محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - مهلاً، سيداتي الفراشات..

مهلاً ـــــ
سيداتي الفراشات
لا تبكين
انا لم أمت بعد
القبر لي ، والمصلون كانوا اصدقائي
في ازقة المُدن الخالية منا تماماً
رغم عبورنا المتواصل بها
وتلك أمي
تُشيع الصباح لا لشيء
سوى ليعود السكون مبتسماً الى غُرفتي
ذلك ابي
يتفقد اوراقي الجامعية ، الصور على الحاسوب
السيجارة المُخبأة اسفل الوسادة
زجاجة العرق في الدرج الاسفل للخزانة ، منتصف ثيابي المُتعطرة باجساد فتيات
وذلك الجالس بعيداً
يتفقد التابوت
هو عشيق عشيقتي السري ، فرِح برحلتي المتوهمة
وحزين لأنه لم يعد مُجبراً
على سرقة كفها
حين انشغالي
وكل اولئك الفتيات احفظهن سُرة سُرة
شفاها شفاها
جرحا جرحا
ولكنهن حمقى
انا لم امت
فقط اُحاول تقليد ثائر
او السخرية من الموت
الموت
خصر اُنثى تتهيأ للخيانة
الموت ، حجر يفقع عين اللحظات الصاخبة
جثمان كلمة سجينة الخجل
نهود اُنثى تعلمت ارضاع الحبيبة لتوها
الحبيب الذي مضى
الى وطن يتخيله
اشجاراً من العنب
تعلمت الارضاع عند آخر مُجبرة
رضعوا منها الجنود ، الذين كانوا اصدقاء لحبيبها
حبيبها الذي حمل بندقية وخرج
الى وطن يتخيله
اشجاراً من العنب
وانا لم امت
والتابوت لي ، اشتريته من حر جرحي
والمقبرة تكفلت بها المدينة
اعطتني متراً
انا الذي لم تتسع لي الالاف الكيلومترات
لكنني قبلت
وها انا
انام ، في هذا الجثمان
هذا الجثمان ليس لي
وهؤلا المصلون يمزحون ، هم يُحاولون فقط مُجاراة ابي
ابي الذي لا يزال يتفقد سكون الحجرة
الحجرة التي شيعت امي الصباح لاجلها
لأنها تعرف عشقي للسكون
وتلك السيدة
صاحبت الجرح الوسيم ، بعينيها اللواتي يشبهت لئالئ تناثرت في كوب من الرخام
تلك حبيبتي
تلك التي تخفي جرحها بالصمت الدافئ
وتُحاول أن
تخبأ الشاعر مني في حقيبتها اليدوية
لأنني على خلاف مع المُصلين
لأنهم لم يأتوا لدفني
بل ليفضحن عورة الفراشات ، و ليسخرن من الشاعر داخلي
لأنه يكره القصيدة التي تفضح عشاقها
ويخاف فضول المصلين
المصلين الذي يُجاورون الحبيبة ذات الجرح الوسيم ، الحبيبة التي علموها ارضاع الحبيب اجبارياً لتوها
و انا الحبيب الذي مضى يبحث عن وطن يتخيله
اشجارا من العنب
العنب الذي جمعته امي من كثافة الخمرة في حنجرتي
امي التي شيعت الصباح
لتفشي السكون
في الحجرة
الحجرة التي يتفقدها الأب كاطلال
لانه يظنني قد مت
اخبروها سيداتي الفراشات
........
.....
...
..
.
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى