سوزان إبراهيم - ميلانكوليا.. شعر

هذي الأرضُ الجُرم الساقطُ من جيبِ الكونِ المثقوب
القتّالةُ بما كنزتْ في حصّالتها
المقتولةُ بنسلِ خطيئةٍ حسبَ روايةِ السماء.
هذي الأرضُ إن انفجرتْ يوماً لن يفتقدَها أحدٌ
سوى الله وملائكةٌ يُحصونَ عدد الركعات في صلوات العبيد!
إن اقتربَ "ميلانكوليا" يوماً من مدارِها فلا تجزعْ
عاجِلْ نبيذاً, أطفِئْ صحواً, وتحضّرْ لعناقِ الجحيم.
الخطة (ب1): تعاطَ مخدراتٍ رقميةً بتردداتِ ثيتا ودلتا
ليشردَ وعيكَ كخيولٍ بريةٍ
وتسقطَ في قعرِ وهمٍ دبِقٍ وتنسى.
الخطة (ب2): أَبقِ أقراصاً منوِّمةً عميقةَ التأثير
أو أقراصاً سّامةً في متناولِ خوفكَ
ولا تدعِ الموتَ يفوزُ بكَ في وقتٍ شاءَهُ
اخترْ وقتكَ المفضلّ.
الأمرُ غايةً في البساطةِ
هذا الهراءُ المسمى حياةً نَفَسٌ
أطلِقْ سراحه!
إن كنتَ وحيداً وما من يدٍ تمسكُ بها
احضنْ شجرةً, أغمضْ عينيك
احشدِ الخرافاتِ العتيقةَ حول انتصارِ الخيرِ على الشرِّ في نهايةِ القصص الرومانسيةِ
اجمع حطبَ المحرّماتِ الجافَ,
أوقِدْ ناراً شرسةً وارقصْ حتى تنصهرَ ويفنى العالم.
***
"ميلانكوليا" السابحُ في سائلِ الكون الأمينوسيّ
ساحرٌ كالحبِّ في الرواياتِ العربيةِ البلهاء
خاضعٌ للمشيئةِ كأبطالِ شكسبير
عابرٌ كطارقِ شهوةٍ ينفجرُ ماءً ملعوناً ثم يمضي.
"ميلانكوليا" قاهرُ الترقبِ والقياساتِ الفلكيةِ
جميلٌ جداً, بعيدٌ جداً, وهشٌّ جداً مثلَ أحلامِ الشعوب
مثلَ شعاراتِ أبطالنا القوميين
مثل عملةٍ مُزيّفةٍ يتداولُها الجميعُ وما من أحدٍ يريدُ الاحتفاظَ بها.


_________________________
*ميلانكوليا عنوان فيلم يتحدث عن اقتراب كوكب ميلانكوليا من الأرض وتدميرها.
تموز- يوليو 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى