ربما لم يفهم البعض السر في تحطيم تمثال صدام حسين أو حتى اعدامه في يوم عيد الفطر على ما أتذكر.
في الحروب، يتم تحطيم إرادة الشعوب عبر تحطيم الرمز أولاً، فيعم الإحباط الجماعي، وهكذا تخف المقاومة او تنعدم تماماً، في بعض الأحيان قد يتم العكس من ذلك، أي استخدام الرمز، مثل ما أعلن الاسكندر أنه ابن الإله عندما غزا مصر، وهكذا تبنى الرمز الديني المصري، ومثله نابليون حينما ادعى أنه اسلم عندما غزا مصر. لكن في الحروب قد تستخدم الرموز الدينية بشكل خطر جداً، في إحدى الحروب ضد مصر القديمة (من يطلق عليهم الفراعنة خطأ)، قام جيش العدو بإطلاق آلاف القطط في ساحة المعركة، وكان القط يعتبر رمزاً لإحدى الإلهة وله احترامه وقداسته، فذعر الجنود المصريون، وفروا تاركين أسلحتهم.
يعتبر تدمير الرمز أقسى أنواع تدمير إرادة الشعوب، ومن ذلك تدمير الرومان لأكبر تمثال لآلهة الأرمن، مما أحبط الأرمنيين، غير أن بعض القوى المقاومة أطلقت إشاعة بأن من حطموا صنم الآلهة ماتوا ميتات شنيعة، وذلك لكي يبقى بصيص من الأمل، فسارع الرومان بنفي تلك الإشاعات. عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة، حطم الأصنام داخل الكعبة، وفشلت تلك الأصنام في الدفاع عن نفسها، وهكذا أصيب أهل مكة بالإحباط. عندما تأكد لهم انتصار إله المسلمين على آلهتهم. لكن من المؤكد أن هناك قلة ظلت متمسكة بالأمل.
توجِّه الحرب النفسية نوعين من التدمير، تدمير نفسي محض، وتدمير نفسي بأدوات مادية. فالتدمير بأساليب نفسية محضة، مثل الإشاعات المستمرة. وأما التدمير بوسائل مادية فمثل تحطيم رموز الآلهة أو القيادات السياسية. والتدمير عبر الحرب النفسية أقوى من القتال بل أقوى من القنبلة النووية، لأنه يهزم روح المقاومة والقتال. لذلك في الحرب الفيتنامية، قامت قوات الجيش الفيتنامي بممارسة عمليات نفسية تجاه المواطنين الفيتناميين الذين أرادوا الاستسلام للجيش الأمريكي. لقد أطلقت القيادة الفيتنامية شائعات بعمليات تعذيب عنيفة ضد الأسرى الفيتناميين في المعتقلات الأمريكية، ثم اعادت بعض الجنود من مناطق العمليات إلى قراهم التي تركوها منذ بداية الحرب، وقد زعم العائدون أنهم قد فروا من المعتقلات الامريكية. وقد قام أولئك الجنود بإطلاق شائعات عن تعرض زملائهم للتعذيب فهربوا هم قبل أن يخضعوا له. هذا ما أحبط أي رأي يرى في التفاوض حلاً مناسباً، ودفع الشعب الفيتنامي للمزيد من التضحيات.
عندما مات جون قرنق، شعر الجنوبيون بأنهم فقدوا رمزهم، كما شعروا بالإحباط بعد اطلاق إشاعة قتل نظام البشير له، وهكذا ضمنت أمريكا أنه لن تنشأ مقاومة للانفصال عن الشمال، خاصة ان جون قرنق كان وحدوياً وكان ذلك سيقوض المخطط الأمريكي تماماً.
سنلاحظ أن الولايات المتحدة وطوال غزوها للشعوب، لا تضع شخصية لها وزنها القيادي في سدة الحكم. وذلك حتى تحول دون تحوله لرمز، وبالتالي يمتلك قرارات مدعومة جماهيرياً، بل تضع واجهات ضعيفة جداً، ثم تبدأ في تكسير الرموز المحيطة بهم، وهكذا تخلوا الدولة من أي رموز، فتضعف المقاومة.
الحرب النفسية، اضحت اليوم علماً له اصوله ومناهجه وفنياته بل وإبداعاته. رغم انها قديمة قدم التاريخ؛ لكنها أصبحت اليوم أكثر تنظيما وفعالية بعد ان استفادت من العلوم التكنولوجية والاجتماعية الأخرى. مثل علم هندسة الشعوب، وعلم التحكم والسيطرة، وعلم النفس الجماهيري...الخ.
في الحروب، يتم تحطيم إرادة الشعوب عبر تحطيم الرمز أولاً، فيعم الإحباط الجماعي، وهكذا تخف المقاومة او تنعدم تماماً، في بعض الأحيان قد يتم العكس من ذلك، أي استخدام الرمز، مثل ما أعلن الاسكندر أنه ابن الإله عندما غزا مصر، وهكذا تبنى الرمز الديني المصري، ومثله نابليون حينما ادعى أنه اسلم عندما غزا مصر. لكن في الحروب قد تستخدم الرموز الدينية بشكل خطر جداً، في إحدى الحروب ضد مصر القديمة (من يطلق عليهم الفراعنة خطأ)، قام جيش العدو بإطلاق آلاف القطط في ساحة المعركة، وكان القط يعتبر رمزاً لإحدى الإلهة وله احترامه وقداسته، فذعر الجنود المصريون، وفروا تاركين أسلحتهم.
يعتبر تدمير الرمز أقسى أنواع تدمير إرادة الشعوب، ومن ذلك تدمير الرومان لأكبر تمثال لآلهة الأرمن، مما أحبط الأرمنيين، غير أن بعض القوى المقاومة أطلقت إشاعة بأن من حطموا صنم الآلهة ماتوا ميتات شنيعة، وذلك لكي يبقى بصيص من الأمل، فسارع الرومان بنفي تلك الإشاعات. عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة، حطم الأصنام داخل الكعبة، وفشلت تلك الأصنام في الدفاع عن نفسها، وهكذا أصيب أهل مكة بالإحباط. عندما تأكد لهم انتصار إله المسلمين على آلهتهم. لكن من المؤكد أن هناك قلة ظلت متمسكة بالأمل.
توجِّه الحرب النفسية نوعين من التدمير، تدمير نفسي محض، وتدمير نفسي بأدوات مادية. فالتدمير بأساليب نفسية محضة، مثل الإشاعات المستمرة. وأما التدمير بوسائل مادية فمثل تحطيم رموز الآلهة أو القيادات السياسية. والتدمير عبر الحرب النفسية أقوى من القتال بل أقوى من القنبلة النووية، لأنه يهزم روح المقاومة والقتال. لذلك في الحرب الفيتنامية، قامت قوات الجيش الفيتنامي بممارسة عمليات نفسية تجاه المواطنين الفيتناميين الذين أرادوا الاستسلام للجيش الأمريكي. لقد أطلقت القيادة الفيتنامية شائعات بعمليات تعذيب عنيفة ضد الأسرى الفيتناميين في المعتقلات الأمريكية، ثم اعادت بعض الجنود من مناطق العمليات إلى قراهم التي تركوها منذ بداية الحرب، وقد زعم العائدون أنهم قد فروا من المعتقلات الامريكية. وقد قام أولئك الجنود بإطلاق شائعات عن تعرض زملائهم للتعذيب فهربوا هم قبل أن يخضعوا له. هذا ما أحبط أي رأي يرى في التفاوض حلاً مناسباً، ودفع الشعب الفيتنامي للمزيد من التضحيات.
عندما مات جون قرنق، شعر الجنوبيون بأنهم فقدوا رمزهم، كما شعروا بالإحباط بعد اطلاق إشاعة قتل نظام البشير له، وهكذا ضمنت أمريكا أنه لن تنشأ مقاومة للانفصال عن الشمال، خاصة ان جون قرنق كان وحدوياً وكان ذلك سيقوض المخطط الأمريكي تماماً.
سنلاحظ أن الولايات المتحدة وطوال غزوها للشعوب، لا تضع شخصية لها وزنها القيادي في سدة الحكم. وذلك حتى تحول دون تحوله لرمز، وبالتالي يمتلك قرارات مدعومة جماهيرياً، بل تضع واجهات ضعيفة جداً، ثم تبدأ في تكسير الرموز المحيطة بهم، وهكذا تخلوا الدولة من أي رموز، فتضعف المقاومة.
الحرب النفسية، اضحت اليوم علماً له اصوله ومناهجه وفنياته بل وإبداعاته. رغم انها قديمة قدم التاريخ؛ لكنها أصبحت اليوم أكثر تنظيما وفعالية بعد ان استفادت من العلوم التكنولوجية والاجتماعية الأخرى. مثل علم هندسة الشعوب، وعلم التحكم والسيطرة، وعلم النفس الجماهيري...الخ.