وأنا أقرأ رواية السيد يحيى السنوار " الشوك والقرنفل " لفت نظري ما كتبه عن شباب مدينة الخليل الذين درسوا في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية ودورهم في تأسيس التيار الإسلامي في منطقة الخليل وتعاونهم مع التيار الإسلامي في قطاع غزة.
الصديق Freeman Jordon عقب على ما كتبته أول أمس ، في ٧ تموز ، تحت عنوان " غسان كنفاني ويحيى السنوار " مبديا رأيه في الصلة بين أهم رموز كلية الشريعة في الجامعة الأردنية مثل عبد الله عزام وهمام سعيد وأحمد نوفل ورموز حركة حماس وطرق تفكير الجهتين ويخلص إلى أن " السنوار وهنية ومشعل هم امتداد لاولئك ، فكرهم واحد وعقيدتهم واحدة ( من ليس من الجماعة فهو عدو)" .
وأعتقد أن ملاحظة الصديق قد تجد في الرواية ما يدعمها من خلال علاقة الإخوة وأبناء العم في الأسرة الواحدة ، فالعلاقات الأسرية التي سادت العائلة ، قبل انتماء أفرادها إلى تنظيمي فتح وحماس ، سادها الود والمحبة والاحترام ، ولم تتغير أو تتبدل إلا بعد انتماء محمود إلى حركة فتح وانتماء إبراهيم وحسن إلى حركة حماس ، ومنذ هذا الانتماء انتقل جدل الحركتين من الشارع والجامعة إلى البيت ، فتحاصم الأخوان وابنا العم ، ووصل الخصام أحيانا إلى التطاول بالكلام والسخرية . " من ليس معي فهو ضدي".
في ٩٠ القرن العشرين كتبت مقالة عنوانها " جناية الفصيلية على الشعب الفلسطيني " وأظن أنني نشرتها في جريدة " نابلس " التي اسسها الصحفي زهير الدبعي أبو إسلام أو في جريدة " الشعب " الفلسطينية يوم كانت تحتضر ، وفي المقالة أتيت على الفصائل وخلافاتها وانعكاس ذلك على الأسرة الفلسطينية . لقد قتلت الفصيلية مشاعر الأخوة وروح التسامح والمحبة داخل الأسرة الواحدة ، وصار الأخ يتجسس على أخيه لصالح الفصيل ، وصار ابن الأخ جاسوسا على عمه أيضا وابن الأخت جاسوسا على خاله ينقل أخباره لهذا الفصيل أو ذاك.
أطرف ما في " الشوك والقرنفل " ان والد السارد أحمد وأخويه ؛ محمود وحسن ، الذي اختفى في ١٩٦٧ ، خلف قبل استشهاده في حرب أيلول ١٩٧٠ ولدين هما ماهر وخالد ، وقد عادا إثر اتفاق أوسلو ١٩٩٣ إلى غزة وتعرفا على اخوتهم من أبيهم ، فرحبت العائلة بهما واستقبلتهما وأفسحت لهما مجال الإقامة معها في البيت ، وحين اشتد الخلاف بين السلطة وحركة حماس ، وكان إبراهيم ابن عمهما ينتمي إلى الحركة وكان متزوجا من أختهما مريم ، طلبت السلطة التي يعملان في أجهزتها منهما أن يخبراها عن مكان إبراهيم - يعني أن يسلما ابن عمهما وزوج أختهما.
وأنا أكتب عن غسان كنفاني ويحيى السنوار أتيت على قتل إبراهيم أخاه حسن ، لأن الأخير صار عميلا ، فلا رابطة للدم والرابطة الأساس هي رابطة العقيدة و... .
في " الشوك والقرنفل " مساحة من الكتابة عن دور كلية الشريعة في الجامعة الأردنية في صياغة المنطقة ، وكلنا يعرف دور عبدالله عزام في باكستان وأفغانستان ، وثمة غير عبارة ترد على لسان إبراهيم عن البعد العربي والإسلامي لحركة حماس ، ويهدي السيد يحيى السنوار روايته إلى:
" من تعلقت افئدتهم بأرض الإسراء والمعراج من المحيط إلى الخليج ، بل من المحيط إلى المحيط " .
صباح الخير
خربشات
٩ تموز ٢٠٢١
الصديق Freeman Jordon عقب على ما كتبته أول أمس ، في ٧ تموز ، تحت عنوان " غسان كنفاني ويحيى السنوار " مبديا رأيه في الصلة بين أهم رموز كلية الشريعة في الجامعة الأردنية مثل عبد الله عزام وهمام سعيد وأحمد نوفل ورموز حركة حماس وطرق تفكير الجهتين ويخلص إلى أن " السنوار وهنية ومشعل هم امتداد لاولئك ، فكرهم واحد وعقيدتهم واحدة ( من ليس من الجماعة فهو عدو)" .
وأعتقد أن ملاحظة الصديق قد تجد في الرواية ما يدعمها من خلال علاقة الإخوة وأبناء العم في الأسرة الواحدة ، فالعلاقات الأسرية التي سادت العائلة ، قبل انتماء أفرادها إلى تنظيمي فتح وحماس ، سادها الود والمحبة والاحترام ، ولم تتغير أو تتبدل إلا بعد انتماء محمود إلى حركة فتح وانتماء إبراهيم وحسن إلى حركة حماس ، ومنذ هذا الانتماء انتقل جدل الحركتين من الشارع والجامعة إلى البيت ، فتحاصم الأخوان وابنا العم ، ووصل الخصام أحيانا إلى التطاول بالكلام والسخرية . " من ليس معي فهو ضدي".
في ٩٠ القرن العشرين كتبت مقالة عنوانها " جناية الفصيلية على الشعب الفلسطيني " وأظن أنني نشرتها في جريدة " نابلس " التي اسسها الصحفي زهير الدبعي أبو إسلام أو في جريدة " الشعب " الفلسطينية يوم كانت تحتضر ، وفي المقالة أتيت على الفصائل وخلافاتها وانعكاس ذلك على الأسرة الفلسطينية . لقد قتلت الفصيلية مشاعر الأخوة وروح التسامح والمحبة داخل الأسرة الواحدة ، وصار الأخ يتجسس على أخيه لصالح الفصيل ، وصار ابن الأخ جاسوسا على عمه أيضا وابن الأخت جاسوسا على خاله ينقل أخباره لهذا الفصيل أو ذاك.
أطرف ما في " الشوك والقرنفل " ان والد السارد أحمد وأخويه ؛ محمود وحسن ، الذي اختفى في ١٩٦٧ ، خلف قبل استشهاده في حرب أيلول ١٩٧٠ ولدين هما ماهر وخالد ، وقد عادا إثر اتفاق أوسلو ١٩٩٣ إلى غزة وتعرفا على اخوتهم من أبيهم ، فرحبت العائلة بهما واستقبلتهما وأفسحت لهما مجال الإقامة معها في البيت ، وحين اشتد الخلاف بين السلطة وحركة حماس ، وكان إبراهيم ابن عمهما ينتمي إلى الحركة وكان متزوجا من أختهما مريم ، طلبت السلطة التي يعملان في أجهزتها منهما أن يخبراها عن مكان إبراهيم - يعني أن يسلما ابن عمهما وزوج أختهما.
وأنا أكتب عن غسان كنفاني ويحيى السنوار أتيت على قتل إبراهيم أخاه حسن ، لأن الأخير صار عميلا ، فلا رابطة للدم والرابطة الأساس هي رابطة العقيدة و... .
في " الشوك والقرنفل " مساحة من الكتابة عن دور كلية الشريعة في الجامعة الأردنية في صياغة المنطقة ، وكلنا يعرف دور عبدالله عزام في باكستان وأفغانستان ، وثمة غير عبارة ترد على لسان إبراهيم عن البعد العربي والإسلامي لحركة حماس ، ويهدي السيد يحيى السنوار روايته إلى:
" من تعلقت افئدتهم بأرض الإسراء والمعراج من المحيط إلى الخليج ، بل من المحيط إلى المحيط " .
صباح الخير
خربشات
٩ تموز ٢٠٢١