في هذا الشهر ، شهر آب من العام ٢٠٢١ ، سوف أنتهي من دراسة صورة الفلسطيني في الرواية العربية .
منذ أعوام والفكرة تلح على ذهني ، وقد بدأت بكتابة مقال عن روايتي كاتبين مصريين هما ناصر عراق وعز الدين شكري فشير ، مقال توسعت فيه في محاضرة في المنتدى التنويري بنابلس ، وعدت إلى تتبع الموضوع يوم درست رواية الكاتب اللبناني الياس خوري " أولاد الغيتو : اسمي آدم " في العام ٢٠١٦ ، وواصلت الكتابة في نهاية العام ٢٠١٩ ، إذ تقدمت بملخص دراسة لجامعة الزيتونة في الأردن تحت عنوان " صورة الفلسطينيين في الرواية العربية : " العاطل " لناصر عراق و " النبيذة " للعراقية إنعام كجة جي نموذجا " ، ومنذ العام ٢٠٢٠ سعيت للحصول على أكبر عدد من الروايات العربية التي صور أصحابها فيها الفلسطينيين .
من إلياس خوري اللبناني ، إلى اسماعيل فهد اسماعيل الكويتي ، إلى زينب حفني السعودية ، إلى حيدر حيدر وفواز حداد وجنى فواز الحسن وسعيد حورانية وهوشنك أوسي السوريين ، إلى علي بدر وعواد علي العراقيين ، إلى أمجد ناصر وليلى الأطرش الأردنيين ، إلى رضوى عاشور المصرية ، إلى أحلام مستغانمي وواسيني الأعرج الجزائريين .
وأنا أكتب الآن خطر ببالي أن أوزع استبانة على الكتاب تحتوي على الأسئلة الآتية :
- من أين استلهمت شخصيات روايتك الفلسطينيين ؟
- ما صلتك الشخصية بهم ؟
- هل هي ناتجة عن تجربة شخصية معيشة أم عن قراءات عنها ؟
أعرف أن إلياس خوري عرف الفلسطينيين الذين كتب عنهم عن قرب غالبا ، فقد كان قريب الصلة من المخيمات الفلسطينية في لبنان ، وكانت تربطه صداقات بالكتاب الفلسطينيين الذين كتب عنهم وورد ذكرهم في رواياته ، كما درس نصوصهم في الجامعة . وأعرف أن اسماعيل فهد اسماعيل كان يعرف ناجي العلي الذي خصه برواية جيدا ، كما أن ياسين رفاعية كتب عن ثلاثة أدباء فلسطينيين ربطته صداقة بهم ، فروايته رواية قريبة جدا من الرواية الواقعية التسجيلية ، وأعرف أن المصري عز الدين شكري فشير عمل في السفارة المصرية في تل أبيب وعاش في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن ناصر عراق عمل في الخليج المكان الذي جرت فيه أحداث روايته ، وأن رضوى عاشور تزوجت من الفلسطيني مريد البرغوثي وعرفت أهل فلسطين وحكاياتهم منه ، وأعرف أيضا أن حيدر حيدر حين كتب روايته " حقل أرجوان " أصغى إلى شخصيتها الفلسطينية المقاومة الدكتور نافذ ، وأعرف من إنعام كجه جي من أين استوحت شخصية روايتها " النبيذة " ولكني في المقابل لا أعرف من أين استوحت ليلى الأطرش الشخصية الفلسطينية في روايتها " لا تشبه ذاتها " ، كما لا أعرف من أين استوحى العراقي عواد علي شخصية الفلسطيني في " نخلة الواشنطونيا " والسوري فواز حداد في روايته " المترجم الخائن " ، والشيء نفسه لا أعرفه عن السعودية زينب حفني في روايتها " سيقان ملتوية وعن السورية جنى فوازالحسن في روايتها " طابق ٩٩ " والتونسي الحبيب السالمي المقيم في باريس الذي كتب عن فلسطيني مثقف مثلي يعيش في باريس أيضا ، أما علي بدر فقد قرأ كثيرا عن مادة روايته " مصابيح أورشليم " ولا أعرف إن كان التقى بادوارد سعيد الذي شكل عصب الرواية .
ماذا لو أرسلت الاستبانة إلى الكتاب كلهم ؟
هل سأغير كثيرا في دراساتي ومقالاتي التي كتبتها واعتمدت في الكتابة بالدرجة الأولى على الروايات نفسها ؟
إن لم يخب حدسي فإن الروائيين العرب كتبوا عن الفلسطينيين وهم قريبون منهم ، وكنبوا عنهم متتبعين حياتهم في أزمنة مختلفة ، زمن صعود الثورة الفلسطينية وزمن غياب شمسها ، زمن خنادق الفدائيين وزمن الابتعاد عنها والإقامة في المكاتب والسفارات ، وتحول الفدائي من مقاتل إلى مقاتل قديم ورجل مكتب أو مقهى أو بار ، ومن حالم بتحرير فلسطين إلى طامح بوظيفة وبيت مستقر .
في الروايات العربية المدروسة لن نقرأ صورة واحدة للفلسطيني هي صورة اللاجيء بعد ١٩٤٨ الذي تحول إلى فدائي قبل حزيران ١٩٦٧ بقليل وغدا ماردا بعد النكسة / الهزيمة . سنقرأ في الروايات صورا متعددة مختلفة متنوعة بقدر تعدد حياة الفلسطينيين واختلافها وتنوعها في الزمان منذ ١٩٤٨ وفي المكان الذي اتسع على مر السنين وتعدد وتنوع ؛ من مخيمات اللجوء في البلدان المحيطة بفلسطين والقريبة منها إلى بلدان الشتات الجديدة في العواصم والمدن العالمية ، من باريس إلى لندن إلى بلجيكا إلى نيويورك .
و
صباح الخير
الأول من آب ٢٠٢١ .
* هذه الكتابة سيجري عليها تعديل لتكون مقدمة لكتابي الجديد " صورة الفلسطيني في الرواية العربية " .
منذ أعوام والفكرة تلح على ذهني ، وقد بدأت بكتابة مقال عن روايتي كاتبين مصريين هما ناصر عراق وعز الدين شكري فشير ، مقال توسعت فيه في محاضرة في المنتدى التنويري بنابلس ، وعدت إلى تتبع الموضوع يوم درست رواية الكاتب اللبناني الياس خوري " أولاد الغيتو : اسمي آدم " في العام ٢٠١٦ ، وواصلت الكتابة في نهاية العام ٢٠١٩ ، إذ تقدمت بملخص دراسة لجامعة الزيتونة في الأردن تحت عنوان " صورة الفلسطينيين في الرواية العربية : " العاطل " لناصر عراق و " النبيذة " للعراقية إنعام كجة جي نموذجا " ، ومنذ العام ٢٠٢٠ سعيت للحصول على أكبر عدد من الروايات العربية التي صور أصحابها فيها الفلسطينيين .
من إلياس خوري اللبناني ، إلى اسماعيل فهد اسماعيل الكويتي ، إلى زينب حفني السعودية ، إلى حيدر حيدر وفواز حداد وجنى فواز الحسن وسعيد حورانية وهوشنك أوسي السوريين ، إلى علي بدر وعواد علي العراقيين ، إلى أمجد ناصر وليلى الأطرش الأردنيين ، إلى رضوى عاشور المصرية ، إلى أحلام مستغانمي وواسيني الأعرج الجزائريين .
وأنا أكتب الآن خطر ببالي أن أوزع استبانة على الكتاب تحتوي على الأسئلة الآتية :
- من أين استلهمت شخصيات روايتك الفلسطينيين ؟
- ما صلتك الشخصية بهم ؟
- هل هي ناتجة عن تجربة شخصية معيشة أم عن قراءات عنها ؟
أعرف أن إلياس خوري عرف الفلسطينيين الذين كتب عنهم عن قرب غالبا ، فقد كان قريب الصلة من المخيمات الفلسطينية في لبنان ، وكانت تربطه صداقات بالكتاب الفلسطينيين الذين كتب عنهم وورد ذكرهم في رواياته ، كما درس نصوصهم في الجامعة . وأعرف أن اسماعيل فهد اسماعيل كان يعرف ناجي العلي الذي خصه برواية جيدا ، كما أن ياسين رفاعية كتب عن ثلاثة أدباء فلسطينيين ربطته صداقة بهم ، فروايته رواية قريبة جدا من الرواية الواقعية التسجيلية ، وأعرف أن المصري عز الدين شكري فشير عمل في السفارة المصرية في تل أبيب وعاش في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن ناصر عراق عمل في الخليج المكان الذي جرت فيه أحداث روايته ، وأن رضوى عاشور تزوجت من الفلسطيني مريد البرغوثي وعرفت أهل فلسطين وحكاياتهم منه ، وأعرف أيضا أن حيدر حيدر حين كتب روايته " حقل أرجوان " أصغى إلى شخصيتها الفلسطينية المقاومة الدكتور نافذ ، وأعرف من إنعام كجه جي من أين استوحت شخصية روايتها " النبيذة " ولكني في المقابل لا أعرف من أين استوحت ليلى الأطرش الشخصية الفلسطينية في روايتها " لا تشبه ذاتها " ، كما لا أعرف من أين استوحى العراقي عواد علي شخصية الفلسطيني في " نخلة الواشنطونيا " والسوري فواز حداد في روايته " المترجم الخائن " ، والشيء نفسه لا أعرفه عن السعودية زينب حفني في روايتها " سيقان ملتوية وعن السورية جنى فوازالحسن في روايتها " طابق ٩٩ " والتونسي الحبيب السالمي المقيم في باريس الذي كتب عن فلسطيني مثقف مثلي يعيش في باريس أيضا ، أما علي بدر فقد قرأ كثيرا عن مادة روايته " مصابيح أورشليم " ولا أعرف إن كان التقى بادوارد سعيد الذي شكل عصب الرواية .
ماذا لو أرسلت الاستبانة إلى الكتاب كلهم ؟
هل سأغير كثيرا في دراساتي ومقالاتي التي كتبتها واعتمدت في الكتابة بالدرجة الأولى على الروايات نفسها ؟
إن لم يخب حدسي فإن الروائيين العرب كتبوا عن الفلسطينيين وهم قريبون منهم ، وكنبوا عنهم متتبعين حياتهم في أزمنة مختلفة ، زمن صعود الثورة الفلسطينية وزمن غياب شمسها ، زمن خنادق الفدائيين وزمن الابتعاد عنها والإقامة في المكاتب والسفارات ، وتحول الفدائي من مقاتل إلى مقاتل قديم ورجل مكتب أو مقهى أو بار ، ومن حالم بتحرير فلسطين إلى طامح بوظيفة وبيت مستقر .
في الروايات العربية المدروسة لن نقرأ صورة واحدة للفلسطيني هي صورة اللاجيء بعد ١٩٤٨ الذي تحول إلى فدائي قبل حزيران ١٩٦٧ بقليل وغدا ماردا بعد النكسة / الهزيمة . سنقرأ في الروايات صورا متعددة مختلفة متنوعة بقدر تعدد حياة الفلسطينيين واختلافها وتنوعها في الزمان منذ ١٩٤٨ وفي المكان الذي اتسع على مر السنين وتعدد وتنوع ؛ من مخيمات اللجوء في البلدان المحيطة بفلسطين والقريبة منها إلى بلدان الشتات الجديدة في العواصم والمدن العالمية ، من باريس إلى لندن إلى بلجيكا إلى نيويورك .
و
صباح الخير
الأول من آب ٢٠٢١ .
* هذه الكتابة سيجري عليها تعديل لتكون مقدمة لكتابي الجديد " صورة الفلسطيني في الرواية العربية " .