[HEADING=2]يظهر عبد الرحمن فهمي في هذه المسرحية الوجه البشع للحروب التي تقوم بها بعض الدول الأوروبية معتدية من خلالها على بلاد أخرى، خاصة حرب العدوان الثلاثي على مصر سنة ١٩٥٦، التي خاضتها إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، وقاومها الجيش والشعب المصري، وردوا كيد هذا العدوان الغاشم، واندحرت هذه الدول الثلاث، لا سيما إنجلترا وفرنسا اللتان خرجتا من إطار الدول العظمى بعد هذه الحر[/HEADING]
ويعرض المؤلف في هذه المسرحية أسرة إنجليزية تعيش في إنجلترا - وإن كان المؤلف لم يذكر صراحة أن تلك الدولة هي إنجلترا، ولكننا نستشف ذلك من الأحداث التي تجري في هذه المسرحية- ونرى فيها بول - الذي يحتل منصب وزير في بلاده - يغضب من أمه حين تتحدث عن خبر قرأته مع الخادم موريس في إحدى الجرائد عن أن جمال عبد العناصر بموافقته على قرار وقف الحرب في هيئة الأمم خلال العدوان الثلاثي على مصر قد أنقذ العالم من حرب عالمية ثالثة، ويقول لها: كان لا بد أن تستمر هذه الحرب، ونقتل المزيد من المصريين؛ حتى نحقق أهدافنا في الاستحواذ على قناة السويس وعلى مصر أيضا، وتعارضه أمه في كلامه هذا، وتذكره أن الحرب ليس وراءها غير الخراب والدمار، بدليل أن أخاه الأصغر قد مات في الحرب العالمية الأولى، وأنه هو نفسه قد أسر من قبل الجوستابو الألماني في الحرب العالمية الثانية، وأطلق سراحه منها بعد ذلك، ولا يقتنع بول بكلامها هذا، ويصر على أن تستمر الحروب التي تعلي من قدر الرجل الأبيض، وتجعله يستعبد غيره من أبناء الأمم الأخرى خاصة في القارة السمراء إفريقيا.
وفي ذلك الوقت الذي كان بول يتحدث مع أمه يشاع أن هناك عدوا مجهولا قد اعتدى على البلاد، وأنه يوشك أن يدمرها، وهنا لا يفكر بول في غير النجاة بنفسه، ويطلب إلى زوجته كريستين أن تبقى مع أمه القعيدة في ذلك البيت، وأن يذهب هو مع ابنه الصغير أنطوان لصديقه ولفريد ليحملهما معه على طائرته الخاصة التي ليس بها سوى ثلاثة مقاعد، ويهددها بالسلاح ليجبرها على أن ترضخ لكلامه هذا، فتفاجئه بأن ولفريد عشيقها منذ عدة سنوات، وأنه الوالد الحقيقي لأنطوان، وتقول له: ولهذا فإن ولفريد لن يأخذ معه في طائرته غيرها وغير أنطوان ابنه، فيصعق بول من هذه الصدمة، وتخرج كريستين مع أنطوان من البيت، ويبقى بول مع أمه فيه غير راغب في النجاة والحياة عكس ما كان عليه أمره قبل اكتشافه لهذا الأمر.
ثم نكتشف فجأة أن تلك الحرب التي ظن الجميع أنها قامت من قبل عدو مجهول أنها لم تقم، وأن صفارات الإنذار قد أطلقت على سبيل الخطأ، كما أن المدافع التي سمع أصوات دوي طلقاتها كانت تطلق خلال عملية عسكرية تدريبية تنفذها بعض فرق من الجيش.
وترسل كريستين رسالة إلى بول، تقول له فيها: إنها قد كذبت عليه حين قالت له: إن أنطوان ليس ابنه؛ وذلك حين رأت أنانيته في رغبته في التخلي عنها والنجاة بنفسه حين ظن أن الحرب قد وقعت، وذكرت له أيضا في هذه الرسالة انها ستذهب بأنطوان لمكان بعيد مجهول، وأنه لن يراها وابنهما أنطوان بعد ذلك أبدا.
ويكون لكل هذه الأحداث الغريبة وقع شديد على بول، فيوافق أمه على ان الحرب شر كبير، وأنه كان مخطئا حين نادى باستمرارها في هيئة الأمم، ويقول لها: إنه سيجمع صوته لصوت عبد الناصر في الدعوة لإيقاف الحرب في هيئة الأمم.
ولا شك أننا نرى في هذه المسرحية دعوة حميدة لنبذ الحروب التي تقوم من قبل دول كبرى على دول أخرى أقل قدرات منها لاحتلالها واستنزاف خيراتها، ولكن الأحداث التي رأيناها في هذه المسرحية تبدو ملفقة، ولا يوجد إحكام في نسجها، كما رأينا هذا من عرضنا السابق لها.
ويعرض المؤلف في هذه المسرحية أسرة إنجليزية تعيش في إنجلترا - وإن كان المؤلف لم يذكر صراحة أن تلك الدولة هي إنجلترا، ولكننا نستشف ذلك من الأحداث التي تجري في هذه المسرحية- ونرى فيها بول - الذي يحتل منصب وزير في بلاده - يغضب من أمه حين تتحدث عن خبر قرأته مع الخادم موريس في إحدى الجرائد عن أن جمال عبد العناصر بموافقته على قرار وقف الحرب في هيئة الأمم خلال العدوان الثلاثي على مصر قد أنقذ العالم من حرب عالمية ثالثة، ويقول لها: كان لا بد أن تستمر هذه الحرب، ونقتل المزيد من المصريين؛ حتى نحقق أهدافنا في الاستحواذ على قناة السويس وعلى مصر أيضا، وتعارضه أمه في كلامه هذا، وتذكره أن الحرب ليس وراءها غير الخراب والدمار، بدليل أن أخاه الأصغر قد مات في الحرب العالمية الأولى، وأنه هو نفسه قد أسر من قبل الجوستابو الألماني في الحرب العالمية الثانية، وأطلق سراحه منها بعد ذلك، ولا يقتنع بول بكلامها هذا، ويصر على أن تستمر الحروب التي تعلي من قدر الرجل الأبيض، وتجعله يستعبد غيره من أبناء الأمم الأخرى خاصة في القارة السمراء إفريقيا.
وفي ذلك الوقت الذي كان بول يتحدث مع أمه يشاع أن هناك عدوا مجهولا قد اعتدى على البلاد، وأنه يوشك أن يدمرها، وهنا لا يفكر بول في غير النجاة بنفسه، ويطلب إلى زوجته كريستين أن تبقى مع أمه القعيدة في ذلك البيت، وأن يذهب هو مع ابنه الصغير أنطوان لصديقه ولفريد ليحملهما معه على طائرته الخاصة التي ليس بها سوى ثلاثة مقاعد، ويهددها بالسلاح ليجبرها على أن ترضخ لكلامه هذا، فتفاجئه بأن ولفريد عشيقها منذ عدة سنوات، وأنه الوالد الحقيقي لأنطوان، وتقول له: ولهذا فإن ولفريد لن يأخذ معه في طائرته غيرها وغير أنطوان ابنه، فيصعق بول من هذه الصدمة، وتخرج كريستين مع أنطوان من البيت، ويبقى بول مع أمه فيه غير راغب في النجاة والحياة عكس ما كان عليه أمره قبل اكتشافه لهذا الأمر.
ثم نكتشف فجأة أن تلك الحرب التي ظن الجميع أنها قامت من قبل عدو مجهول أنها لم تقم، وأن صفارات الإنذار قد أطلقت على سبيل الخطأ، كما أن المدافع التي سمع أصوات دوي طلقاتها كانت تطلق خلال عملية عسكرية تدريبية تنفذها بعض فرق من الجيش.
وترسل كريستين رسالة إلى بول، تقول له فيها: إنها قد كذبت عليه حين قالت له: إن أنطوان ليس ابنه؛ وذلك حين رأت أنانيته في رغبته في التخلي عنها والنجاة بنفسه حين ظن أن الحرب قد وقعت، وذكرت له أيضا في هذه الرسالة انها ستذهب بأنطوان لمكان بعيد مجهول، وأنه لن يراها وابنهما أنطوان بعد ذلك أبدا.
ويكون لكل هذه الأحداث الغريبة وقع شديد على بول، فيوافق أمه على ان الحرب شر كبير، وأنه كان مخطئا حين نادى باستمرارها في هيئة الأمم، ويقول لها: إنه سيجمع صوته لصوت عبد الناصر في الدعوة لإيقاف الحرب في هيئة الأمم.
ولا شك أننا نرى في هذه المسرحية دعوة حميدة لنبذ الحروب التي تقوم من قبل دول كبرى على دول أخرى أقل قدرات منها لاحتلالها واستنزاف خيراتها، ولكن الأحداث التي رأيناها في هذه المسرحية تبدو ملفقة، ولا يوجد إحكام في نسجها، كما رأينا هذا من عرضنا السابق لها.