الأصل والظل ثنائية انبثقت مع هالات الخليقة الأولى ويقتضي المنطق السليم أن يلوذ الظل وراء الأصل بيد أننا نجد في الطبيعة خلاف ذلك وتتجذر الظاهرة بعمق في الحياة الأدبية بحيث تقدم الظل على الأصل وطمس الاسم المستعار واللقب المكتسب على اسم الأديب الأصلي ..
ويقول الباحث يوسف أسعد داغر : الرمز من الأساليب التي عمد إليها الإنسان منذ أقدم العصور في التستر والتخفي عند البوح بأفكاره ، والتعبير عن خلجات النفس الدفينة ، وإن ظاهرة التخفي وراء اسم ٍ مستعار ٍ عرفها الأدب العربي القديم منه والحديث ، إذ أخذ البعض من كتابنا ومؤلفينا قديما ً وحديثا ً ، يتخفون وبينهم الكِبارُ الكبار عندما ينشرون بنات أفكارهم ، وراء أسماء قلم اتخذوها وعرفوا بها في دنيا الأدب . أسباب التخفي أطلق الناس بعض الألقاب على الأدباء والكتاب والشعراء حتى طغت على أسماءهم الحقيقية ، فهناك من لقب بسبب شكله مثل ( الشاعر الشنفرى) أو بسبب حادث كما جرى مع الشاعر ثابت بن جابر الذي لقب بـ ( تأبط شرا ً)، وقد يلوذ الأديب خوفا ً من ملاحقة السلطات له بسبب كتاباته الناقدة وراء حصن الاسم المستعار المنيع كـ ( المفكر الكواكبي - عارف الشهابي - فائق العسلي )، أو لبعث ذكرى والتمثل بمجد كبار الأدباء والشعراء القدامى كما فعل ( الشاعر بشارة الخوري ) عندما لقب نفسه بالأخطل الصغير ، نسبة للشاعر الأموي الأخطل الكبير، قد يتوارى الأديب أو الشاعر الناشئ وراء قناع الاسم المستعار خوفا ً من أقلام كبار النقاد والكتاب . شعراؤنا القدماء والألقاب ذكرت لنا كتب الأدب العربي عدد ا ً كبيرا ً من الأدباء والشعراء والكتاب الذين اتخذوا الألقاب والأسماء المستعارة ، فمن الشعراء الذين غلب اللقب عليهم الشاعر همام بن غالب الذي لقب بـ ( الفرزدق ) ، والشاعر مسلم بن الوليد الذي لقب بـ ( صريع الغواني)، والشاعر عبد السلام الذي لقب بـ (ديك الجن) . الكتاب الغربيون والأسماء المستعارة وشهد الأدب الغربي عدد ا ً من الكتاب الذين اتخذوا الأسماء المستعارة ،
انتشرت شهرة بعضهم حتى طبقت الآفاق كالكاتب الفرنسي (فولتير) الذي اتخذ 160 اسما ً مستعارا ً ، وعرفت الكاتبة الانكليزية (ماري آن ايفانس ) بـ ( جورج آليوت)، ونستعرض فيما يلي أسماء بعض الأدباء والشعراء والكتاب السوريين الذين تواروا وراء سجف ألقاب وأسماء مستعارة في القرن العشرين . 1- من طغى لقبه على اسمه الحقيقي من الكتاب السوريين الذين طغت ألقابهم على أسمائهم الحقيقية الشاعر محمد سليمان الأحمد الذي لقب بـ ( بدوي الجبل) من قبل الصحفي يوسف العيسى صاحب جريدة ( ألف باء ) الدمشقية ، ولقبً الشاعر محمد عطا الله نفسه بـ ( محمد الفراتي ) ، وعرفت الشاعرة فاطمة الأحمد شقيقة بدوي الجبل بلقب ( فتاة غسان ) ، ومن الشعراء المعاصرين لقب أحمد علي سعيد إسبر بـ ( أدونيس ) من قبل الزعيم اللبناني أنطون سعادة، وهناك أيضا ً الكاتب عدنان الذهبي الذي لقب نفسه بـ ( عدنان بن ذريل ) واشتهر بهذا اللقب حتى وفاته. 2- الكتاب السوريون والألقاب والأسماء المستعارة من أشهر الأدباء والشعراء والكتاب السوريين الذين اتخذوا الألقاب والأسماء المستعارة خلال حياتهم الأدبية كالشاعر فخري البارودي الذي لقب بزعيم الشباب وكان يوقع مقالاته باسم ( عزرائيل ) في جريدة ( حط بالخرج) التي أسست عام 1909 ، والأديب الناقد محمد روحي الفيصل الذي كان يوقع مقالاته باسم مستعار هو ( البدوي الملثم ) ، أما الأديب والمؤرخ عارف تامر فكان يوقع كتبه ومقالاته بأسمين مستعارين هما (عابر سبيل و قيس ) ، وكان الأديب والروائي الدكتور شكيب الجابري ينشر إبداعه الأدبي تحت اسم مستعار هو (أحمد فؤاد يماني ) وبه وقع كتابه (يومان متشابهان ) والمقالتين اللتين نشرهما في جريدة الزمان اللبنانية،وكان القاص فوزي الرفاعي يوقع مقالاته بأسماء مستعاره في مجلة المكشوف البيروتية منها (بلبل - العندليب - قيس ) فقد ألزمته ظروف وظيفته بالتخفي ، أما الشاعر صدر الدين الماغوط فقد لقب نفسه بـ ( زيوس ) ، ومنهم الأديب حسيب كيالي الذي وقع مقالاته باسم مستعار ( علان ) ، ومن الأدباء والمؤرخين الذين وقعوا مقالاتهم بأسماء مستعارة ً د. صلاح الدين المنجد في مجلة (الثقافة) المصرية وأسمه المستعار هو ( فؤاد)، ونشر الأديب والشاعر الطبيب عبد السلام العجيلي كتاباته خلال السنوات ( 1936-1970 ) بإثنين وعشرين اسما ً مستعارا ً في الصحف والمجلات السورية والعربية ومن تلك الأسماء ( بديع الزمان - عبد السلام المقنع - الهمذاني - بديع الزمان وبعيد المكان - أوس )، وذكر لي الأديب والفنان بشار القاضي أنه كان يوقع مقالاته في مجلة السنابل الحلبية باسم مستعار هو (أبو مكسيم) ، أما القاص عادل أبو شنب فكان يوقع مقالاته باسم مستعار هو( جهينة )، ولقب الشاعر فايز خضور نفسه بـ ( باخوس )، وأخيرا ً كان المحامي والأديب نجاة قصاب حسن يوقع مقالاته في الصحف والمجلات بأسماء مستعارة اشتهر منها ( الناقد - أبو عمرو - زياد - ثلاث شعرات " إشارة إلى صلعته " ) . 3- الصحفيون السوريون واختار عدد كبير من الكتاب الصحفيين التوقيع بأسماء وألقاب مستعارة أثناء عملهم في الصحافة ومنهم الصحفي وجيه بيضون وكان يوقع مقالاته باسم مستعار هو ( ابن زيدون)، والأديب الصحفي سعيد بن قاسم الجزائري الذي وقع بأسمين مستعارين ( فتى الغوطة وجهينة )، ومنهم المحامي والمؤرخ عبد القادر عياش صاحب جريدة الفرات الذي وقع مقالاته باسم مستعار هو ( ابن الفرات) . 4- المفكرون والسياسيون ويعتبر عبد الرحمن الكواكبي من أقدم الكتاب والمفكرين السوريين الذين وقعوا بأسماء مستعارة فقد وقع مقالاته وكتبه باسم مستعار هو ( السيد الفراتي ) ، ومنهم الشيخ تاج الدين الحسيني الذي أصبح رئيسا ً للجمهورية السورية وكان يوقع باسم مستعار وهو ( أبو الضياء ) وذلك أثناء عمله في تحرير مجلة الحقائق الدمشقية وجريدة الشرق، وكذلك الشهيد عارف الشهابي فقد كان يوقع باسم مستعار هو ( عبد الله بن قيس) في جريدة المفيد البيروتية، ومنهم الشهيد فائق العسلي الذي وقع مقالاته التي نشرها في مجلة الميزان الدمشقية باسم مستعار هو ( رسائل غرام ) وكانت تتضمن أخبار الثورة السورية الكبرى ، أما الزعيم السياسي خالد بكداش فكان يوقع مقالاته التي ينشرها في مجلة الطريق اللبنانية باسم مستعار هو ( باحث عربي ) . 5- الكاتبات السوريات لم تكن الألقاب والأسماء المستعارة مقتصرة على الكتاب السوريين ، بل عرفت أديبات سوريات تخفين بألقاب وأسماء مستعارة منهن الأديبة والصحفية ماري عجمي صاحبة مجلة العروس وكانت توقع باسم مستعار هو ( ليلى ) ، وعرفت الشاعرة مؤمنة كريمة الصحفي بشير العوف صاحب جريدة ( المنار ) الدمشقية حيث وقعت ديوانها ( شراع بلا مرسى ) باسم مستعار هو ( سلافة العامري ) ، ومنهن الأديبة خديجة الجراح النشواتي ) التي نشرت أعمالها عام 1957 تحت اسم مستعار هو ( أم عصام ) ، ومنهن القاصة ( يسرة ) حرم اللواء عفيف البزري فكانت تنشر قصصها باسم مستعار هو ( أم سلام)، وأخيرا ً اشتهرت الحقوقية والأديبة مقبولة الشلق ( 1921-1986 ) كأول امرأة سورية حازت على الإجازة في الحقوق وكانت تنشر قصصها ومقالاتها باسم مستعار هو ( فتاة قاسيون ) . 6- مواقف طريفة حصلت مع أصحاب الأسماء المستعارة وخير من يحدثنا عن بعض المواقف الطريفة التي حصلت معه بسبب تخفيه وراء اسم مستعار هو د. الأديب عبد السلام العجيلي حيث ذكر في كتابه (وجوه الراحلين ) في طبعته الجديدة التي صدرت عام 1998 عن دار الأهالي بدمشق موقفا ً طريفا ً جرى معه فيقول: (( أعلنت جريدة الكفاح الدمشقية التي كان يصدرها ( أمين سعيد ) عن مسابقة شعرية موضوعها ترجمة قصيدة ( الفريد دوموسيه ) ليلة أيار ، من الفرنسية إلى العربية شعرا ً وجعلت الجائزة للفائز الأول عشر ليرات سورية بالتمام والكمال ، تقدمت عدة قصائد للمسابقة ولما ظهرت نتيجتها تبين أن الفائزة من بينها هي قصيدة الشاعر الذي وقع باسم (( أوس )) والذي لم يرفق اسمه المستعار باسم صريح ، فدعته إدارة الجريدة إلى تسلم جائزته وإعلان اسمه ، لم يتقدم أوس ، الذي هو كاتب هذه السطور ، لتسلم الجائزة ... وحرك تخفي الفائز المجهول وراء اسمه المستعار فضول ناس كثيرين ، وبصورة خاصة فضول الصحفي الفائض النشاط سعيد الجزائري فراح يسأل كل معارفه عمن يمكنه أن يكون أوس هذا .. )) وأخيرا ً تمكن سعيد الجزائري من معرفة صاحب هذا الاسم المستعار . ويذكر الكاتب خير الله علي بأن القاص سعيد حورانية فاز وهو بسن مبكرة بالجائزة الأولى التي نظمتها مجلة النقاد الدمشقية عن قصته (الصندوق النحاسي)، والطريف في قصة المسابقة هذه أنه شارك بها باسم مستعار هو (تشيخوف ) فحجبت اللجنة الجائزة عنه وطلبت من كاتب تلك القصة أن يدل أعضاءها على المكان الذي سرق منه القصة . وأخيرا ً أثار الكتاب والشعراء للألقاب والأسماء المستعارة في الأدب العربي القديم والحديث اهتمام بعض الكتاب والباحثين القدامى والمحدثين فصنفوا كتبا ً ومعاجم خاصة بهذا اللون، وكان آخرهم الباحث يوسف أسعد داغر الذي وضع معجما ً للألقاب والأسماء المستعارة.
بشار منافيخي
ويقول الباحث يوسف أسعد داغر : الرمز من الأساليب التي عمد إليها الإنسان منذ أقدم العصور في التستر والتخفي عند البوح بأفكاره ، والتعبير عن خلجات النفس الدفينة ، وإن ظاهرة التخفي وراء اسم ٍ مستعار ٍ عرفها الأدب العربي القديم منه والحديث ، إذ أخذ البعض من كتابنا ومؤلفينا قديما ً وحديثا ً ، يتخفون وبينهم الكِبارُ الكبار عندما ينشرون بنات أفكارهم ، وراء أسماء قلم اتخذوها وعرفوا بها في دنيا الأدب . أسباب التخفي أطلق الناس بعض الألقاب على الأدباء والكتاب والشعراء حتى طغت على أسماءهم الحقيقية ، فهناك من لقب بسبب شكله مثل ( الشاعر الشنفرى) أو بسبب حادث كما جرى مع الشاعر ثابت بن جابر الذي لقب بـ ( تأبط شرا ً)، وقد يلوذ الأديب خوفا ً من ملاحقة السلطات له بسبب كتاباته الناقدة وراء حصن الاسم المستعار المنيع كـ ( المفكر الكواكبي - عارف الشهابي - فائق العسلي )، أو لبعث ذكرى والتمثل بمجد كبار الأدباء والشعراء القدامى كما فعل ( الشاعر بشارة الخوري ) عندما لقب نفسه بالأخطل الصغير ، نسبة للشاعر الأموي الأخطل الكبير، قد يتوارى الأديب أو الشاعر الناشئ وراء قناع الاسم المستعار خوفا ً من أقلام كبار النقاد والكتاب . شعراؤنا القدماء والألقاب ذكرت لنا كتب الأدب العربي عدد ا ً كبيرا ً من الأدباء والشعراء والكتاب الذين اتخذوا الألقاب والأسماء المستعارة ، فمن الشعراء الذين غلب اللقب عليهم الشاعر همام بن غالب الذي لقب بـ ( الفرزدق ) ، والشاعر مسلم بن الوليد الذي لقب بـ ( صريع الغواني)، والشاعر عبد السلام الذي لقب بـ (ديك الجن) . الكتاب الغربيون والأسماء المستعارة وشهد الأدب الغربي عدد ا ً من الكتاب الذين اتخذوا الأسماء المستعارة ،
انتشرت شهرة بعضهم حتى طبقت الآفاق كالكاتب الفرنسي (فولتير) الذي اتخذ 160 اسما ً مستعارا ً ، وعرفت الكاتبة الانكليزية (ماري آن ايفانس ) بـ ( جورج آليوت)، ونستعرض فيما يلي أسماء بعض الأدباء والشعراء والكتاب السوريين الذين تواروا وراء سجف ألقاب وأسماء مستعارة في القرن العشرين . 1- من طغى لقبه على اسمه الحقيقي من الكتاب السوريين الذين طغت ألقابهم على أسمائهم الحقيقية الشاعر محمد سليمان الأحمد الذي لقب بـ ( بدوي الجبل) من قبل الصحفي يوسف العيسى صاحب جريدة ( ألف باء ) الدمشقية ، ولقبً الشاعر محمد عطا الله نفسه بـ ( محمد الفراتي ) ، وعرفت الشاعرة فاطمة الأحمد شقيقة بدوي الجبل بلقب ( فتاة غسان ) ، ومن الشعراء المعاصرين لقب أحمد علي سعيد إسبر بـ ( أدونيس ) من قبل الزعيم اللبناني أنطون سعادة، وهناك أيضا ً الكاتب عدنان الذهبي الذي لقب نفسه بـ ( عدنان بن ذريل ) واشتهر بهذا اللقب حتى وفاته. 2- الكتاب السوريون والألقاب والأسماء المستعارة من أشهر الأدباء والشعراء والكتاب السوريين الذين اتخذوا الألقاب والأسماء المستعارة خلال حياتهم الأدبية كالشاعر فخري البارودي الذي لقب بزعيم الشباب وكان يوقع مقالاته باسم ( عزرائيل ) في جريدة ( حط بالخرج) التي أسست عام 1909 ، والأديب الناقد محمد روحي الفيصل الذي كان يوقع مقالاته باسم مستعار هو ( البدوي الملثم ) ، أما الأديب والمؤرخ عارف تامر فكان يوقع كتبه ومقالاته بأسمين مستعارين هما (عابر سبيل و قيس ) ، وكان الأديب والروائي الدكتور شكيب الجابري ينشر إبداعه الأدبي تحت اسم مستعار هو (أحمد فؤاد يماني ) وبه وقع كتابه (يومان متشابهان ) والمقالتين اللتين نشرهما في جريدة الزمان اللبنانية،وكان القاص فوزي الرفاعي يوقع مقالاته بأسماء مستعاره في مجلة المكشوف البيروتية منها (بلبل - العندليب - قيس ) فقد ألزمته ظروف وظيفته بالتخفي ، أما الشاعر صدر الدين الماغوط فقد لقب نفسه بـ ( زيوس ) ، ومنهم الأديب حسيب كيالي الذي وقع مقالاته باسم مستعار ( علان ) ، ومن الأدباء والمؤرخين الذين وقعوا مقالاتهم بأسماء مستعارة ً د. صلاح الدين المنجد في مجلة (الثقافة) المصرية وأسمه المستعار هو ( فؤاد)، ونشر الأديب والشاعر الطبيب عبد السلام العجيلي كتاباته خلال السنوات ( 1936-1970 ) بإثنين وعشرين اسما ً مستعارا ً في الصحف والمجلات السورية والعربية ومن تلك الأسماء ( بديع الزمان - عبد السلام المقنع - الهمذاني - بديع الزمان وبعيد المكان - أوس )، وذكر لي الأديب والفنان بشار القاضي أنه كان يوقع مقالاته في مجلة السنابل الحلبية باسم مستعار هو (أبو مكسيم) ، أما القاص عادل أبو شنب فكان يوقع مقالاته باسم مستعار هو( جهينة )، ولقب الشاعر فايز خضور نفسه بـ ( باخوس )، وأخيرا ً كان المحامي والأديب نجاة قصاب حسن يوقع مقالاته في الصحف والمجلات بأسماء مستعارة اشتهر منها ( الناقد - أبو عمرو - زياد - ثلاث شعرات " إشارة إلى صلعته " ) . 3- الصحفيون السوريون واختار عدد كبير من الكتاب الصحفيين التوقيع بأسماء وألقاب مستعارة أثناء عملهم في الصحافة ومنهم الصحفي وجيه بيضون وكان يوقع مقالاته باسم مستعار هو ( ابن زيدون)، والأديب الصحفي سعيد بن قاسم الجزائري الذي وقع بأسمين مستعارين ( فتى الغوطة وجهينة )، ومنهم المحامي والمؤرخ عبد القادر عياش صاحب جريدة الفرات الذي وقع مقالاته باسم مستعار هو ( ابن الفرات) . 4- المفكرون والسياسيون ويعتبر عبد الرحمن الكواكبي من أقدم الكتاب والمفكرين السوريين الذين وقعوا بأسماء مستعارة فقد وقع مقالاته وكتبه باسم مستعار هو ( السيد الفراتي ) ، ومنهم الشيخ تاج الدين الحسيني الذي أصبح رئيسا ً للجمهورية السورية وكان يوقع باسم مستعار وهو ( أبو الضياء ) وذلك أثناء عمله في تحرير مجلة الحقائق الدمشقية وجريدة الشرق، وكذلك الشهيد عارف الشهابي فقد كان يوقع باسم مستعار هو ( عبد الله بن قيس) في جريدة المفيد البيروتية، ومنهم الشهيد فائق العسلي الذي وقع مقالاته التي نشرها في مجلة الميزان الدمشقية باسم مستعار هو ( رسائل غرام ) وكانت تتضمن أخبار الثورة السورية الكبرى ، أما الزعيم السياسي خالد بكداش فكان يوقع مقالاته التي ينشرها في مجلة الطريق اللبنانية باسم مستعار هو ( باحث عربي ) . 5- الكاتبات السوريات لم تكن الألقاب والأسماء المستعارة مقتصرة على الكتاب السوريين ، بل عرفت أديبات سوريات تخفين بألقاب وأسماء مستعارة منهن الأديبة والصحفية ماري عجمي صاحبة مجلة العروس وكانت توقع باسم مستعار هو ( ليلى ) ، وعرفت الشاعرة مؤمنة كريمة الصحفي بشير العوف صاحب جريدة ( المنار ) الدمشقية حيث وقعت ديوانها ( شراع بلا مرسى ) باسم مستعار هو ( سلافة العامري ) ، ومنهن الأديبة خديجة الجراح النشواتي ) التي نشرت أعمالها عام 1957 تحت اسم مستعار هو ( أم عصام ) ، ومنهن القاصة ( يسرة ) حرم اللواء عفيف البزري فكانت تنشر قصصها باسم مستعار هو ( أم سلام)، وأخيرا ً اشتهرت الحقوقية والأديبة مقبولة الشلق ( 1921-1986 ) كأول امرأة سورية حازت على الإجازة في الحقوق وكانت تنشر قصصها ومقالاتها باسم مستعار هو ( فتاة قاسيون ) . 6- مواقف طريفة حصلت مع أصحاب الأسماء المستعارة وخير من يحدثنا عن بعض المواقف الطريفة التي حصلت معه بسبب تخفيه وراء اسم مستعار هو د. الأديب عبد السلام العجيلي حيث ذكر في كتابه (وجوه الراحلين ) في طبعته الجديدة التي صدرت عام 1998 عن دار الأهالي بدمشق موقفا ً طريفا ً جرى معه فيقول: (( أعلنت جريدة الكفاح الدمشقية التي كان يصدرها ( أمين سعيد ) عن مسابقة شعرية موضوعها ترجمة قصيدة ( الفريد دوموسيه ) ليلة أيار ، من الفرنسية إلى العربية شعرا ً وجعلت الجائزة للفائز الأول عشر ليرات سورية بالتمام والكمال ، تقدمت عدة قصائد للمسابقة ولما ظهرت نتيجتها تبين أن الفائزة من بينها هي قصيدة الشاعر الذي وقع باسم (( أوس )) والذي لم يرفق اسمه المستعار باسم صريح ، فدعته إدارة الجريدة إلى تسلم جائزته وإعلان اسمه ، لم يتقدم أوس ، الذي هو كاتب هذه السطور ، لتسلم الجائزة ... وحرك تخفي الفائز المجهول وراء اسمه المستعار فضول ناس كثيرين ، وبصورة خاصة فضول الصحفي الفائض النشاط سعيد الجزائري فراح يسأل كل معارفه عمن يمكنه أن يكون أوس هذا .. )) وأخيرا ً تمكن سعيد الجزائري من معرفة صاحب هذا الاسم المستعار . ويذكر الكاتب خير الله علي بأن القاص سعيد حورانية فاز وهو بسن مبكرة بالجائزة الأولى التي نظمتها مجلة النقاد الدمشقية عن قصته (الصندوق النحاسي)، والطريف في قصة المسابقة هذه أنه شارك بها باسم مستعار هو (تشيخوف ) فحجبت اللجنة الجائزة عنه وطلبت من كاتب تلك القصة أن يدل أعضاءها على المكان الذي سرق منه القصة . وأخيرا ً أثار الكتاب والشعراء للألقاب والأسماء المستعارة في الأدب العربي القديم والحديث اهتمام بعض الكتاب والباحثين القدامى والمحدثين فصنفوا كتبا ً ومعاجم خاصة بهذا اللون، وكان آخرهم الباحث يوسف أسعد داغر الذي وضع معجما ً للألقاب والأسماء المستعارة.
بشار منافيخي