عزيزي ابراهيم
تحياتي وآمل أن تكون بخير
عاتب عليك قليلا لأنك دائما مشغول ولا تطل علي
وأسمع عن نشاطاتك بعد أن تمضي ..
عدت لتصفح زمن الخيول البيضاء بعد عامين ونصف من قراءتها
في محاولة للكتابة عنها لشؤون فلسطينية . ونظرا لأن المجلة سبق وأن رفضت
نشر مقالي عن قناديل ملك الجليل طالبت بتكليف لأنني أعاني من مسألة النشر وكنت شبه متوقف عن الكتابة النقدية للصحف .
المهم يا عزيزي حين عدت للرواية اكتشفت أنني غير قادر على التصفح فقد شعرت وكأنني أقرأ الرواية للمرة الأولى ، فعند القراءة الأولى كنت متعبا لما تركته في دمشق من بيت ومتحف وربما لم أقرأ بتعمق .
قرأت حتى الآن حوالي مائة صفحة وليس هذا هو المهم .. المهم أنني عاطفي جدا وأقل شيء يبكيني .. بكيت على الأقل ربما ما يقرب من خمسين مرة . كتبت هذا الصباح على إحدى الصفحات (49):
( لم أذرف دموعا في حياتي كما ذرفتها على هذه الرواية ، دون أن أعرف أنني أذرفها حزنا أم فرحا ، وعلى مواقف يتعلق معظمها بالعادات والتقاليد والتعامل مع الخيول ، مما تأصل في نفوس هؤلاء الناس الطيبيين وشكل نسيج أرواحهم ، لم أحب الخيول في حياتي كما أحببتها في الرواية ولا أظن أن كاتبا في العالم كتب عن الخيول بهذه المحبة وهذا الوله .. شاعرية مدهشة .. رواية استحقت عنوانها بجدارة .. ما أستطيع قوله أن هذه الدموع أراحتني كثيرا ربما لأنني كنت في حاجة إليها ، ليس لأغسل عيني بل لأنفس عن حالي ! )
أمل أن أتلقى تكليفا من شؤون وإن لم أتلق قد لا أكتب.. فهناك روايات كتبت عنها ولم ينشر ما كتبته حتى الآن .. والكتابة للصحافة صارت مقيتة وشروطها سخيفة ، وما تدفعه للكاتب أكثر سخافة بحيث يستطيع أي عامل تمديدات صحية أن يتقاضى ما لا يقل عن خمسة أضعاف أي كاتب . تخيل رواية بحجم " زمن الخيول البيضاء " تحتاج إلى ما لا يقل عن اسبوع لقراءتها قراءة نقدية والكتابة عنها . وما تدفعه الصحافة يتراوح بين 100 و200 دولار في أحسن الأحوال .. عامل التمديدات الصحية يقبض ما لا يقل عن عشرين دينارا عن عمل قد لا يأخذ منه أكثر من نصف ساعة . فلو أننا حسبنا قيمة عمله على مدار اسبوع على ضوء هذا الرقم فكم يحصل ؟! أكيد أكثر من عشرة أضعاف ما يتاقضاه الكاتب من أي مجلة تقدر جهده !
محبتي عزيزي
تحياتي وآمل أن تكون بخير
عاتب عليك قليلا لأنك دائما مشغول ولا تطل علي
وأسمع عن نشاطاتك بعد أن تمضي ..
عدت لتصفح زمن الخيول البيضاء بعد عامين ونصف من قراءتها
في محاولة للكتابة عنها لشؤون فلسطينية . ونظرا لأن المجلة سبق وأن رفضت
نشر مقالي عن قناديل ملك الجليل طالبت بتكليف لأنني أعاني من مسألة النشر وكنت شبه متوقف عن الكتابة النقدية للصحف .
المهم يا عزيزي حين عدت للرواية اكتشفت أنني غير قادر على التصفح فقد شعرت وكأنني أقرأ الرواية للمرة الأولى ، فعند القراءة الأولى كنت متعبا لما تركته في دمشق من بيت ومتحف وربما لم أقرأ بتعمق .
قرأت حتى الآن حوالي مائة صفحة وليس هذا هو المهم .. المهم أنني عاطفي جدا وأقل شيء يبكيني .. بكيت على الأقل ربما ما يقرب من خمسين مرة . كتبت هذا الصباح على إحدى الصفحات (49):
( لم أذرف دموعا في حياتي كما ذرفتها على هذه الرواية ، دون أن أعرف أنني أذرفها حزنا أم فرحا ، وعلى مواقف يتعلق معظمها بالعادات والتقاليد والتعامل مع الخيول ، مما تأصل في نفوس هؤلاء الناس الطيبيين وشكل نسيج أرواحهم ، لم أحب الخيول في حياتي كما أحببتها في الرواية ولا أظن أن كاتبا في العالم كتب عن الخيول بهذه المحبة وهذا الوله .. شاعرية مدهشة .. رواية استحقت عنوانها بجدارة .. ما أستطيع قوله أن هذه الدموع أراحتني كثيرا ربما لأنني كنت في حاجة إليها ، ليس لأغسل عيني بل لأنفس عن حالي ! )
أمل أن أتلقى تكليفا من شؤون وإن لم أتلق قد لا أكتب.. فهناك روايات كتبت عنها ولم ينشر ما كتبته حتى الآن .. والكتابة للصحافة صارت مقيتة وشروطها سخيفة ، وما تدفعه للكاتب أكثر سخافة بحيث يستطيع أي عامل تمديدات صحية أن يتقاضى ما لا يقل عن خمسة أضعاف أي كاتب . تخيل رواية بحجم " زمن الخيول البيضاء " تحتاج إلى ما لا يقل عن اسبوع لقراءتها قراءة نقدية والكتابة عنها . وما تدفعه الصحافة يتراوح بين 100 و200 دولار في أحسن الأحوال .. عامل التمديدات الصحية يقبض ما لا يقل عن عشرين دينارا عن عمل قد لا يأخذ منه أكثر من نصف ساعة . فلو أننا حسبنا قيمة عمله على مدار اسبوع على ضوء هذا الرقم فكم يحصل ؟! أكيد أكثر من عشرة أضعاف ما يتاقضاه الكاتب من أي مجلة تقدر جهده !
محبتي عزيزي