" الشهيد يحذرني : لا تصدق زغاريدهن
وصدق أبي حين ينظر في صورتي باكيا
كيف بدلت أدوارنا يا بني
وصرت أمامي ؟
أنا أولا
وأنا أولا "
وأنا أشاهد شريط الفيديو الذي بكى فيه مؤيد العلامي ابنه محمدا ، وهو من بيت أمر في قضاء الخليل ، عادت بي الذاكرة إلى بضع قصص لأطفال فلسطينيين ظلت عالقة بالذاكرة ، وإلى المقطع الشعري السابق من ديوان محمود درويش " حالة حصار " .
والأطفال هم محمد الدرة ومحمد أبو خضير وهدى أبو غالية وأحمد الدوابشة .
قتل الأول في حضن أبيه ، وأحرق الثاني بعد خطفه ، ونجت الثالثة على شاطيء البحر في غزة بعد أن أبادت قذيفة إسرائيلية عائلتها ، ونجا أحمد بعد أن أحرق والداه وأخوه الرضيع علي .
أنجب مؤيد العلامي ابنه محمدا بعد ست سنوات من الزواج أنفق خلالها دم قلبه ليفرح بطفل ، وحين أفقدت رصاصة جندي محتل الفتى محمدا حياته فقد الأب قطعة من قلبه ، بل فقد قلبه ، وهو من نطق بهذا .
كان الطفل جالسا في سيارة أبيه على مدخل قريته ينتظر أباه فباغته الموت .
لم يودع الأب ابنه بالزغاريد . لقد ودعه وداع من فقد مهجة قلبه ، وهذا ما ذكرني بمقطع درويش المقتبس " وصدق أبي حين ينظر في صورتي باكيا " ، ولقد نظر الأب في وجه ابنه وهو مسجى في المشفى فاقدا الحياة .
هل كان أبو العلاء المعري يهذي حين قال :
" تعب كلها الحياة ، فما أعجب إلا من راغب في ازدياد ؟ "
الصديق خليل حمد كتب في صفحته عن الكورونا معتبرا من لا يتطعم شخصا مقدما على الانتحار ، وأنا علقت على إحدى مقطوعاته بأنني لم أتطعم ، فرد علي بإطناب مبينا خطأ عدم تلقحي ، وأنا صار النهار والظلم عندي مستويين ، كأني لا أنتفع بناظري على رأي المتنبي الذي قال في عتاب سيف الدولة :
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
إذا استوت عنده الأنوار والظلم .
صار الواحد منا عدميا لامباليا برما بالحياة غير فرح بها ، فلا لذة ولا سرور ولا طمأنينة ولا هداة بال ولا أفق ولا ... ولا تحرير أي شيء حتى غزة وأريحا ، ويبدو أن المتشائمين في العام ١٩٩٣ حين أضافوا أخيرا إلى الشعار المطروح " غزة وأريحا أولا " كانوا في تشاؤمهم متفائلين ، فغزة المحررة محاصرة والحياة فيها تحت الصفر ، وأريحا ما زالت محتلة .
الله المستعان به ، وكان الله في عون مؤيد العلامي من بيت أمر ، وكان الله في عون زوجته ، لفقدانهما فلذة كبدهما .
صباح الخير
خربشات
٣٠ تموز ٢٠٢١ .
وصدق أبي حين ينظر في صورتي باكيا
كيف بدلت أدوارنا يا بني
وصرت أمامي ؟
أنا أولا
وأنا أولا "
وأنا أشاهد شريط الفيديو الذي بكى فيه مؤيد العلامي ابنه محمدا ، وهو من بيت أمر في قضاء الخليل ، عادت بي الذاكرة إلى بضع قصص لأطفال فلسطينيين ظلت عالقة بالذاكرة ، وإلى المقطع الشعري السابق من ديوان محمود درويش " حالة حصار " .
والأطفال هم محمد الدرة ومحمد أبو خضير وهدى أبو غالية وأحمد الدوابشة .
قتل الأول في حضن أبيه ، وأحرق الثاني بعد خطفه ، ونجت الثالثة على شاطيء البحر في غزة بعد أن أبادت قذيفة إسرائيلية عائلتها ، ونجا أحمد بعد أن أحرق والداه وأخوه الرضيع علي .
أنجب مؤيد العلامي ابنه محمدا بعد ست سنوات من الزواج أنفق خلالها دم قلبه ليفرح بطفل ، وحين أفقدت رصاصة جندي محتل الفتى محمدا حياته فقد الأب قطعة من قلبه ، بل فقد قلبه ، وهو من نطق بهذا .
كان الطفل جالسا في سيارة أبيه على مدخل قريته ينتظر أباه فباغته الموت .
لم يودع الأب ابنه بالزغاريد . لقد ودعه وداع من فقد مهجة قلبه ، وهذا ما ذكرني بمقطع درويش المقتبس " وصدق أبي حين ينظر في صورتي باكيا " ، ولقد نظر الأب في وجه ابنه وهو مسجى في المشفى فاقدا الحياة .
هل كان أبو العلاء المعري يهذي حين قال :
" تعب كلها الحياة ، فما أعجب إلا من راغب في ازدياد ؟ "
الصديق خليل حمد كتب في صفحته عن الكورونا معتبرا من لا يتطعم شخصا مقدما على الانتحار ، وأنا علقت على إحدى مقطوعاته بأنني لم أتطعم ، فرد علي بإطناب مبينا خطأ عدم تلقحي ، وأنا صار النهار والظلم عندي مستويين ، كأني لا أنتفع بناظري على رأي المتنبي الذي قال في عتاب سيف الدولة :
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
إذا استوت عنده الأنوار والظلم .
صار الواحد منا عدميا لامباليا برما بالحياة غير فرح بها ، فلا لذة ولا سرور ولا طمأنينة ولا هداة بال ولا أفق ولا ... ولا تحرير أي شيء حتى غزة وأريحا ، ويبدو أن المتشائمين في العام ١٩٩٣ حين أضافوا أخيرا إلى الشعار المطروح " غزة وأريحا أولا " كانوا في تشاؤمهم متفائلين ، فغزة المحررة محاصرة والحياة فيها تحت الصفر ، وأريحا ما زالت محتلة .
الله المستعان به ، وكان الله في عون مؤيد العلامي من بيت أمر ، وكان الله في عون زوجته ، لفقدانهما فلذة كبدهما .
صباح الخير
خربشات
٣٠ تموز ٢٠٢١ .