أ. د. عادل الأسطة - عدنا والعود أحمد

عدنا إلى فرض قانون الطواريء ، والعود أحمد ، فأمس أعلن أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن جدد حالة الطواريء لمدة شهر ، بسبب تزايد عدد المصابين بالكورونا .
لا حديث للناس ، في هذه الأيام ، يعلو ويطغى مثل حديثهم عن التطعيم . في الحافلة وفي الشارع وفي المقهى الكل يسأل :
- هل تطعمت ؟
أو يقول إنه ذاهب إلى أماكن التطعيم أو إنه منع من دخول كذا أو لم تجدد له رخصته أو ... كما لو أن الحياة لن تجري أو تستمر إلا بشهادة تطعيم .
وأنا جالس أمس في مقهى البرلمان أخذ صاحبه أبو الروح يحدثني عن صبانات المدينة التي لم يعد يعمل منها إلا اثنتان . هل خلا حديثنا من الحديث عن التطعيم ؟
كنت أضع الكمامة فسألني أبو الروح إن تطعمت ، وأخرج من جيب بنطاله كمامتين يحملهما احتياطا مع أنه تطعم ، وكان بعض المارة أيضا يتحدثون عن أماكن جديدة للتطعيم .
فايزر استرازنكا سبوتينك جرعة واحدة جرعتان الام خفيفة الام متوسطة وهلم جرا و ... .
وأنا أكتب عن رواية المنفى ، وأعد إبراهيم نصرالله كاتبا من كتابها ، يسألني الكاتب الأردني محمد داوودية إن كان نصرالله يعد حقا من كتاب المنفى ، فأجببه بأنه ولد في مخيم الوحدات والمخيم رمز من رموز المنفى حتى لو كانت الأردن تمنحه حقوق المواطنة الأردنية كاملة . ولا يخرجني من التفكير في أمر الكورونا والتطعيم إلا الكتابة عن رواية المنفى .
عندما كنت أحاضر في جامعة النجاح الوطنية عن المنفى كان أطرف ما سمعته أن سكان إحدى قرى نابلس كان يدفنون موتى مواطني القرية في مقبرة وموتى الوافدين إليها المقيمين فيها في مقبرة ثانية ، ما جعلني أسأل عن الأمر .
عدنا والعود أحمد وفي ساعات المساء مررت على مخيم بلاطة وكان بعض المواطنين على مدخله يجلسون في وسط الشارع يستمتعون بأجواء الليل غير عابئين بالكورونا أو أنهم اطمأنوا إلى فاعلية التطعيم . كانت أجواء الليل رطبة والنسيم عليلا . إنه نهاية آب وبداية أيلول ومثلنا الشعبي يقول " أيلول طرفه مبلول " .
صباح الخير
خربشات
١ أيلول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى