حسن مستعد - ما خفي كان أجمل.. بورتريه

وشق أنيني صدر الفضاء
الشاعر والكاتب المغربي حسن مستعد يهديني أغلى هدية ، لم يصلني منها كمثيل طيلة رحلتي الأدبية التي تجاوزت الثلاثين عاما...


بورتري
ما خفي كان أجمل


تكريما للناقد الأردني الرائد أيمن خالد دراوشة
بقلم / حسن مستعد
مذ صافحت فيه الكاتب و الشاعر والناقد ذات لقاء ، كم
كنت أرنو وحتى ٱخر عبارة ، لم أكف عن تصفح ما به يشرق قلمه ، وتعلو قامته ، غير معني سوى بوضع نتاجاته النفيسة نصب إعجاب .
هو الأردني من أصل فلسطيني
جميل المحيا ، بهي الطلعة ، بوجه بشوش ، و ابتسامة مواربة ، هو رجل المنابر الأدبية و نجمها.
ينام صاحيا و يصحو نائما ، قبل تعليق ملابسه على المشجب، يعلق على تدوينات الأصدقاء حتى الهزيع الأخير من الليل و يغفو عل صحوه .
أديب ، شاعر فصحى ، شاعر غنائي ، ناقد ، قاص ، مسرحي ، باحث ، محاضر ، مؤلف ، مدرس ، إعلامي . صاحب المواهب المتعددة و الكتابات المتجددة .
يتربع على عرش تحكيم جل المسابقات الأدبية شعرية كانت أم قصصية .
كلمة لا ، لا تعرف طريقا لقاموسه ، بينما نعم تجهر و تفخر بانتمائها لعطائه اللا ينضب .
هو لم يأت من فراغ و لم يسقطه منطاد هوائي في حقول الأدب .
بل يزهو بنياشين علمه و تعلمه التي تزين سيرته الذهبية .
حاصل على بكالوريوس لغــــة عربية ، جامعة بغدادسنة 1991م ، بتقدير جيد جداً وماجستير اللغة العربية وآدابها، الجامعة الأردنية سنة1997م ، بامتياز.
توج بالعديد من التكريمات والجوائز على المستويين المحلي والدولي ، ومن ضمنها فوزه بجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم – الإمارات 2012
ببذلته البنية و نظارته الطبية ، لم يخلعهما منذ أن عرفناه ذات زمن ، متشبث بهما في صورته التي تطوف العالم ، لا يغير البندقية من كتف لآخر ، يعض بالنواجد على مواقفه الجليلة و مبادئه النبيلة ، ديدنه التواضع و الإيثار و حبه المتناثر و المتقاطر على كل أبناء الوطن العربي.
لا يفرق بين كبير و صغير ، لا يميز بين مشهور و مغمور إلا بميزة الابداع.
لا يجامل و لا يصفق ، صادق في أقواله و أفعاله ، دقيق في مواعيده كعقرب ساعة.
رجل قل نظيره في العالمين الافتراضي و الواقعي ، كأنه آت من كوكب آخر لا يعرف للمراوغات سبيلا .
قليل الضجيج ، غزير الانتاج .
راقي التواصل ، جميل الكلام ، حلو المعشر ، كل ما فيه يأسر .
وكأنه من الدراويش الصوفيين المعروفين بحكمتهم ، ومعرفتهم بالشعر والذكاء والدهاء.
كاذب من يتهم الناقد بالمؤلف الفاشل ، و ها هو نمودج للناقد المؤلف الناجح .
يقول في إحدى حواراته :
( ذلك أن النقد يتطلب مهارة فائقة وفلسفة وثقافة عامة تتجاوز مصطلح الثقافة بشكل عام ، فعلى الناقد أن يكون ملما بالمناهج النقدية الحديثة والقديمة ، كما أن عليه أن يتابع آخر المستجدات في الفنون الأدبية كالمسرح والرواية والقصة ، فالقديم ليس كالجديد في خضم التقنيات المعاصرة والتسارع المجنون بشتى المجالات .
هناك علاقة لا تنفصل بين النقد والكتابة ، فمهما برع الكاتب فلا بد له من عثرات ربما تجاوزها إذا وجد النقد البناء ، وليس النقد بغرض الطعن والهجوم ، لأسباب عنصرية او طائفية أو حتى خلافات بالرأي … نحن بحاجة للنقد لكن النقد الصحيح البعيد عن أي تطرف أو تجريح… لكن للأسف فالنقد الأدبي العربي ما زال يرضخ لعصور الظلام بسبب الفوضى التي تحكمه وتسيره.)
ألم أقل إنه لا يجامل و لا يهادن ، يجهر بالحق و لا يخاف لومة لائم ، أية شجاعة أدبية هذه و هو يستظل تحت شجرتها الوارفة الظلال.؟
هو الأيمن و الساعد لكل ذي حاجة ، هو الجمركي الذي يقف بالمرصاد عند حدود اللغة ، هو الجندي الذي يحمي وطن الأدب و الثقافة ، هو الأب الحنون الذي يوزع وصاياه و قبلاته على الأدباء الشباب ، هو البوصلة لكل تائه ، هو القلب الكبير مهما امتلأ به متسع .
هو يفتح كل ٱباره الابداعية في وجه العطشى لكل ما هو ثقافي و أدبي ، الذين يدركون قيمة ماء لا يشبه سوى نبعه الثر، وموارده الفياضة ، السخية.
أقف له إجلالا و احتراما، تقديرا له و لعطائه ، فمهما أسهبت في ذكر مناقبه لن أوفيه حقه.
شكرا لك أيها الأديب الإنسان ، شكرا لك أيها الأخ و الصديق ، شكرا لك أيها النبيل .
التفاعلات: مصطفى معروفي

تعليقات

ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...