أ. د. عادل الأسطة - أبو عمار صرح تصريح "يا جبل ما يهزك ريح"

أمس عصرا كنت أقرأ في رواية السيد يحيى السنوار / أبو إبراهيم " الشوك والقرنفل " ( ٢٠٠٤ ) عن حياة الفلسطينيين في مخيم الشاطيء في بداية سبعينيات القرن العشرين وصعود حركتي فتح والجبهة الشعبية وتراجع حركة جيش التحرير التي تشكلت من جيش التحرير الفلسطيني . كنت أقرأ عن المقاومة العنيفة في مخيمي جباليا والشاطيء ؛ المقاومة التي جعلت ( إريك شارون ) يشق شوارع عريضة في المخيمات ليتمكن جنوده من ملاحقة الفدائيين الذين كانوا يقاومون ويختبئون فلا يتمكن جنود الاحتلال من ملاحقتهم ، خوفا من أن يقعوا في كمائن نصبت لهم .
وأنا أقرأ أصغيت إلى هتافات يرددها شباب يحملون أعلام حركة فتح منها " أبو عمار صرح تصريح ، يا جبل ما يهزك ريح " و " أبو مازن سير سير " وما شابه .
نظرت إلى المسيرة فكانت تضم حوالي أربعين شخصا يسيرون في صفين متوازيين ويرتدون ملابس سودا ، وكانوا يهبطون من شارع الرازي إلى دوار المدينة .
وأنا أهبط إلى دوار المدينة سألني أبو أسامة إن كنت سأشارك في مسيرة الحركة المؤيدة للرئيسين ؛ المرحوم ، والمحبوب من المتظاهرين ، فابتسمت وواصلت طريقي ، وكان يمكن أن أقف على الدوار أصغي إلى ما يقال لولا أنني حسبت حسابا للرصاص الذي أطلق بلا حساب ، فخفت أن أصاب أو أن أقتل خطأ فتكبر مصيبة الأجهزة الأمنية وتصبح بورطتين ؛ ورطة نزار بنات وورطتي ، إذ من سيصدق ساعتها أنني أصبت خطأ ، فمطلقو الرصاص مدربون تدريبا جيدا لا يخطيء - أي والله .
آثرت شخصيا ألا أسبب المزيد من المشاكل للشعب الفلسطيني فاخترت السلامة وتغيير الدرب ؛ درب الشجاعة والشهادة خطأ إلى درب الجبن والسلامة .
كانت نابلس أمس مساء تعلن تأييدها للسلطة الفلسطينية لتبرئة الأجهزة الأمنية من دم نزار بنات ، وكان يمكن ألا يحدث هذا كله لو اكتفت الشرطة الفلسطينية باعتقال القتيل وسجنه .
وأنا أصغي إلى الناس تعبر عن رأيها فيما يجري كان السؤال :
- لماذا لا يظهر هذا السلاح حين تستبيح دوريات الاحتلال الإسرائيلي المدينة ؟
والإجابة معروفة ، فثمة تعميم من الجهات المختصة يطالب الأجهزة الأمنية بضبط الأعصاب وتمالكها في أثناء اقتحام الجيش الإسرائيلي مناطق ألف وباء .
لقد تورطت منظمة التحرير الفلسطينية حين وقعت اتفاقات أوسلو وورطتنا معها وصرنا كلنا في ورطة ، فلم تنجز المنظمة دولة ولا ما يحزنون ، وارتضت السلطة لنفسها القيام بدور حراسة أطول خطوط المجابهة مع العدو .
كان الشباب يهتفون " أبو عمار صرح تصريح : يا جبل ما يهزك ريح " و " أبو عمار قالها :" فتح وإحنا رجالها " و " يا أبو مازن سير سير " ولست متأكدا إن كانوا قالوا " سير سير إحنا وراك للتحرير " .
واقعنا مضحك مبك .
هل خفت من مواصلة السير باتجاه الدوار ، خوفا من أن يزلطني بعض أفراد الأجهزة الأمنية زلطا ؟ ذلك أن ثمة تسريبات لاشرطة مسجلة لبعض أفراد هذه الأجهزة يهددون فيها المتظاهرين - ولست متظاهرا - بزلطهم زلطا ، فالضفة ليست غزة .
إن كان للرئيس أبو مازن أن يسمع لي ، ومثله السيد رئيس الوزراء العزيز الدكتور محمد اشتية ، فالأفضل أن يسمحوا للناس بالتعبير عن غضبهم إزاء ما جرى و ... و ... و " أبو عمار صرح تصريح : ديموقراطيتنا سكر زيادة " .
صباح الخير
خربشات
١ تموز ٢٠٢١


https://www.facebook.com/adel.alosta.9/posts/2877641365822747

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...