عبدالله عوبل - عند أحواض السفن موعد

تلك ليالي مازالت ترسل ضوءا
يخفت حينا ويشتعل حينا آخر
مازالت السواحل طرية
عند أطراف الجبل الدافئة
عند احواض السفن موعد
أستقرت موجة نابضة
كانت هنا حريتي التي لم تدم طويلا
عانقت البحر والامواج ونسائمها الباردة
والمدينة المجنونة برائحة ماء الورد
ترقد في زاوية ملهمة لم تشقى بصيف
ملتهب. قبل ان تتفسخ "شياذر" النسوة
ويغيب لمعانها في جب الجوعى المرعب
هنا في بقعة صغيرة يمر على أديمها عشاق كثر
المعلا في المساء سماء من نجوم
تهبك من نسائمها الممزوجة بالفل
تمتلئ الساحة برائحة الفوفل
المدينة حلم جميل ولياليها
تتربع على عرش الموضة
كل الجمال الذي يسبغ الوانه الناعسة
بعيني الزمن المضئ
يحتشد في صدري قصيدة نار
اطارد زمني وهي تطاردني
تسكنني حمامة بيضاء
جفت المياه في صدري
والعشب يبس بين حناياه
ان اترك احواض السفن
والشوارع ودور السينما
وحتى الحفلات الصاخبة
يعني ان تتعود عيناي على
رؤية الموت والسلخانات
ومدينة صحراوية تغرق في الظلام
ان تتعود عيناي على العيش تحت
الارض بين الموتى
ان بني هلال وزناته يهجمون على القبور
ويأخذون من الموتى صدقات العذاب
ويبحثون عن أثر إبن خلدون
ليحرقوا العبر
سأبقى مختبئا في نفق الجبل
اراقب الامواج واتذكر بخور يختلط بالنسيم
من شياذر بنات زمان
يعطر البقعة الأثيرة التي مازالت تسكنني

عبدالله عوبل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى