أكثر الساعات التي أنفقتها أمس في البيت قضيتها في مراجعة ملاحظاتي المدونة على رواية الكاتبة الفلسطينية / الأردنية ليلى الأطرش " لا تشبه ذاتها " الصادرة في العام ٢٠١٨ .
كان القصد من وراء المراجعة كتابة مقال الأحد لجريدة الأيام الفلسطينية عن صورة الفلسطيني فيها وملاحظة صورة اليهودي أيضا ، فقد استغربت وأنا أتابع مؤتمر " تمثيلات الشخصية اليهودية في الرواية العربية " الذي عقد منذ أسبوع تركيز الباحثين على روايات محددة وإهمال روايات أخرى .
على سبيل المثال التفت اثنان وعشرون دارسا إلى رواية الكاتب الجزائري Al Habib Sayah " أنا وحاييم " في حين لم تقدم أي دراسة عن رواية ليلى الأطرش التي تكتب عن يهود أفغانستان وتقدم نماذج لهم ، وكلتا الروايتين ؛ رواية ليلى ورواية الحبيب ، صدرتا في العام نفسه . أيعود السبب إلى العنوان مؤشرا للكتابة عن تصوير شخصية يهودية في رواية الحبيب " حاييم " وخلوه - أي العنوان - من الإحالة إلى اليهود في رواية ليلى ؟
كم يملك العنوان من سلطة تترك أثرها في قراءة النص وتقديمه ؟
في ساعات المساء خرجت أتمشى في الحي . كانت الحياة تجري كالمعتاد ، وجلست على مقهى رصيف يقدم الكوكتيل والبوشار والبوظة ، وأخذت أتابع حركة الناس والسيارات وبائع الذرة وجنون بعض السواقين الشباب في قيادتهم المجنونة لسياراتهم . لو كانت هناك كاميرات خفية ترصد حركة السواقة لاستفادت خزينة الدولة ولحمت المواطنين من عبث المراهقين وعدم مسؤوليتهم .
وأنا جالس وجدتني أفكر في أمر أهل غزة وما هم عليه بعد الحرب . كيف ينفقون أوقاتهم الآن ، بخاصة أولئك الذين دمرت منازلهم ، ولم يشغل بالي ما جرى في القاهرة بين الفصائل من حوار أخفق ، فغالبا ما صرنا نكرر عبارة " اتفق العرب على أن لا يتفقوا " والفصائل في حوارها معا نسخة من العالم العربي . لقد اتفقت الفصائل على ألا تتفق ، وانتقلت العدوى إلى أبناء العمومة الذين أجروا الانتخابات أربع مرات والخامسة قد تجرى عما قريب .
كل ما سبق احتل جزءا لا بأس به من تفكيري ، ولكن الجزء الذي دفعني لاختيار عنوان الكتابة كان سببه ما شاهدته مجددا من صور عرضها حنظلة حنظلة لجنود الجيش الإسرائيلي يعتقلون الأطفال الفلسطينيين .
هل يشاهد الجمهور الإسرائيلي ما يقوم به جيشه وغلاة المستوطنين بهذا الشأن ؟
دوشنا الإسرائيليون والعالم بالطفلة اليهودية ( آن فرانك ) ومذكراتها ومشاهداتها . نعم دوشونا لدرجة أن الكاتبة السورية مها حسن ألفت رواية عنوانها " في بيت آن فرانك " صدرت عن دار المتوسط في ٢٠٢٠ ووجب أن أخصها بمقال أسبوعي ، وكنت شخصيا انهوست بتاريخ ١٤ حزيران ١٩٩١ بكتاب ( آن فرانك ) " Das Tagebuch der Anne Frank " واشتريته وقرأته و ... وكم طفلة فلسطينية عانت أضعاف أضعاف ما عانته الطفلة اليهودية .
وأنا أشاهد أشرطة الفيديو التي عرضها حنظلة حنظلة وجدتني أعقب عليها بعبارة " مجتمع جنوده يتصرفون تصرفا مثل هذا هو مجتمع مريض حقا " - أي والله ، وصرت مقتنعا أو شبه مقتنع بأن دولة إسرائيل التي فاخر كثير من الفلسطينين في أزمنة سابقة بديموقراطيتها ، بل وعايروا ، منذ ابراهيم طوقان المتوفى في ١٩٤١ ، زعماءهم بزعمائها ، صرت مقتنعا أو شبه مقتنع بأنها دولة مآلها إلى زوال . هل الرصاص الذي يلعلع الآن في الحي الذي أقيم فيه يلعلع احتفالا بدق آخر مسمار في نعش الدولة أم أنه يلعلع في حفل زواج ؟
من يدري ، فليس آت ببعيد ، بل قريب ما سيأتي ، ولطالما توقع الشيوعيون انتصار الطبقة العاملة وهزيمة الرأسمالية وكم كانوا متفائلين ، ثم ... !!
صباح الخير
خربشات
١٢ حزيران ٢٠٢١ .
https://www.facebook.com/adel.alosta.9/posts/2864179233835627
كان القصد من وراء المراجعة كتابة مقال الأحد لجريدة الأيام الفلسطينية عن صورة الفلسطيني فيها وملاحظة صورة اليهودي أيضا ، فقد استغربت وأنا أتابع مؤتمر " تمثيلات الشخصية اليهودية في الرواية العربية " الذي عقد منذ أسبوع تركيز الباحثين على روايات محددة وإهمال روايات أخرى .
على سبيل المثال التفت اثنان وعشرون دارسا إلى رواية الكاتب الجزائري Al Habib Sayah " أنا وحاييم " في حين لم تقدم أي دراسة عن رواية ليلى الأطرش التي تكتب عن يهود أفغانستان وتقدم نماذج لهم ، وكلتا الروايتين ؛ رواية ليلى ورواية الحبيب ، صدرتا في العام نفسه . أيعود السبب إلى العنوان مؤشرا للكتابة عن تصوير شخصية يهودية في رواية الحبيب " حاييم " وخلوه - أي العنوان - من الإحالة إلى اليهود في رواية ليلى ؟
كم يملك العنوان من سلطة تترك أثرها في قراءة النص وتقديمه ؟
في ساعات المساء خرجت أتمشى في الحي . كانت الحياة تجري كالمعتاد ، وجلست على مقهى رصيف يقدم الكوكتيل والبوشار والبوظة ، وأخذت أتابع حركة الناس والسيارات وبائع الذرة وجنون بعض السواقين الشباب في قيادتهم المجنونة لسياراتهم . لو كانت هناك كاميرات خفية ترصد حركة السواقة لاستفادت خزينة الدولة ولحمت المواطنين من عبث المراهقين وعدم مسؤوليتهم .
وأنا جالس وجدتني أفكر في أمر أهل غزة وما هم عليه بعد الحرب . كيف ينفقون أوقاتهم الآن ، بخاصة أولئك الذين دمرت منازلهم ، ولم يشغل بالي ما جرى في القاهرة بين الفصائل من حوار أخفق ، فغالبا ما صرنا نكرر عبارة " اتفق العرب على أن لا يتفقوا " والفصائل في حوارها معا نسخة من العالم العربي . لقد اتفقت الفصائل على ألا تتفق ، وانتقلت العدوى إلى أبناء العمومة الذين أجروا الانتخابات أربع مرات والخامسة قد تجرى عما قريب .
كل ما سبق احتل جزءا لا بأس به من تفكيري ، ولكن الجزء الذي دفعني لاختيار عنوان الكتابة كان سببه ما شاهدته مجددا من صور عرضها حنظلة حنظلة لجنود الجيش الإسرائيلي يعتقلون الأطفال الفلسطينيين .
هل يشاهد الجمهور الإسرائيلي ما يقوم به جيشه وغلاة المستوطنين بهذا الشأن ؟
دوشنا الإسرائيليون والعالم بالطفلة اليهودية ( آن فرانك ) ومذكراتها ومشاهداتها . نعم دوشونا لدرجة أن الكاتبة السورية مها حسن ألفت رواية عنوانها " في بيت آن فرانك " صدرت عن دار المتوسط في ٢٠٢٠ ووجب أن أخصها بمقال أسبوعي ، وكنت شخصيا انهوست بتاريخ ١٤ حزيران ١٩٩١ بكتاب ( آن فرانك ) " Das Tagebuch der Anne Frank " واشتريته وقرأته و ... وكم طفلة فلسطينية عانت أضعاف أضعاف ما عانته الطفلة اليهودية .
وأنا أشاهد أشرطة الفيديو التي عرضها حنظلة حنظلة وجدتني أعقب عليها بعبارة " مجتمع جنوده يتصرفون تصرفا مثل هذا هو مجتمع مريض حقا " - أي والله ، وصرت مقتنعا أو شبه مقتنع بأن دولة إسرائيل التي فاخر كثير من الفلسطينين في أزمنة سابقة بديموقراطيتها ، بل وعايروا ، منذ ابراهيم طوقان المتوفى في ١٩٤١ ، زعماءهم بزعمائها ، صرت مقتنعا أو شبه مقتنع بأنها دولة مآلها إلى زوال . هل الرصاص الذي يلعلع الآن في الحي الذي أقيم فيه يلعلع احتفالا بدق آخر مسمار في نعش الدولة أم أنه يلعلع في حفل زواج ؟
من يدري ، فليس آت ببعيد ، بل قريب ما سيأتي ، ولطالما توقع الشيوعيون انتصار الطبقة العاملة وهزيمة الرأسمالية وكم كانوا متفائلين ، ثم ... !!
صباح الخير
خربشات
١٢ حزيران ٢٠٢١ .
https://www.facebook.com/adel.alosta.9/posts/2864179233835627