[ 1 ]
[ غرفة واسعة ، مفروشة أرضيتها بسجادة فاخرة ، فى جانب منها مكتب فخم ، عليه أوراق ، ومقلمة ، ومطفأة سجائر ، وجرائد ومجلات ، يومية ، وأسبوعية ، وخطابات .
أمام المكتب . كنبة كبيرة ، وأربعة كراسى "فوتيل " ، وفى الوسط ترابيزة متوسطة الحجم ، يعلوها مفرش " الكنافاه " وفى الأركان نباتات الزينة ، وأصص الزهور .
احتضنت جدران الغرفة أرفف مكتبة ، تضم كتبا مختلفة المقاسات والأحجام ، مرصوصة بعناية ونظام . على شباك الغرفة الواسع ، ستارة خفيفة زرقاء ، وأخرى سميكة فى منتصف الغرفة ، تفصل غرفة المكتب عن غرفة أخرى ]
" يدخل السكرتير حاملا فى يده حقيبة "سمسونيت " وخلفه الناقد الكبير .
" يضع السكرتير الحقيبة على المكتب ، ويمضى إلى الشباك ، يزيح الستارة .
" يخلع الناقد الكبير " الجاكت " ويعلقه على شماعة مثبتة على الجدار خلف المكتب ، ويفك رباط العنق ، ويجلس على كرسيه الوثير ، يدور به شمالا ويمينا ، وكأنه يستكشف الغرفة أو يطمئن على نظافتها ونظامها ، خلع نظارته .
جلس السكرتير على أقرب كرسى مجاور للمكتب ، وأخذ يقرأ له أهم عناوين ومانشيتات الصحف والمجلات.
الناقد " مبتسماُ ومشيرا بيده ":
= كفى . لا جديد ! ، كلام اليوم هو كلام الأمس ! " وناظراُ إلى تلال الخطابات المكدسة على المكتب "
= كل هذه الخطابات !
السكرتير :
# عشرة خطابات يعرب فيها أصحابها عن إعجابهم بمقالك الذى كتبته الأسبوع الماضى ، وعشرون خطاباُ تحمل كتبا لشعراء ، وقصاصين ، وروائيين ، معظمها من إصدارات نوادى الأدب.
الناقد متنهدا :
= لعنة الله على نوادى الأدب ، إنها هدر للمال العام !
السكرتير " ساحباُ مظروفاُ أبيض كبيرا" :
# هذا الخطاب جاءت به صاحبته ، وانتظرتك ما يزيد على الساعتين ، وانصرفت لقضاء بعض حوائجها، وستعود فى الخامسة مساء .
الناقد :
= وماذا تريد ؟
السكرتير :
# تريد أن تكتشف موهبتها .
الناقد :
= كم عمرها ؟
السكرتير :
# تتجاوز الأربعين .
الناقد :
= أربعون عاما ُ .. ولم تكتشف بعد !
السكرتير " ماطاُ شفتيه ، ولم ينبس "
الناقد :
= وماذا تراها ؟
السكرتير :
# امرأة، نصف جميلة ، نصف موهوبة ، نصف مثقفة ، نصف متعلمة ، وثرية!
الناقد :
= أثرية حقاُ ؟!
السكرتير :
# نعم .. ويبدو عليها الثراء الفاحش .
الناقد :
=إذن . لا تقل نصف جميلة ، نصف موهوبة ، نصف مثقفة ، نصف متعلمة.ولكن قل :
جميلة ، وموهوبة ، ومثقفة ، ومتعلمة .
السكرتير " ضاحكاُ ":
# وهي كذلك يا سيدي .
الناقد " يفض المظروف " :
= إذن . امض مسرعاُ ، واصنع لى فنجان قهوة .
" يخرج السكرتير ، ويترك الناقد ، يقلب فى أوراقها ، التى أودعتها المظروف بعناية فائقة "
الناقد لنفسه :
= ثرية .. ! وخطها جميل . أوه .. قاصة .. !
" يقرأ سطوراً .. ويبتسم .. "
= كم من الآثام ترتكب باسمك أيها الفن المخاتل ، أيها الفن المراوغ الجميل ، ولكن لا بأس ، إنها ثرية !
" يدخل السكرتير مبتسماُ .. يضع القهوة.. " :
# ماذا تراها يا سيدي ؟!
الناقد :
= بالتأكيد تعانى من عثرات البدايات ، ولكن لا بأس مادامت ثرية
" يرشف من فنجان القهوة ، ويشير للسكرتير بالجلوس "
الناقد :
= قل لى : ماذا عرفت عنها وهى تثرثر معك أثناء انتظاري ؟
السكرتير :
# عرفت أنها كانت زوجة لرجل أعمال .
الناقد :
= كانت .. !
" وعابثاً بشاربه " :
= إذن هى مطلقة .
السكرتير :
# بل أرملة
الناقد " مبتسماُ " :
= الله يرحمه .
" وناظرا إلى ساعته ، وإلى السكرتير "
" وقبل أن يغلق السكرتير الباب خلفه ، يلتفت إلى الناقد . غامزا له بإحدى عينيه ، وعلى شفتيه ابتسامة ماكرة ".
,,,,,,
يتبع
[ غرفة واسعة ، مفروشة أرضيتها بسجادة فاخرة ، فى جانب منها مكتب فخم ، عليه أوراق ، ومقلمة ، ومطفأة سجائر ، وجرائد ومجلات ، يومية ، وأسبوعية ، وخطابات .
أمام المكتب . كنبة كبيرة ، وأربعة كراسى "فوتيل " ، وفى الوسط ترابيزة متوسطة الحجم ، يعلوها مفرش " الكنافاه " وفى الأركان نباتات الزينة ، وأصص الزهور .
احتضنت جدران الغرفة أرفف مكتبة ، تضم كتبا مختلفة المقاسات والأحجام ، مرصوصة بعناية ونظام . على شباك الغرفة الواسع ، ستارة خفيفة زرقاء ، وأخرى سميكة فى منتصف الغرفة ، تفصل غرفة المكتب عن غرفة أخرى ]
" يدخل السكرتير حاملا فى يده حقيبة "سمسونيت " وخلفه الناقد الكبير .
" يضع السكرتير الحقيبة على المكتب ، ويمضى إلى الشباك ، يزيح الستارة .
" يخلع الناقد الكبير " الجاكت " ويعلقه على شماعة مثبتة على الجدار خلف المكتب ، ويفك رباط العنق ، ويجلس على كرسيه الوثير ، يدور به شمالا ويمينا ، وكأنه يستكشف الغرفة أو يطمئن على نظافتها ونظامها ، خلع نظارته .
جلس السكرتير على أقرب كرسى مجاور للمكتب ، وأخذ يقرأ له أهم عناوين ومانشيتات الصحف والمجلات.
الناقد " مبتسماُ ومشيرا بيده ":
= كفى . لا جديد ! ، كلام اليوم هو كلام الأمس ! " وناظراُ إلى تلال الخطابات المكدسة على المكتب "
= كل هذه الخطابات !
السكرتير :
# عشرة خطابات يعرب فيها أصحابها عن إعجابهم بمقالك الذى كتبته الأسبوع الماضى ، وعشرون خطاباُ تحمل كتبا لشعراء ، وقصاصين ، وروائيين ، معظمها من إصدارات نوادى الأدب.
الناقد متنهدا :
= لعنة الله على نوادى الأدب ، إنها هدر للمال العام !
السكرتير " ساحباُ مظروفاُ أبيض كبيرا" :
# هذا الخطاب جاءت به صاحبته ، وانتظرتك ما يزيد على الساعتين ، وانصرفت لقضاء بعض حوائجها، وستعود فى الخامسة مساء .
الناقد :
= وماذا تريد ؟
السكرتير :
# تريد أن تكتشف موهبتها .
الناقد :
= كم عمرها ؟
السكرتير :
# تتجاوز الأربعين .
الناقد :
= أربعون عاما ُ .. ولم تكتشف بعد !
السكرتير " ماطاُ شفتيه ، ولم ينبس "
الناقد :
= وماذا تراها ؟
السكرتير :
# امرأة، نصف جميلة ، نصف موهوبة ، نصف مثقفة ، نصف متعلمة ، وثرية!
الناقد :
= أثرية حقاُ ؟!
السكرتير :
# نعم .. ويبدو عليها الثراء الفاحش .
الناقد :
=إذن . لا تقل نصف جميلة ، نصف موهوبة ، نصف مثقفة ، نصف متعلمة.ولكن قل :
جميلة ، وموهوبة ، ومثقفة ، ومتعلمة .
السكرتير " ضاحكاُ ":
# وهي كذلك يا سيدي .
الناقد " يفض المظروف " :
= إذن . امض مسرعاُ ، واصنع لى فنجان قهوة .
" يخرج السكرتير ، ويترك الناقد ، يقلب فى أوراقها ، التى أودعتها المظروف بعناية فائقة "
الناقد لنفسه :
= ثرية .. ! وخطها جميل . أوه .. قاصة .. !
" يقرأ سطوراً .. ويبتسم .. "
= كم من الآثام ترتكب باسمك أيها الفن المخاتل ، أيها الفن المراوغ الجميل ، ولكن لا بأس ، إنها ثرية !
" يدخل السكرتير مبتسماُ .. يضع القهوة.. " :
# ماذا تراها يا سيدي ؟!
الناقد :
= بالتأكيد تعانى من عثرات البدايات ، ولكن لا بأس مادامت ثرية
" يرشف من فنجان القهوة ، ويشير للسكرتير بالجلوس "
الناقد :
= قل لى : ماذا عرفت عنها وهى تثرثر معك أثناء انتظاري ؟
السكرتير :
# عرفت أنها كانت زوجة لرجل أعمال .
الناقد :
= كانت .. !
" وعابثاً بشاربه " :
= إذن هى مطلقة .
السكرتير :
# بل أرملة
الناقد " مبتسماُ " :
= الله يرحمه .
" وناظرا إلى ساعته ، وإلى السكرتير "
" وقبل أن يغلق السكرتير الباب خلفه ، يلتفت إلى الناقد . غامزا له بإحدى عينيه ، وعلى شفتيه ابتسامة ماكرة ".
,,,,,,
يتبع