وللطالبات نصيب من الثورة.. أروى صالح تنتحر حزنا على أحلام جيل السبعينيات.. وسهام صبرى تفقد وعيها في اشتباكات مع الأمن المركزى..وفصل كريمة محمد لاشتراكها في ثورة الخبز
عندما بدأت الحركة الطلابية في سبعينيات القرن الماضي، خرجت الطالبات في التظاهرات يمارسن كل أنواع الاحتجاج عبر مجلات الحائط والهتاف والخطابة والتظاهر والإضراب، إلى حد الاعتصام داخل أسوار الجامعة وخارجها في ميدان التحرير، وهو ما عرضهن إلى العقاب والضرب دون شفقة بهن أو تفرقة بينهن وبين الطلاب الذكور، وكانت بداية عقابهن من المواجهة في المظاهرات مع قوات الأمن، ومرورا بمجالس التأديب والفصل، حتى وصلت إلى الاعتقال والزج بهن في السجون.
ففي جامعة القاهرة، وبعد أن ألقى السادات خطابه الذي برر فيه مرور عام الحسم 1971 دون حسم، بسبب الضباب -"ضباب حرب الهند وباكستان وانشغال الاتحاد السوفييتي بها"- تفجرت الأحداث في الجامعة، وهو ما تسبب في عقد مؤتمر بكلية الهندسة بدعوة من جماعات "جواد حسني" وأنصار الثورة الفلسطينية، ليتبعه مباشرة مؤتمر ثان وقرار بالاعتصام.
ثم شكل المؤتمر أول لجنة وطنية لقيادة الحركة الطلابية بالكلية، وضمت في صفوفها الطالبة سهام صبري، وانتهى الاعتصام باعتقال المشاركين فيه، وتم سجن اللجنة الوطنية بسجن القلعة الذي ضم 30 طالبا، وأودع باقي الطلبة والطالبات بمعسكر للأمن المركزي بمنطقة طرة، وفي صباح الإثنين 24 يناير 1972 توجه الطلاب والطالبات الذين لم يشاركوا في البيات داخل الجامعة لكلياتهم، ليفاجأوا بخبر اعتقال زملائهم وإغلاق الجامعة.
واستشعر الجميع أن لهم دورا مهما، فتوجهوا جميعا لميدان التحرير وهناك التقوا زملاءهم من جامعة عين شمس ليحتلوا الميدان، وتتشكل لجنة وطنية مؤقتة لقيادة الحركة من طلاب الجامعتين، كما شارك كثير من الطالبات في اعتصام التحرير، منهن ابتهال رشاد وعدلية ميخائيل وعفاف برعي وسهام صبري ونجوى البعثي وأروى صالح، وعفاف إسماعيل وسميحة الكفراوي وهالة شكر الله وفاطمة الشافعي وشهرت محمود أمين العالم وليلي سويف وغيرهن، وكان قد سبق اعتقال كريمة محمد على طالبة بكلية الصيدلة من قاعة المؤتمرات داخل الجامعة.
وفي يناير 1973 عقب إلقاء القبض على مجموعة من الطلاب -29 ديسمبر 1972- تم عقد مجموعة من المؤتمرات، منها مؤتمر بكلية الاقتصاد وآخر بكلية الهندسة وثالث بكلية الآداب، وقرروا الاعتصام الذي استمر إلى أن تم اقتحام الجامعة في الفجر، وإلقاء القبض على المعتصمين، ومن بين المشاركات في الاعتصام كانت ابتهال رشاد، عفاف إسماعيل، نادية مرسي، ناهد نصر الله من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ومن كلية الآداب كانت أروى صالح، عنايات فريد، ماجدة نصير، ومن كلية العلوم كانت شهرت أمين العالم، نجوى البعثي، ليلى سويف، ومن كلية التجارة كانت عدلية ميخائيل، وكريمة محمد على من كلية الصيدلة، وقد تم إلقاء القبض عليها وهى تحاول الهرب وأودعت مع عزة الخميسي لمدة شهر في مديرية أمن الجيزة، ونقلن بعدها جميعا إلى سجن القناطر.
وفي يناير 1977 عقب قرارات زيادة أسعار السلع، انفجرت المظاهرات الشعبية وشاركت الجامعة في الحدث، فتم إغلاق الجامعة واعتقال كثير من الطالبات، كالطالبة سميحة الكفراوي من المظاهرات، وفوجئت الطالبة كريمة محمد على بقرار فصلها من الجامعة وهى طالبة ببكالوريوس الصيدلة مع زملاء وزميلات آخرين، ولكنهم عادوا بقرار من المحكمة، وقد ضمت قائمة الاعتقال عقب أحداث يناير 1977 نحو 35 طالبة وتعرضت الكثيرات منهن لمجالس التأديب، وبرز نشاط العديد من الفتيات منهن كشوقية الكردي، جميلة زهران، إيمان علام، نادية عبد العاطي، ونادية شومان.
أما في جامعة الإسكندرية، فقد شاركت الطالبات بالحركة الطلابية في الجامعة عقب بيان 30 مارس عندما كتبت الطالبة مديحة الملواني -الطالبة بالفرقة الأولى بكلية الصيدلة- مقالا بعنوان "التغيير إلى أين؟"، بالإضافة إلى الطالبة فاتن عيسى العضوة بمنظمة الشباب.
وفي جامعة المنصورة وعقب صدور قانون للتعليم العام يلغي حق الطالب في النجاح إذا رسب في مادتين، وحدد عدد مرات الرسوب بسنتين يفصل بعدها الطالب نهائيا، أعلن طلاب المعهد الديني بالمنصورة الإضراب عن الدراسة، وخرجوا في مسيرة ضخمة تطوف المدينة، وعندما اقتربت المسيرة من مديرية الأمن أطلق عليها الرصاص وسقط 4 قتلى، ونتيجة لذلك عقد مؤتمر بكلية الهندسة لمناقشة ما حدث بالمنصورة وتعددت المؤتمرات لتخرج بعدها المسيرات لتحاصر قوات الأمن بكلية الهندسة ليتغنى الصوت النسائي مرتفعا "بلادي بلادي" ويظهر طابور من الطالبات في زي عسكري، حيث كن يتلقين تدريبا عسكريا في استاد المدينة المجاور للكلية، وتتقدم طالبة لتضع ورقة مالية في يد الضابط وتسأله إن كان هذا يكفي، ووسط الارتباك، ينجح الطابور في تحطيم الحصار الأمني وتندفع الجموع داخل الكلية.
وتميزت تظاهرات هندسة عين شمس بأنها كانت تطل على ميدان عبده باشا وكانت تخرج المظاهرات لتلتقي بميدان العباسية وتواجههم قوات الأمن وتعتقل قادتهم، وعقب إلقاء القبض على الطلاب في ديسمبر 1972 عقدت عدة مؤتمرات بكلية الهندسة، وتبعها قرار بالاعتصام إلى أن تم اقتحام الكلية في الفجر، ومن الطالبات اللاتي شاركن في الاعتصام دلال وديد وسلوى جمال، وتم إجراء تحقيق مع الطالبة دلال وديد بمعرفة وكيل الكلية، وصدر قرار بفصلها لمدة عام عدلت عنه الكلية قبل الامتحانات بوقت قصير للغاية.
وفي جامعة الأزهر -عام 1973- تجمعت مجموعة من الفتيات في أكبر مدرج بكلية البنات بعد أن تم اعتقال الطلاب في ديسمبر 1972 للمطالبة بالإفراج عن زملائهم الطلاب، والمطالبة بإعلان الحرب وتحرير الأرض المحتلة، ومطالب تدعيم الديمقراطية كحق التظاهر والإضراب والاعتصام، لتتوجه بعدها الفتيات مباشرة إلى كليات البنين، وتجمعت مظاهرة كبيرة لتفرز جيلا من النساء القياديات بالحركة الطلابية من بينهن منيرة صبري، رحمة رفعت، سناء فؤاد، فتحية خليل، ماجدة عدلي، أماني خليل، عايدة خليل، وهؤلاء الفتيات تعرضن للاعتقال أكثر من مرة، وهناك فتيات شاركن في الحركة ولم يتعرضن للاعتقال مثل صفاء إسماعيل، مي عبد الباقي، نجوى إسماعيل، نجوى عبد الله، زينب شاهين، سمية خالد، وسامية الميرغني.
المناضلة سهام صبري، أحد رموز النساء في الحركات الطلابية والتي لعبت دورا مهما في الحركة في سبعينيات القرن الماضي لمواقفها الجريئة، عندما نظمت جماعة "أنصار الثورة الفلسطينية" مؤتمر يناير 1972 لاستجلاء موقف السلطة من الحرب على إسرائيل إثر خطاب السادات الذي برر فيه مرور عام الحسم.
وحضر المؤتمر الدكتور أحمد كمال أبو المجد -الأمين العام لمنظمة الشباب الاشتراكي وزير الشباب آنذاك- للرد على استفسارات الشباب، لكن أسئلتهم المحرجة وإدانتهم للسلطة كان شديدا ولم يجد الرجل مخرجا سوى الاعتذار عن عدم الإجابة، فتصدت سهام وواجهته مواجهة قوية، فقد طلبت سهام من الوزير أن يحضر الرئيس بنفسه إليهم للرد عليهم.
وفي إحدى مسيرات الطلبة قرب الجامعة 1973 أصيبت سهام صبري في وجهها بطوبة أفقدتها الوعي أثناء الاشتباك الساخن مع الأمن المركزي، وعندما أفاقوها عادت بصعوبة للوقوف من جديد في مقدمة المسيرة، ثم نجحت هي وآخرون في إقناع الطلبة بالتقهقر بالمسيرة إلى حرم الجامعة وإغلاق أبوابها حماية لهم من عدوان الأمن المركزي، كما أنها صمدت في وجه سيد فهمي -مدير المباحث العامة- يوم القبض عليها وتوجيهه التوبيخ والسباب لها واتهامها بالعمالة وتلقي أموال أجنبية، وواجهت كل ذلك بشجاعة وهدوء أعصاب لتفوت عليه محاولة استدراجها في الحديث، وتهديدها له بأنها ستفضي بتعدياته هذه إلى النيابة.
"أروى صالح"، كانت على موعد مع الموت عندما ألقت بنفسها من الدور العاشر، وانتحار "أروى" مجرد تعبير عن حساب نفسي عسير وإحباط كبير لممثلة حساسة وحالمة لهذا الجيل الذي يطلق عليه جيل السبعينيات، وهو الجيل الذي حرص على مشاركته السياسية على خلفية الأحداث الساخنة التي كانت تسود البلاد.
عندما بدأت الحركة الطلابية في سبعينيات القرن الماضي، خرجت الطالبات في التظاهرات يمارسن كل أنواع الاحتجاج عبر مجلات الحائط والهتاف والخطابة والتظاهر والإضراب، إلى حد الاعتصام داخل أسوار الجامعة وخارجها في ميدان التحرير، وهو ما عرضهن إلى العقاب والضرب دون شفقة بهن أو تفرقة بينهن وبين الطلاب الذكور، وكانت بداية عقابهن من المواجهة في المظاهرات مع قوات الأمن، ومرورا بمجالس التأديب والفصل، حتى وصلت إلى الاعتقال والزج بهن في السجون.
ففي جامعة القاهرة، وبعد أن ألقى السادات خطابه الذي برر فيه مرور عام الحسم 1971 دون حسم، بسبب الضباب -"ضباب حرب الهند وباكستان وانشغال الاتحاد السوفييتي بها"- تفجرت الأحداث في الجامعة، وهو ما تسبب في عقد مؤتمر بكلية الهندسة بدعوة من جماعات "جواد حسني" وأنصار الثورة الفلسطينية، ليتبعه مباشرة مؤتمر ثان وقرار بالاعتصام.
ثم شكل المؤتمر أول لجنة وطنية لقيادة الحركة الطلابية بالكلية، وضمت في صفوفها الطالبة سهام صبري، وانتهى الاعتصام باعتقال المشاركين فيه، وتم سجن اللجنة الوطنية بسجن القلعة الذي ضم 30 طالبا، وأودع باقي الطلبة والطالبات بمعسكر للأمن المركزي بمنطقة طرة، وفي صباح الإثنين 24 يناير 1972 توجه الطلاب والطالبات الذين لم يشاركوا في البيات داخل الجامعة لكلياتهم، ليفاجأوا بخبر اعتقال زملائهم وإغلاق الجامعة.
واستشعر الجميع أن لهم دورا مهما، فتوجهوا جميعا لميدان التحرير وهناك التقوا زملاءهم من جامعة عين شمس ليحتلوا الميدان، وتتشكل لجنة وطنية مؤقتة لقيادة الحركة من طلاب الجامعتين، كما شارك كثير من الطالبات في اعتصام التحرير، منهن ابتهال رشاد وعدلية ميخائيل وعفاف برعي وسهام صبري ونجوى البعثي وأروى صالح، وعفاف إسماعيل وسميحة الكفراوي وهالة شكر الله وفاطمة الشافعي وشهرت محمود أمين العالم وليلي سويف وغيرهن، وكان قد سبق اعتقال كريمة محمد على طالبة بكلية الصيدلة من قاعة المؤتمرات داخل الجامعة.
وفي يناير 1973 عقب إلقاء القبض على مجموعة من الطلاب -29 ديسمبر 1972- تم عقد مجموعة من المؤتمرات، منها مؤتمر بكلية الاقتصاد وآخر بكلية الهندسة وثالث بكلية الآداب، وقرروا الاعتصام الذي استمر إلى أن تم اقتحام الجامعة في الفجر، وإلقاء القبض على المعتصمين، ومن بين المشاركات في الاعتصام كانت ابتهال رشاد، عفاف إسماعيل، نادية مرسي، ناهد نصر الله من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ومن كلية الآداب كانت أروى صالح، عنايات فريد، ماجدة نصير، ومن كلية العلوم كانت شهرت أمين العالم، نجوى البعثي، ليلى سويف، ومن كلية التجارة كانت عدلية ميخائيل، وكريمة محمد على من كلية الصيدلة، وقد تم إلقاء القبض عليها وهى تحاول الهرب وأودعت مع عزة الخميسي لمدة شهر في مديرية أمن الجيزة، ونقلن بعدها جميعا إلى سجن القناطر.
وفي يناير 1977 عقب قرارات زيادة أسعار السلع، انفجرت المظاهرات الشعبية وشاركت الجامعة في الحدث، فتم إغلاق الجامعة واعتقال كثير من الطالبات، كالطالبة سميحة الكفراوي من المظاهرات، وفوجئت الطالبة كريمة محمد على بقرار فصلها من الجامعة وهى طالبة ببكالوريوس الصيدلة مع زملاء وزميلات آخرين، ولكنهم عادوا بقرار من المحكمة، وقد ضمت قائمة الاعتقال عقب أحداث يناير 1977 نحو 35 طالبة وتعرضت الكثيرات منهن لمجالس التأديب، وبرز نشاط العديد من الفتيات منهن كشوقية الكردي، جميلة زهران، إيمان علام، نادية عبد العاطي، ونادية شومان.
أما في جامعة الإسكندرية، فقد شاركت الطالبات بالحركة الطلابية في الجامعة عقب بيان 30 مارس عندما كتبت الطالبة مديحة الملواني -الطالبة بالفرقة الأولى بكلية الصيدلة- مقالا بعنوان "التغيير إلى أين؟"، بالإضافة إلى الطالبة فاتن عيسى العضوة بمنظمة الشباب.
وفي جامعة المنصورة وعقب صدور قانون للتعليم العام يلغي حق الطالب في النجاح إذا رسب في مادتين، وحدد عدد مرات الرسوب بسنتين يفصل بعدها الطالب نهائيا، أعلن طلاب المعهد الديني بالمنصورة الإضراب عن الدراسة، وخرجوا في مسيرة ضخمة تطوف المدينة، وعندما اقتربت المسيرة من مديرية الأمن أطلق عليها الرصاص وسقط 4 قتلى، ونتيجة لذلك عقد مؤتمر بكلية الهندسة لمناقشة ما حدث بالمنصورة وتعددت المؤتمرات لتخرج بعدها المسيرات لتحاصر قوات الأمن بكلية الهندسة ليتغنى الصوت النسائي مرتفعا "بلادي بلادي" ويظهر طابور من الطالبات في زي عسكري، حيث كن يتلقين تدريبا عسكريا في استاد المدينة المجاور للكلية، وتتقدم طالبة لتضع ورقة مالية في يد الضابط وتسأله إن كان هذا يكفي، ووسط الارتباك، ينجح الطابور في تحطيم الحصار الأمني وتندفع الجموع داخل الكلية.
وتميزت تظاهرات هندسة عين شمس بأنها كانت تطل على ميدان عبده باشا وكانت تخرج المظاهرات لتلتقي بميدان العباسية وتواجههم قوات الأمن وتعتقل قادتهم، وعقب إلقاء القبض على الطلاب في ديسمبر 1972 عقدت عدة مؤتمرات بكلية الهندسة، وتبعها قرار بالاعتصام إلى أن تم اقتحام الكلية في الفجر، ومن الطالبات اللاتي شاركن في الاعتصام دلال وديد وسلوى جمال، وتم إجراء تحقيق مع الطالبة دلال وديد بمعرفة وكيل الكلية، وصدر قرار بفصلها لمدة عام عدلت عنه الكلية قبل الامتحانات بوقت قصير للغاية.
وفي جامعة الأزهر -عام 1973- تجمعت مجموعة من الفتيات في أكبر مدرج بكلية البنات بعد أن تم اعتقال الطلاب في ديسمبر 1972 للمطالبة بالإفراج عن زملائهم الطلاب، والمطالبة بإعلان الحرب وتحرير الأرض المحتلة، ومطالب تدعيم الديمقراطية كحق التظاهر والإضراب والاعتصام، لتتوجه بعدها الفتيات مباشرة إلى كليات البنين، وتجمعت مظاهرة كبيرة لتفرز جيلا من النساء القياديات بالحركة الطلابية من بينهن منيرة صبري، رحمة رفعت، سناء فؤاد، فتحية خليل، ماجدة عدلي، أماني خليل، عايدة خليل، وهؤلاء الفتيات تعرضن للاعتقال أكثر من مرة، وهناك فتيات شاركن في الحركة ولم يتعرضن للاعتقال مثل صفاء إسماعيل، مي عبد الباقي، نجوى إسماعيل، نجوى عبد الله، زينب شاهين، سمية خالد، وسامية الميرغني.
المناضلة سهام صبري، أحد رموز النساء في الحركات الطلابية والتي لعبت دورا مهما في الحركة في سبعينيات القرن الماضي لمواقفها الجريئة، عندما نظمت جماعة "أنصار الثورة الفلسطينية" مؤتمر يناير 1972 لاستجلاء موقف السلطة من الحرب على إسرائيل إثر خطاب السادات الذي برر فيه مرور عام الحسم.
وحضر المؤتمر الدكتور أحمد كمال أبو المجد -الأمين العام لمنظمة الشباب الاشتراكي وزير الشباب آنذاك- للرد على استفسارات الشباب، لكن أسئلتهم المحرجة وإدانتهم للسلطة كان شديدا ولم يجد الرجل مخرجا سوى الاعتذار عن عدم الإجابة، فتصدت سهام وواجهته مواجهة قوية، فقد طلبت سهام من الوزير أن يحضر الرئيس بنفسه إليهم للرد عليهم.
وفي إحدى مسيرات الطلبة قرب الجامعة 1973 أصيبت سهام صبري في وجهها بطوبة أفقدتها الوعي أثناء الاشتباك الساخن مع الأمن المركزي، وعندما أفاقوها عادت بصعوبة للوقوف من جديد في مقدمة المسيرة، ثم نجحت هي وآخرون في إقناع الطلبة بالتقهقر بالمسيرة إلى حرم الجامعة وإغلاق أبوابها حماية لهم من عدوان الأمن المركزي، كما أنها صمدت في وجه سيد فهمي -مدير المباحث العامة- يوم القبض عليها وتوجيهه التوبيخ والسباب لها واتهامها بالعمالة وتلقي أموال أجنبية، وواجهت كل ذلك بشجاعة وهدوء أعصاب لتفوت عليه محاولة استدراجها في الحديث، وتهديدها له بأنها ستفضي بتعدياته هذه إلى النيابة.
"أروى صالح"، كانت على موعد مع الموت عندما ألقت بنفسها من الدور العاشر، وانتحار "أروى" مجرد تعبير عن حساب نفسي عسير وإحباط كبير لممثلة حساسة وحالمة لهذا الجيل الذي يطلق عليه جيل السبعينيات، وهو الجيل الذي حرص على مشاركته السياسية على خلفية الأحداث الساخنة التي كانت تسود البلاد.