نابلس – مدار نيوز : “روايتي لروايتي “2018 (دار الآداب ) هو الجزء الأول من سيرة سحر خليفة الذاتية الأدبية. تسرد سحر في 271 صفحة سيرتها وتضيء جوانب من حياتها وتتوقف مطولا أمام أعمالها الأولى- وإن بنسب متفاوتة- حتى رواية “الميراث ” وتعد بجزء ثان تواصل فيه روايتها لحياتها وقصص نشأة أعمالها الروائية. العقد الذي أبرمته مع القاريء هو”سيرة ذاتية أدبية ” وهو ما يتعزز لدى القاريء بعد أن يفرغ من القراءة.
تكتب سحر عن أسرتها ؛الأب والأم والأخ والزوج/ الطليق ،والمجتمع النابلسي ، وتكتب عن الناشر الأول لروايتها المنشورة الأولى “لم نعد جواري لكم ” وتعلمنا أن هناك رواية أسبق منها كتبتها وهي في ليبيا وأحضرتها معها وصادرها الاحتلال الإسرائيلي على جسر دامية- يوم كان- وأنها لم تكن تملك مسودة منها فذهبت أدراج الرياح. تقص سحر بجرأة تكاد تكون نادرة عن رجلين تركا بصمة على حياتها وأعمالها ،وهما زوجها/ طليقها وأبوها وتأتي على معاناتها مع الاثنين .
وهناك رجل ثالث كان له أثره أيضا وهو الأخ الذي كان ذكرا بين ثماني إناث ،فدلل لدرجة الإفساد ثم كانت العاقبة وخيمة عليه وعلى الأهل. أصيب الأخ بحادث سير وعانى من الشلل فالتفتت إليه أمه وأهملت زوجها وبيتها ،ما دفع والد سحر لأن يتزوج من امرأة ثانية مهملا أسرته ملتفتا إلى ذاته. الزوج/ الطليق والأب والأخ القعيد تركوا أثرهم في حياتها الشخصية ولاحقا في أعمالها لدرجة أنها اتهمت بمعاداة الرجل والانحياز للمرأة ، بل اتهمت ب”النسوية”.
وحين تبدأ سحر تقص حكايات رواياتها وتأليفها تأتي على صورة الرجل فيها. كثير مما كتبته يبدو، للناقد المحترف متابع أعمالها ،مألوفا وربما كان الناقد توصل إليه.
حين تتوقف ،مثلا، أمام روايتها”مذكرات امرأة غير واقعية ” تفصح سحر أنها كانت تكتب عن تجربتها الشخصية. كما لو أن الرواية/ المذكرات- كما يقول العنوان- رواية سحر ومذكراتها وكما لو أن بطلة الرواية هي سحر ،بل إنها هي سحر ،فما اقتبسته من الرواية يعبر عن حياتها باعترافها علنا.
وسيجد قاريء روايات سحر غير الناقد في “روايتي لروايتي”ما يضيء له أعمالها.
هنا يمكن القول إن سحر تأخذ علنا بمقولة “المعنى في بطن المؤلف ” ولا تأخذ بمقولة نظرية التلقي التي صرفت الاهتمام عن المؤلف إلى القاريء.
ما يدعم ما سبق وما يعززه هو أن الكاتبة صاحبة السيرة تعبر بكلام واضح لا لبس فيه عن اختلافها مع كثير من النقاد ،وهو اختلاف يشير إلى عدم رضاها عن تأويلاتهم وتفسيراتهم .
،وإلا لماذا هذه الإفاضة في شرح أعمالها وتوضيحها وتبيان مقاصدها وظروف نشأتها وما رمت إليه من ورائها.
يتوقف قاريء سيرة سحر أمام أسئلة عديدة غالبا ما يتوقف أمامها قراء السيرة الذاتية ومنها : – ما مقدار الصراحة والصدق فيما كتبته المؤلفة؟ -وماذا أخفت المؤلفة- إن أخفت شيئا- ؟ -وما هو تأثير زمن الكتابة على صدق المعلومات؟ وهل خانت الذاكرة الكاتبة؟ وكنت أشرت إلى أهمية السيرة لدارس روايات الكاتبة.
روت سحر روايتها/ سيرتها وهي هنا تعبر عن وجهة نظرها ورؤيتها والسؤال الذي يثار هو: ماذا عن رواية الآخر؟ الزوج والأب وربما الناشر أيضا.
هل أخفت الكاتبة شيئا ما في سيرة يقول ظاهرها إنها سيرة ربما أجرأ من سيرة محمد شكري وبعض السير الذاتية في الأدب العربي مثل سيرة سهيل إدريس ومثل السير الروائية العربية مثل ثلاثية حنا مينة “المستنقع “و”بقايا صور ” و “القطاف “.
ومن يمعن النظر في بعض المعلومات الواردة في “روايتي لروايتي “يلحظ تأثير زمن الكتابة على الزمن المسترجع ،ما يجعل المرء يشكك في مصداقية بعض ما ترويه سحر.
مثلا تزعم الكاتبة أنها وهي في ليبيا كتبت روايتها الأولى عن هزيمة حزيران وأنها كانت تفكر في دار نشر لها ،وأنها لما كانت كاتبة مبتدئة فإنها أدركت صعوبة النشر فأخذت تفكر في نشرها في “دار الأسوار “التي ،كما تقول سحر ،أخذت تطبع دواوين شعراء الأرض المحتلة.
تكتب سحر هذا وهي في العام 1970 ،ولم تكن دار الأسوار في عكا تأسست أصلا ،فقد تأسست في العام1973. هناك أخطاء أخرى أيضا يعرفها متابع الحركة الثقافية في الأراضي المحتلة.
في “روايتي لروايتي “يتوصل الناقد إلى أن مقولات نقدية تشيع وتنتشر انتشارا واسعا ليست إلا مقولات ومنها مقولة المؤلف الضمني. كما لو أن سحر خليفة تسخر من مقولات كهذه وكما لو أنها مقولات عبثية فسحر وعلى المكشوف تتحدث عن نفسها كاتبة لرواياتها متجاهلة حتى المسافة الزمنية بين تأليف كتابها/ سيرتها وتأليفها رواياتها الأولى وثمة عقود أحيانا تفصل بين تأليف الرواية وتأليف السيرة.
لو أخذنا زمن كتابة “لم نعد جواري لكم ” وهو 1973 تقريبا وزمن تأليف “روايتي لروايتي “وهو 2018 فسنجد أن هناك 45 عاما تفصل بين تأليف الرواية وتأليف السيرة الذاتية. والسؤال هو :هل ما زالت ذاكرة سحر ذاكرة قوية متطابقة مع ذاكرتها في 1973؟ ثمة جانب أخير أود الإشارة إليه وهو لغة سحر. أكاد أجزم أنه باستثناء رواية “حبي الأول “ورواية”أرض وسماء” أكاد أجزم أن لغة سحر بقيت على مدار تجربتها الكتابة متشابهة فهل اختلفت لغتها في سيرتها؟ تبدو الكاتبة تحكي أكثر مما تكتب.
إنها روائية لا أديبة وثمة فارق بين لغة الروائي الذي يروي وتهمه بالدرجة الأولى الحكاية- وهذا ما يهم سحر- ولغة الأديب الذي تهمه لغة الأدب وفي “روايتي لروايتي “تبدو لغة سحر لغة رواياتها الأولى همها بالدرجة الأولى إيصال الحكاية للقاريء العادي.
أعتقد أن سيرة سحر خليفة ستثير ضجة كبيرة. أعتقد.
تكتب سحر عن أسرتها ؛الأب والأم والأخ والزوج/ الطليق ،والمجتمع النابلسي ، وتكتب عن الناشر الأول لروايتها المنشورة الأولى “لم نعد جواري لكم ” وتعلمنا أن هناك رواية أسبق منها كتبتها وهي في ليبيا وأحضرتها معها وصادرها الاحتلال الإسرائيلي على جسر دامية- يوم كان- وأنها لم تكن تملك مسودة منها فذهبت أدراج الرياح. تقص سحر بجرأة تكاد تكون نادرة عن رجلين تركا بصمة على حياتها وأعمالها ،وهما زوجها/ طليقها وأبوها وتأتي على معاناتها مع الاثنين .
وهناك رجل ثالث كان له أثره أيضا وهو الأخ الذي كان ذكرا بين ثماني إناث ،فدلل لدرجة الإفساد ثم كانت العاقبة وخيمة عليه وعلى الأهل. أصيب الأخ بحادث سير وعانى من الشلل فالتفتت إليه أمه وأهملت زوجها وبيتها ،ما دفع والد سحر لأن يتزوج من امرأة ثانية مهملا أسرته ملتفتا إلى ذاته. الزوج/ الطليق والأب والأخ القعيد تركوا أثرهم في حياتها الشخصية ولاحقا في أعمالها لدرجة أنها اتهمت بمعاداة الرجل والانحياز للمرأة ، بل اتهمت ب”النسوية”.
وحين تبدأ سحر تقص حكايات رواياتها وتأليفها تأتي على صورة الرجل فيها. كثير مما كتبته يبدو، للناقد المحترف متابع أعمالها ،مألوفا وربما كان الناقد توصل إليه.
حين تتوقف ،مثلا، أمام روايتها”مذكرات امرأة غير واقعية ” تفصح سحر أنها كانت تكتب عن تجربتها الشخصية. كما لو أن الرواية/ المذكرات- كما يقول العنوان- رواية سحر ومذكراتها وكما لو أن بطلة الرواية هي سحر ،بل إنها هي سحر ،فما اقتبسته من الرواية يعبر عن حياتها باعترافها علنا.
وسيجد قاريء روايات سحر غير الناقد في “روايتي لروايتي”ما يضيء له أعمالها.
هنا يمكن القول إن سحر تأخذ علنا بمقولة “المعنى في بطن المؤلف ” ولا تأخذ بمقولة نظرية التلقي التي صرفت الاهتمام عن المؤلف إلى القاريء.
ما يدعم ما سبق وما يعززه هو أن الكاتبة صاحبة السيرة تعبر بكلام واضح لا لبس فيه عن اختلافها مع كثير من النقاد ،وهو اختلاف يشير إلى عدم رضاها عن تأويلاتهم وتفسيراتهم .
،وإلا لماذا هذه الإفاضة في شرح أعمالها وتوضيحها وتبيان مقاصدها وظروف نشأتها وما رمت إليه من ورائها.
يتوقف قاريء سيرة سحر أمام أسئلة عديدة غالبا ما يتوقف أمامها قراء السيرة الذاتية ومنها : – ما مقدار الصراحة والصدق فيما كتبته المؤلفة؟ -وماذا أخفت المؤلفة- إن أخفت شيئا- ؟ -وما هو تأثير زمن الكتابة على صدق المعلومات؟ وهل خانت الذاكرة الكاتبة؟ وكنت أشرت إلى أهمية السيرة لدارس روايات الكاتبة.
روت سحر روايتها/ سيرتها وهي هنا تعبر عن وجهة نظرها ورؤيتها والسؤال الذي يثار هو: ماذا عن رواية الآخر؟ الزوج والأب وربما الناشر أيضا.
هل أخفت الكاتبة شيئا ما في سيرة يقول ظاهرها إنها سيرة ربما أجرأ من سيرة محمد شكري وبعض السير الذاتية في الأدب العربي مثل سيرة سهيل إدريس ومثل السير الروائية العربية مثل ثلاثية حنا مينة “المستنقع “و”بقايا صور ” و “القطاف “.
ومن يمعن النظر في بعض المعلومات الواردة في “روايتي لروايتي “يلحظ تأثير زمن الكتابة على الزمن المسترجع ،ما يجعل المرء يشكك في مصداقية بعض ما ترويه سحر.
مثلا تزعم الكاتبة أنها وهي في ليبيا كتبت روايتها الأولى عن هزيمة حزيران وأنها كانت تفكر في دار نشر لها ،وأنها لما كانت كاتبة مبتدئة فإنها أدركت صعوبة النشر فأخذت تفكر في نشرها في “دار الأسوار “التي ،كما تقول سحر ،أخذت تطبع دواوين شعراء الأرض المحتلة.
تكتب سحر هذا وهي في العام 1970 ،ولم تكن دار الأسوار في عكا تأسست أصلا ،فقد تأسست في العام1973. هناك أخطاء أخرى أيضا يعرفها متابع الحركة الثقافية في الأراضي المحتلة.
في “روايتي لروايتي “يتوصل الناقد إلى أن مقولات نقدية تشيع وتنتشر انتشارا واسعا ليست إلا مقولات ومنها مقولة المؤلف الضمني. كما لو أن سحر خليفة تسخر من مقولات كهذه وكما لو أنها مقولات عبثية فسحر وعلى المكشوف تتحدث عن نفسها كاتبة لرواياتها متجاهلة حتى المسافة الزمنية بين تأليف كتابها/ سيرتها وتأليفها رواياتها الأولى وثمة عقود أحيانا تفصل بين تأليف الرواية وتأليف السيرة.
لو أخذنا زمن كتابة “لم نعد جواري لكم ” وهو 1973 تقريبا وزمن تأليف “روايتي لروايتي “وهو 2018 فسنجد أن هناك 45 عاما تفصل بين تأليف الرواية وتأليف السيرة الذاتية. والسؤال هو :هل ما زالت ذاكرة سحر ذاكرة قوية متطابقة مع ذاكرتها في 1973؟ ثمة جانب أخير أود الإشارة إليه وهو لغة سحر. أكاد أجزم أنه باستثناء رواية “حبي الأول “ورواية”أرض وسماء” أكاد أجزم أن لغة سحر بقيت على مدار تجربتها الكتابة متشابهة فهل اختلفت لغتها في سيرتها؟ تبدو الكاتبة تحكي أكثر مما تكتب.
إنها روائية لا أديبة وثمة فارق بين لغة الروائي الذي يروي وتهمه بالدرجة الأولى الحكاية- وهذا ما يهم سحر- ولغة الأديب الذي تهمه لغة الأدب وفي “روايتي لروايتي “تبدو لغة سحر لغة رواياتها الأولى همها بالدرجة الأولى إيصال الحكاية للقاريء العادي.
أعتقد أن سيرة سحر خليفة ستثير ضجة كبيرة. أعتقد.