادية ، وبالتالي لازالت رغم كل المتغيرات تقف عن نقطتها الاولى، دافعها الاول والاخير في التقييم هو الهاجس الايراني التي ترمي عليه وعلى المخاوف التي تبنيها عليه كل تحرك وكل موقف مهما كان،كنوع من الهروب عن التشخيص الحقيقي للازمة والحرب والذي يتلخص في بقاء اليمن منقادا وتابعا للسياسة السعودية.
ثانيا :الحوثيون الذي اطلقوا على معركتهم وتصديهم للعدوان منذ الايام الاولى للحرب سياسية "الصبر ألاستراتيجي"،وما ردهم على هذه المبادرة إلا تطبيقا لهذه السياسة،يردون بكل ثقة وهدوء وهم العارفون بقدرتهم التي كادت تسقط الخصم المتمثل بدول العدوان على أرض الحلبة بعدما أفشلت كل أمانية وتطلعاته،وهبّطت من سقف شعاراته لأدنى مستوى،فهم يقرؤون جيدا نتائج الميدان سواء على الجبهات أو في الهجمات في العمق السعودي وإنعكساتها، ويقرؤون جيدا رغبة الولايات المتحدة في وقف هذه الحرب التي اصبحت في نظر الغرب كلة حربا عبثية، ويقرؤون جيدا الحالة الغير مستقرة للمحافظات التي تسيطر عليها كل من السعودية والإمارات والنزاعات والخلافات بينهما وبين أتباعهما التي أرهقت المواطن اليمني أمنيا واقتصاديا وإجتماعيا، وبالتالي تطلعه للخلاص من هذا الحال يشكل دافعا اضافيا لإصرار الجيش والحوثيين معا لإستعادة باقي المحافظات وتحرير الارض والانسان وتقديمهم المنوذج الافضل له من آمان واستقرار تمهيدا لاي مصالحة قادمة قد يفرضها النصر المؤزر الحاسم، أو أي إتفاق يكون مقبولا على الجميع.
من هنا تكون الخلاصة أن هذه المبادرة التي قدمت بالأمس لن تؤدي لانهاء الحرب، أو وقف النار،لانها ببساطة لم ولن توجد أرضية أو تقاطع ممكن ان يلتقي عليه الجانبان،اقصد السعودية ومن معها والحوثيون وحكومتهم في صنعاء،فالمبادرة فعلا تكرار مكرر، أرهق المحاولات على مدى السنوات الست الفائتة،فقط ستضاف إلى جملة المقترحات السابقة التي علت رفوف الفشل، حتى تدفع نتائج الميدان أو حدوث تغيير حقيقي في موقف دول العدوان يقنع صمود وكبريا وشموخ حكومة صنعاء ولجانها،ويسجل لهم نصرا انتظروه وعملوا ويعملون له منذ ستة سنوات.
" الحوثيون "، والتي تمثل في الاسابيع الاخيرة من تمكن حكومة الجيش التابع لصنعاء من السيطرة على تسع مديريات من مديريات المحافظة الثلاثة عشر، والسيطرة على 70% من مديريتين،أما جيش "الرئيس هادي" فما زال يتمسك بمديريتين فقط بمن فيهما المدينة مأرب التي أضحى الحوثيون على بعد عدة كيلومترات قليلة من أبنيتها وأحيائها السكنية، وليس الامر هنا جغرافيا فحسب، بل إقتصاد، والمعنى أن في حال إستعادة مأرب، سيكون بيد الجيش اليمني واللجان الشعبية " الحوثيون" آبار النفط والغاز المنتشرة في المحافظة والتي تعتبر نصيب الاسد في ثروة هذا البلد من الطاقة،فضلا عن أن إتمام السيطرة على مأرب سيمكن الجيش واللجان من فرض السيطرة على كامل محافظات الشمال اليمني، وسيفتح المجال للتقدم نحو محافظات الشرق مثل حضرموت وشبوة، وبالتالي،توالي استعدادات المحافظات حتى حسم المعارك نهائيا..
المبادرة التي استندت كما قال بن فرحان ال سعود على ثلاثة مرجعيات وهي القرارات الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وقد جاء الرد الحوثي ورد الحكومة اليمنية في صنعاء على المبادرة رافضا بغلاف التحفظ والتقليل من اهميتها، هذا الرد قاله عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي في لقاءه مع قناة الجزيرة " أن هذه المبادرة ليس فيها أي جديد، وأن مضمونها عرض علينا في الكويت وأستكهولم ولم نقبل به، وأن المبادرة الخليجية مثلا يقول البند العاشر فيها بالوصايا على اليمن من قبل دول أجنبية من بينها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي، وهذا نرفضه ، وأضاف أن المبادرة أيضا تبين أن السعودية دولة العدوان تظهر نفسها وكأنها وسيط بين فريقين يمنيين ، وختم قائلا إن أرادت السعودية السلام فالتوقف عدوانها ولترفع حصارها عن كل اليمن برا وبحرا وجوا وتنسحب هي وكل القوات الاجنبية من اليمن ، وإلا فسنحررها شبرا شبرا " .
وإذا ما أخذنا المبادرة السعودية والرد الحوثي عليها،فإننا نلمس ما يلي:-
أولا : أن السعودية كونها الدولة التي بدأت الحرب وتزعمت ما تسميه "التحالف"، كما أنها وقفت عاجزة عن تحقيق النصر في المعركة العسكرية بالرغم ما قامت به هي والإمارات وحلفائهما في الميدان خلال ستة سنوات، تقف اليوم عاجزة عن الاتيان بتحرك سياسي مشرف ينهي الازمة والحرب الطاحنة،ويخرجها بأقل الخسارة من ماء الوجه، بل يبرزها بأنها لا زالت تعتقد بالرغم من حوارات عُمان والكويت واستكهولم أنها قادرة على تحقيق ما لم تسطتع تحقيقه في الميدان أن تحققه بالتفاوض والسياسة، وهذه مكابرة كبيرة عالية بعيدة عن الانعكاس الطبيعي لمجريات الميدان ، بل هو عجز واضح عن فشلها المتنامي في صد الهجمات الحوثية على عمقها بما فيه من مراكز حساسة أمنية وإقتصادية ، وبالتالي لازالت رغم كل المتغيرات تقف عن نقطتها الاولى، دافعها الاول والاخير في التقييم هو الهاجس الايراني التي ترمي عليه وعلى المخاوف التي تبنيها عليه كل تحرك وكل موقف مهما كان،كنوع من الهروب عن التشخيص الحقيقي للازمة والحرب والذي يتلخص في بقاء اليمن منقادا وتابعا للسياسة السعودية.
ثانيا :الحوثيون الذي اطلقوا على معركتهم وتصديهم للعدوان منذ الايام الاولى للحرب سياسية "الصبر ألاستراتيجي"،وما ردهم على هذه المبادرة إلا تطبيقا لهذه السياسة،يردون بكل ثقة وهدوء وهم العارفون بقدرتهم التي كادت تسقط الخصم المتمثل بدول العدوان على أرض الحلبة بعدما أفشلت كل أمانية وتطلعاته،وهبّطت من سقف شعاراته لأدنى مستوى،فهم يقرؤون جيدا نتائج الميدان سواء على الجبهات أو في الهجمات في العمق السعودي وإنعكساتها، ويقرؤون جيدا رغبة الولايات المتحدة في وقف هذه الحرب التي اصبحت في نظر الغرب كلة حربا عبثية، ويقرؤون جيدا الحالة الغير مستقرة للمحافظات التي تسيطر عليها كل من السعودية والإمارات والنزاعات والخلافات بينهما وبين أتباعهما التي أرهقت المواطن اليمني أمنيا واقتصاديا وإجتماعيا، وبالتالي تطلعه للخلاص من هذا الحال يشكل دافعا اضافيا لإصرار الجيش والحوثيين معا لإستعادة باقي المحافظات وتحرير الارض والانسان وتقديمهم المنوذج الافضل له من آمان واستقرار تمهيدا لاي مصالحة قادمة قد يفرضها النصر المؤزر الحاسم، أو أي إتفاق يكون مقبولا على الجميع.
من هنا تكون الخلاصة أن هذه المبادرة التي قدمت بالأمس لن تؤدي لانهاء الحرب، أو وقف النار،لانها ببساطة لم ولن توجد أرضية أو تقاطع ممكن ان يلتقي عليه الجانبان،اقصد السعودية ومن معها والحوثيون وحكومتهم في صنعاء،فالمبادرة فعلا تكرار مكرر، أرهق المحاولات على مدى السنوات الست الفائتة،فقط ستضاف إلى جملة المقترحات السابقة التي علت رفوف الفشل، حتى تدفع نتائج الميدان أو حدوث تغيير حقيقي في موقف دول العدوان يقنع صمود وكبريا وشموخ حكومة صنعاء ولجانها،ويسجل لهم نصرا انتظروه وعملوا ويعملون له منذ ستة سنوات.