أ. د. عادل الأسطة - أن تعود طالب دكتوراه من جديد :

منذ أنهيت عملي في التدريس الجامعي واخترت عدم مواصلة التدريس وجدتني طالب دكتوراه من جديد .
لحسن حظي أنني حصلت على الشهادات الجامعية الثلاثة متفرغا للدراسة والبحث ، فقد مكنني ذلك من التركيز وعدم التشتت والانصراف كليا إلى عمل واحد .
في ألمانيا أنفقت ما يقارب الأربع سنوات في البيت والجامعة والمكتبة . أبحث وأقرأ وأكتب ، وهو ما عشته في مرحلتي البكالوريوس والماجستير أيضا ، وها أنا منذ عامين أواصل تجربة تلك الأيام ، فلا شيء يشغلني . لا وظيفة ولا ارتباطات ولا ما يفرحون ولا ما يحزنون ، فالهم الوطني موزع على الجميع والسلطة الفلسطينية تقول لنا :
- لا تفكروا فأبو مازن يفكر نيابة عنكم ، وقبل أبو مازن مارس الشيء نفسه الأخ القائد الرمز أبو عمار .
أمس الجمعة مثلا أنفقت ساعات طويلات في كتابة مقال الأحد لدفاتر الأيام ، وكان مراجعة لكتاب بشير أبو منة " الرواية الفلسطينية من سنة ١٩٤٨ حتى الحاضر " ، وفي الإعداد للورقة التي سألقيها في مهرجان القدس الثاني عشر في بيت لحم .
ماذا سأقول عن الرواية الفلسطينية في المنفى ؟
من هم كتاب الرواية الفلسطينية في المنفى ؟
ما هي الموضوعات التي خاضوا فيها ؟
ماذا كتبت شخصيا عن أعمالهم ؟
ووجدتني أبحث في العظيم ( غوغل ) عن مقالاتي القديمة لكي أقرأها من جديد .
رشاد ابوشاور و Hasan Hamid و Hanan Bakir وابراهيم نصرالله وفاروق وادي وحزامى حبايب و ليلى الأطرش وسحر خليفة بعد هجرتها وسامية عيسى وأسماء أخرى أيضا .
أمس وجدتني أعود إلى ثلاثة وثلاثين عاما خلت - أي إلى فترة حياتي طالب دكتوراه ، فلم أغادر الشقة إلا لشراء الماء واللبن والمنظفات الكيماوية .
عندما كنت أجلس في ألمانية ساعات طويلة في البيت كانت الأستاذة الألمانية التي أخذتني إلى هناك تحاطبني :
- عادل . نحن لم نحضرك إلى ألمانيا لتجلس فقط في البيت . عليك أن تختلط بالألمان وتتعرف إليهم وتستمتع بالطبيعة الألمانية .
هل كان عمر الخيام ألمانيا ؟
لا تشغل البال بماضي الزمان
ولا بآتي العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذاته
فليس في طبع الزمان الأمان
صباح الخير
خربشات
٢٨ آب ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...