كانت أخبار أمس التي شغلت الفلسطينيين قاطبة ، منذ ساعات الفجر حتى ساعات المساء ، هي الأخبار المتعلقة بمدينة القدس ، فقد غطت على ما سواها .
أنا مثلا قررت أمس أن أكتب عن رسالة وجهها الكاتب السوري الكردي هوشنك أوسي ، باللغات الثلاث ؛ الكردية والعربية والعبرية ، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ( بنيامين نتنياهو ) يعبر فيها عن تضامنه مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضيته ، وربط تلك الرسالة بما قرأته في رواية الكاتب السوري الكردي سليم بركات " ماذا عن السيدة اليهودية راحيل ؟" . أحب كيهات السوري الكردي لينا اليهودية وأراد أن يفصح لها ، باللغة العبرية ، إنه يحبها ، ولكنه لم يتمكن ، فقد رحلت الأم وابنتها واختفتا ، ولم يبلغ المحب رسالته .
أمس شغلتنا أخبار القدس عن أخبار الدنيا كلها ؛ عن الكورونا وعن مكان سقوط صاروخ الصين وعن أحوال الطقس وعما تبقى من رمضان وعن كعك العيد أيضا .
منذ نشرة أخبار الثامنة ظل المذيع يحكي عن حصار المصلين في الأقصى وتعرضهم لرصاص الجنود الاسرائيليين وعن دهس مستوطن شابا مقدسيا ، وفي المساء عن صواريخ انطلقت من غزة فبثت الرعب في نفوس الاسرائيليين و ... .
أمس انتابت الفلسطينيين موجة عارمة من الغضب ، فالقدس عروس عروبتنا وأبناؤها هم عرسانها ، لا الحكام العرب ، وأبناء القدس لم يتنافخوا شرفا لتسكت مدينتهم المستباحة صونا للعرض . لقد هبوا يدافعون عن مدينتهم ، فلا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ، حتى تراق على جوانبه الدماء . وسالت دماء شباب المدينة وكادوا يخنقون من الإسرائيليين بالغاز الذي خنقهم به ( ادولف هتلر ) . لقد تحول الأقصى إلى معسكر اعتقال وغرفة غاز .
أمس وجدتني أقرأ في رواية الأب المؤسس للصهيونية ( ثيودور هرتسل ) " أرض قديمة - جديدة " ( ١٩٠٢ ) عما سيلم بمدينة القدس ومقدساتها في حال أسس اليهود دولتهم ، فقرأت الآتي :
" سأل فريدريك :
- وكيف حللتم قضية الأماكن المقدسة ؟"
- لم يكن الأمر يتطلب حكمة فائقة ، فعندما ثارت هذه القضية في القرن الماضي ( ١٩) - وقد اثارتها الحركة الصهيونية ، ظن يهود كثيرون مثلك ، يا سيدي الدكتور ، بأن من المستحيل التغلب على هذه الصعوبة ...... وهكذا توصلت جميع الأطراف المعنية إلى رأي يقول إن الوضع القائم هو أفضل وضع لجميع هذه الأطراف " .
وتساءلت ، وأنا أتابع ما يجري ، إن كان أحفاد الأب المؤسس يقرأون ما كتبه .
" إن الوضع القائم هو أفضل وضع لجميع هذه الأطراف " . لماذا إذن يريد أحفاد الأب المؤسس تهويد المدينة وهدم الأقصى ؟
عندنا مثل يقول " بتمسكن حتى يتمكن " وهذا ما استشرفه إبراهيم طوقان حين تساءل :
" أجلاء عن البلاد تريدون
فنجلو أم محونا والإزالة ؟ "
ولم تكن أجواء أمس لتسمح بكتابة يختلط فيها الجد بالهزل ، أو تسودها الفكاهة والمرح ، فالخوف والرعب الذي ألم بالاسرائيليين جراء إطلاق الصواريخ من غزة جعلنا نشعر بالقلق أيضا على ما سيلم بتلك المدينة التي أنهكها الحصار بعد حرب فصائلية وثلاثة حروب شنتها الدولة الإسرائيلية و ... .
يبدو أن عيد غزة سيكون دمويا والله هو المستعان به !!
العبارة التي خاطب بها هوشني اوسك ( نتنياهو ) هي الشتيمة التي تفوه بها الرئيس الفلسطيني أبو مازن لمن طلب منه أن يبرق للحزب الشيوعي الصيني بمناسبة تأسيسه ، ورحم الله الشاعر المصري نجيب سرور " ك ... س .. أمياتنا كلنا ، الأحياء منهن والأموات " .
صباح الخير يا قدس وصباح الخير يا غزة !
خربشات
١١ / ٥ / ٢٠٢١
https://www.facebook.com/adel.alosta.9/posts/2841521092768108
أنا مثلا قررت أمس أن أكتب عن رسالة وجهها الكاتب السوري الكردي هوشنك أوسي ، باللغات الثلاث ؛ الكردية والعربية والعبرية ، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ( بنيامين نتنياهو ) يعبر فيها عن تضامنه مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضيته ، وربط تلك الرسالة بما قرأته في رواية الكاتب السوري الكردي سليم بركات " ماذا عن السيدة اليهودية راحيل ؟" . أحب كيهات السوري الكردي لينا اليهودية وأراد أن يفصح لها ، باللغة العبرية ، إنه يحبها ، ولكنه لم يتمكن ، فقد رحلت الأم وابنتها واختفتا ، ولم يبلغ المحب رسالته .
أمس شغلتنا أخبار القدس عن أخبار الدنيا كلها ؛ عن الكورونا وعن مكان سقوط صاروخ الصين وعن أحوال الطقس وعما تبقى من رمضان وعن كعك العيد أيضا .
منذ نشرة أخبار الثامنة ظل المذيع يحكي عن حصار المصلين في الأقصى وتعرضهم لرصاص الجنود الاسرائيليين وعن دهس مستوطن شابا مقدسيا ، وفي المساء عن صواريخ انطلقت من غزة فبثت الرعب في نفوس الاسرائيليين و ... .
أمس انتابت الفلسطينيين موجة عارمة من الغضب ، فالقدس عروس عروبتنا وأبناؤها هم عرسانها ، لا الحكام العرب ، وأبناء القدس لم يتنافخوا شرفا لتسكت مدينتهم المستباحة صونا للعرض . لقد هبوا يدافعون عن مدينتهم ، فلا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ، حتى تراق على جوانبه الدماء . وسالت دماء شباب المدينة وكادوا يخنقون من الإسرائيليين بالغاز الذي خنقهم به ( ادولف هتلر ) . لقد تحول الأقصى إلى معسكر اعتقال وغرفة غاز .
أمس وجدتني أقرأ في رواية الأب المؤسس للصهيونية ( ثيودور هرتسل ) " أرض قديمة - جديدة " ( ١٩٠٢ ) عما سيلم بمدينة القدس ومقدساتها في حال أسس اليهود دولتهم ، فقرأت الآتي :
" سأل فريدريك :
- وكيف حللتم قضية الأماكن المقدسة ؟"
- لم يكن الأمر يتطلب حكمة فائقة ، فعندما ثارت هذه القضية في القرن الماضي ( ١٩) - وقد اثارتها الحركة الصهيونية ، ظن يهود كثيرون مثلك ، يا سيدي الدكتور ، بأن من المستحيل التغلب على هذه الصعوبة ...... وهكذا توصلت جميع الأطراف المعنية إلى رأي يقول إن الوضع القائم هو أفضل وضع لجميع هذه الأطراف " .
وتساءلت ، وأنا أتابع ما يجري ، إن كان أحفاد الأب المؤسس يقرأون ما كتبه .
" إن الوضع القائم هو أفضل وضع لجميع هذه الأطراف " . لماذا إذن يريد أحفاد الأب المؤسس تهويد المدينة وهدم الأقصى ؟
عندنا مثل يقول " بتمسكن حتى يتمكن " وهذا ما استشرفه إبراهيم طوقان حين تساءل :
" أجلاء عن البلاد تريدون
فنجلو أم محونا والإزالة ؟ "
ولم تكن أجواء أمس لتسمح بكتابة يختلط فيها الجد بالهزل ، أو تسودها الفكاهة والمرح ، فالخوف والرعب الذي ألم بالاسرائيليين جراء إطلاق الصواريخ من غزة جعلنا نشعر بالقلق أيضا على ما سيلم بتلك المدينة التي أنهكها الحصار بعد حرب فصائلية وثلاثة حروب شنتها الدولة الإسرائيلية و ... .
يبدو أن عيد غزة سيكون دمويا والله هو المستعان به !!
العبارة التي خاطب بها هوشني اوسك ( نتنياهو ) هي الشتيمة التي تفوه بها الرئيس الفلسطيني أبو مازن لمن طلب منه أن يبرق للحزب الشيوعي الصيني بمناسبة تأسيسه ، ورحم الله الشاعر المصري نجيب سرور " ك ... س .. أمياتنا كلنا ، الأحياء منهن والأموات " .
صباح الخير يا قدس وصباح الخير يا غزة !
خربشات
١١ / ٥ / ٢٠٢١
https://www.facebook.com/adel.alosta.9/posts/2841521092768108