أ. د. عادل الأسطة - سهرة مع أبو إبراهيم ٢٠ : زنوج وبيض وعالم بلا قلب

أبو إبراهيم رجل له قلب ، ولهذا يحب الورد والجمال ويكتب عن شخصيات تحب الجميلات والجمال . ولأنه رجل ذو قلب فقد أنشأ صندوق " وقفة عز " في زمن الكورونا .
لو كان أبو إبراهيم بلا قلب لتصرف تصرف البيض مع السود في أفريقيا قبل مائتي عام ، وتصرفهم مع الهنود الحمر قبل خمسمائة عام ، وتصرف اليهود الصهيونيين مع الفلسطينيين منذ ثلاثة وسبعين عاما - أي منذ ١٩٤٨ .
وكما في قصته " ريش النعام " يأخذنا أبو إبراهيم إلى القارة السوداء وإلى السنغال تحديدا ، وإلى بيت العبيد الواقع على المحيط ، حيث من هناك اقتاد الرجل الأبيض السود إلى أميركا ليكونوا عبيدا ، بعد أن غير أسماءهم ومنحهم أسماء مسيحية أميركية .
تغتصب المرأة السوداء وتحمل وتلد ، وفي ساعة الولادة يؤخذ الوليد في سلة إلى " بوابة اللاعودة " ليربى على العبودية وخدمة الرجل الأبيض ، وحين يكبر ( بيتر ) ويبحث عن جذوره وأمه ويعود إلى بيت العبيد في السنغال ، فلا يجد أمه يتمتم :
"- هل كان للبشر دموع قبل مائتي عام ؟ "
لو كان للبشر في ذلك الوقت دموع وشاهدوا ما جرى من اضطهاد لبكوا و " ربما أغرق هذا البيت " - أي بيت العبيد .
تنتهي القصة بالسطر الآتي :
" استدار وهو يطوي الأوراق التي بحوزته ليعيدها إلى حقيبته الصغيرة خارجا : سأواصل البحث " .
أبو إبراهيم في قصته هذه يذكرنا بقصيدة محمود درويش " خطبة الهندي الأحمر ما قبل الأخيرة أمام الرجل الأبيض " ، ويذكرنا بمسلسل الجذور الشهير وبالخروج الفلسطيني الكبير في العام ١٩٤٨ . هل تذكرون رواية ( ايثيل مانين ) " في الطريق إلى بئر السبع "
التي وصفت طرد أهل اللد منها ومعاناتهم في الطريق إلى رام الله ؟
صار الفلسطينيون هنود العالم الحمر وزنوج أفريقيا . هذا ما يريد أبو إبراهيم قوله ، فهل سأل الاسرائيليين وهو يفاوضهم :
- أكان لكم في العام ١٩٤٨ قلب ؟!
أم أنه نسي " بوابة اللاعودة " وشوارع نيروبي وما كتبه في قصة " ريش النعام " ؟
غالبا ما أتذكر ثورة الطلاب في أوروبا وأمريكا في نهاية ستينيات القرن العشرين وما آل إليه قادتها والعبارة التي قيلت فيهم بعد عشرين عاما .
هل قسوت على أبو إبراهيم فيما كتبته وأنا استنطق قصصه ؟
غدا أختتم القول .
صباح الخير يا أبو إبراهيم ، ويبدو أنك لا تحب مشاهدة كرة القدم ، ولو شاهدت الليلة مباراة بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان لغيرت رأيك في البيسبول . كان اللاعبون ذوو الأصول الأفريقية والبشرة السوداء مميزين حقا ، وخرح الألمان وكسب باريس سان جيرمان بفضل المباراه الأولى .
صباح الخير
خربشات
١٤ نيسان ٢٠٢١








31 commentaires


Yasameen Canaan
صباح الخير
Adel Al-osta
Yasameen Canaan صباح الخيرات

ليالي النجار
صباح الخير
Adel Al-osta
ليالي النجار
صباح الخيرات

د. عامر القبج
أبو إبراهيم، لا أعتقد أنه يتابع مباريات كرة القدم، بل خوض غمار السياسة الدبلوماسية الساكنة. صباح الخير والصحة والعافية دكتور عادل. وكل رمضان وأنتم بخير.
Adel Al-osta
د. عامر القبج
وأنت والأهل جميعا بألف خير دكتور عامر .
تحياتي

يوسف درويش
اجمل شيء فوز باريس سانجرمان ههههههههه

Housam Zorba
دكتور لو زرت نيروبي لشاهدت العجب العجاب هناك فلا زالوا يصنعون العبودية بايديهم وكأنهم ورثوها وعلاقات اجتماعيه قبليه لا تستطيع ان تستوعبها فاقمت هنالك في مزارعهم ايام عدة وتكتشف ان الشعب يعمل من اجل عشرة اشخاص هنود مسيطرين على البلد ومبتلين بامراض الملاريا والايدز وعندهم ميزة واحده انهم وجهه لمحبي السفاري والصيد في الغابات - تحياتي
Adel Osta
Housam Zorba
شكرا لك على المداخلة

Baker Ramadan
قد لا يوجد الوقت الكافي لمتابعة مباراة بسبب الانشغالات التي لا تعد ولا تحصى

Hanan Bakir
صباح الخير .. بحسب التوقيت الفلسطيني، اما نحن فما زلنا في منتصف الليل.. ننتظر الخاتمة. تحياتي

جبر جميل شعث
أما حان لقصص أبي ابراهيم ان تنتهي
Adel Mustafa Osta
جبر جميل شعث انتهت القصص وبقي حلقة إجمالية.

Mehdi Naqos
أ. د. عادل الأسطة - سهرة مع أبو إبراهيم ٢٠ : زنوج وبيض وعالم بلا قلب
ALANTOLOGIA.COM

محمد طريفي
اسأل أبو إبراهيم : إلى متى سنبقى كالهنود الحمر أو كعبيد السنغال،؟

Safi Ismael Safi
صباحك خيرات

Hatem Omar
صباح الخير دكتور
Adel Al-osta
Hatem Omar
صباح الورد والياسمين

Mazen Mohammed
صباح الخير دكتور عادل
جميل

Adel Al-osta
Mazen Mohammed
صباح الخيرات والمسرات

مصطفى نفاع ابو فراس
يسعد صباحك يا طيب
Adel Al-osta
مصطفى نفاع ابو فراس
صباح الخيرات والمسرات

Issa Bishara
قضاء عشرين ليلة مع "أبو إبراهيم" يتطلب قدرا من الكياسة واللباقة والحرص، وقدرا أكبر من صبر أيوب!
Adel Al-osta
Issa Bishara
مرت بسلام .

طارق هشام
صباح الخير
Adel Al-osta
طارق هشام
صباح الورد

صلاح الخطيب
يسعد اوقاتك دكتور
سرديات جميلة ، نشتاق الى قصصك ما قبل ابو ابراهيم وحينما كنت تجول في شوارع نابلس
محبتي
Adel Al-osta
صلاح الخطيب
يبدو أن الوقت حان .
تحياتي

Nael Hattab
حكايات لا خربشات ، كم هو محظوظ ابو ابراهيم، لأن جمال الخربشات تعفينا مؤقتا من التفكير بأننا ما زلنا هنود حمر العالم ،يسعد مساك دكتور عادل
Adel Al-osta
Nael Hattab
مساء الورد دكتور نائل

Tahseen Nasser
كذاك انت تحب الورد الجمال والجميلات ولكنك تعشق الادب النقد المنافه التي لا تخلو من الدعابه وخفه الظل



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...