د. عادل الاسطة - فرج عبد الحسيب المالكي : "المرياع"

صدرت عن " منشورات مركز بيت المقدس " في رام الله رواية " المرياع " للمرحوم فرج عبد الحسيب المالكي ، وكان تقدم بالرواية لمسابقة الرواية التي أعلنت عنها مؤسسة فلسطين للثقافة في بداية العقد الفائت ، ولما كنت من المحكمين فقد اخترت " المرياع " لتفوز بالمرتبة الثانية إن لم تخني الذاكرة .
كان عنوان الرواية " المرياع يرفع العلم الأبيض " ما ذكرني بفصل من رواية اميل حبيبي " الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل " ١٩٧٤ ، وما ذكرني برواية اميل أيضا أمور عديدة هي :
- البناء الروائي .
- اللغة .
- السخرية والدعابة .
- تقسيم الرسالة إلى فصول يتكون كل فصل من خمس صفحات تقريبا ، ولكل فصل عنوان فرعي . ( هل تأثر فرج باميل بخاصة أنه درس روايته " المتشائل " وهو يكتب معي رسالة الماجستير ؟ )
ولفرج الذي عرفته في جامعة النجاح الوطنية ، حيث أشرفت على رسالة الماجستير التي أنجزها ، وكان عنوانها " عتبة العنوان في الرواية الفلسطينية " ، لفرج روح تميل إلى الدعابة والمرح وقدرة على الكتابة بأسلوب رصين .
وإذا كانت رواية حبيبي تقارب حياة فلسطينيي فلسطين المحتلة في العام ١٩٤٨ - أي تحت الحكم العسكري الإسرائيلي ، فإن " المرياع " تقارب حياة أهل الضفة الغربية في أثناء الحكم الأردني لها ، وتقول لنا إن الهزيمة التي لحقت بالجيش الأردني وأدت إلى وقوع الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي لم تأت من فراغ ، ففي الوقت الذي كانت الدولة الإسرائيلية تعد العدة للحرب وتبني جيشا حديثا وعصريا كانت الدولة الأردنية مشغولة ، من خلال ضابطها في الرواية ضافي بك الرعايدة ، بمتابعة المرياع وما يقوم به - المرياع تيس الغنم أو قواد النعاج - . وتظهر الرواية من خلال عقد مقارنة بين الطرفين حسا ساخرا عاليا يقوم على المفارقة والنقد الذاتي لدى الكاتب .
عندما قرأت الرواية في العام ٢٠١١ كتبت عليها ملاحظات منها أن كاتبها يمتلك العربية امتلاكا لافتا يقول لنا إن فرج قاريء جيد للتراث العربي ، على الرغم من أخطاء إملائية ونحوية قليلة ، ومنها أن ما كتبه فرج عن واقع الضفة الغربية تحت الحكم الأردني لم يكتبه روائي آخر من قبل ، ومنها - ولم أكن أعرف أن الرواية لفرج - أن كاتب الرواية كاتب زنديق يبدو أنه ذاق الأمرين من النظام الأردني ، ويبدو أنه شيوعي .
يوم قرأت الرواية التي قدمت لمسابقة عن مدينة القدس لم امنحها المرتبة الأولى لأن محورها لم يكن مدينة القدس بالدرجة الأولى .
في جائحة الكورونا انتقل فرج عبد الحسيب المالكي إلى رحمته تعالى ، وأعتقد أن روايته تستحق القراءة ، ولم أكن أعرف أنه كتب رواية ثانية عنوانها " قنديل البومة " صدرت أيضا مؤخرا عن منشورات مركز بيت المقدس للأدب ، وقد كتب لي الروائي وليد الهودلي إنها أجمل من الثانية .
أتمنى أن تتبنى جهة ما طباعة رسالة فرج فهي رسالة جيدة .
صباح الخير
خربشات أدبية
الأول من نيسان ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...