محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - اخاف

اخاف :
بالامس
خاطبني إله المكايدة
كان صوته ساخراً
عزوز
عزوز
عزوز
كان يصرخ ملء دهشته ليوقظ في رغبته
وذاكرة الحنين
لكني تعمدت
أن انام
اغلقت نفسي في صدى الحُلم المُعطن بالغياب
اخاف أن اصحو
واجدني معلقا ها هنا
في المنفى ..
اكسي جدته الايام من لحمي لافنى دون صوت
في الوقت
اكنس ماضياً احتل في الحاضر نوافذه العتيقة
في البحر محشوراً
اراقب جدي في قبو التاريخ
مكبلاً
يمضي الى المنجم
ذليلاً
مُتهما بالاسوداد
اخاف أن اجد الفراغ يحيط بي
لا شيء من حولي
لا اصابع لأمي وكل حنتها ، ورائحة الحضور الريفي في وعي الجمال
لا قهوة تنخر في مدى الصحو المُشبع بالسؤال
عن أين تمضي اللحظة نشوتها
إن لم تنل القِرفة من شبق المزاج الفوضوي
لا راديو يأتي من البعيد
ابي يخاطب نشرة الاخبار ويشتم
من باعوا في يده تجاعيد النهارات
والأرق
لمكاتب المأمون و مبغى السلطة والعهر الملون بالخطاب
لا ابي
يشكو لشاربه
خشونة اللحظة
والجرح المهرج في ثقوب المحفظة
والحظ البليد
والنعاس المنفلت من قبضة القيلولة في لحظة سؤال
اخاف أن اصحو
واجدني عارياً
من الحبيبة
فاضاجع الاحزان كي انجب ثيابا
تليق بمن يحاول أن يُقابل اخر الطلقات مبتسماً
اخاف أن اجد الهواء
معبقا
بالذكريات
وصور لحافلة استعارت صخب عادات المدينة
وصور لنسوة عجن كل نمائم الليل الخريفي
لحفلة السوق
والقهاوي الآثمة بالاحاديث اللذيذة الفاضحة
صور لصبية
نموا وقصت اظافر الفوضى
استطالتهم
وعادوا لطفولتهم كباراً ناقصين
صور لرائحة الليالي الجامحة في النساء العابرات
صور لفتيات اجدن تكبير النهود
باصابع
دهشة الطرقات والفتية العزل
اخاف أن اصحو
وتأكلني القصيدة
ثم تنشدني لقُراء
لن يفهموا
معنى أن تطهو الضحية نفسها
وتهيئ الجلسة
لتنال تصفيق المعالق
اخاف أن امضي الى الباب
ولا اجد
على الطريق ما يميزه
فراغُ دامس الاشياء
لا صبية يكحلهم غبار اللحظة والجرس الصباحي
لا بائع حليب
يغشنا في حليبه
نغشه بنسائنا
ونتبادل القصص الطريفة عن الطرافة والبلاد الماجنة
لا نسوة يسبقن الصباح الى الصباح
ليشتروا للحظة مشهدها الجنوني اللطيف
لا كارو يسحب ظلنا
ويبيعه خردة
ويعطينا الطريق الى نواصي الفاجعة
لا وردة تيقظها صبية
تسكب مياه الغسل في الطرقات
كأنها تيقظ
اثار المشاة عن الطريق ليدركوا تفاحتيها والبلوغ المُشتهى
لا ناصية
تُدرك عاشقين بتهمة الاتيان بالفعل المُحب
لا شيء ها هنا
سوى فراغ
شمس اضاعت طفلها في زحام الاخرين
اسفلت يأكل فينا ما نحمله من طين الحدائق
اسمنت يسجننا
لندرك معنى ضيق الاتساع
لغةُ تصيب امعاء القصيدة بالتقلص وبالنشاز
وبانفكاك الذائقة
اخاف أن احشو الشوارع بالحكايات
فتثور ثائرة الحمام
وتنال من كل اللحاة العالقة
هنا
وهنا
واكون شاعر حرض الاشجار أن تقتل شتاءها كي تهيئ نهدها
للربيع المحتمل
اخاف أن ابكي
فتسألني مدينة لا تشبه سوى من يسكنوها
وليس عابرها الضعيف انا
( لماذا لا تزورني ايها الضائع في ليل العاصفة )
لا تدري أن مدينة تسألنا الفِراش
ليست مدينة تُجيد هدهدة الصغار ، هي المواعدة على سفر ، هي المواعدة في المحطات والتذاكر
او
هي النساء العابرات للسكن و للذاكرة

8/5/2021
من احدى مزارع الكفرة / ليبيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى