«قالت له عصفورة الأيام:
خطوط كفيك بلا نهاية
تبدأ من كفيك، أو من صفحة الغواية
قلبك مفتوح بمصراعيه
والغول فى الحكاية»
والغول جاء إلى أرضنا، ورملنا، وبيتنا، وبحرنا، ليسرق الماء، وكسرة الخبز، ونسمة الهواء، وحصيرة الدار، وضحكة النهار، ولعبة الأطفال.
«الغول فى الحكاية» جاء ليشرب عرق الرجال وقت الظهيرة، ويقص خلسة من شعر النساء أجمل ضفيرة، ويقتلع شجر الزيتون والنخيل، والكافور، ويجلس على نواصى الطرق فى عكا، وحيفا، وغزة، والقدس، والخليل.
« الغول.. فى الحكاية» جاء بوجهه الدميم يهتف صارخاً: أنا الغول جاء.. 73 سنة مرت - على النكبة- مايو / آيار- 1948 - والغول مازال يهتف بهذا النداء.. لكننا إلاّ القليل منا لم يسمع وإن سمع لا يعمل! وإن عمل فهو لا يعمل بوصية الشهداء! لكن من بين هذا القليل الذى سمع صوت الغول، كان غسان كنفانى (1936ـ 1972) ابن مدينة عكا الذى قرر المواجهة، والالتحام، وعدم الاستسلام، والاشتباك، والمقاومة، والوقوف أمام الغول ليقول: «الشعب الفلسطينى يفضل أن يموت واقفاً على أن يخسر قضيته، ولدينا قضية نقاتل من أجلها، وسنواصل القتال حتى النصر، وسنقاتل حتى آخر نقطة دم» - قال هذا بالكلمة والجهد والعمل والحلم والأمل، بعدما جعل من قلبه مزهرية لفلسطين، ومن حلمه أُغنية لفلسطين، ومن دمه نهراً لفلسطين، ومن عمره قضية لفلسطين، ومن قلمه بندقية لفلسطين.
غسان كنفانى ذلك الكاتب والمناضل والإنسان- رغم اغتياله فى مثل هذا اليوم 8 يوليو/ تموز/ 1972 ـ مازال بيننا يدق بيديه، بمشاعر الصدق والنبل والإخلاص والعنفوان، جدران الخزان من أجل فلسطين.. ومن أجل الإنسان!
•••
«منتصب القامة أمشي
مرفوع الهامة أمشي
فى كفى قصفة زيتون
وعلى كتفى نعشى..
وأنا أمشي .. وأنا أمشى»
(الكويت ـ 1956)
عمرى الآن اقترب من السبعين عاماً، قضيت طفولتى وشبابى فى مدينة الكويت التى سافر إليها أبى وعمل بالتجارة هناك. ثم تزوّج أُمى «وفاء جورج» (لبنانية الجنسية) التى عملت بالتدريس وكانت زميلة لفايزة شقيقة غسان كنفانى فى مدرسة (فجر الصباح الابتدائية). وتعرفت- حيث كنت أدرس فى (مدرسة الكويت الأهلية) ـ على ابنتها «لميس» التى كانت تقريباً فى نفس مرحلتى الدراسية. بعد سنوات عدنا إلى القاهرة، ومات أبى بعد احتلال الكويت، وسافرت أُمى إلى لبنان، وهناك قضت بقية عمرها حتى ماتت. استكملت العمل فى تجارته ووسعت نشاطها وأبرمت شراكة مع لبنانى قريب لى- من ناحية الأُم- يعيش فى بيروت، وعملنا معاً فى الاستيراد والتصدير. اليوم صحوتُ من نومى على خبر محزن ومفجع وهو تفجير مرفأ بيروت.. لذلك قررت السفر لمتابعة صفقة القمح التى كانت فى الميناء بعدما اختلطت فيه الدماء بالماء، والنار بالهواء، والطعام بالدواء. هذا التفجير اللعين الذى تابعت بشاعته على الشاشات من القاهرة أعاد لذهنى مشاهد تفجير سيارة غسان كنفانى وابنة أُخته لميس التى سافرت إليه عام 1972 بعدما ترك الكويت عام 1960 رافضاً الاستمرار فى تدريس مادة الرسم التى كان يدرّسها لنا فى المرحلة الابتدائية، واستقر به الحال فى بيروت. فى ذلك الصيف الحزين ودّعناها دون أن نعرف أن هذا هو اللقاء الأخير بيننا، بعدما سافرت مع أُمها لتموت (شهيدة) مع خالها فى العملية الخسيسة التى استهدفت سيارته! لقد عاش غسان كنفانى عمره القصير- حسبما كانت تحكى لنا دائماً لميس- منتصب القامة يمشى، وعلى كتفه يحمل نعشه.. يحمله وهو يأكل، وهو يضحك، وهو ينام، وهو يرسم، وهو يعمل، وهو يحب، وهو يتزوج، وهو يكتب الروايات والقصص والمقالات السياسية، فى صحف (الرأي)، و(الحرية)، و(المحرر)، و(الهدف). لقد عاش واستشهد وهو يعرف الهدف.. ويؤمن بالهدف.. ويسجل على جدار قلبه.. (فلسطين.. الهدف)!
•••
«سجل
برأس الصفحة الأُولى
أنا لا أكره الناس
ولا أسطو على أحد
ولكنى، إذا ما جعت،
آكل لحم مغتصبى
حذار.. حذار..
من جوعى.. ومن غضبي»
(بيروت ـ 2020)
وصلت إلى (مطار الحريري)، قبل قليل، قادماً من القاهرة. الساعة الآن الثانية ظهراً. أستقل سيارة تاكسى من المطار إلى وسط العاصمة، الأجواء مقبضة، والخوف فى الشوارع، والحزن فى البيوت، والسائق بجوارى صامت، يريد أن يسمعنى أو هكذا اعتقد صوت فيروز الذى يأتينى من مذياع السيارة وهى تغني: (يا مينا الحبايب يا بيروت/ يا شط اللى دايب يا بيروت).
قلت: سيدى السائق هل تسمح لى بتغيير خط السير؟
رد: ألم تقل لى أنك تريد الذهاب إلى المرفأ؟
ـ نعم.. لكنى غيّرت رأيى الآن.. من فضلك إذهب بنا إلى مقابر الشهداء.. أُريد القيام بزيارة تأخّرت منذ السبعينيات. أُريد زيارة قبر زميلة الدراسة (لميس) التى استشهدت هنا قبل 49 عاماً. ثم سألته متوجساً: «هل تعرف مقبرة الشهداء»؟
رد وهو يبتسم: أنا اسمى نزار.. فلسطينى، ولدت فى المخيمات، وكثيراً ما حكى لى أبى عن غسان كنفانى، وعن كمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار، وماجد أبوشرار، وكل الشهداء الذين استشهدوا من أجل فلسطين وقرأت عشرات المرات روايته الشهيرة (رجال فى الشمس) التى «تروى حكاية ثلاثة فلسطينيين، يلتقون حول ضرورة إيجاد حل فردى لمشكلة الإنسان الفلسطينى عبر الهرب إلى الكويت، فى خزان شاحنة بواسطة سائقه أبوالخيزران. فى نقطة الحدود يموت الفلسطينيون الثلاثة لأن السائق تأخر فى نقطة التفتيش. يموتون دون أن يقرعوا جدار الخزان.. يموتوا دون أن يرفعوا صوتهم بالصراغ» قلت: وأنا أحببته من الصورة الذهنية التى انطبعت فى رأسى من حديث (لميس) الدائم عنه منذ هروبه مع أُسرته سيراً على الأقدام بعد النكبة؟
•••
«أيها الناس روحى لكم،
لكم أُغنيتي
ولكم دوماً أُقاتل
فتعالوا وتعالوا بالأيادي
والمعاول نهدم الظلم
ونبنى غدنا حراً وعادل»
(عكا ـ 1936)
فى 9 نيسان من ذلك العام ولد غسان كنفانى لأسرة متوسطة الحال، وألحقه والده بمدرسة (الفرير) فى (يافا) وفيها تعلم اللغة الانچليزية والفرنسية. وعندما وصل عمره إلى 12 عاماً، وقعت (مذبحة دير ياسين) التى عمقت فى نفسه المأساة ممّا جعله يرفض الاحتفال بعيد ميلاده حتى استشهاده. كان والده يعمل محامياً وفرّ بأُسرته إلى المخيمات المؤقتة فى لبنان، ومنها انتقلت الأُسرة إلى دمشق. لم يكمل تعليمه، حيث اضطر للعمل بالشهادة الثانوية (كان اسمها «البكالوريا») ثم عمل مدرساً لمادة الرسم والرياضة فى مدارس «وكالة غوث اللاجئين»، ثم تمرد على التدريس والتحق بالعمل فى مجلة (الرأي) التى كان يصدرها جورج حبش، وسافر للتدريس فى الكويت وعمره 19 سنة، لكنه تمرّد أيضاً على جمع المال، وعاد إلى بيروت للعمل فى صحيفة (الحرية) التابعة لـ«حركة القوميين العرب»، وبعدها رأس تحرير صحيفة (المحرر) عام 1963، ثم أسس صحيفة (الهدف) ورأس تحريرها حتى استشهاده. استقرت حياته بعد زواجه من صديقته الدنماركية (آنى هوڤا). وواصل تمرده وكفاحه وانضم إلى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بعد هزيمة حزيران/ يونيو/ 67 لينشر فكرها ضد الرجعية العربية، والإمپريالية العالمية، مؤمناً بالعمل الفدائى المسلح ضد العدو، مما أزعج «إسرائيل» فقررت اغتياله.
•••
(الضاحية الجنوبية ـ بعد 10 دقائق)
سألت السائق ونحن نقترب من شارع (الحمرا): «هل تحب غسان كنفانى يا نزار»؟
رد: «ومن منّا لا يحب غسان؟ يكفينا صدقه وعشقه للوطن»! ثم قال: ولكن أمامنا طريق أقرب دون المرور بالحمرا. قلت: لكننى أريد المرور من شارع الحمرا! رد: «نحن الآن بالقرب من «مخيم شاتيلا» الذى سنتجه إليه عبر شارع (الحمرا)، ومنه إلى جسر (الكولا) بالقرب من حى (الفاكهاني)، القريب من «جامعة بيروت العربية» التى أسسها الرئيس جمال عبدالناصر فى مواجهة «الجامعة الأمريكية» التى تعلمت أنا فيها مع أبناء الفقراء فى الشتات»!
•••
«وقال القلب: ما فعلت
بك الأيام يا دار؟
وأين القاطنون هنا
وهل جاءتك بعد النأى
هل جاءتك أخبار؟
هنا كانوا
هنا حلموا
هنا رسموا مشاريع الغد الآتي»
(المقابرـ بعد 20 دقيقة)
وصلنا إلى المقبرة ووقفت أمام قبر (لميس) أبكى شبابها الذى راح، وذكريات طفولتنا معاً فى الكويت. أما نزار فتركنى وذهب- بالقرب منى- إلى مقبرة غسان كنفانى ليدعو له بالرحمة والسلام. المكان مزدحم وأنا أنظر لمقبرة لميس، ولا أشعر بما يدور بجواري. اقترب منىّ نزار منزعجاً. سألته: «لماذا رجعت مسرعاً»؟ رد غاضباً: «أنظر.. هل تعرف من أمام قبره؟» قلت: لا. قال:«إنها غادة السمان» قلت مندهشاً: «وماذا يزعجك فى هذا»؟ رد: هل قرأت لها؟ قلت: لا! لكنى أعرف اسمها! قال والغضب وصل إلى مداه: هذه امرأة ليست طيبة، تبحث عن الشهرة والنجومية منذ أن جاءت للحياة، وكتاباتها ـ بمقايس الكتابة الحقيقيةـ متواضعة ولا معنى حقيقى لها، سوى إنها تغازل بها المراهقين والمراهقات، وتستطيع أن تعرف ذلك من أسماء كتبها ومنها: (الجسد حقيبة سفر / الحب من الوريد إلى الوريد / أعلنت عليك الحب)، وغيرها من الأعمال التى تدغدغ بها أحاسيس المراهقات. هذه المرأة خرجت علينا عام 1992 بكتاب عنوانه (رسائل غسان كنفانى إلى غادة السمان) نشرت فيه الرسائل الغرامية التى كانت بينها وبينه بغرض النيل من قيمته الإنسانية، والفكرية، والفدائية، والسياسية، كرمز من رموز فلسطين وحركة التحرر الوطنى فى العالم كله! لقد اعتقدت أن ذلك سيسحب من رصيده لدى تلاميذه وعشاقه ومحبيه والمؤمنين برسالته النضالية! فعلت ذلك وهى تعلم أنه دفع عمره لأنه يؤمن بالكلمة وبالكرامة وبالوطن وبالحب أيضاً، فلم ينافق ولم يخف ولم يهادن ولم يتاجر بالقضية، لذلك قتلوه أمام بيته ذات صباح صيفى حزين!
•••
«من أنت يا غسان كنفاني
حملناك فى كيس، ووضعناك فى جنازة
بمصاحبة الأناشيد الرديئة،
تماماً كما حملنا الوطن فى كيس،
ووضعناه فى جنازة لم تنته حتى الآن».
(بيروت - 1972)
الساعة الآن التاسعة صباحاً.. من غرفته خرج غسان إلى شرفة الشقة حيث تجلس زوجته وطفليه وأُخته «فايزة» وابنتها «لميس». جلس يتناول إفطاره وحقنة «الآنسولين» بجواره، ثم ألقى نظرة على صحف الصباح، وأشعل سيچارته وهو يحتسى فنجان قهوته. «لميس» تسأله: «متى يا خال سنزور أقربائنا فى بيروت؟». سكت قليلاً قبل أن يقول: «اليوم يا عزيزتى» فرحت «لميس» بذلك وألقت بنفسها فى حضنه سعيدة.
(الشرفة - بعد مرور 90 دقيقة)
نهض غسان مصطحباً معه «لميس» وبدأ ـ بعدما وضع قبلة على جبين طفله الصغير «فايز» ـ يترجل على سلم العمارة. قبل خروجه من الباب الرئيسى (يسكن بالطابق الأول) لحقت به طفلته «ليلى» قائلة: «بابا أُريد أن توصلنى بالسيارة كى اشترى حلوى من «السوپر ماركت» نهاية الشارع؟». قال مبتسماً: «لا يا ليلى.. خذى الشوكولاتة التى معى وعودى إلى الشقة» (بسبب مرض السكرى كان يحتفظ دائماً بقطع الحلوى فى جيبه) واستجابت «ليلى» ولكنها لم تصعد. جلست على درك السلم مبتهجة تأكلها بسعادة ومرح!
•••
«وما اسمك الآن
لا شىء.. لا شىء
تبعثر اسمى مع اشلائي
حين تعثرونى على اشلائي
تعثرون على اسمي».
(الشارع - الساعة العاشرة والنصف)
تحرك غسان حتى اقترب من السيارة، وأخرج سلسلة المفاتيح، و«لميس» من الناحية الأُخرى تبتسم.. فتح الباب.. جلس على مقعده خلف المقود. وضع مفتاح التشغيل. وما أن ضغط عليه حتى انفجرت السيارة بـ19 كيلو متفجرات كانت أسفلها، فحولت جسده إلى أشلاء تناثر بعضه على فروع الشجر بالشارع وعلى الشرفات من شدة الانفجار الذى تفحمت فيه أيضاً «لميس» حتى قبل جلوسها بجواره. الآن استشهد غسان كنفانى ومعه ابنة أُخته. واعتقد القتلة أنهم بذلك نجحوا فى إسكات صوته مثلما اعتقدت «غادة السمان» بكتابها أنها نجحت فى تشويه صورته. لكن مثلما فشلوا فيما هدفوا إليه، فشلت هى فيما سعت إليه.
•••
«وحاربوك
كما يحاربون جيشاً.. لأنك رمز
وحضارة جرح»
(المقابر - بعد 40 دقيقة)
هل سمعت ماذا كانت تقول أمام قبره يا نزار؟
ـ لا.. أنا لم أتحمل رؤيتها أصلاً، وصرخت فيها حتى غادرت مع من كان معها!
ـ ولكن ما الذى جاء بها اليوم إليه؟
ـ قرأت منذ أيام عن وصولها إلى بيروت بدعوة من «الجامعة الأمريكية» لإقامة ندوة لها، وربما تكون قد شعرت بالندم وجاءت إلى قبره تعتذر.. وإن كنت أعتقد أنها لن تفعل ذلك.
ـ وهل تعتقد أنه سيقبل اعتذارها (هذا إن اعتذرت)؟
ـ هو إنسان طيب، وشريف، ووطنى، وصادق، ومؤدب، وبداخله طفل، ومحب للبشر، ويقدس التسامح، مع الآخرين. وربما يكون أحبها بالفعل - وهذا ضعف إنسانى طبيعى- وبالتالى لن يكون عنيفاً معها.. وقد يغفر لها فعلتها الشنيعة. (لعنة الله على الحب الذى يذل أعناق الرجال) لكننى لن أغفر لها، ولن أُسامحها على كشفها لما كان بينهما، وامتهانها لتلك العلاقة البريئة التى كان من الممكن التجاوز عنها، وسترها، والصمت حيالها، بعدما أصبح بطلها رمزاً من رموز نضالنا! لكنها لم تفعل ذلك، وأقامت مأدبة عشاء للذئاب تنهش فى جسده كل ليلة وهو فى ذمة الله!
ـ سكت قليلاً ثم قلت: النضال.. يا نزار.. هو الباقى لنا.. لذلك أُوصيك، كلما جئت إلى هنا.. أن تسلم لى على «لميس» و«غسان». وأن تعلم - عن قناعة وعن يقين - إنه مثلما بيننا غادة السمان، فمن المؤكد بيننا رجال سيقرعون جدار الخزان.. ويرفضون الصمت من أجل الأرض، والنهر، والبحر، والعدل والحق... والحياة!
•• حضر الزيارة:
خيرى حسن.
•• الأحداث حقيقية.. وسيناريو المقال من خيال الكاتب.
•• ينُشر غداً الخميس 8 يوليو/ تموز / 2021 فى صحيفة "الوفد" المصرية.
•• الشعر المصاحب للكتابة للشعراء الكبار:
أحمد دحبور / سميح القاسم / محمود درويش / توفيق زياد/ فدوى طوقان.
•• شارك بتدقيق المعلومات والوثائق:
• من فلسطين: الشاعرة سهام داوود.
• من الكويت: الكاتبة نهلة زكى.
• من الأردن: جهاد الرنتيسى.
• من لبنان: سما ماجد أبو شرار.
•• الصور:
(غسان كنفانى - وآني هوفر ) (فايزة - ولميس)- غادة السمان.
•• المصادر:
•• (رجال فى الشمس) - غسان كنفانى/ رواية / الطبعة الثانية / 1980/ الموجز الثقافى / المغرب
•• (فارس الفارس) - غسان كنفانى / كتاب
•• (أرض البرتقال الحزين) - غسان كنفانى/ مجموعة قصصية / منشورات الرمال / 2013
•• كتاب (رسائل غسان كنفانى إلى غادة السمان) / غادة السمان / طبعة «دار الطليعة» بيروت 1992
•• حديث تليڤزيونى أجراه الصحفى الاسترالى ريتشاد كارلتون مع غسان كنفانى عام 1970.
www.facebook.com
خطوط كفيك بلا نهاية
تبدأ من كفيك، أو من صفحة الغواية
قلبك مفتوح بمصراعيه
والغول فى الحكاية»
والغول جاء إلى أرضنا، ورملنا، وبيتنا، وبحرنا، ليسرق الماء، وكسرة الخبز، ونسمة الهواء، وحصيرة الدار، وضحكة النهار، ولعبة الأطفال.
«الغول فى الحكاية» جاء ليشرب عرق الرجال وقت الظهيرة، ويقص خلسة من شعر النساء أجمل ضفيرة، ويقتلع شجر الزيتون والنخيل، والكافور، ويجلس على نواصى الطرق فى عكا، وحيفا، وغزة، والقدس، والخليل.
« الغول.. فى الحكاية» جاء بوجهه الدميم يهتف صارخاً: أنا الغول جاء.. 73 سنة مرت - على النكبة- مايو / آيار- 1948 - والغول مازال يهتف بهذا النداء.. لكننا إلاّ القليل منا لم يسمع وإن سمع لا يعمل! وإن عمل فهو لا يعمل بوصية الشهداء! لكن من بين هذا القليل الذى سمع صوت الغول، كان غسان كنفانى (1936ـ 1972) ابن مدينة عكا الذى قرر المواجهة، والالتحام، وعدم الاستسلام، والاشتباك، والمقاومة، والوقوف أمام الغول ليقول: «الشعب الفلسطينى يفضل أن يموت واقفاً على أن يخسر قضيته، ولدينا قضية نقاتل من أجلها، وسنواصل القتال حتى النصر، وسنقاتل حتى آخر نقطة دم» - قال هذا بالكلمة والجهد والعمل والحلم والأمل، بعدما جعل من قلبه مزهرية لفلسطين، ومن حلمه أُغنية لفلسطين، ومن دمه نهراً لفلسطين، ومن عمره قضية لفلسطين، ومن قلمه بندقية لفلسطين.
غسان كنفانى ذلك الكاتب والمناضل والإنسان- رغم اغتياله فى مثل هذا اليوم 8 يوليو/ تموز/ 1972 ـ مازال بيننا يدق بيديه، بمشاعر الصدق والنبل والإخلاص والعنفوان، جدران الخزان من أجل فلسطين.. ومن أجل الإنسان!
•••
«منتصب القامة أمشي
مرفوع الهامة أمشي
فى كفى قصفة زيتون
وعلى كتفى نعشى..
وأنا أمشي .. وأنا أمشى»
(الكويت ـ 1956)
عمرى الآن اقترب من السبعين عاماً، قضيت طفولتى وشبابى فى مدينة الكويت التى سافر إليها أبى وعمل بالتجارة هناك. ثم تزوّج أُمى «وفاء جورج» (لبنانية الجنسية) التى عملت بالتدريس وكانت زميلة لفايزة شقيقة غسان كنفانى فى مدرسة (فجر الصباح الابتدائية). وتعرفت- حيث كنت أدرس فى (مدرسة الكويت الأهلية) ـ على ابنتها «لميس» التى كانت تقريباً فى نفس مرحلتى الدراسية. بعد سنوات عدنا إلى القاهرة، ومات أبى بعد احتلال الكويت، وسافرت أُمى إلى لبنان، وهناك قضت بقية عمرها حتى ماتت. استكملت العمل فى تجارته ووسعت نشاطها وأبرمت شراكة مع لبنانى قريب لى- من ناحية الأُم- يعيش فى بيروت، وعملنا معاً فى الاستيراد والتصدير. اليوم صحوتُ من نومى على خبر محزن ومفجع وهو تفجير مرفأ بيروت.. لذلك قررت السفر لمتابعة صفقة القمح التى كانت فى الميناء بعدما اختلطت فيه الدماء بالماء، والنار بالهواء، والطعام بالدواء. هذا التفجير اللعين الذى تابعت بشاعته على الشاشات من القاهرة أعاد لذهنى مشاهد تفجير سيارة غسان كنفانى وابنة أُخته لميس التى سافرت إليه عام 1972 بعدما ترك الكويت عام 1960 رافضاً الاستمرار فى تدريس مادة الرسم التى كان يدرّسها لنا فى المرحلة الابتدائية، واستقر به الحال فى بيروت. فى ذلك الصيف الحزين ودّعناها دون أن نعرف أن هذا هو اللقاء الأخير بيننا، بعدما سافرت مع أُمها لتموت (شهيدة) مع خالها فى العملية الخسيسة التى استهدفت سيارته! لقد عاش غسان كنفانى عمره القصير- حسبما كانت تحكى لنا دائماً لميس- منتصب القامة يمشى، وعلى كتفه يحمل نعشه.. يحمله وهو يأكل، وهو يضحك، وهو ينام، وهو يرسم، وهو يعمل، وهو يحب، وهو يتزوج، وهو يكتب الروايات والقصص والمقالات السياسية، فى صحف (الرأي)، و(الحرية)، و(المحرر)، و(الهدف). لقد عاش واستشهد وهو يعرف الهدف.. ويؤمن بالهدف.. ويسجل على جدار قلبه.. (فلسطين.. الهدف)!
•••
«سجل
برأس الصفحة الأُولى
أنا لا أكره الناس
ولا أسطو على أحد
ولكنى، إذا ما جعت،
آكل لحم مغتصبى
حذار.. حذار..
من جوعى.. ومن غضبي»
(بيروت ـ 2020)
وصلت إلى (مطار الحريري)، قبل قليل، قادماً من القاهرة. الساعة الآن الثانية ظهراً. أستقل سيارة تاكسى من المطار إلى وسط العاصمة، الأجواء مقبضة، والخوف فى الشوارع، والحزن فى البيوت، والسائق بجوارى صامت، يريد أن يسمعنى أو هكذا اعتقد صوت فيروز الذى يأتينى من مذياع السيارة وهى تغني: (يا مينا الحبايب يا بيروت/ يا شط اللى دايب يا بيروت).
قلت: سيدى السائق هل تسمح لى بتغيير خط السير؟
رد: ألم تقل لى أنك تريد الذهاب إلى المرفأ؟
ـ نعم.. لكنى غيّرت رأيى الآن.. من فضلك إذهب بنا إلى مقابر الشهداء.. أُريد القيام بزيارة تأخّرت منذ السبعينيات. أُريد زيارة قبر زميلة الدراسة (لميس) التى استشهدت هنا قبل 49 عاماً. ثم سألته متوجساً: «هل تعرف مقبرة الشهداء»؟
رد وهو يبتسم: أنا اسمى نزار.. فلسطينى، ولدت فى المخيمات، وكثيراً ما حكى لى أبى عن غسان كنفانى، وعن كمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار، وماجد أبوشرار، وكل الشهداء الذين استشهدوا من أجل فلسطين وقرأت عشرات المرات روايته الشهيرة (رجال فى الشمس) التى «تروى حكاية ثلاثة فلسطينيين، يلتقون حول ضرورة إيجاد حل فردى لمشكلة الإنسان الفلسطينى عبر الهرب إلى الكويت، فى خزان شاحنة بواسطة سائقه أبوالخيزران. فى نقطة الحدود يموت الفلسطينيون الثلاثة لأن السائق تأخر فى نقطة التفتيش. يموتون دون أن يقرعوا جدار الخزان.. يموتوا دون أن يرفعوا صوتهم بالصراغ» قلت: وأنا أحببته من الصورة الذهنية التى انطبعت فى رأسى من حديث (لميس) الدائم عنه منذ هروبه مع أُسرته سيراً على الأقدام بعد النكبة؟
•••
«أيها الناس روحى لكم،
لكم أُغنيتي
ولكم دوماً أُقاتل
فتعالوا وتعالوا بالأيادي
والمعاول نهدم الظلم
ونبنى غدنا حراً وعادل»
(عكا ـ 1936)
فى 9 نيسان من ذلك العام ولد غسان كنفانى لأسرة متوسطة الحال، وألحقه والده بمدرسة (الفرير) فى (يافا) وفيها تعلم اللغة الانچليزية والفرنسية. وعندما وصل عمره إلى 12 عاماً، وقعت (مذبحة دير ياسين) التى عمقت فى نفسه المأساة ممّا جعله يرفض الاحتفال بعيد ميلاده حتى استشهاده. كان والده يعمل محامياً وفرّ بأُسرته إلى المخيمات المؤقتة فى لبنان، ومنها انتقلت الأُسرة إلى دمشق. لم يكمل تعليمه، حيث اضطر للعمل بالشهادة الثانوية (كان اسمها «البكالوريا») ثم عمل مدرساً لمادة الرسم والرياضة فى مدارس «وكالة غوث اللاجئين»، ثم تمرد على التدريس والتحق بالعمل فى مجلة (الرأي) التى كان يصدرها جورج حبش، وسافر للتدريس فى الكويت وعمره 19 سنة، لكنه تمرّد أيضاً على جمع المال، وعاد إلى بيروت للعمل فى صحيفة (الحرية) التابعة لـ«حركة القوميين العرب»، وبعدها رأس تحرير صحيفة (المحرر) عام 1963، ثم أسس صحيفة (الهدف) ورأس تحريرها حتى استشهاده. استقرت حياته بعد زواجه من صديقته الدنماركية (آنى هوڤا). وواصل تمرده وكفاحه وانضم إلى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بعد هزيمة حزيران/ يونيو/ 67 لينشر فكرها ضد الرجعية العربية، والإمپريالية العالمية، مؤمناً بالعمل الفدائى المسلح ضد العدو، مما أزعج «إسرائيل» فقررت اغتياله.
•••
(الضاحية الجنوبية ـ بعد 10 دقائق)
سألت السائق ونحن نقترب من شارع (الحمرا): «هل تحب غسان كنفانى يا نزار»؟
رد: «ومن منّا لا يحب غسان؟ يكفينا صدقه وعشقه للوطن»! ثم قال: ولكن أمامنا طريق أقرب دون المرور بالحمرا. قلت: لكننى أريد المرور من شارع الحمرا! رد: «نحن الآن بالقرب من «مخيم شاتيلا» الذى سنتجه إليه عبر شارع (الحمرا)، ومنه إلى جسر (الكولا) بالقرب من حى (الفاكهاني)، القريب من «جامعة بيروت العربية» التى أسسها الرئيس جمال عبدالناصر فى مواجهة «الجامعة الأمريكية» التى تعلمت أنا فيها مع أبناء الفقراء فى الشتات»!
•••
«وقال القلب: ما فعلت
بك الأيام يا دار؟
وأين القاطنون هنا
وهل جاءتك بعد النأى
هل جاءتك أخبار؟
هنا كانوا
هنا حلموا
هنا رسموا مشاريع الغد الآتي»
(المقابرـ بعد 20 دقيقة)
وصلنا إلى المقبرة ووقفت أمام قبر (لميس) أبكى شبابها الذى راح، وذكريات طفولتنا معاً فى الكويت. أما نزار فتركنى وذهب- بالقرب منى- إلى مقبرة غسان كنفانى ليدعو له بالرحمة والسلام. المكان مزدحم وأنا أنظر لمقبرة لميس، ولا أشعر بما يدور بجواري. اقترب منىّ نزار منزعجاً. سألته: «لماذا رجعت مسرعاً»؟ رد غاضباً: «أنظر.. هل تعرف من أمام قبره؟» قلت: لا. قال:«إنها غادة السمان» قلت مندهشاً: «وماذا يزعجك فى هذا»؟ رد: هل قرأت لها؟ قلت: لا! لكنى أعرف اسمها! قال والغضب وصل إلى مداه: هذه امرأة ليست طيبة، تبحث عن الشهرة والنجومية منذ أن جاءت للحياة، وكتاباتها ـ بمقايس الكتابة الحقيقيةـ متواضعة ولا معنى حقيقى لها، سوى إنها تغازل بها المراهقين والمراهقات، وتستطيع أن تعرف ذلك من أسماء كتبها ومنها: (الجسد حقيبة سفر / الحب من الوريد إلى الوريد / أعلنت عليك الحب)، وغيرها من الأعمال التى تدغدغ بها أحاسيس المراهقات. هذه المرأة خرجت علينا عام 1992 بكتاب عنوانه (رسائل غسان كنفانى إلى غادة السمان) نشرت فيه الرسائل الغرامية التى كانت بينها وبينه بغرض النيل من قيمته الإنسانية، والفكرية، والفدائية، والسياسية، كرمز من رموز فلسطين وحركة التحرر الوطنى فى العالم كله! لقد اعتقدت أن ذلك سيسحب من رصيده لدى تلاميذه وعشاقه ومحبيه والمؤمنين برسالته النضالية! فعلت ذلك وهى تعلم أنه دفع عمره لأنه يؤمن بالكلمة وبالكرامة وبالوطن وبالحب أيضاً، فلم ينافق ولم يخف ولم يهادن ولم يتاجر بالقضية، لذلك قتلوه أمام بيته ذات صباح صيفى حزين!
•••
«من أنت يا غسان كنفاني
حملناك فى كيس، ووضعناك فى جنازة
بمصاحبة الأناشيد الرديئة،
تماماً كما حملنا الوطن فى كيس،
ووضعناه فى جنازة لم تنته حتى الآن».
(بيروت - 1972)
الساعة الآن التاسعة صباحاً.. من غرفته خرج غسان إلى شرفة الشقة حيث تجلس زوجته وطفليه وأُخته «فايزة» وابنتها «لميس». جلس يتناول إفطاره وحقنة «الآنسولين» بجواره، ثم ألقى نظرة على صحف الصباح، وأشعل سيچارته وهو يحتسى فنجان قهوته. «لميس» تسأله: «متى يا خال سنزور أقربائنا فى بيروت؟». سكت قليلاً قبل أن يقول: «اليوم يا عزيزتى» فرحت «لميس» بذلك وألقت بنفسها فى حضنه سعيدة.
(الشرفة - بعد مرور 90 دقيقة)
نهض غسان مصطحباً معه «لميس» وبدأ ـ بعدما وضع قبلة على جبين طفله الصغير «فايز» ـ يترجل على سلم العمارة. قبل خروجه من الباب الرئيسى (يسكن بالطابق الأول) لحقت به طفلته «ليلى» قائلة: «بابا أُريد أن توصلنى بالسيارة كى اشترى حلوى من «السوپر ماركت» نهاية الشارع؟». قال مبتسماً: «لا يا ليلى.. خذى الشوكولاتة التى معى وعودى إلى الشقة» (بسبب مرض السكرى كان يحتفظ دائماً بقطع الحلوى فى جيبه) واستجابت «ليلى» ولكنها لم تصعد. جلست على درك السلم مبتهجة تأكلها بسعادة ومرح!
•••
«وما اسمك الآن
لا شىء.. لا شىء
تبعثر اسمى مع اشلائي
حين تعثرونى على اشلائي
تعثرون على اسمي».
(الشارع - الساعة العاشرة والنصف)
تحرك غسان حتى اقترب من السيارة، وأخرج سلسلة المفاتيح، و«لميس» من الناحية الأُخرى تبتسم.. فتح الباب.. جلس على مقعده خلف المقود. وضع مفتاح التشغيل. وما أن ضغط عليه حتى انفجرت السيارة بـ19 كيلو متفجرات كانت أسفلها، فحولت جسده إلى أشلاء تناثر بعضه على فروع الشجر بالشارع وعلى الشرفات من شدة الانفجار الذى تفحمت فيه أيضاً «لميس» حتى قبل جلوسها بجواره. الآن استشهد غسان كنفانى ومعه ابنة أُخته. واعتقد القتلة أنهم بذلك نجحوا فى إسكات صوته مثلما اعتقدت «غادة السمان» بكتابها أنها نجحت فى تشويه صورته. لكن مثلما فشلوا فيما هدفوا إليه، فشلت هى فيما سعت إليه.
•••
«وحاربوك
كما يحاربون جيشاً.. لأنك رمز
وحضارة جرح»
(المقابر - بعد 40 دقيقة)
هل سمعت ماذا كانت تقول أمام قبره يا نزار؟
ـ لا.. أنا لم أتحمل رؤيتها أصلاً، وصرخت فيها حتى غادرت مع من كان معها!
ـ ولكن ما الذى جاء بها اليوم إليه؟
ـ قرأت منذ أيام عن وصولها إلى بيروت بدعوة من «الجامعة الأمريكية» لإقامة ندوة لها، وربما تكون قد شعرت بالندم وجاءت إلى قبره تعتذر.. وإن كنت أعتقد أنها لن تفعل ذلك.
ـ وهل تعتقد أنه سيقبل اعتذارها (هذا إن اعتذرت)؟
ـ هو إنسان طيب، وشريف، ووطنى، وصادق، ومؤدب، وبداخله طفل، ومحب للبشر، ويقدس التسامح، مع الآخرين. وربما يكون أحبها بالفعل - وهذا ضعف إنسانى طبيعى- وبالتالى لن يكون عنيفاً معها.. وقد يغفر لها فعلتها الشنيعة. (لعنة الله على الحب الذى يذل أعناق الرجال) لكننى لن أغفر لها، ولن أُسامحها على كشفها لما كان بينهما، وامتهانها لتلك العلاقة البريئة التى كان من الممكن التجاوز عنها، وسترها، والصمت حيالها، بعدما أصبح بطلها رمزاً من رموز نضالنا! لكنها لم تفعل ذلك، وأقامت مأدبة عشاء للذئاب تنهش فى جسده كل ليلة وهو فى ذمة الله!
ـ سكت قليلاً ثم قلت: النضال.. يا نزار.. هو الباقى لنا.. لذلك أُوصيك، كلما جئت إلى هنا.. أن تسلم لى على «لميس» و«غسان». وأن تعلم - عن قناعة وعن يقين - إنه مثلما بيننا غادة السمان، فمن المؤكد بيننا رجال سيقرعون جدار الخزان.. ويرفضون الصمت من أجل الأرض، والنهر، والبحر، والعدل والحق... والحياة!
•• حضر الزيارة:
خيرى حسن.
•• الأحداث حقيقية.. وسيناريو المقال من خيال الكاتب.
•• ينُشر غداً الخميس 8 يوليو/ تموز / 2021 فى صحيفة "الوفد" المصرية.
•• الشعر المصاحب للكتابة للشعراء الكبار:
أحمد دحبور / سميح القاسم / محمود درويش / توفيق زياد/ فدوى طوقان.
•• شارك بتدقيق المعلومات والوثائق:
• من فلسطين: الشاعرة سهام داوود.
• من الكويت: الكاتبة نهلة زكى.
• من الأردن: جهاد الرنتيسى.
• من لبنان: سما ماجد أبو شرار.
•• الصور:
(غسان كنفانى - وآني هوفر ) (فايزة - ولميس)- غادة السمان.
•• المصادر:
•• (رجال فى الشمس) - غسان كنفانى/ رواية / الطبعة الثانية / 1980/ الموجز الثقافى / المغرب
•• (فارس الفارس) - غسان كنفانى / كتاب
•• (أرض البرتقال الحزين) - غسان كنفانى/ مجموعة قصصية / منشورات الرمال / 2013
•• كتاب (رسائل غسان كنفانى إلى غادة السمان) / غادة السمان / طبعة «دار الطليعة» بيروت 1992
•• حديث تليڤزيونى أجراه الصحفى الاسترالى ريتشاد كارلتون مع غسان كنفانى عام 1970.
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.