ما تثرثر به الغابات الداخلية " لعزوز "
لم نكن مُجبرين على المُزايدة
الآمنا كانت مُتوهمة، ذلك أن النص وحده كان يحمل شيئا من الحقيقة
لكننا تماهينا لأجل الورطة الآدمية فينا
سندنا ظلالنا الطفولية
وغباشة اللحظات الطريفة ، حين ركضنا حفايا خلف كوارو كانت تنقل ذاكرتنا الى الضفة الاخرى للبلوغ ، هناك حيث تبدو الطرقات ، والاغبرة جادة أكثر مما تتطلبه الضرورة
اعود دائماً في ليالي الاصدقاء ، حين يبتل الجوف بلسعة الخمرة المؤذية للخواء الصلب ، و لرطوبة اللحظات الفاضحة للغياب
حين يتملص مني هذا البالغ حد الفاحشة ، ليترك الطفل المقموع داخلي ، يعبث بالاشياء الثمينة للحظات مُفرطة الترتيب
اراني في تجاعيد جدة ، تُحرك مسبحتها بتأني وكأنها تطوع العمر المتبقي للافول
تجاعيدها تحكي تاريخ قلبها الريفي ، وشوقها للجد الذي سلم اوراقه
لمذبحة الوجود
اراني ذلك الطفل الذي يحبو ، على هدهدة المساء ، و جرس الطابور المدرسي
والقصائد التي لقنتنا اولى صرخات الخضوع لايدلوجيات السلطة
والتغبية الاولية
مصانع انتاجنا الاول كأجنة من الجنود المعبئين لقطف عانة الزهرة من فراش الربيع
هكذا وبكامل الغباش
و جوعنا لمُدن تشبه احلامنا الوسيمة
سرنا وراء حتفنا
جهلنا بصيرورة المحنة جعلتنا نبتسم للشقوق غير اللطيفة في أيادي والد عجن بكاءه خبزا
وقطع ارجله ليُطعمنا العافية
و كنت اتوخى البكاء في ديار العتمة الصاحية ، و المفتوحة على حبيبة
يحدث أن تكسو ما تآكل من الجسد ، القُدرة على التعافي
وكنا ننجوا دائماً من الصلب ، احياناً لأن الغابة تبخل باحطابها ، او تتشاجر مع الفأس ، انصياع لنميمة عصافير افزع اعشاشها صخب الحطاب
كنا ننجوا دائماً
لأن صباح الاصدقاء كان يضج بالقهوة التي نتسلفها من ضحكات السخرية الحميمة ، نجاهر برغباتنا خوف أن تزبل داخلنا
ونُقبل الحبيبات علنا ً ، على اعمدة الانارة التي توثق اضطرابنا في ليالي العناق
وحين تصفعنا المدينة بحراسها ، و باوباشها
ننزوي في الازقة الضيقة للاحلام المشرورة في خيوط خيبة مُحاكة في وعي الصمت الثقيل
نترنح بين انادي تُعطينا الحب بفتات من الدنانير
ننزوي لنكتب الخيبة
ونسخر
وكنا قادرين على اجتراح العصافير لكل الفواجع حتى لاقصان المدافع
ذلك أننا طوال احزان المحنة لم نتعلم سوى الحب ،ربما لهذا حينما اتسخت المدينة بكل ذلك الزيف انزلقنا لهذه الهُوات المُخيفة
بكينا انفسنا
والطيب من الذاكرة
ولم نحاول أن ننجو هذه المرة ، بل حاولنا فقط أن نعرقل السم من انسكابه في ليالِ الكارثة
نزحنا للغة
لغة لم تشبه بشرتنا ، والزنجي من الاطفال فينا
ولكن لم نكن قادرين على التملص منا ، سكنتنا الاسئلة المُخيفة
حين قرأنا لايميل سيوران جملته تلك
" لا يسكن المرء بلاداً ، بل يسكن لغة "
ذلك أننا ما زلنا نعاتب النافل من الخيول وخطواتها ، على اهمالها لجدتي القديمة
تلك التي كانت تتحدث ابلغ من الآن حين كان حديثها مُختلطاً بجسدها العاري سوى الممنوع من الفصاحة ، وحين كانت جلود الحيوانات البرية تخفي الغابات البرية فيها فقط
كانت تتحدث رقصاً
قبل أن تتحدث بلغة الصحراء والجواري
لكننا صمدنا ايضاً ، قبلنا بالغُربة المُعدة بعفوية الأب
ورُحنا نبالغ في التماهي حين كتبنا به الشعر ، شعر يجرح الزنجي داخلنا لصالح مُدن متوهمة
وها نحن من جديد
نجدد مُستحضرات البكاء ، وممحاة ، لنتعقب انفسنا خارج السرب
القيامة تتوعدنا في تمام الحب ، تُعاقب الطيب من الحُلم
لينجو الشرير من هاوية الضمير
هكذا ابتكرنا لانفسنا رب يشبه مساءآت الكأس ، وتساءلنا باستمرار عن جدوى الحدود ، الكتابة ضد لغة بنفس اللغة ، جدوى الابواب التي نحمي بها احلامنا المُنتهكة والمسروقة ، ونسقط في شرك السؤال
هل نحمي الخارج من الداخل ، أم الداخل من الخارج
وما جدوى الابواب اذا تشابهت الضفتين
هو الاسراف في الترميز ، والاستهلاك غير المُبرر للقصيدة
ماذا تعني
القصيدة في نهاية الأمر
هي ترميز الفاجعة ، ام هي مُحاولة البكاء بحلق الاشياء المجروجة حولنا
يحدث احياناً أن نغازل حبيبة ، في محاولة بائسة لاحياء الشهوة ، فتباغتنا لزوجة الكارثة ، وحديثها البُني الطازج
ومازلنا قادرين على الضحك
على تلك الطفولة ، وعلى الزنجي الذي امتهن الصحراء بدلاً عن الغابة فينا ،على الابوابة وجدوى ممارسة الجنس خلف فضول الاسئلة الدينية ، جدوى مغالطة الأب حول تجاعيده ،جدوى الاختباء في لعبة غميضة عفوية ، يدفع المهزوم فيها ، جلده المُهترئ والكثير من الذكريات
ربما هي لعنة
أن تحمل اسماً لا يشبهك ، وأن تتحدث بلغة لا تشبهك ، وأن تكنس ماضي لم يكن لك يد في اتساخه ، سوى أنك تورطة مُصادفة في حديث خيول بلغة لا تعني لبشرتك اكثر من بوليس يجمع الجبايات من قلقك على الالهة من غزوات الصحاري
و ربما كانت الاشياء مُرمزة باقنعة خفية
و أن هذا الأنا المشرد
ممتلء بالاشياء التي لا تعني شيئاً
باشياء باهته
تشبهني تماماً
وتشبه غباشة الذاكرة
# عزوز
لم نكن مُجبرين على المُزايدة
الآمنا كانت مُتوهمة، ذلك أن النص وحده كان يحمل شيئا من الحقيقة
لكننا تماهينا لأجل الورطة الآدمية فينا
سندنا ظلالنا الطفولية
وغباشة اللحظات الطريفة ، حين ركضنا حفايا خلف كوارو كانت تنقل ذاكرتنا الى الضفة الاخرى للبلوغ ، هناك حيث تبدو الطرقات ، والاغبرة جادة أكثر مما تتطلبه الضرورة
اعود دائماً في ليالي الاصدقاء ، حين يبتل الجوف بلسعة الخمرة المؤذية للخواء الصلب ، و لرطوبة اللحظات الفاضحة للغياب
حين يتملص مني هذا البالغ حد الفاحشة ، ليترك الطفل المقموع داخلي ، يعبث بالاشياء الثمينة للحظات مُفرطة الترتيب
اراني في تجاعيد جدة ، تُحرك مسبحتها بتأني وكأنها تطوع العمر المتبقي للافول
تجاعيدها تحكي تاريخ قلبها الريفي ، وشوقها للجد الذي سلم اوراقه
لمذبحة الوجود
اراني ذلك الطفل الذي يحبو ، على هدهدة المساء ، و جرس الطابور المدرسي
والقصائد التي لقنتنا اولى صرخات الخضوع لايدلوجيات السلطة
والتغبية الاولية
مصانع انتاجنا الاول كأجنة من الجنود المعبئين لقطف عانة الزهرة من فراش الربيع
هكذا وبكامل الغباش
و جوعنا لمُدن تشبه احلامنا الوسيمة
سرنا وراء حتفنا
جهلنا بصيرورة المحنة جعلتنا نبتسم للشقوق غير اللطيفة في أيادي والد عجن بكاءه خبزا
وقطع ارجله ليُطعمنا العافية
و كنت اتوخى البكاء في ديار العتمة الصاحية ، و المفتوحة على حبيبة
يحدث أن تكسو ما تآكل من الجسد ، القُدرة على التعافي
وكنا ننجوا دائماً من الصلب ، احياناً لأن الغابة تبخل باحطابها ، او تتشاجر مع الفأس ، انصياع لنميمة عصافير افزع اعشاشها صخب الحطاب
كنا ننجوا دائماً
لأن صباح الاصدقاء كان يضج بالقهوة التي نتسلفها من ضحكات السخرية الحميمة ، نجاهر برغباتنا خوف أن تزبل داخلنا
ونُقبل الحبيبات علنا ً ، على اعمدة الانارة التي توثق اضطرابنا في ليالي العناق
وحين تصفعنا المدينة بحراسها ، و باوباشها
ننزوي في الازقة الضيقة للاحلام المشرورة في خيوط خيبة مُحاكة في وعي الصمت الثقيل
نترنح بين انادي تُعطينا الحب بفتات من الدنانير
ننزوي لنكتب الخيبة
ونسخر
وكنا قادرين على اجتراح العصافير لكل الفواجع حتى لاقصان المدافع
ذلك أننا طوال احزان المحنة لم نتعلم سوى الحب ،ربما لهذا حينما اتسخت المدينة بكل ذلك الزيف انزلقنا لهذه الهُوات المُخيفة
بكينا انفسنا
والطيب من الذاكرة
ولم نحاول أن ننجو هذه المرة ، بل حاولنا فقط أن نعرقل السم من انسكابه في ليالِ الكارثة
نزحنا للغة
لغة لم تشبه بشرتنا ، والزنجي من الاطفال فينا
ولكن لم نكن قادرين على التملص منا ، سكنتنا الاسئلة المُخيفة
حين قرأنا لايميل سيوران جملته تلك
" لا يسكن المرء بلاداً ، بل يسكن لغة "
ذلك أننا ما زلنا نعاتب النافل من الخيول وخطواتها ، على اهمالها لجدتي القديمة
تلك التي كانت تتحدث ابلغ من الآن حين كان حديثها مُختلطاً بجسدها العاري سوى الممنوع من الفصاحة ، وحين كانت جلود الحيوانات البرية تخفي الغابات البرية فيها فقط
كانت تتحدث رقصاً
قبل أن تتحدث بلغة الصحراء والجواري
لكننا صمدنا ايضاً ، قبلنا بالغُربة المُعدة بعفوية الأب
ورُحنا نبالغ في التماهي حين كتبنا به الشعر ، شعر يجرح الزنجي داخلنا لصالح مُدن متوهمة
وها نحن من جديد
نجدد مُستحضرات البكاء ، وممحاة ، لنتعقب انفسنا خارج السرب
القيامة تتوعدنا في تمام الحب ، تُعاقب الطيب من الحُلم
لينجو الشرير من هاوية الضمير
هكذا ابتكرنا لانفسنا رب يشبه مساءآت الكأس ، وتساءلنا باستمرار عن جدوى الحدود ، الكتابة ضد لغة بنفس اللغة ، جدوى الابواب التي نحمي بها احلامنا المُنتهكة والمسروقة ، ونسقط في شرك السؤال
هل نحمي الخارج من الداخل ، أم الداخل من الخارج
وما جدوى الابواب اذا تشابهت الضفتين
هو الاسراف في الترميز ، والاستهلاك غير المُبرر للقصيدة
ماذا تعني
القصيدة في نهاية الأمر
هي ترميز الفاجعة ، ام هي مُحاولة البكاء بحلق الاشياء المجروجة حولنا
يحدث احياناً أن نغازل حبيبة ، في محاولة بائسة لاحياء الشهوة ، فتباغتنا لزوجة الكارثة ، وحديثها البُني الطازج
ومازلنا قادرين على الضحك
على تلك الطفولة ، وعلى الزنجي الذي امتهن الصحراء بدلاً عن الغابة فينا ،على الابوابة وجدوى ممارسة الجنس خلف فضول الاسئلة الدينية ، جدوى مغالطة الأب حول تجاعيده ،جدوى الاختباء في لعبة غميضة عفوية ، يدفع المهزوم فيها ، جلده المُهترئ والكثير من الذكريات
ربما هي لعنة
أن تحمل اسماً لا يشبهك ، وأن تتحدث بلغة لا تشبهك ، وأن تكنس ماضي لم يكن لك يد في اتساخه ، سوى أنك تورطة مُصادفة في حديث خيول بلغة لا تعني لبشرتك اكثر من بوليس يجمع الجبايات من قلقك على الالهة من غزوات الصحاري
و ربما كانت الاشياء مُرمزة باقنعة خفية
و أن هذا الأنا المشرد
ممتلء بالاشياء التي لا تعني شيئاً
باشياء باهته
تشبهني تماماً
وتشبه غباشة الذاكرة
# عزوز