في 1 /6/ 1961 براغ
أهديكم وافر احتراماتي،متقدما اليكم بكتابي هذا طالبا اللجوء السياسي الى البلد الصديق العظيم جيكوسلوفاكيا ومُـبديا استعدادي لاحترام الانظمة والقوانين المرعية المطلوبة.
إن الاسباب الموجبة لطلبي هذا يمكن تلخيصها لكم بما يلي :
أولاّ : تمشياّ مني على النهج الذي سلكته طيلة حياتي في مجالات السياسة والصحافة والشعر والأدب من أن أكون الى جانب الجماهير في كل ما يمـسُّ مصالحهم فقد تعرضت منذ سنتين وفي خلال الحكم الراهن في العراق لكثير من المضايقات على يد الحاكمين مما يطول شرحه .
ثانيا: إن هذه المضايقات اشتدت في الاونة الاخيرة وقبل عدة شهور بحيث أصبحت ليس فقط مما تجعل استمرار الحياة عليَّ وعلى عائلتي المؤلفة الان من زوجتي وبنتين عسيرة بل انها أضحت تكوّن خطرا على حياتي الشخصية. فقد بلغت قبل شهرين تقريبا خبر اعتقالي وسجني - وأنا اناهز الستين من عمري - باسباب كاذبة مفتعله - وبعد حدوث ضجة كبيرة من الناس في العراق وفي خارجه اضطر الحاكمون لاطلاق سراحي ولكن بكفالة أولا ، ثم باقامة دعاوي سياسية خطيرة عليَّ بموجب القوانين العرفية العسكرية يتحتم علي بموجبها أن أمثل أمام المجالس العسكرية القاسية وأن أتلقى أحكامها الصارمة بحجة انني أخالف سياسة الحاكمين واسعى لاثارة الشعب العراقي .
ثالثا . لقد لجأ الحاكمون في مضايقتي ومضايقة عائلتي الى أساليب غريبة غير مألوفة لدى العالم المتمدن ، مثل تحريض بعض رجال الأمن السريين، في منظمة - الامن العام العراقي، على الاعتداء عليّ كما حدث قبل يوم اعتقالي بيوم واحد حيث رميت بسهم حجري أصاب عيني اليسرى وكاد يتلفها لولا عناية الاطباء وقد شخص الناس الرجل الذي رماني وسموه باسمه وهو موظف في - منظمة الامن العام - كما ذكرت. بل انني قلق الان خوفا على عائلتي من الاساليب الارهابية الفاشية التي قد يتعرضون لها في بغداد.
رابعا : لقد لجأ الحاكمون الى وضع الحجز المالي على مطابع جريدتي ، الرأي العام ، ما أدى الى توقفها وتعدوا ذلك الى حد وضع الحجز المالي حتى على اثاث البيت الذي نسكنه بالايجار.
خامسا : لقد لجأوا الى الايعاز وبصورة مكشوفة الى كل الصحف القذرة ،المأجورة لكل حاكم في العراق الى التهجم علي وعلى عائلتي تهجما قاسيا ومستمرا دون أن أملك حق الدفاع عن نفسي.
إن كل هذه الاضطهادات معروفة ومشهورة ليس للشعب العراقي وحده بل ولكل الشعوب العربية بل ولكثير من الشعوب غير العربية التي تعرفني.
بحكم من هذه الظروف القاسية ومن هذه الاضطهادات المستمرة واعتزازا مني بحماية الشعب الجيكوسلوفاكي العظيم وحكومته المنبثقة من صميم ارادته ، وبانتظار الظروف المساعدة التي يمكنني أن أعود فيها الى وطني العراق فأنني أكون سعيدا وممتنا إذا كتب لي أن أحوز شرف الحق باللجوء السياسي عندكم مع عائلتي وهي زوجتي وبنتاي ، خيال في السابعة عشرة من عمرها وظلال في الرابعة عشرة . وتقبلوا خالص تقديري.
محمد مهدي الجواهري
الشاعر العراقي ، ورئيس اتحاد الادباء العراقيين
وصاحب جريدة الرأي العام وعضو المجلس الاعلى لانصار السلام ببغداد
أهديكم وافر احتراماتي،متقدما اليكم بكتابي هذا طالبا اللجوء السياسي الى البلد الصديق العظيم جيكوسلوفاكيا ومُـبديا استعدادي لاحترام الانظمة والقوانين المرعية المطلوبة.
إن الاسباب الموجبة لطلبي هذا يمكن تلخيصها لكم بما يلي :
أولاّ : تمشياّ مني على النهج الذي سلكته طيلة حياتي في مجالات السياسة والصحافة والشعر والأدب من أن أكون الى جانب الجماهير في كل ما يمـسُّ مصالحهم فقد تعرضت منذ سنتين وفي خلال الحكم الراهن في العراق لكثير من المضايقات على يد الحاكمين مما يطول شرحه .
ثانيا: إن هذه المضايقات اشتدت في الاونة الاخيرة وقبل عدة شهور بحيث أصبحت ليس فقط مما تجعل استمرار الحياة عليَّ وعلى عائلتي المؤلفة الان من زوجتي وبنتين عسيرة بل انها أضحت تكوّن خطرا على حياتي الشخصية. فقد بلغت قبل شهرين تقريبا خبر اعتقالي وسجني - وأنا اناهز الستين من عمري - باسباب كاذبة مفتعله - وبعد حدوث ضجة كبيرة من الناس في العراق وفي خارجه اضطر الحاكمون لاطلاق سراحي ولكن بكفالة أولا ، ثم باقامة دعاوي سياسية خطيرة عليَّ بموجب القوانين العرفية العسكرية يتحتم علي بموجبها أن أمثل أمام المجالس العسكرية القاسية وأن أتلقى أحكامها الصارمة بحجة انني أخالف سياسة الحاكمين واسعى لاثارة الشعب العراقي .
ثالثا . لقد لجأ الحاكمون في مضايقتي ومضايقة عائلتي الى أساليب غريبة غير مألوفة لدى العالم المتمدن ، مثل تحريض بعض رجال الأمن السريين، في منظمة - الامن العام العراقي، على الاعتداء عليّ كما حدث قبل يوم اعتقالي بيوم واحد حيث رميت بسهم حجري أصاب عيني اليسرى وكاد يتلفها لولا عناية الاطباء وقد شخص الناس الرجل الذي رماني وسموه باسمه وهو موظف في - منظمة الامن العام - كما ذكرت. بل انني قلق الان خوفا على عائلتي من الاساليب الارهابية الفاشية التي قد يتعرضون لها في بغداد.
رابعا : لقد لجأ الحاكمون الى وضع الحجز المالي على مطابع جريدتي ، الرأي العام ، ما أدى الى توقفها وتعدوا ذلك الى حد وضع الحجز المالي حتى على اثاث البيت الذي نسكنه بالايجار.
خامسا : لقد لجأوا الى الايعاز وبصورة مكشوفة الى كل الصحف القذرة ،المأجورة لكل حاكم في العراق الى التهجم علي وعلى عائلتي تهجما قاسيا ومستمرا دون أن أملك حق الدفاع عن نفسي.
إن كل هذه الاضطهادات معروفة ومشهورة ليس للشعب العراقي وحده بل ولكل الشعوب العربية بل ولكثير من الشعوب غير العربية التي تعرفني.
بحكم من هذه الظروف القاسية ومن هذه الاضطهادات المستمرة واعتزازا مني بحماية الشعب الجيكوسلوفاكي العظيم وحكومته المنبثقة من صميم ارادته ، وبانتظار الظروف المساعدة التي يمكنني أن أعود فيها الى وطني العراق فأنني أكون سعيدا وممتنا إذا كتب لي أن أحوز شرف الحق باللجوء السياسي عندكم مع عائلتي وهي زوجتي وبنتاي ، خيال في السابعة عشرة من عمرها وظلال في الرابعة عشرة . وتقبلوا خالص تقديري.
محمد مهدي الجواهري
الشاعر العراقي ، ورئيس اتحاد الادباء العراقيين
وصاحب جريدة الرأي العام وعضو المجلس الاعلى لانصار السلام ببغداد