أ. د. عادل الأسطة - هل تتحول البلدة القديمة في نابلس إلى مدينة سياحية؟

أمس ظهرا زار وفد من أدباء حيفا والجليل مدينة نابلس ، وضم الوفد الكاتب سعيد نفاع والمحامي حسن عباد وثلاثة وعشرين أديبا وأديبة ألقى العديد منهم نماذج من قصائدهم الشعرية ، وبعدها تجولوا في البلدة القديمة وتناولوا طعام الغداء في أحد مطاعمها القريب من صبانة الرنتيسي / عاشور التي رممها السيد سليم التيتي / " سليم أفندي " ، فصارت حماما تركيا ومقهى.
قبل أن أحضر اللقاء الذي عقد في متحف نابلس / الذاكرة ، ومقره مصبنة كنعان القديمة ، وأصغي إلى الشعر عرجت ، بصحبة خالد الخندقجي وياسمين النجار بطلة رواية الروائي إبراهيم نصرالله " أرواح كليمنجارو " - أمل أن أكون كتبت اسمها صحيحا - ، عرجنا على مقهى جديد بالقرب من باب الساحة اسمه " إيفا كفي " وأمعنا النظر فيه ، ولم يمر على افتتاحه أيام . صار الآن في المنطقة نفسها مقهيان جديدان ؛ إيفا كفي ومقهى الباشا ، وجدد في المكان نفسه مطعم أبو عماد حلاوة .
الآن صار في البلدة القديمة ما لا يقل عن عشرة مقاه ومطاعم تبدو في حلية بهية تروق للجالسين ، عدا الحمامات التركية . وثمة أربع مقاه أخرى أتمنى أن تجدد وترمم هي مقهى الرشيد ومقهى السيد ومقهى البرلمان ومقهى الشيخ قاسم ، وباللهجة النابلسية " الشيخ آسم " ، وكلها لها ماض عريق ، وأعتقد أنه لولا انتشار وباء الكورونا لتم ترميم الكثير من البنايات والبيوت .
وأنا أغادر مصبنة كنعان / متحف التراث عرجت على قصر آل طوقان القديم وجلت فيه وقلت لمن كان بصحبتي :
- يجب أن تتحول البلدة القديمة إلى مكان سياحي ، فأجمل ما في نابلس هو البلدة القديمة . إنها روح نابلس .
أكثر صبانات المدينة انتهى العمل فيها وصارت مغلقة أو هدمت في قصف ٢٠٠٢ أيام الاجتياح أو صارت مراكز أو متاحف ، وفي اللقاء ركز الأدباء على وحدة الثقافة الفلسطينية ، فتذكرت الكاتب المرحوم سلمان ناطور ابن دالية الكرمل الذي طالما أصر على أن الثقافة الفلسطينية هي حصننا الأخير للمحافظة على وحدة شعبنا .
لماذا غاب عن ذهن الشعراء والمتحدثين ومنظمي اللقاء الاحتفاء بذكرى الشاعر عبد اللطيف عقل ، علما بأنه لم يغب عن ذهنهم الإشارة إلى ذكرى الشاعر سميح القاسم ؟
يبدو أنني أنا الملوم !
كانت الحياة أمس عادية تماما ، وقلة قليلة من الحضور وضعوا الكمامة التي ما زلت أصر على ارتدائها ناشدا السلامة ، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج .
الفلسطينيون في فلسطين المحتلة في ١٩٤٨ وفي فلسطين المحتلة في ١٩٦٧ أقرب إلى بعضهم منهم إلى الإسرائيليين ، ومصطلح " عرب إسرائيل " في طريقه إلى الزوال ، وفي أيام السبت تنتعش المدينة وينتعش اقتصادها وتزدهر الحركة الاقتصادية و ... و ... وعاشت فلسطين فلسطينية من نهرها إلى بحرها ، وعاشت بلاد الشام كلها بلاد شام أيضا ، وكما قال محمود درويش :
" - يجمعنا ما يفرقنا "
وتجمعنا اللغة والأدب أيضا .
صباح الخير
خربشات
٢٩ آب ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...