وأنا أتابع قصة الأسيرة أنهار الديك التي لم يسمح لها بالولادة في المشفى ، فأنجبت في السجن ، تذكرت المقطع التاسع من الكتاب الأول من رواية إميل حبيبي " المتشائل " الذي يجري فيه ، في الليلة الأولى لإقامة الدولة العبرية ، حوار بين سعيد أبي النحس ومعلمه حول اليهود .
يرد في الحوار :
- والحقيقة يا ولدي أنهم ليسوا أسوأ من غيرهم في التاريخ .
فهززت رأسي استحسانا .
فقال : حقا أنهم هدموا القرى التي ذكرها القوم ، وشردوا أهلها ، ولكن، يا والدي ، إن في قلوبهم لرأفة لم يحظ بها أجدادنا من الغزاة الذين سبقوهم . "
ويقارن المعلم بين ما فعله الصليبيون في عكا حين احتلوها في سنة ١١٠٤ وما فعله اليهود حين احتلوها في ١٩٤٨ . ذبح الصليبيون السكان ، في حين اكتفى اليهود بطردهم .
قياسا على ما سبق فإن أنهار الديك لو عاشت في زمن الغزو الصليبي لذبحت هي وجنينها ، فاليهود أرحم إذ سمحوا لها بالولادة ، وإن في السجن .
ولا أعرف ماذا سيكون رأي إميل حبيبي لو امتد به العمر وشاهد ما قام به الطيران الإسرائيلي في حروبه ضد لبنان وقطاع غزة في الأعوام ٢٠٠٦ و٢٠٠٩ و٢٠١٢ و٢٠١٤ و٢٠٢١ .
طبعا تابع إميل حبيبي قصف بيروت في ١٩٨٢ ، وللأسف فليس لدي أرشيف خاص بالمقالات التي كتبها في حينه .
هل اليهود حقا أرحم من غيرهم في التاريخ ؟
المشكلة تكمن في أن رواية " المتشائل " رواية ساخرة ومن الصعب أن تقرر رأيا نهائيا لكاتبها في كثير من ملفوظاته : أكان جادا أم كان ساخرا ؟!
أنهار الديك تضع مولودها في السجن ، وثمة سجانون عرب أيضا سجنوا الأم ووليدها في زنزانة ، عقابا لها على مواقف أبيها السياسية . هل تذكرون قصة العصفور التي رواها ميشيل كيلو ؟
لطالما وحد بعض كتابنا ، مثل محمود درويش ووليد سيف ، بين الغزاة والطغاة . هل أدافع عن أبناء العمومة ؟
لا أظن ذلك ، إنما الدنيا حكايات ، والحرية لأنهار الديك ووليدها ، والخزي لسالبي الحقوق ومغتصبي الأوطان والحريات .
صباح الخير
خربشات
٣ أيلول ٢٠٢١ .
يرد في الحوار :
- والحقيقة يا ولدي أنهم ليسوا أسوأ من غيرهم في التاريخ .
فهززت رأسي استحسانا .
فقال : حقا أنهم هدموا القرى التي ذكرها القوم ، وشردوا أهلها ، ولكن، يا والدي ، إن في قلوبهم لرأفة لم يحظ بها أجدادنا من الغزاة الذين سبقوهم . "
ويقارن المعلم بين ما فعله الصليبيون في عكا حين احتلوها في سنة ١١٠٤ وما فعله اليهود حين احتلوها في ١٩٤٨ . ذبح الصليبيون السكان ، في حين اكتفى اليهود بطردهم .
قياسا على ما سبق فإن أنهار الديك لو عاشت في زمن الغزو الصليبي لذبحت هي وجنينها ، فاليهود أرحم إذ سمحوا لها بالولادة ، وإن في السجن .
ولا أعرف ماذا سيكون رأي إميل حبيبي لو امتد به العمر وشاهد ما قام به الطيران الإسرائيلي في حروبه ضد لبنان وقطاع غزة في الأعوام ٢٠٠٦ و٢٠٠٩ و٢٠١٢ و٢٠١٤ و٢٠٢١ .
طبعا تابع إميل حبيبي قصف بيروت في ١٩٨٢ ، وللأسف فليس لدي أرشيف خاص بالمقالات التي كتبها في حينه .
هل اليهود حقا أرحم من غيرهم في التاريخ ؟
المشكلة تكمن في أن رواية " المتشائل " رواية ساخرة ومن الصعب أن تقرر رأيا نهائيا لكاتبها في كثير من ملفوظاته : أكان جادا أم كان ساخرا ؟!
أنهار الديك تضع مولودها في السجن ، وثمة سجانون عرب أيضا سجنوا الأم ووليدها في زنزانة ، عقابا لها على مواقف أبيها السياسية . هل تذكرون قصة العصفور التي رواها ميشيل كيلو ؟
لطالما وحد بعض كتابنا ، مثل محمود درويش ووليد سيف ، بين الغزاة والطغاة . هل أدافع عن أبناء العمومة ؟
لا أظن ذلك ، إنما الدنيا حكايات ، والحرية لأنهار الديك ووليدها ، والخزي لسالبي الحقوق ومغتصبي الأوطان والحريات .
صباح الخير
خربشات
٣ أيلول ٢٠٢١ .